[وفي روضة الكافي (١) : يحيى الحلبيّ ، عن عبد الله بن مسكان ، عن أبي بصير قال : قلت : جعلت فداك [، أرأيت] (٢) الرّادّ عليّ هذا الأمر فهو كالرّادّ عليكم؟
فقال : يا أبا محمّد ، من ردّ عليك هذا الأمر فهو كالرّادّ على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وعلى الله ـ تبارك وتعالى ـ يا أبا محمّد ، إنّ الميّت على هذا الأمر شهيد.
قال : قلت : وإن مات على فراشه؟
قال : إي والله [وإن مات] (٣) على فراشه ، حيّ عند ربّه يرزق].(٤)
(فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) : وهو شرف الشّهادة ، والفوز بالحياة الأبديّة ، والقرب من الله تعالى والتّمتّع بنعيم الجنّة ، (وَيَسْتَبْشِرُونَ) : يسرّون بالبشارة ، (بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ) ، أي : بإخوانهم المؤمنين الّذين لم يقتلوا فيلحقوا بهم ، (مِنْ خَلْفِهِمْ) ، أي : الّذين من خلفهم ، زمانا أو رتبة ، (أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (١٧٠) : بدل من الّذين ، والمعنى ، أنّهم يستبشرون بما تبيّن (٥) لهم من أمر الآخرة ، وحال من تركوا خلفهم من المؤمنين ، وهو أنّهم إذا ماتوا أو قتلوا كانوا أحياء حياة أبديّة ، لا يكدّرها خوف وقوع محذور وحزن فوات محبوب.
في روضة الكافي (٦) : ابن محبوب ، عن الحارث بن محمّد بن النّعمان (٧) ، عن برير العجليّ قال : سألت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ ذكره ـ : (وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
قال : هم والله شيعتنا ، حين صارت أرواحهم في الجنّة واستقبلوا الكرامة من الله ـ عزّ وجلّ ـ علموا واستيقنوا أنّهم كانوا على الحقّ وعلى دين الله ـ عزّ ذكره ـ فاستبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم من خلفهم من المؤمنين ، ألّا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٨) : قال حدّثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي
__________________
(١) الكافي ٨ / ١٤٦ ، ح ١٢٠.
(٢ و ٣) من المصدر.
(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٥) أ : يتبيّن.
(٦) الكافي ٨ / ١٥٦ ، ح ١٤٦.
(٧) هكذا في المصدر. وفي النسخ : الحرث بن النعمان. وهي خطأ. ر. تنقيح المقال ١ / ٢٤٧ ، رقم ٢١٣٣.
(٨) تفسير القمي ١ / ١٢٧.