التوحيد وفروعه :
[٢] ومن الآيات
المحكمة الموجودة في الكتاب دعوته الصريحة إلى نبذ الشركاء من دونه.
(أَلَّا تَعْبُدُوا
إِلَّا اللهَ)
إذ أن التوحيد
بصيرة عامة تتفرع عنها سائر الشرائع الإلهية ، وبعدها تأتي الرسالة التي هي بدورها
فرع من فروع التوحيد.
(إِنَّنِي لَكُمْ
مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ)
[٣] واستغفار
الله فرع ثان للتوحيد. إذ حينما يعمر قلب الفرد بأيمان صادق بالله ، ويعرف عظمته
وكبرياءه ونعمه التي لا تحصى ، آنئذ يشعر الفرد بالصغار امام الله ، ويستغفره
ويتوسل اليه ، لذلك جاء في آية اخرى (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا
إِلهَ إِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ) حيث ان الاستغفار جاء بعد الايمان بالله لأنه فرع متصل
به ، وبعد حالة الاستغفار تأتي مرحلة التوبة وهي العودة الى الله وخلوص العبادة له
وإخلاص العمل في سبيله ، فلا يكفي الندم على ما مضى من الذنوب ، بل لا بد من إصلاح
المستقبل.
(وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ)
وبالاستغفار
والتوبة يوفّر الرب لعباده حياة طبيعية هنيئة ، إلى وقت محدود.
(يُمَتِّعْكُمْ
مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ)
__________________