يجعلهم القدوة والاسوة ، ونرى من جانب آخر انه سبحانه وتعالى يصرح بان من شملته الهداية الالهية لا مضل له وذلك في قوله تعالى : ( ومن يهد الله فماله من مضل ... ) (١).
وتكون النتيجة المنطقية :
١ ـ النبي قد شملته الهداية الالهية.
٢ ـ ومن شملته الهداية الالهية ، لا تتطرق اليه الضلالة.
٣ ـ فينتج : النبي لا تتطرق اليه الضلالة.
وبما ان الضلالة والمعصية متساويان ، فيصح ان يقال في النتيجة : ان النبي لا تتطرق اليه المعصية ويكون معصوما ... فتأمل.
وقال المحقق الطوسي رضي الله عنه في التجريد : « ويجب في النبي العصمة ليحصل الوثوق فيحصل الغرض ... ويجب كمال العقل ، والذكاء ، والفطنة ، وقوة الرأي ، وعدم السهو » (٢).
ولو جاز على النبي ، السهو والخطأ ، لجاز ذلك في جميع اقواله وافعاله ، فلم يبق وثوق باخباراته عن الله تعالى ، ولا بالشرائع والاديان ، لجواز الزيادة فيها والنقيصة ، فتنتفي فائدة البعثة ، فلا يجوز على النبي والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم السهو مطلقا ، في الشرع وغيره ... لو جاز ان يسهو في الصلاة ، لجاز ان يسهو في التبليغ ، لان الصلاة فريضة عليه ، كما ان التبليغ عليه فريضة.
واما الاحاديث والروايات الواردة في هذا الباب كثيرة نختصر منها مع ما يقتضيه المقام:
١ ـ قال الامام علي عليهالسلام في كتاب غرر الحكم : من اعتصم بالله لم يضره
__________________
١ ـ الزمر : ٣٦ و ٣٧.
٢ ـ شرح التجريد : ص ١٩٥.