أفضل للمتقين. فلما ذا لا يعقلون والحقيقة واضحة.
لقد أرسل إليهم رجالا فبلغوا رسالات الله فلم يستجيبوا لهم حتى إذا بلغوا درجة اليأس ، وظنوا انهم قد كذبوا فعلا جاءهم نصر الله. فنجى ربنا من شاء بينما لم يقدر أحد على رد بأسه سبحانه عن المجرمين. ان هذه هي عبرة قصص السابقين التي يستوعبها أولوا الألباب والعقول ، وليس حديثا يمكن ان يفتري انما هو كلام حق يصدق الأحاديث السابقة وبفصل كل شيء ويهدي المؤمنين. ويفلح به المؤمنون.
بينات من الآيات :
البشر وطبيعته :
[١٠٣] مبدئيا يجب على كل إنسان ان يكون مؤمنا. إذ ان الله أودع فيه العقل وانزل له الهدى. اما عمليا فان قليلا من الناس يرتفعون الى مستوى الايمان ، كما ان قليلا منهم يستفيد من طاقة العلم ومن كنوز الارادة التي استفاد منها كبار العباقرة من أبناء آدم. من هنا لا يجوز لصاحب الرسالة ان يصطدم بسبب عدم ايمان أكثر الناس. بل عليه ان يشكر الله كثيرا لايمان من آمن منهم لأنه قد وفق ان يكون سببا لصعود طائفة من أبناء البشر الى هذه القمة السامقة برغم الصعاب.
(وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)
[١٠٤] ولا يدل عدم ايمان الناس بالرسالة ان مصالحهم تضرب بالرسالة ، أو ان الرسول يطالبهم بأجر ، أو ان الرسالة قد هبطت لطائفة خاصة فقط. كلا ..
(وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ)
[١٠٥] كما لا يعني عدم إيمانهم قلة الآيات. لان الآيات كثيرة ومبثوثة في السماوات والأرض ولكنهم يعرضون عنها الى شهواتهم والى الضغوط القريبة.