السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: انتشارات تاسوعاء
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-90423-5-0
الصفحات: ٦٤٠
وحيي ، وخليفتي في أرضي .... ومثله في المحاسن للبرقي ( ج ٢ ؛ ٣١٤ ـ ٣١٥ ).
وفي كفاية الأثر ( ١٦ ـ ١٩ ) بسنده عن ابن عبّاس في حديث طويل ـ ذكر النبي صلىاللهعليهوآله فيه أسماء الأئمّة لابن عبّاس ـ وفيه : قال ابن عبّاس : قلت : يا رسول الله ، أسامي لم أسمع بهنّ قطّ!! قال لي : يا بن عبّاس ، هم الأئمّة بعدي وإن قهروا ، أمناء ، معصومون ، نجباء ، أخيار ، يا ابن عبّاس ، من أتى يوم القيامة عارفا بحقّهم أخذت بيده فأدخلته الجنّة ، يا بن عبّاس ، من أنكرهم أو ردّ واحدا منهم فكأنّما قد أنكرني وردّني ، ومن أنكرني وردّني فكأنّما أنكر الله وردّه ....
وفيه أيضا (٢٩) بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول :
أهل بيتي أمان لأهل الأرض ، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، قيل : يا رسول الله ، فالأئمّة بعدك من أهل بيتك؟ قال : نعم ، الأئمّة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين ، أمناء ، معصومون ، ومنّا مهديّ هذه الأئمّة ، ألا إنّهم أهل بيتي ، وعترتي من لحمي ودمي ، ما بال أقوام يؤذونني فيهم ، لا أنا لهم الله شفاعتي.
والقائم بأمري
في تفسير الإمام العسكريّ عليهالسلام ( ١٨٧ ـ ١٨٨ ) روى عليهالسلام أنّ عبد الله بن سلام جاء يسائل النبي صلىاللهعليهوآله عند نزول قوله تعالى : ( وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلاَّ الْفاسِقُونَ ) (١) ، [ وبعد أن أوضح له النبي الوصاية والإمامة ] ، قال ابن سلام : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله المصطفى ، وأمينه المرتضى ، وأميره على جميع الورى ، وأشهد أنّ عليّا أخوه ، وصفيه ، ووصيّه ، والقائم بأمره ، المنجز لعداته ، المؤدي لأماناته ....
وفي أمالي الصدوق (٤٦٨) بسنده عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : لمّا
__________________
(١) البقرة ؛ ٩٩.
مرض النبي صلىاللهعليهوآله مرضه الّذي قبضه الله فيه اجتمع إليه أهل بيته وأصحابه ، فقالوا : يا رسول الله ، إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ فلم يجبهم جوابا وسكت عنهم ، فلمّا كان اليوم الثاني أعادوا عليه القول ، فلم يجبهم عن شيء ممّا سألوه ، فلمّا كان اليوم الثالث قالوا له : يا رسول الله ، إن حدث بك حدث فمن لنا بعدك؟ ومن القائم فينا بأمرك؟ فقال لهم صلىاللهعليهوآله : إذا كان غدا هبط نجم من السماء في دار رجل من أصحابي ، فانظروا من هو ، فهو خليفتي عليكم من بعدي والقائم فيكم بأمري ، ولم يكن فيهم أحد إلاّ وهو يطمع أن يقول له : أنت القائم من بعدي ، فلمّا كان اليوم الرابع جلس كلّ رجل منهم في حجرته ينتظر هبوط النجم ، إذا انقض نجم من السماء ـ قد غلب ضوءه على ضوء الدنيا ـ حتّى وقع في حجرة عليّ ، فهاج القوم ، وقالوا : والله لقد ضلّ هذا الرجل وغوى ، وما ينطق في ابن عمّه إلاّ بالهوى ، فأنزل الله تبارك وتعالى في ذلك ( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى ) (١) ... إلى آخر السورة. وانظر رواية شأن النزول هذا بلفظ « القائم فيكم بأمري » في شواهد التنزيل ( ج ٢ ؛ ٢٧٩ ـ ٢٨٠ ). وقال ابن شهرآشوب في مناقبه ( ج ٣ ؛ ١٠ ) أبو جعفر بن بابويه في الأمالي ، بطرق كثيرة ، عن جويبر ، عن الضحّاك ، عن أبي هارون العبدي ، عن ربيعة السعديّ ، وعن أبي إسحاق الفزاريّ ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهمالسلام ، كلّهم عن ابن عبّاس ، وروى عن منصور بن الأسود ، عن الصادق ، عن آبائه عليهمالسلام ، واللّفظ له ، ثمّ ساق الخبر عن الصدوق.
وفي إرشاد القلوب (٣٣٧) في خبر حذيفة ، قال : ثمّ أمر [ النبي صلىاللهعليهوآله ] خادمة لأم سلمة ، فقال : اجمعي لي هؤلاء ـ يعني نساءه ـ فجمعتهن له في منزل أمّ سلمة ، فقال لهنّ : اسمعن ما أقول لكنّ ـ وأشار بيده إلى عليّ بن أبي طالب ، فقال لهنّ ـ : هذا أخي ، ووصيّي ، ووارثي ، والقائم فيكن وفي الأمّة من بعدي ....
