.................................................................................................
______________________________________________________
(وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى) (١) فجعل الغنيمة مشتركة بين الغانمين وبين أهل الخمس ، وجعل الخمس مشتركا بين أهله. وقال تعالى (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) (٢) فجعل التركة مشتركة بين الورثة ، وقال تعالى (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ) (٣) فجعل الصدقات مشتركة بين أهلها ، لأنّ اللام للتمليك ، والواو للتشريك وأمّا السنة. فروى جابر بن عبد الله قال : نحرنا بالحديبية سبعين بدنة ، كلّ بدنة عن سبعة (٤) وقال النبيّ صلّى الله عليه وآله : يشترك البقر في الهدي (٥) وروى جابر عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنه قال : من كان له شريك في ربع أو حائط فلا يبيعه حتى يؤذن شريكه ، فإن رضي أخذه وان كره تركه (٦) وروي عن أبي المنهال أنه قال : كان زيد بن أرقم والبراء بن عازب شريكين فاشتريا فضة بنقد ونسيئة فبلغ ذلك النبي صلّى الله عليه وآله فأمرهما : أنّ كل ما كان بنقد فاجيزوه وما كان بنسيئة فردّوه (٧) وروى السائب بن أبي السائب قال : كنت شريكا للنبي صلّى الله عليه وآله في الجاهلية ، فلمّا قدم يوم فتح مكة قال : أتعرفني؟ قلت : نعم ، أنت شريكي ، وأنت خير شريك ، كنت لا توارى (٨) ولا تمارى (٩). فقال
__________________
(١) الأنفال : ٤١.
(٢) النساء : ١١.
(٣) التوبة : ٦٠.
(٤) عوالي اللئالى : ج ٣ ، باب الشركة ، ص ٢٤٤ الحديث ١ لاحظ ما علق عليه.
(٥) عوالي اللئالى : ج ٣ ، باب الشركة ، ص ٢٤٤ ذيل حديث ١ لاحظ ما علق عليه
(٦) سنن الدارمي : ج ٢ باب الشفعة ، بأدنى تفاوت في الألفاظ ، ورواه في التذكرة : ج ٢ ، في الشركة ص ٢١٩ عن بعض العامة.
(٧) المنتقى من أخبار المصطفى : ج ٢ كتاب الشركة والمضاربة ، الحديث ٣٠٢٥ ورواه في التذكرة : ج ٢ ، في الشركة ص ٢١٩.
(٨) الورى معناه ما توارى عنك واستتر (مجمع البحرين).
(٩) المماراة ، المجادلة ، ومنه قوله تعالى «فَلا تُمارِ فِيهِمْ» أي لا تجادل في أمر أصحاب الكهف (مجمع البحرين).