[٥٣] (قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ)
فلقد جئناك مبشرين لا منذرين ، ونحن ملائكة ربك ، والملائكة كما نعرف تتمثل في صورة بشر سوي كما تمثل لمريم.
[٥٤] وكان إبراهيم ينتظر بفارغ الصبر هذا الحدث السعيد ، وقد أشرف على اليأس بسبب طول الانتظار ، وها هو الرب يبشره ليس بالغلام فقط وإنما أيضا بأنه صاحب فضل وعلم ، وبالتالي هو الولي الذي ينتظره منذ وقت ليكون وارث علمه وهداه ، ولأن إبراهيم فوجئ بالأمر فقد كان رد فعله الأولى التعجب والاستغراب.
(قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ)
فانا قد احتواني عمري الطويل ، وقد شارفت على مرحلة الشيخوخة التي لا تقل عن المرض الذي يمس صاحبه. فكيف تبشروني؟!
(فَبِمَ تُبَشِّرُونَ)
هل هذه مجرد أماني وكلمات ترحاب يتبادلها الناس ، أم وعد مؤكد من الله.
[٥٥] (قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِ)
وبأمر من الله ، وليس مجرد أمنية حلوة نتمنى لك تحقيقها.
(فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ)
ذلك ان رحمة الله واسعة ، وتنزل على البشر بقدر أملهم في الله ، وثقتهم فيه ، فلما ذا اليأس.