ظلمهم ، ويحسنون الى من اساء اليهم ، ويستغفرون لمسيئهم ، ويصلون ارحامهم ، ويؤدون امانتهم ، ويصدقون ولا يكذبون ، فاصلح الله لهم بذلك امرهم ، فاقام عندهم ذو القرنين حتى قبض ، وكان له خمسمائة عام. (١)
ومن الحكم التي تعلمها ذو القرنين من الله تعالى بواسطة الملائكة واوصانا بها قوله : « لا يهمّنّك رزق غد ، ولا تؤخر عمل اليوم لغد ، ولا تحزن على ما فاتك ، وعليك بالرفق ، ولا تكن جبارا متكبرا ». (٢)
روي انما لما التقى ذو القرنين مع النبي ابراهيم الخليل عليهالسلام ، قال ابراهيم عليهالسلام لذي القرنين : بمَ قطعت الدهر؟ قال : باحدى عشر كلمة : « سبحان من هو باق لا يفنى * سبحان من هو عالم لا ينسى * سبحان من هو حافظ لا يسقط * سبحان من هو بصير لا يرتاب * سبحان من هو قيوم لا ينام * سبحان من هو ملك لا يرام (٣) * سبحان من هو عزيز لا يضام (٤) * سبحان من هو محتجب لا يرى * سبحان من هو واسع لا يتكلف * سبحان من هو قائم لا يلهو * سبحان من هو دائم لا يسهو ».
مثال ضربه الخضر عليهالسلام الى ذي القرنين عندما ملك ما بين المشرق والمغرب واراد ان يصل الى عين الحياة ، في قصة مفصلة ذكرها صاحب البحار (٥) ، لا يعلم مدى صحتها الا الله ، نذكر الموعظة التي فيها.
قال الخضر لذي القرنين : ان مثلَ ابن آدم مِثل هذا الحجر العجيب الذي اذا
__________________
١ ـ البحار : ج ١٢ ص ١٧٧.
٢ ـ نفس المصدر : ص ١٨٨.
٣ ـ لا يرام : اي لا يقصده احد بسوء.
٤ ـ لا يضام : اي لا يُقهر ولا يَظلم.
٥ ـ البحار : ج ١٢ ص ١٩٩.