سعادة الامة وادارة الدولة ... ، ويمكن تلخيص هذه الدروس بما يلي :
١ ـ اول درس نتعلمه هو ان اي عمل في هذه الدنيا لا يتم دون توفير اسبابه ، فان الله تبارك وتعالى هيأ الاسباب وتمكن ذو القرنين من الاستفادة منها بالوجه الصحيح وبافضل وجه ممكن ، ( فاتبع سببا ).
٢ ـ لا يمكن اي حكومة ان تنتصر بدون ترغيب الانصار والاتباع ، ومعاقبة المذنبين والمخطئين ، وهذا في قول ذي القرنين : ( قال أما من ظلم فسوف نعذبه ... وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى ).
وبلور الامام امير المؤمنين عليهالسلام هذا في رسالته الى مالك الاشتر حيث قال عليهالسلام : « ولا يكونن المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء ... » (١).
٣ ـ التكليف الشاق وتحميل الناس ما لا يطاق ، مثل هذه الامور لا تناسب الحكومة الالهية العادلة ابدا ، « وسنقول له من امرنا يسرا » ، حتى يمكن انجاز الاعمال عن شوق ورغبة واخلاص.
٤ ـ رعاية شرائط حياة الامة المختلفة ، والتعامل مع كل مجموعة بما يناسب حياتها الخاصة ، وبذلك يدخل الجميع تحت لوائه ، كما فعله ذو القرنين مع اصحابه.
٥ ـ الاستماع الى مشاكل الامة ، والدأب على رفع احتياجاتهم بأي اسلوب كان ، وعدم التفرقة فيما بينهم ، حتى اذا كانت بعض المجموعات من شرائح الامة لم تكن تفهم الكلام وضعيفة الذكاء ولا تنفع الحكومة بأي شيء ـ ولا يكادون يفقهون قولا ـ.
٦ ـ الامن والامان للامة وهما اهم شرط من شروط الحياة الاجتماعية
__________________
١ ـ نهج البلاغة ، الرسالة رقم ( ٥٣ ).