ثانيا : قد يدعوه ذلك الحزن الى محاولة إكراههم على الإيمان بصورة أو بأخرى مما يتنافى وسنة الاختيار ، وقد يتم ذلك عن طريق التنازل عن بعض أركان الدين كما فعلت الكنيسة في بعض عصورها فحرفت تعاليم السماء رغبة في توسيع رقعة نفوذها والحصول على المزيد من الأتباع.
(وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)
اشارة الى الرفق بهم ، والاهتمام بشؤونهم كما يفعل الطائر إذا أراد أن يضم اليه أفراخه حين يبسط أجنحته عليها ثم يخفضها لها. (١)
التجزيئيون في الميزان :
[٨٩] وبقدر ما يهتم الرسول بالمؤمنين يذر الكفار لشؤونهم ، ويكتفي بإنذارهم لأن الإيمان أو الكفر لا بد أن يكونا بحرية الفرد التامة.
(وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ)
[٩٠] وينذر الرسول كلّ الناس ، بعذاب شديد لو تركوا القرآن أو قسموه أقساما ، فتركوا جزء منه ذلك الذي يخالف هواهم.
(كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ)
أي أنزل العذاب عليهم.
[٩١] أما المقتسمون فهم الذين فرقوا دينهم وهم :
__________________
(١) المصدر.