عنده ولا تقاعده كائنا من كان.
(إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ) : في الكفر إن رضيتم به ، وإلّا ففي الإثم لقدرتكم على الإنكار والإعراض.
وفي من لا يحضره الفقيه (١) : قال أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ في وصيّته لابنه محمّد بن الحنفيّة : ففرض على السّمع أن لا تصغي به إلى المعاصي ، فقال ـ عزّ وجلّ ـ : (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ).
والحديث طويل ، أخذت منه موضع الحاجة.
(إِنَّ اللهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً) (١٤٠) : فإذا كان القاعد معهم مثلهم والله جامعهم في جهنّم ، فيجمع القاعد معهم فيها.
وقيل (٢) : إنّ هذا يؤيّد أن يكون المراد بالقاعدين قوما من المنافقين. فعلى هذا يكون معناه : إنّ الله يجمع المنافقين ، أي : القاعدين. والكافرين ، أي : المقعود معهم في جهنّم جميعا. وعلى هذا يلزم أن يكون قوله : «إذا» استدراكا ، لأنّ المنافقين مثل الكافرين قعدوا معهم أم لم يقعدوا. «إذا» ملغاة لوقوعها بين الاسم والخبر. ولذلك لم يذكر بعدها الفعل. وإفراد «مثلهم» لأنّه كالمصدر. أو بالاستغناء بالإضافة إلى الجمع.
وقرئ ، بالفتح ، على البناء لإضافته إلى مبنيّ. كقوله : (مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (٣).
(الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ) : ينتظرون وقوع أمر بكم. وهو بدل من «الّذين يتّخذون». أو صفة «للمنافقين والكافرين». أو ذمّ مرفوع ، أو منصوب. أو مبتدأ ، خبره.
(فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ) : مظاهرين لكم ، فأسهموا لنا فيما غنمتم.
(وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ) : من الحرب. فإنّها سجال.
(قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ) ، أي : ألم نغلبكم ونتمكّن من قتلكم ، فأبقينا
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ٢ / ٣٨٢ ، ح ١.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٢٥١.
(٣) نفس المصدر والموضع.