(اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ شَدِيدٍ)
هذا صراط العزيز الذي أحاط بملكوته ما في السموات والأرض ، وينتقم بشدة ممن يكفر به ، أو يتنكب عن صراطه.
[٣] لا يجوز لنا نحن البشر ان نتكئ على رحمه الله وننسى عقابه ، ونأمن من انتقامه ، لان تجربتنا في الحياة كشفت لنا عن وجود الآلام والمآسي الى جانب البركات والرحمات ، ولكن بالرغم من ذلك نجد البعض يغترون بالجانب المخملي من الدنيا. لأنهم يفضّلون العاجلة على الآخرة.
(الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ)
فهم كالطفل لا ينظر ابعد من واقعه الحاضر ، ولا يؤمنون الا باللحظة التي هم فيها. أما المستقبل والعاقبة ، فهم يكفرون بهما ، شأنهم شأن الأنعام.
وهذه الجاهلية هي التي تدفعهم الى الكفر بما رواء حاضرهم المشهود من غيب معلوم.
وتراهم يصدون الآخرين عن سبيل الله ، ولا يدعون الناس يؤمنون باليوم الآخر ، ربما من أجل ابتزازهم واستغلالهم ، بل أكثر من هذا فهم يحتالون على فكر الناس ويضلونهم بغير علم ، من أجل تحكيم سيطرتهم على المستضعفين.
(وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)
إن الكافر الذي حليت الدنيا في عينه ، لا يردعه عن الشهوات والمصالح دين ، فاذا علم ان مصالحه تتعارض وتعاليم الدين فسوف يعارضها ، وإن وجد مقاومة من