من غير تفاوت.
وفي أصول الكافي (١) ، عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن يزيد الكناسيّ قال : سألت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ أكان عيسى بن مريم حين تكلّم في المهد حجّة الله على أهل زمانه؟
فقال : كان يومئذ نبيّا حجّة الله غير مرسل ، أما تسمع لقوله حين قال (٢) : (إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا)
. والحديث طويل ، أخذت منه موضع الحاجة.
و «المهد» مصدر ، سمّي به ما يمهّد للصّبيّ من مضجعه.
و «الكهل» من خطّه الشّيب ورأيت له بجالة. ولذا قيل (٣) : والمراد وكهلا بعد نزوله.
[لأنّه رفع شابّا] (٤) وذكر أحواله المختلفة المتنافية إشارة (٥) إلى أنّه ممكن ليس بإله (٦).
(وَمِنَ الصَّالِحِينَ) (٤٦) : قال ثالث من «كلمة» أو ضميرها الّذي في «يكلّم».
(قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ) : تعجّب.
وقيل (٧) : استبعاد عاديّ ، أو استفهام عن أنّه يكون بتزوّج أو غيره.
(قالَ) : جبرئيل ، أو الله وجبرئيل حكى بها قوله تعالى : (كَذلِكِ اللهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (٤٧) ، أي : كما أنّه يقدر أن يخلق الأشياء بأسباب وموادّ متدرّجا ، يقدر أن يخلقها دفعة من غير ذلك.
(وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ) (٤٨) :
إمّا كلام مبتدأ ذكر تطييبا لقلبها ، وإزاحة لما همّها من خوف اللّوم على أنّها تلد من غير زوج. أو عطف على «يبشّرك» أو «وجيها».
__________________
(١) الكافي ١ / ٣٨٢ ، ضمن حديث ١.
(٢) مريم / ٣١.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ١٦١.
(٤) ليس في المصدر.
(٥) المصدر : إرشادا.
(٦) المصدر : «بمعزل عن الألوهيّة» بدل «ممكن ليس باله».
(٧) نفس المصدر والموضع.