الحارث ، عن أبيه ، قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : أخبرنا محمد بن عبدالله ، عن الزهري :
أنهما كانا ينكران كال مؤاخاة كانت بعد بدر ، ويقولان : قطعت بدر المواريث.
وسلمان يومئذٍ في رق ، وإنما عتق بعد ذلك. وأول غزوة غزاها : الخندق ، سنة خمس من الهجرة (١).
ولأجل ذلك ؛ فقد عبر البلاذري هنا بقوله : « .. وقوم يقولون : آخى بين أبي الدرداء ، وسلمان.
وإنما اسلم سلمان فيها بين أحد والخندق.
قال الواقدي : والعلماء ينكرون المؤاخاة بعد بعد ، ويقولون : قطعت بدر المواريث » (٢).
« .. وقال ابن أبي الحديد : قال أبو عمر : آخى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بينه وبين أبي الدرداء ، لما آخى بين المسلمين.
ولا يخفى ضعفه ، وغرابته » (٣).
ونقول : إن لنا على ما تقدم ملاحظات ، نجملها فيما يلي :
أولاً : قولهم إن المؤاخاة قد انقطعت بعد بدر ، لا يصح ، وقد تحدثنا عن ذلك في كتابنا : الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ج ٣ ص ٥٩/٦٠ فليراجعه من أراد. فلا داعي لاستغراب هؤلاء ، ولا مبرر لانكار أولئك.
وثانياً : قولهم : إن انقطاع المؤاخاة بعد بدر يلزمه عدم صحة مؤاخاة سلمان مع أحد من الناس ، لا يصح كذلك ، إذ لماذا لا يؤاخي قبل بدر بين سلمان وان
__________________
(١) طبقات ابن سعد ط ليدن ج ٤ قسم ١ ص ٦٠.
(٢) انساب الاشراف (قسم حياة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم) ج ١ ص ٢٧١.
(٣) نفس الرحمان ص ٨٥ عنه.