ـ عليهم السّلام ـ لمعلّقة (١) بالعرش تقول : اللهمّ صل من وصلني واقطع من قطعني ، ثمّ هي جارية [بعدها] (٢) في أرحام المؤمنين ، ثمّ تلا هذه الآية (٣).
(وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ) : إذا بلغوا ، وآنستم منهم رشدا ، كما في الآية الأخرى.
«اليتامى» جمع يتيم ، وهو الّذي مات أبوه من اليتم ، وهو الانفراد. ومنه : الدّرّة اليتيمة ، إمّا لأنّه لما جرى مجرى الأسماء ، كفارس وصاحب ، جمع على يتائم ، ثمّ قلب فقيل : يتامى. أو على أنّه جمع على يتمى ، كأسرى ، لأنّه من باب الآفات ، ثمّ جمع يتمى على يتامى ، كأسرى وأسارى.
ووروده في الآية ، إمّا للبلغ على الأصل ، أو على الاتّساع لقرب عهدهم بالصّغر ، حثّا على أن يدفع إليهم أموالهم أوّل بلوغهم ، قبل أن يزول عنهم هذا الاسم إن أونس منهم الرّشد ، ولذلك أمر بابتلائهم صغارا. أو لغير البلغ ، والحكم مقيّد ، وكأنّه قال : وآتوهم إذا بلغوا.
ويؤيّد الأوّل ما نقل (٤) : أنّ رجلا من غطفان كان معه مال كثير لابن أخ له يتيم ، فلمّا بلغ طلب المال منه فمنعه فنزلت ، فلمّا سمعها العمّ قال : أطعنا الله ورسوله ، نعوذ بالله من الحوب الكبير.
(وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ) :
قيل (٥) : لا تستبدلوا الحرام من أموالهم بالحلال من أموالكم ، أو الأمر الخبيث ، وهو اختزال أموالهم بالأمر الطّيّب ، الّذي هو حفظها.
وقيل (٦) : ولا تأخذوا الرّفيع من أموالهم ، وتعطوا الخسيس مكانها.
والبيضاويّ ، ضعّفه ، بأنّ هذا تبديل وليس بتبدّل (٧).
(وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) : ولا تأكلوها مضمومة إلى أموالكم ، مسوّين بينهما ، وهذا حلال والآخر حرام ، يعني : فيما زاد على أجره ، لقوله ـ تعالى ـ : (فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ).
(إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً) (٢) : ذنبا عظيما.
__________________
(١) هكذا في المصدر. وفي النسخ : المعلّقة.
(٢) من المصدر.
(٣) ذكر في المصدر نفس الآية بعد هذه العبارة.
(٤) أنوار التنزيل ١ / ٢٠٢.
(٥ و ٦) نفس المصدر والموضع.
(٧) نفس المصدر والموضع.