__________________
(١) النجم ؛ ١ ـ ٤.
وفي اليقين ( ٤٤٨ ـ ٤٥٢ ) بسند عن عليّ عليهالسلام ، قال : لمّا خطب أبو بكر ، قام أبيّ بن كعب يوم جمعة ، وكان أوّل يوم من شهر رمضان ، فقال : يا معشر المهاجرين ... أو لستم تعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : عليّ المحيي لسنّتي ، ومعلّم أمّتي ، والقائم بحجّتي ، وخير من أخلف بعدي ....
ويدلّ على هذا المطلب ما مرّ من أنّ عليّا خليفة النبي من بعده ، ووصيّه ووزيره ، ومولى المؤمنين ، وغيرها ممّا مرّ ، لكنّنا أثبتنا هنا بعض الروايات الواردة بلفظ « القائم بأمري ».
ولا يخفى أنّ عليّا عليهالسلام القائم بأمر الله وأمر رسوله من بعده ، والأئمّة كلّهم قائمون بأمر الله وحجّته ودينه ؛ ففي أمالي الصدوق (٤٣٧) بسنده عن الرضا ، عن آبائه ، عن عليّ عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أخبرني جبرئيل عليهالسلام ، عن الله عزّ وجلّ ، أنّه قال : عليّ بن أبي طالب حجّتي ، وديّان ديني ، أخرج من صلبه أئمّة يقومون بأمري ، ويدعون إلى سبيلي ، بهم أدفع العذاب عن عبادي وإمائي ، وبهم أنزل رحمتي.
وفي الكافي ( ج ١ ؛ ٥٣٦ ) بسنده عن الحكم بن أبي نعيم ، قال : أتيت أبا جعفر وهو بالمدينة ... قلت : إنّي جعلت لله عليّ نذرا وصياما وصدقة بين الركن والمقام ، إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتّى أعلم أنّك قائم آل محمّد أم لا ، فإن كنت أنت رابطتك ، وإن لم تكن أنت سرت في الأرض فطلبت المعاش ، فقال عليهالسلام : يا حكم ، كلّنا قائم بأمر الله ، قلت : فأنت المهدي؟ قال : كلّنا نهدي إلى الله ، قلت : فأنت صاحب السيف؟ قال : كلّنا صاحب السيف ووارث السيف ، قلت : فأنت الّذي تقتل أعداء الله ، ويعزّ بك أولياء الله ، ويظهر بك دين الله؟ فقال : يا حكم ، كيف أكون أنا وقد بلغت خمسا وأربعين سنة؟! وإنّ صاحب هذا الأمر أقرب عهدا باللبن منّي ، وأخفّ على ظهر الدابة.
وفي إكمال الدين ( ج ٢ ؛ ٣٧٧ ـ ٣٧٨ ) بسنده عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، قال : قلت لمحمّد بن عليّ بن موسى عليهمالسلام : إنّي لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمّد ، الّذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، فقال عليهالسلام : يا أبا القاسم ، ما منّا إلاّ هو قائم بأمر الله عزّ وجلّ ، وهاد إلى دين الله ، ولكنّ القائم الّذي يطهّر الله عزّ وجلّ به الأرض من
أهل الكفر والجحود .... وهو في الاحتجاج (٤٤٩).
وفي معاني الأخبار ( ٩٦ ـ ١٠١ ) بسنده عن عبد العزيز بن مسلم ، قال : كنّا مع الرضا عليهالسلام بمرو ، فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا ، فأداروا أمر الإمامة ، وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها ، فدخلت على سيّدي فأعلمته خوضان الناس في ذلك ، فتبسّم عليهالسلام ، ثمّ قال : يا عبد العزيز ، جهل القوم وخدعوا عن أديانهم ... [ ثمّ بين منزلة الإمام والإمامة وكثيرا من مطالبها ، وقال في أواخر الحديث ] : فكيف لهم باختيار الإمام؟! والإمام عالم لا يجهل ، داع لا ينكل ... كامل الحكم ، مضطلع بالأمانة ، عالم بالسياسة ، مفروض الطاعة ، قائم بأمر الله ، .... وهو في عيون أخبار الرضا عليهالسلام ( ج ١ ؛ ١٧١ ـ ١٧٥ ) وأمالي الصدوق ( ٥٣٦ ـ ٥٤٠ ) وإكمال الدين ( ٦٧٥ ـ ٦٨١ ) والكافي ( ج ١ ؛ ١٩٨ ـ ٢٠٣ ).
