ويجرمون بحق الناس من أجلها ، ويفسدون في الأرض غرورا بها ، والله لا يهلك قرية صالحة ـ حاشا ربنا عن الظلم ـ انما يهلكهم لفسادهم.
بينات من الآيات :
ولا تركنوا إلى الذين ظلموا :
[١١٣] ليس الظالم وحده مجرم في المجتمع. بل الساكتون عنه أيضا مجرمون ، والمتعاونون معه شركاء في الظلم ، والله سبحانه ينهانا عن الركون الى الظالمين بالمودة القلبية ، وتقديم المشورة الفكرية لهم ، أو طاعتهم ودعمهم ماديا ، لأن كل ذلك سوف يسبب في اشتراكنا معهم في الجريمة ، وبالتالي نيل نصيبنا من العذاب الذي إذا جاء عم الجميع.
(وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ)
والركون ضد النفور وهو السكون الى شيء ، والاعتماد عليه عن رضا. لذلك يجوز السكوت عن الظالم ظاهرا ، تحينا للفرصة المناسبة للإطاحة به.
(وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ)
ان المجتمع الذي يسكت عن الظلم ، أو يسكن الى من يمارس الظلم بحقه لا يجد وليا ولا نصيرا لا في الأرض ولا في السماء ، فلا الله ينصر هذا المجتمع الراضي بالظلم لأنه يأمره بالتمرد على الظالمين ، ولا أولياء الله الذين ينتظرون تحرك المستضعفين ضد الظلمة حتى يتدخلوا الى جانبهم أما ان يحاربوا بديلا عنهم فلا ولا كرامة.
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) :
[١١٤] ولكي نقاوم إغراء السلطة والثروة اللتين يعتمد عليهما الظالمون ، ونقاوم