وكانت الفكرة هي ما تخوّف ابوهم منها في
بادئ الأمر ، فادّعوا بان الذئب قد اكل يوسف وجاؤوا اليه بدلائل مزيفة !.
( وجاؤوا اباهم عشاء
يبكون * قالوا يا ابانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف
عند متاعنا فاكله الذئب وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين * وجاؤوا على قميصه بدم
كذب ... )
.
اما الاب الذي كان ينتظر مجيء ولده
بفارغ من الصبر ، عندما لم يرى ولده مع اخوته وسمع مقولتهم ، اهتز وارتجف وبكى
ولده لشدة حزنه عليه ، واخذ قميص ولده الملطخ بدم الغزال ووضعه على وجهه وطفق يبكي
حتى غشي عليه وسقط الى الارض كالخشبة اليابسة ، وبقي مغشيا عليه حتى السحر ، فلما
هب النسيم ومر بوجهه افاق من غشيته.
وبالرغم من احتراق قلبه وبكائه الشديد ،
لم يجر على لسانه ما يدل على الجزع وعدم الشكر بل قال : ( فصبر جميل
) ثم قال : ( والله
المستعان على ما يصفون )
واسأله ان يرزقني الصبر والتحمل والقدرة اكثر فاكثر على فراقه.
ولم يقل على موته ، لانه كان يعلم ان
يوسف لم يُقتل ، بل قال اطلب الصبر على مفارقة : ولدي يوسف ... وعلى ما تصفون.
نجاة يوسف من البئر :
قضى يوسف في ظلمة البئر الموحشة والوحدة
القاتلة ساعات مرة ، ولكنه بايمانه بالله ودعائه وتوسله المستمر شع في قلبه نور
الامل ، والهمه الله تعالى القوة والقدرة على تحمل الوحدة الموحشة وان ينتصر في
هذا الامتحان.
__________________