فقوله : وَهُمِ القضاة ومنهمِ الحكام ، فيحتمل
كسر الميم وجهين :
أحدهما : أنْ يكونَ حَرَّكَهُ لالتقاءِ الساكنين.
والآخر : أنْ يكونَ على لغةِ من قالَ عليهُمِي ، فحذفَ الياءَ
، لالتقاء الساكنين من اللفظ ، وهو ينويها في الوقف.
ووجهٌ ثالثٌ : أَنْ
يكونَ على لغةِ مَن قالَ عليهُمِ بكسر الميم من غير ياء.
وقوله : (همِ
الناس) يَحتَمِلُ أَيضاً هذه الأَوجهَ الثلاثةَ.
وروينا عن قطرب
أَيضاً : عافاكمِ الله ، ففيه أيضاً مَا فِيَما قَبْلَهُ ، واللغات في هَذا
وَنَحوِه كَثير .
وَقَرَأ عبد
الله بن يزيد : (أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهُ رِجَالٌ) بكسرِ هاءِ (فيه) الأولى ، وَضَمِّ هاءِ (فيه) الآخرة مُخْتَلَسَتينِ.
قال أبو الفتح
: أصلُ حركةِ هذهِ الهاءِ الضمُّ ، وإنَّما تكسَرُ إذَا وَقَعَ قبلَها كسرة أَو
ياء ساكنة كقولِك : مررتُ بهِ ونزلت عليهِ. وقد يجوز الضَّمُّ مع الكسرة والياء ، وقد
يجوز إشباعُ الكسرةِ والضَّمَّةِ ومطلها إلى أَنْ تحدثُ الواوُ والياءُ بعدهمَا
نحو مررتُ بهِي وبهُو ، ونزلتُ عليهِي وعليهُو ، وهذا مشروح في أماكنه لكنَّ
القولَ في كسر (فيه) الأولى وضم (فيه) الثانية.
والجواب : أَنَّهُ
لو كسرهما جميعاً أَو ضمهما جميعاً لكان جميلاً حسناً
__________________