عدم وصول الخلافة الى صاحبها الشرعي أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، رغم تأكيدات الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم على أن علياً هو وليّ الامر بعده ..
فانه ـ أعني سلمان ـ قد تولى على المدائن من قبل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بالذات ، واستمر والياً عليها سنوات كثيرة وإلى أن توفي رحمهالله ..
أضف إلى ذلك : أنه قد كُلّف باختيار موضع الكوفة ، ففعل ، وصلى فيه ركعتين ، ودعا بدعاء (١).
وعدا عن أنهم يقولون : إنه هو الذي أشار بحفر الخندق (٢) فانهم يقولون أيضاً : إنه حين رأى بعض مواضعه ضيقاً ، بحيث يمكن للخيل أن تثب عنه ، ويصل الاعداء إلى المسلمين. أمر بتوسعة ذلك الموضع منه ، حتى فوَّت الفرصة على المشركين (٣).
وقد نصب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم منجنيقاً على الطائف ، اتخذها سلمان الفارسي ويقال أيضاً : إنه هو الذي اشار بنصبها (٤).
هذا كله .. بالاضافة إلى مشاركته في الغزو ، وافتتاحه بعض البلاد (٥).
وكان المسلمون قد جعلوه رائد الجيش ، وداعية أهل فارس (٦).
فرحم الله سلمان الفارسي ، وأسكنه من جناته أفسحها منزلاً ، وافضلها غرفاً ؛ إنه وليّ قدير.
__________________
(١) نور القبس ص ٢٣٢ وتاريخ الامم والملوك ج ٤ ص ٤١ و ٤٢.
(٢) راجع : أنساب الاشراف للبلاذري (قسم حياة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم) ج ١ ص ٣٤٣ ، وتاريخ الامم والملوك ج ٢ ص ٥٦٦ ومغازي الواقدي ج ٢ ص ٤٤٥ وقاموس الرجال ج ٤ ص ٤٢٤.
(٣) راجع : مغازي الواقدي ج ٢ ص ٤٦٥.
(٤) انساب الاشراف (قسم حياة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم) ج ١ ص ٣٦٦ و ٣٧٧ وراجع : قاموس الرجال ج ٤ ص ٤٢٩ عنه.
(٥) مسند أحمد ج ٥ ص ٤٤٤ و ٤٤٠ و ٤٤١ وحلية الاولياء ج ١ ص ١٨٩ وراجع : طبقات المحدثين باصبهان ج ١ ص ٢٣٥ وذكر أخبار اصبهان ج ١ ص ٥٥.
(٦) تاريخ الامم والملوك ج ٤ ص ١٤ وراجع ج ٣ ص ٤٨٩.