بكرة (١) (يُسارِعُ لَهُمْ) ورُويَ عنه أيضاً : (يُسَارَعُ لَهُم) بفتح الراء ، والذي قبله بكسر الراء. وقرأ الناس (نُسَارَعُ) بالنون والألف.
قال أبو الفتح : هنا على قراءَةِ الكافة إلاَّ عبد الرحمن ضمير محذوف أي : أَيَحَسَبون أَنَّ ما نَمِدَّهم بهِ من مال وبنينَ نُسَارِعُ لَهم بهِ في الخيراتِ أو نسرع لهم به ، أو يسارع لهم به في الخيرات؟ فحذفت (به) للعلم بها كما حُذِفَ الضميرُ في قولِهم : السَّمْنُ مَنَوَان بدرهَم (٢) أي منوان منه بدرهم ، فكأنّ (به) المتقدّمة في الصلة من قوله : (نُمِدُّهُمْ بِهِ) (٣) صارتْ عِوَضاً من اللفظ بها ثانية (٤).
ومعناه إنَّا لا نُقدِّمُهُ لهم إرادةً للخير بلْ هو إملاءٌ واستخراجٌ لهم ، كقوله جلَّ وعزَّ : (وَلَوْلاَ أنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمةً وَاحِدَةً لَجَعْلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بالرَّحْمَنِ لِبُيوتِهِم سُقُفاً مِنْ فِضَّة) (٥) إلى آخر ذلِك وغيره من الآي في معناه.
وأَما قراءةَ عبد الرحمن بن أبي بكرة (يُسَارِع) بكسر الراء ، وبالياء فلا حاجةَ به إلى تقديرِ حذفِ الضمير لأنَّ في الفعل ضميراً يعودُ على (ما) من
__________________
(١) نسبت هذه القراءة في البحر المحيط : ٦ / ٤١٠ إلى عبد الرحمن بن أبي بكرة وإلى السلمي.
(٢) انظر : الأصول في النحو : ١ / ٧٦ و ٣١٦ والهمع : ١ / ٩٧ وشرح الكافية : ١ / ٩١ وشرح الأشموني : ١ / ٢٠٥.
(٣) من قوله تعالى من سورة المؤمنون : ٢٣ / ٥٥ : (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَال وَبَنِينَ).
(٤) قال هشام بن معاوية الضرير المعنى : نُسَارع لهم فيهِ. انظر : مشكل إعراب القرآن : ٢ / ٥٠٥ والبحر المحيط : ٦ / ٤٠٩ وأشار إلى ذلك ابن الأنباري في البيان : ٢ / ١٨٦ ولم يُنسبْ إلى هشام.
(٥) سورة الزخرف : ٤٣ / ٣٣.