بيوسف ، ويحزن لغيابه عنه ، كما قال : بأنه يخشى عليه من الذئب ، وبين لهم أنه قد يحدث ذلك وهم عنه غافلون ، فلا يمكنهم الوفاء بوعدهم لعدم قدرتهم على ذلك.
(قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ)
جاء في الحديث ان اخوة يوسف لم يخططوا لأبعاد المؤامرة جميعا ، بيد أن يعقوب عليه السلام أعطاهم بأقواله تبريرا لفعلهم ، فعرفوا أن المنطقة يرتادها الذئاب ، وأن بامكانهم ادعاء الغفلة ـ وهكذا ـ مما يدل على ضرورة التحذر في الحديث مع الكاذب.
[١٤] عادوا وأكدوا بشرفهم وبعصبتهم انهم سوف يحافظون على يوسف ، وقالوا كيف نسمح لأنفسنا ان يتلطخ شرفنا بهذا العار ، فلا نستطيع ان نحافظ على أخينا الصغير من الذئب انها خسارة لسمعتنا الغالية.
(قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ)
[١٥] فذهبوا بيوسف وأجمعت إرادتهم وعزائمهم على أمر واحد هو جعله في داخل البئر. دون ان يلقوه في مائها ليغرق ، بل ليلتقطه بعض السيارة ـ كما أوصاهم أخوه لاوي ـ.
(فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِ)
هناك أدركته رحمة ربه حيث جاءه الوحي يبشره بأنه منصور ، وانه سيأتي يوم بعيد تكون الأيام قد أنست هؤلاء فعلتهم القبيحة ، فيخبرهم يوسف بهذا الأمر الفضيع وهم لا يشعرون.
(وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)