فلم يلبث الرجل أن توفي ، فجزع عليه أهله جزعاً شديداً ، قال : فغبت عنهم ثم أتيتهم بعد ذلك ، فرأيت عزاءً حسناً ، فقلت : كيف عزاؤك أيتها المرأة؟ فقال : والله لقد أصبنا بمصيبة عظيمة بوفاة فلان رحمهالله ، وكان مما سخى بنفسي لرؤيا رأيتها الليلة ، قلت : وما تلك الرؤيا؟ قالت : رأيت فلاناً تعني الميت حياً سليماً ، فقلت : فلاناً؟ قال : نعم ، فقلت : انك ميت ، فقال لي : ولكني نجوت بكلمات لقنيهن أبو بكر ، ولو لا ذلك كدت أهلك (١).
وعن عمرو بن إلياس قال : دخلت أنا وأبي إلياس بن عمرو على أبي بكر الحضرمي وهو يجود بنفسه ، فقال : يا أبا عمرو ليست هذه بساعة الكذب ، أشهد على جعفر بن محمد عليهماالسلام أني سمعته يقول : لا تمس النار من مات وهو يقول بهذا الامر (٢).
هذا ونحوه يشهد بحسن اعتقاده ومدحه ، ولذلك عدوا حديثه حسناً إذا لم يكن في الطريق قادح من غير جهته.
والحق أن تتبع حاله يعطي أنه كان ثقة عندهم ، كما أشار اليه الفاضل القهپائي في حاشية كتابه الموسوم بمجمع الرجال عند ترجمة عبد الله هذا ناقلا عن الكشي وتقدم في البراء بن عازب بقوله فيه : ان عبد الله هذا من أصحابنا الجليل القدر العظام والصفي منهم حتى يرتقى حاله الى سنام التوثيق (٣).
وفي الكشي في ترجمة البراء بن عازم قال الكشي : روى جماعة من أصحابنا منهم أبو بكر الحضرمي ، وأبان بن تغلب ، والحسين بن أبي العلاء ، وصباح المزني ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام أن أمير المؤمنين عليهالسلام
__________________
(١) تهذيب الأحكام ١ / ٢٨٧ ، ح ٥.
(٢) اختيار معرفة الرجال ٢ / ٧١٦ ، برقم : ٧٨٩.
(٣) مجمع الرجال ٤ / ٤٤.