روي الثعلبي في العرائس عن ابن عباس
وغيره ما ملخصه.
ان ادريس سار ذات يوم فاصابه وهج الشمس
فقال : اني مشيت في الشمس يوما فتأذيت فكيف بمن يحملها مسيرة خمسمائة عام في يوم
واحد ! « ويريد بذلك الموقف يوم القيامة ».
اللهم خفف عنه ثقلها واحمل عنه حرها ، فاستجاب
الله له ، فاحس الملك الذي يحملها بذلك فسأل الله في ذلك فأخبره بما كان من دعاء
ادريس واستجابته ، فساله تعالى ان يجمع بينه وبين ادريس ويجعل بينهما خلة فاذن له.
مواعظه عليهالسلام في الموت
فكأن بالموت قد نزل ، فاشتد انينك ، وعرق
جبينك ، وتقلصت شفتاك ، وانكسر لسانك ، ويبس ريقك ، وعلا سواد عينيك بياض ، وازبد
فوك ، واهتز جميع بدنك ، وعالجت غصة الموت وسكراته ومرارته وزعقته ، ونوديت فلم تسمع.
ثم خرجت نفسك وصرت جيفة بين اهلك.
ان فيك لعبرة لغيرك ، فاعتبر في معاني
الموت ، ان الذي نزل نازل بك لا محالة.
وكل عمر وان طال فعن قليل يفنى ، لان كل
ما هو آت قريب لوقت معلوم.
فاعتبر بالموت يا ابن آدم ، واعلم ايها
الانسان ان اشد الموت ما قبله ، والموت اهون مما بعده من شدة اهوال يوم القيامة.
__________________