الاساس يشمل الامتحان الالهي الواسع كل البشر وبالاخص السالكين الى الله والانبياء والرسل ، وهؤلاء يكون امتحانهم اشد واصعب من الآخرين ....
٢ ـ الفرج بعد الشدة :
الدرس الآخر الذي نتعلمه من هذه القصة ، هو : عندما تشتد الامور وتتكاثر امواج الحوادث والبلاء على الانسان وتحيط به من كل جانب ، عليه ان لا ييأس ويفقد الامل ( ولا تيأسوا من رَوح الله انه لا ييأس من رَوح الله الا القوم الكافرون ) (١) وانما عليه ان يدرك انها بداية تفتح ابواب الرحمة الالهية عليه ، كما يقول امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهالسلام : « عند تناهي الشدة تكون الفرجة ، وعند تضايق حلَق البلاء يكون الرخاء » (٢).
٣ ـ فلسفة البلاء والحوادث الصعبة :
توضح لنا هذه القصة بصورة جيدة فلسفات البلاء والحوادث الصعبة في الحياة ، وتجيب على اولئك الذين يعتبرون وجود الآفات والبلايا مادة متناقضة ضد برهان النظم في بحوث التوحيد ، وان وجود مثل هذه الحوادث الصعبة والشديدة في حياة الانسان ـ من انبياء الله الكبار وحتى عموم الناس ـ يعد امرا ضروريا ، لان الامتحان وكما ذكرنا ـ يفجر طاقات الانسان الكامنة ، ويوصله في آخر الأمر الى التكامل في وجوده.
لذا فقد ورد في الروايات الاسلامية عن الامام الصادق عليهالسلام قال : « ان اشد الناس بلاءا الانبياء ، ثم الذين يلونهم ، الامثل فالامثل » (٣).
__________________
١ ـ يوسف : ٨٧.
٢ ـ نهج البلاغة : الكلمة ٣٥١.
٣ ـ سفينة البحار مادة ( بلاء ).