رجع اخوة يوسف الى كنعان فرحين حاملين
معهم المتاع الثمين ، ولكنهم كانوا يفكرون كيف يوافق ابوهم على ارسال اخيهم معهم.
فلما رجعوا الى ابيهم اخبروه وقالوا له
: يا ابانا منع منا الكيل ، ولا سبيل لنا للحصول عليه الا ان ترسل معنا اخانا حتى
نحصل على حبوب كثيرة ، وكن على يقين من اننا سوف نحافظ عليه ونمنعه من الاذى.
فلما استمع الاب الشيخ كلامهم استولى
عليه الخوف ، وتذكر يوسف حيث لم تنمحي ذاكرته عن مخيلته وقال لهم :
كيف اطمئن ان ابعث معكم ولدي وفلذة كبدي
العزيز الى بلاد بعيدة ، واخاف عليه ان يضيع كما ضاع اخيه يوسف.
ولكن بعد الاصرار من الاولاد اضطر الى
قبول مطاليبهم بشرط ان يعطوه مواثيق قوية على ارجاعها اليه ، فوافقوا على الشرط
واليمين ، وارسل معهم ابنه « بنيامين » ، وخاصة بعدما فتحوا متاعهم شاهدوا بضاعتهم
ردت اليهم وقالوا لابيهم انظر هذه نقودنا ردت الينا ، هل هناك كرم وفضل مثل هذا؟
ان يقوم حاكم اجنبي وفي ظروف القحط والجفاف ، بمساعدتنا ويبيع لنا الحبوب والمؤن
ثم يرد الينا ما دفعناه ثمنا له.
فيا ابانا ليس هناك مجال للتفكير
والتاخير ، ابعث معنا اخانا لكي نسافر ونشتري الطعام ، وسوف نكون جادين في حفظ
اخينا .. فوافق بعد هذا الاصرار واليمين والعهد.
لقاء يوسف وبنيامين :
واصل الاخوة سيرهم نحو مصر وبعد ان
قطعوا مسافات شاسعة وطويلة بين كنعان مقر اقامتهم ومصر ، وصلوا الاراضي المصرية
ودخلوها ، ومن هناك