[٥٦] ونفى إبراهيم أن يكون تساؤله بسبب قنوطه ويأسه من رحمة الله ، بل ربما كان بسبب عدم معرفة جدية البشارة ، لذلك نراه يؤكد ان الضالين الذين لا يعرفون إحاطة الله بقدرته وعلمه ورحمته على الكون ، هم وحدهم الذين يقنطون ، فما دام ربك واسع الرحمة ، قريب مجيب الدعاء ، وقادر على كلّ شيء. فلما ذا القنوط؟!
(قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)
[٥٧] ولما اطمأنت نفس إبراهيم الى أن ضيوفه ملائكة الله سألهم عن وجهتهم؟ لماذا هبطوا الى الأرض هل لمجرد بشارته ، أم لأمر جلل.
(قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ)
الخطب : الأمر العظيم.
[٥٨] (قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ)
[٥٩] وعرف إبراهيم انهم ملائكة العذاب مبعوثون الى قوم لوط وتساءل عن مصير لوط ، فقالوا له :
(إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ)
هو ومن آمن معه من أهله وقومه.
[٦٠] وليس النجاة لآل لوط لأنهم ينتسبون اليه ـ لان عذاب الله أليم ، ولا تحيد عن الظالمين ـ لذلك فان امرأته جزاءها الله الهلاك.
(إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ)
أيّ الهالكين.