وقال الفاضل المازندراني قدسسره في شرحه على روضة الكافي بعد نقل رواية محمد بن الفضيل عن أبي جعفر عليهالسلام قال : ان لله عزوجل ديكاً رجلاه في الارض السابعة وعنقه مثنية (١) تحت العرش وجناحاه في الهواء ، اذا كان في نصف الليل أو الثلث الثاني من آخر الليل ضرب بجناحيه وصاح « سبوح قدوس ربنا الله الملك الحق المبين ، فلا اله غيره رب الملائكة والروح » فتضرب الديكة باجنحتها وتصيح (٢).
دل على جواز الاعتماد بهذه الصحيحة في معرفة انتصاف الليل ، وقد روي مثل ذلك في معرفة الزوال ، والحق جوازه عند عدم امكان المعرفة بأدلة أقوى منها ، خصوصاً مع تجربة صدقها (٣) انتهى كلامه رفع مقامه.
وهذا منه رحمهالله دل على عدم جواز العدول عما يفيد يقيناً أو ظناً قوياً الى ما يفيد ظناً ضعيفاً ، وعلى جواز الاعتماد بما يفيد ظناً بدخول الوقت وان كان ضعيفاً ، والعمل بمقتضاه اذا لم يكن هناك دليل أقوى منه.
وفيه وفي أصل الرواية تأمل ، فانها ضعيفة سنداً ومتناً ، فيشكل الاعتماد على مدلولها وبناء العمل عليه.
أما سنداً ، فلان فيه معلى بن محمد وهو ضعيف ومحمد بن الفضيل الراوي ، وهو بين مجهول وضعيف.
وأما متناً ، فلان نصف الليل بناءاً على ما ثبت من كرية الارض وعليه فقهاؤنا يختلف باختلاف البقاع والبلدان شرقية وغربية ، كما أن رؤية الهلال كذلك.
لذلك قال الفاضل العلامة في التذكرة : ان الارض كرة ، فجاز أن يرى
__________________
(١) فى الروضة : مثبتة.
(٢) الروضة من الكافى ٨ / ٢٧٢ ـ ٢٧٣.
(٣) شرح الكافى ١٢ / ٣٦٧.