(الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ)
عضين جميع عضة ، وأصلها عضوة فنقصت الواو ولذلك جمعت عضين ، مأخوذ من الأعضاء ، يقال : عضيت الشيء أيّ فرقتّه وبعّضته.
والسؤال : من هم هؤلاء؟
قال بعضهم : انهم اليهود والنصارى قبل الإسلام (الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً. كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) ، والمراد من القرآن هو كتاب الله.
بينما قال البعض : ان طائفة من قريش قسموا القرآن فقالوا : هذا سحر ـ هذا كذب ـ هذا شعر ، وكانوا ينتشرون في شعاب مكة يضلون الناس عن القرآن ، فعذبهم الله ، وأهلكهم جميعا.
ويبدو أن التفسير الأول : أقرب بالرغم من أن القرآن مثله كمثل الشمس يجري في عهد اليهود والنصارى ، كما يجري في عهد المسلمين الأول في أولئك المستهزئين ، وفي عهدنا يجري في أولئك الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض بينما القرآن نزل (مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ) آمنوا ، وكلّه من عند الله.
[٩٢] ولكن هل يترك هؤلاء. أم هل يكتفي ربنا بعذابهم في الدنيا. كلا .. بل ان لهم يوما للحساب طويلا.
(فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)
[٩٣] (عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ)
[٩٤] أما أنت يا رسول الله فعليك بالإنذار بكلّ وضوح.