ابن جريج ، أخبرني عطاء أنه سمع أبا هريرة والناس يسألونه يقول : لو لا أنه أنزل في سورة البقرة ما أخبرت (١) من شيء. لو لا أنه قال : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)(٢).
أخبرنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو العباس بن قتيبة ، نا حرملة ، أنا ابن وهب ، أخبرني يونس قال : قال ابن شهاب ، وقال ابن المسيب : إنّ أبا هريرة قال : يقولون إنّ أبا هريرة قد أكثر الحديث ، والله الموعد ، ويقولون : ما بال المهاجرين والأنصار لا يتحدّثون مثل أحاديثه ، وسأخبركم عن ذلك ، إنّ إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أرضيهم ، وأما إخواني المهاجرون فكان يشغلهم الصفق بالأسواق ، وكنت ألزم على ملء بطني ، فأشهد ما غابوا ، وأحفظ ما نسوا ، ولقد قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما : «أيكم يبسط ثوبه فيأخذ من حديثي هذا ، ثم يجمعه إلى صدره فإنه لا ينسى شيئا سمعه» فبسطت بردة عليّ حتى فرغ من حديثه ، ثم جمعتها إلى صدري فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدّثني به ، ولو لا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدّثت شيئا أبدا (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى) إلى آخر الآيتين [١٣٦٢١].
أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور بن محمّد السمعاني ...... (٣) ، قال : أنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، نا محمّد بن يعقوب (٤) الأصم ، نا إبراهيم بن سليمان ، نا ابن آدم ، ثم نا ابن لهيعة ، نا أبو الأسود ، عن عبد الرّحمن بن سعد مولى الأسود ، وعن عكرمة أن أبا هريرة كان يقول : إن رجالا يقولون : إنّ أبا هريرة يكثر ولم يسمع هذا ، ولعمري ....... (٥) حدثكم عني هو لكم هدى وكان ....... (٦).
وقد روي عن زيد بن ثابت ما يشهد لهذه الأحاديث بالصحة.
أخبرناه أبو المعالي محمّد بن إسماعيل بن محمّد الفارسي ، أنا أبو بكر أحمد بن
__________________
(١) تحرفت بالأصل إلى : اخترت.
(٢) سورة البقرة ، الآية : ١٥٩.
(٣) بياض بالأصل.
(٤) غير واضحة بالأصل.
(٥) بياض بمقدار كلمة بالأصل.
(٦) بياض بالأصل بمقدار حوالي السطر.