كان اخاهم في النسب لكونه منهم ، وافراد القبيلة يسمون اخوة لانتسابهم جميعا الى اب القبيلة ، مثلما نقول : اخا اسد.
وان عادا كانت بلادهم في البادية من الشقوق (١) الى الاجفر اربعة منازل ، وكان لهم زرع ونخل كثير ، ولهم اعمار طويلة واجسام طويلة ، وكانوا جبارين واهل اوثان يعبدونها ، واوثانهم الثلاثة يقال لاحدها ـ ضرا ـ وللآخر خمور ، وللثالث الهباء.
بعث الله اليهم النبي هود عليهالسلام يدعوهم الى الاسلام وخلع الانداد فابوا ولم يؤمنوا بهود وآذوه ، فدعا عليهم فامسكت السماء عنهم المطر سبع سنين وقيل : ثلاث سنين حتى قحطوا ، وقال لهم هود عليهالسلام : ( ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ) (٢) فابوا الا تماديا.
فاما عاد ، كان من الجبابرة ، فهو : عاد بن عوض بن ارم بن سام بن نوح ، وهو عاد الاول ، وكانت مساكنهم مابين الشحر وعُمان وحضرموت بالاحقاف ، فكانوا جبارين ، حيث قال الله تعالى : ( واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة ) (٣).
وكانت مدينة عاد او جنة عاد ، فيها البساتين النظرة والاشجار المثمرة ، والقصور المشيدة بالاعمدة والاوتدة ، وكانت حصونا ومدائن ومصانع ومنازل وبساتين ، وكانت بلاد عاد اخصب بلاد العرب واكثرها انهارا وجنانا ، ولكنهم مع الاسف الشديد لم يشكروا الله على هذه النعمة التي انعمها عليهم بل عصوه
__________________
١ ـ الشقوق : هو منزل بطريق مكة ، وقيل كانت مساكنهم ما بين الشحر وعمان وحضرموت بالاحقاف » الكامل : ج ١ ص ٧٩.
٢ ـ هود : ٥٢.
٣ ـ الاعراف : ٦٩.