روحه ، قال : فرجع فوجده قد قبضه الله ، فغسلته الملائكة ، ثم وضع وامر هبة الله ان يتقدم ويصلي عليه ، فتقدم فصلى عليه والملائكة خلفه ، واوحى الله اليه ان يكبر عليه خمسا ، وان يسله « اي انتزعه واخرجه برفق » وان يسوي قبره ، ثم قال : هكذا فاصنعوا بموتاكم (١).
وعلى هذا قال الله تعالى : ( اذا جاء اجلهم فلا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون ) (٢) وكان هذا اول صلاة على ميت في الارض وتغسيل الميت وتكبيرات الخمسة ....
روي انه لما مرض آدم عليهالسلام مرض الموت ، دعا ابنه شيثا (٣) وقال له : يا بني ان اجلي قد حضر وانا مريض ، وان ربي قد انزل من سلطانه ما قد ترى ، وقد عهد الي فيما قد عهد ان اجعلك وصيي وخازن ما استودعني ، وهذا كتاب الوصية تحت راسي وفيه اثر العلم واسم الله الاكبر ، فاذا انا مت فخذ الصحيفة واياك ان يطلع عليها احد ، ... وفيها جميع ما تحتاج اليه من امور دينك ودنياك ....
وكانت هذه اول وصية وكتاب يكتب على الارض وعلى هذا جرت السنة في كتابة الانسان وصيته قبل ان يموت ليعلم اهله بما يريده بعد موته ...
__________________
١ ـ الخصال : ج ١ ص ١٣٥.
٢ ـ يونس : ٤٩.
٣ ـ لما ولد لآدم مولود سماه ـ شيث ـ فاوصى الله تعالى اليه : يا آدم انما هذا الغلام هبة مني اليك فسمه ـ هبة الله ـ فسماه آدم به ».