متشابهة وهي مثاني ، كما ان نعم الكفار ذات ألوان وهي أزواج. بعضها يزين بعضا ، وآيات القرآن بعضها يفسر بعضا.
ويظهر من هذا البيان ان القرآن العظيم هو السبع المثاني ولا منافاة بين التفسيرين. التفسير الذي يقول : ان معنى المثاني هو الحمد ، والتفسير الذي يقول أنه القرآن كله لأن القرآن كله قد أوجز في تلك السورة.
[٨٨] والمؤمن يستغني بما لديه من ينابيع المعرفة ، عما يملكه الآخرون من متع الحياة الدنيا ، فلا يطيل النظر فيما يملكه أولئك من زهرة الحياة الدنيا.
(لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ)
قال في الميزان : المراد بالأزواج : الأزواج من الرجال والنساء ، أو الأصناف من الناس كالوثنيين واليهود والنصارى والمجوس والمعنى لا تتجاوز عن النظر عما انعمناك به من النعم الظاهرة والباطنة الى ما متعنا به أزواجا قليلة أو أصنافا من الكفار. (١)
(وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ)
فلا تأبه بكفرهم لان من يبالغ في الاهتمام بالكفار قد يقع في بعض الأخطاء.
أولا : قد ينشغل بذلك عن الاهتمام الجدي بالفئة المؤمنة ، والسعي وراء تربيتهم وتعبئة طاقاتهم ، كالذي يؤتيه الله أرضا ، فلا يشكر الله عليها ، ولا يحرثها بل يفكر أبدا بتلك الأرض الاخرى التي لم يحصل عليها ، ويحزن عليها.
__________________
(١) الميزان ـ ج ١٣ ـ ص ٩٢.