اعطائهم شيئاً اصلاً من شأنه ان يثيرهم عليه ، ويصبح ذلك بداية مشكلات كبيرة قد لا يكون أبو موسى قادراً على مواجهتها ، وعليه ... فلا يكون ذلك مخالفاً لرايه الذي ذكرنا بعض شواهده وأدلته.
ونجد في مقابل هذه السياسة العمرية سياسة اخرى علوية ، فان سياسة علي عليهالسلام جاءت لتجسد رأي الاسلام على أتم وجه ، واوفاه ، ويتضح ذلك بملاحظة ما يلي من نصوص :
١ ـ « قال مغيرة : كان علي عليهالسلام أميل الى الموالي ، وألطف بهم ، وكان عمر أشدّ تباعداً منهم » (١).
٢ ـ كما أنه عليهالسلام لم يكن يميز أحداً على أحد ، لا في العطاء ، ولا في غيره ؛ وذلك لانه لم يجد في القرآن لبني إسماعيل فضلاً على بني إسحاق على حد تعبيره في اجابته لتلك المرأة التي طالبته بأن يفضلها على اخرى غير عربية (٢).
وقد كان ذلك من أهم اسباب تقاعد العرب عنه.
وقد أشير عليه أن يميّز البعض على غيره ، من أجل أن تستقيم له الامور؛ فرفض ذلك ؛ حيث إنه لم يكن ليطلب النصر بالجور ، على حد تعبيره صلوات الله وسلامه عليه (٣).
__________________
(١) الغارات ج ٢ ص ٤٩٩.
(٢) راجع : الغارات ج ١ ص ٧٠ ، وأنساب الاشراف (بتحقيق المحمودي) ج ٢ ص ١٤١ وسنن البيهقي ج ٦ ص ٣٤٩ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ١٨٣ والكافي (الروضة) ص ٦٩ وحياة الصحابة ج ٢ ص ١١٢ عن البيهقي ، والبحار ج ٤١ ص ١٣٧ عن شرح النهج للمعتزلي الحنفي ج ١ ص ٢١٥ ـ ٢١٧ والغدير ج ٨ ص ٢٤٠ وبهج الصباغة ج ١٢ ص ١٩٧ ـ ٢٠٧ عن بعض من تقدم ، وعن مصادر اخرى وفي هامش الغارات عن : الوسائل ج ٢ ص ٤٣١ ط أمير بهادر وعن ثامن البحار ص ٧٣٩.
(٣) راجع : الامالي للشيخ المفيد ص ١٧٥/١٧٦ والامالي للشيخ الطوسي ج ١ ص ١٩٨/١٩٧ والغارات