يعلم ما يخفيه الناس وما يظهرونه من نيّة وعمل. فيؤتيهم بصلاح نيّاتهم وأعمالهم. لذلك فهو قد اجتبى يوسف بحق ، وبقية القصة تدل على ذلك.
[٧] لقد كان في قصص يوسف. وقصص أخوته الذين كادوا له في البدء ثم تابوا وأصلحوا ـ كان للناس ـ فيها آيات تهديهم الى طبيعة الإنسان في كبوته أمام الشهوات ، ثم تعرضه للآلام ، وأخيرا توبته وإصلاح نفسه ، ولكن هذه العبرة ليست لكل الناس بل للسائلين منهم الذين يبحثون عن الحقيقة لإحساسهم بمدى الحاجة إليها.
(لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ)
فما هي تلك الآيات؟ سوف نجد نوعين من العبر التاريخية في قصة يوسف وأخوته.
الأولى : ان العاقبة للمتقين ، وهذا النوع يتبيّن لنا في نهاية القصة فقط.
الثانية : آيات تكشف نفسيّة البشر ، وطبيعة القوى المتناقضة في ذاته ، وكيف يعين الله عباده في الأوقات الحرجة ، وما أشبه من العبر التي تستوحى من اللحظات الحساسة في القصة. لذلك علينا أن نلاحظ في تدبرنا لقصة يوسف هذين النوعين من الآيات المفيدة للسائلين.
المؤامرة :
[٨] جلس أخوة يوسف يتآمرون وقالوا : ان يوسف وأخاه من أمه أحب الى قلب أبينا منا ، بينما نحن أكثر عددا منهم ، وينبغي ان نكون نحن الوارثين لأمجاد أبينا ، فأبونا إذا في ضلال مبين.