فما
آتاني الله خير مما آتاكم بل انتم بهديتكم تفرحون )
فما قيمة المال ازاء مقام النبوة والعلم والهداية والتقوى ، بل انتم الذين تفرحون
بالهدايا والزخارف الدنيوية الزائلة.
وبعد ذلك التفت الى رسول الملكة الذي
جاء بالهدايا وقال له : ( ارجع اليهم فلنأتينهم
بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها اذلة وهم صاغرون )
وهذا التهديد كان تهديدا جديا واخذه الرسول بعين الاعتبار.
واخيرا عاد رسل ملكة سبأ مع هداياهم الى
ارضهم واخبروا الملكة بما شاهدوه وسمعوه ، كما بينوا عظمة ملك سليمان وجهاز حكومته
، ولم يكن كسائر الملوك ، بل هو مرسل من قبل الله ونبيا من انبياء الله العظام.
كما اتضح لهم جميعا انهم غير قادرين على
مواجهته عسكريا ، لذلك قررت الملكة ان تأتي بنفسها مع اشراف قومها الى سليمان ، ويتفحصوا
عن هذه المسألة ليعرفوا اي مبدأ يحمله سليمان؟
فلما وصل الخبر وعلم سليمان بمجيء
الملكة ، اراد ان يُظهر قدرته واعجازه لها من اجل ان يدعوهم الى الاسلام وعبادة
الله فالتفت الى من حوله و ( قال يا ايها الملأ
ايكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين )
.
وهنا اظهر شخصان استعدادهما لامتثال طلب
سليمان عليهالسلام ، وكان
الاول عجيبا والثاني اعجب اذ ( قال عفريت من الجن
انا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك واني عليه لقوي امين * قال الذي عنده علم من
الكتاب انا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك ) .
__________________