قولا ) (١).
تشير الآية المباركة الى انه وصل الى منطقة جبلية ، وهناك وجد اناسا ـ غير المجموعتين اللتين عثر عليهما في الشرق والغرب ـ كانوا على مستوى دان من المدينة ، وكانوا لا يفهمون محتوى الكلام ومتخلفين فكريا عندما وصل ذو القرنين اليهم وراوه ، اغتنموا مجيئه واستنجدوا به ، لانهم كانوا في عذاب شديد من قبل اعدائهم « يأجوج ومأجوج » لذا فقد طلبوا منه العون قائلين :
( قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الارض فهل نجعل لك خرجا على ان تجعل بيننا وبينهم سدا ) (٢).
تم التفاهم بين هؤلاء القوم وذي القرنين بالعلامات والاشارات او عن طريق المترجمين ، او باسلوب آخر ، على كل حال اتفقوا معه على بناء السد ، وكانت هذه المجموعة من الناس على وضع جيد من حيث الامكانات والثروة المادية ، ولكنهم ضعفاء من حيث الفكر والصناعة والتخطيط ، لذا فقد قبلوا بتكاليف بناء هذا السد المهم بشرط ان يتكفل ذو القرنين ببنائه.
اما ذو القرنين فقد اجابهم : و ( قال ما مكّنّي فيه ربي خير ) واني لا احتاج الى مساعدتكم المالية ، وانما : ( فاعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما ) (٣).
فان ذو القرنين طلب منهم قوة بشرية من اجل ان يساعدوه على بناء السد ، وكلمة « ردم » هنا تقال للسد القوي ، ويطلق ايضا على ـ ترقيع الملابس ـ.
__________________
١ ـ الكهف : ٩٣.
٢ ـ الكهف : ٩٤.
٣ ـ الكهف : ٩٥.