سواء كانت ركعة كصلاة الوتر أو ركعتين كسائر النوافل أو رباعية (١) كصلاة الأعرابي ، فيتخيّر عند الشك بين البناء على الأقل أو الأكثر إلّا أن يكون الأكثر مفسداً فيبني على الأقل ،
______________________________________________________
السلام) : «ليس عليك شيء» ، وأمّا لو كان ذلك مع إبدال «شيء» بـ «سهو» كما في بعض النسخ فلا تدلّ الصحيحة حينئذ إلّا على انتفاء حكم السهو وعدم الاعتناء بالشك ، الّذي نتيجته البناء على الأكثر ما لم يكن مفسداً وإلّا فعلى الأقل ، فيكون مساقها مساق ما تقدّم في كثير الشك. فلا دلالة لها حينئذ على التخيير بين الأقل والأكثر كما كان كذلك بناءً على نسخة (شيء) كما عرفت هذا.
ولكن نسخة (سهو) لم توجد إلّا في بعض كتب الفقهاء كصاحب الحدائق (١) وبعض من تأخّر عنه ، وإلّا فقد راجعنا مصادر الحديث وهي المعتمد من الكافي (٢) بطبعتيه القديمة والحديثة والوافي (٣) ومرآة العقول (٤) والوسائل فوجدنا اتّفاق الكلّ على ما أثبتناه مع نوع اختلاف بينها في ضمير الخطاب والغياب كما أشرنا إليه ، غير القادح في الاستدلال. فلا يعبأ إذن بتلك النسخة غير الموجودة في شيء من المصادر. وعليه فلا مانع من الاستدلال بالصحيحة على المطلوب حسبما عرفت.
(١) بلا خلاف فيه ، لإطلاق النص ، أعني صحيح ابن مسلم المتقدّم الشامل
__________________
(١) الحدائق ٩ : ٣٤٦.
(٢) الكافي ٣ : ٣٥٩ / ٦.
(٣) الوافي ٨ : ١٠٠٠ / ٧٥٩٢.
(٤) مرآة العقول ١٥ : ٢٢٦ / ٦.