يقول : من دفن في الحرم ، أمن من الفزع الأكبر.
فقلت [له :] (١) من برّ النّاس وفاجرهم؟
قال : من برّ النّاس وفاجرهم.
وفي من لا يحضره الفقيه (٢) : من مات في أحد الحرمين بعثه الله من الآمنين. ومن مات بين الحرمين لم ينشر له ديوان. ومن دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر.
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) : قصده للزّيارة ، على الوجه المخصوص.
والحجّ في الأصل ، القصد.
وقرأ حمزة والكسائيّ وعاصم ، في رواية حفص ، حجّ ، بالكسر ، وهي لغة [نجد] (٣)
وفي الكافي (٤) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة قال : كتبت إلى أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ بمسائل ، بعضها مع ابن بكير وبعضها مع أبي العبّاس ، فجاء الجواب بإملائه : سألت عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) ، يعني به الحجّ والعمرة جميعا ، لأنّهما مفروضان.
والحديث طويل ، أخذت منه موضع الحاجة.
وفي عيون الأخبار (٥) : في باب ذكر ما كتب به الرّضا ـ عليه السّلام ـ إلى محمّد بن سنان في جواب مسائله في العلل : وعلّة الحجّ ، الوفادة إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ وطلب الزّيادة والخروج من كلّ ما اقترف ، وليكون تائبا ممّا (٦) مضى مستأنفا لما يستقبل ، وما فيه من استخراج الأموال ، وتعب الأبدان وحظرها عن الشّهوات واللّذّات ، والتقرّب (٧) بالعبادة إلى الله ـ عزّ وجلّ ـ والخضوع والاستكانة والذّلّ ، شاخصا [إليه] (٨) في لحرّ والبرد والأمن والخوف ، دائبا (٩) في ذلك دائما (١٠) ، وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرّغبة
__________________
(١) من المصدر ور.
(٢) من لا يحضره الفقيه ١ / ١٤٧ ، ضمن حديث ٦٥٠.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ١٧٣. والزيادة من المصدر.
(٤) الكافي ٤ / ٢٦٤ ، ح ١.
(٥) عيون الأخبار ٢ / ٩٠.
(٦) هكذا في المصدر. وفي الأصل : «فيما». وفي ر : «ممّا له فيما.»
(٧) النسخ : «التقريب». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٨) من المصدر.
(٩) هكذا في المصدر. وفي النسخ : دائب.
(١٠) هكذا في المصدر. وفي النسخ : دائم.