الموظفون والعمال
كثيرا ولكن دون جدوى ، وحينئذ اذن المؤذن باعلى صوته : ايها العير انكم لسارقون.
وعندما سمع اخوة يوسف هذا النداء ارتعدت
فرائصهم واستولى عليهم الخوف ، حيث لم يخطر ببالهم ان يتهموا بالسرقة ، بعد هذه
الحفاوة التي قوبلوا بها من جانب يوسف ، فقالوا للموظفين والعمال ؛ ماذا فقدتم؟
قالوا : فقدنا صواع الملك ونظن انه
عندكم ، لانه لا يوجد غيركم في هذا المحل ، وان الملك قد وضع جائزة ، وهي حمل بعير
من الطعام لمن وجدها.
فاشتد اضطراب الاخوة لسماعهم هذه الامور
وزادت مخاوفهم ، وقالوا للموظفين ، فتشوا رحالنا ، ومن وجد الصواع في رحله هو ان
يؤخذ ويسجن بدل الصواع ، وهذا جزاء السارق.
وحينئذ امر يوسف الموظفين والعمال
بتفتيش رحالهم وبداوا من رحال اخوة بنيامين ، ولما انتهوا الى رحل بنيامين اخيرا
وجدوه في رحله وامتعته.
بعد ان عُثر على الصاع في متاع بنيامين
استولى عليهم الارتباك والدهشة وصعقتهم هذه الواقعة وتحيروا ماذا يقولون ، فمن جهة
قام اخوهم بعمل قبيح وسرق صواع الملك ، وهذا يعود عليهم بالخزي والعار ، ومن جهة
اخرى خافوا على تضعضع اعتبارهم ونفوذهم عند الملك ، وخصوصا حاجتهم الشديدة الى
الطعام ، واضافة الى كل هذا ، كيف يجيبون على استفسارات ابيهم وكيف يقنعونه بذنب
ابنه وعدم تقصيرهم في ذلك.
وتوجه الاخوة الى بنيامين وعاتبوه عتابا
شديدا ، فقالوا له : الا تخجل من فعلك القبيح قد فضحتنا وفضحت اباك يعقوب وآل
يعقوب ، قل لنا كيف ولماذا سرقت الصاع ووضعته في رحلك.
قال لهم بنيامين بكل برود ، حيث كان
عالما بالقضية : ان الذي قام بهذا