له : ما تشير علينا يا روبيل فانك رجل عالم حكيم ، فامرنا بامرك واشر علينا برايك.
فقال لهم روبيل : فاني ارى لكم واشير عليكم ان تنظروا اذا طلع الفجر من يوم الاربعاء في وسط الشهر ، ان تعزلوا الاطفال عن الامهات في اسفل الجبل ، وتقفوا النساء في سفح الجبل ... ، فاذا رايتم ريحا صفراء اقبلت من المشرق فعجوا الكبير منكم والصغير بالبكاء والصراخ والتضرع الى الله والتوبة اليه وارفعوا رؤوسكم الى السماء وقولوا : ربنا ظلمنا انفسنا وكذبنا نبينا وتبنا اليك من ذنوبنا وان لم تغفر لنا ولا ترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين ، فاقبل توبتنا وارحمنا يا ارحم الراحمين ، فاجمَعَ راي القوم على هذا.
فلما كان اليوم الموعود بنزول العذاب ، اقبلت ريح صفراء مظلمة لها صرير وحفيف وهدير ، فلما رأوها عجوا بالصراخ والبكاء والتضرع الى الله وتابوا اليه ، وصرخت الاطفال تطلب امهاتها ، وعجت سخال البهائم تطلب اللبن ، وعجت الانعام تطلب المرعى ، فلم يزالوا كذلك وروبيل يسمع صراخهم ويدعو الله بكشف العذاب عنهم.
فاستجاب الله دعاءهم وقبلَ توبتهم وابعد عنهم العذاب وانزله على الجبال والصحاري.
فلما رأى قوم يونس عليهالسلام ان العذاب قد صرف عنهم هبطوا من رؤوس الجبال الى منازلهم وضموا اليهم نساءهم واولادهم واموالهم وحمدوا الله على ما صرف عنهم.
فلما رجع يونس والعابد الى القرية ، قال روبيل العالِم الى تنوخا : اي الرايين كان اصوب واحق ان يتبع ، رأيي او رأيك؟ فقال له تنوخا : بل رأيك كان اصوب ، ولقد اشرت برأي الحكماء العلماء ، وما اعطاك ربك من الحكمة مع