لا عبرة به لنقصانه.
(وَبِكُفْرِهِمْ) : بعيسى. وهو معطوف على «بكفرهم» ، لأنّه من أسباب الطّبع.
أو على قوله : «فبما نقضهم». ويجوز أن يعطف مجموع هذا وما عطف عليه ، على مجموع ما قبله. ويكون تكرير ذكر الكفر إيذانا بتكرير كفرهم ، فإنّهم كفروا بموسى ثمّ بعيسى ثمّ بمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
(وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً) (١٥٦) ، يعني : نسبتها إلى الزّنا.
في أمالي الصّدوق ـ رحمه الله (١) ـ ، بإسناده إلى الصّادق ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، يقول فيه ـ عليه السّلام ـ لعلقمة : يا علقمة ، إنّ رضا النّاس لا يملك وألسنتهم لا تضبط ، ألم ينسبوا مريم ابنة عمران ـ عليها السّلام ـ (٢) إلى أنّها حملت بعيسى ـ عليه السّلام ـ من رجل نجّار اسمه يوسف.
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ) ، يعني : رسول الله بزعمهم.
ويحتمل أنّهم قالوه استهزاء ، ونظيره : (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ). وأن يكون استئنافا من الله بمدحه. أو وضعا للذّكر الحسن ، مكان ذكرهم القبيح.
(وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) : قد مضى ذكر هذه القصّة في سورة ، عند قوله ـ تعالى ـ : (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَ).
قيل (٣) : إنّما ذمّهم الله بما دلّ عليه الكلام من جرأتهم على الله ، وقصدهم قتل نبيّه المؤيّد بالمعجزات القاهرة ، وتبجّحهم به ، لا لقولهم هذا على حسب حسبانهم.
والظّاهر ، أنّ ذمّهم لجرأتهم ، وقولهم كليهما.
و «شبّه» مسند إلى الجار والمجرور ، وكأنّه قيل : ولكن وقع لهم التّشبيه بين عيسى والمقتول. أو إلى الأمر. أو إلى ضمير المقتول ، لدلالة «إنّا قتلنا» على أنّ ثمّة مقتولا.
وفي كتاب كمال الدّين وتمام النّعمة (٤) ، بإسناده إلى سدير الصّيرفيّ ، عن أبي
__________________
(١) أمالي الصدوق / ٩١ و ٩٢ ، ضمن حديث ٣.
(٢) المصدر : مريم بنت عمران ـ عليها السّلام ـ.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ٢٥٤.
(٤) كمال الدين وتمام النعمة / ٣٥٤ ، ح ٤٩.