والموفي بعهدي على سنّتي
أثبت الإمام عليّ عليهالسلام بسيرته العمليّة والعلميّة أنّه وفى بعهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وبقي مستقيما على سنّته ، فالتزم بكلّ وصايا الرسول صلىاللهعليهوآله ، فلم يرجع كافرا ، وصبر على غصب حقّه ، ولمّا أخبره النبي صلىاللهعليهوآله بشهادته عليهالسلام سأله : « أو على سلامة من ديني؟ فقال صلىاللهعليهوآله : نعم ، » كما سيأتي ، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، وسار فيهم سيرة رسول الله صلىاللهعليهوآله بإجماع المسلمين ، وقد مرّ بعض التزاماته بوصايا الرسول وعهده ، وسيأتي الكثير منها ، ونزيد هنا بعض النصوص المتعلّقة بالمطلب لئلاّ تخلو منها هذه الفقرة من الكلام.
ففي كشف اليقين (٢٨٣) عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا عليّ أخصمك بالنبوّة ولا نبوّة بعدي ، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجّك فيهن أحد من قريش : أنت أوّلهم إيمانا بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسويّة ، وأعدلهم في الرعيّة ، وأبصرهم في القضيّة ، وأعظمهم عند الله يوم القيامة مزيّة. وهو في مناقب الخوارزمي (٦١) بسنده عن معاذ.
وفي كنز العمال ( ج ٦ ؛ ٣٩٣ ) بسنده عن ابن عبّاس ، قال : سمعت عمر بن الخطّاب يقول :
كفّوا عن ذكر عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فلقد رأيت من رسول الله صلىاللهعليهوآله فيه خصالا ، لئن تكون لي واحدة منهنّ في آل الخطّاب أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فانتهيت إلى باب أمّ سلمة وعليّ عليهالسلام قائم على الباب ، فقلنا : أردنا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال عليهالسلام : يخرج إليكم ، فخرج رسول الله صلىاللهعليهوآله فثرنا إليه ، فاتّكأ على عليّ بن أبي طالب ، ثمّ ضرب بيده على منكبه ، ثمّ قال : إنّك مخاصم تخاصم ، أنت أوّل المؤمنين إيمانا ، وأعلمهم بأيّام الله ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسويّة ، وأرأفهم بالرعيّة ، وأعظمهم رزيّة ، وأنت عاضدي ، وغاسلي ، ودافني ، والمتقدّم إلى كلّ شديدة وكريهة ، ولن ترجع بعدي كافرا ، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد ، وتذود عن حوضي.
وفي كنز جامع الفوائد (٥٠) كما نقله عنه في بحار الأنوار ( ج ٢٣ ؛ ٢٢١ ـ ٢٢٢ ) عن شيخ الطائفة ، بإسناده عن إبراهيم النخعي ، عن ابن عبّاس ، قال : دخلت على أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقلت : يا أبا الحسن ، أخبرني بما أوصى إليك رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال : سأخبركم ، إنّ الله اصطفى لكم الدين وارتضاه ، وأتمّ نعمته عليكم ، وكنتم أحقّ بها وأهلها ، وإنّ الله أوحى إلى نبيّة أن يوصي إليّ ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا عليّ احفظ وصيّتي ، وارع ذمامي ، وأوف بعهدي ، وأنجز عداتي ، واقض ديني ، وأحي سنّتي ، وادع إلى ملّتي ، لأنّ الله اصطفاني واختارني ، فذكرت دعوة أخي موسى ، فقلت : اللهمّ اجعل لي وزيرا من أهلي كما جعلت هارون من موسى ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليّ : أنّ عليّا وزيرك وناصرك والخليفة من بعدك ، يا عليّ ، أنت من أئمّة الهدى وأولادك منك ....
وفي اليقين ( ٢٩٨ ـ ٣٠١ ) عن محمّد بن العبّاس بن مروان ، بسنده عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام في قوله عزّ وجلّ ( ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى ) (١) إلى قوله : ( إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى ) (٢) : فإنّ النبي صلىاللهعليهوآله لمّا أسري به إلى ربّه عزّ وجلّ ، قال : وقف بي جبرئيل ... فناداني
__________________
(١) النجم ؛ ٦.
(٢) النجم ؛ ١٦.
ربّي عزّ وجلّ : ... أسألك عمّا أنا أعلم به منك ، من خلّفت في الأرض بعدك؟ قلت : خير أهلها لها ، أخي وابن عمّي ، وناصر دينك يا ربّ ، والغاضب لمحارمك إذا استحلّت ، ولنبيّك غضب غضب النمر إذا جدل ، عليّ بن أبي طالب ، قال : صدقت يا محمّد ، إنّي اصطفيتك بالنبوّة ، وبعثتك بالرسالة ، وامتحنت عليّا بالبلاغ والشهادة إلى أمّتك ، وجعلته حجّة في الأرض معك وبعدك ، وهو نور أوليائي ، ووليّ من أطاعني ، وهو الكلمة الّتي ألزمتها المتّقين ، يا محمّد ، وزوّجته فاطمة ، وإنّه وصيّك ، ووارثك ، ووزيرك ، وغاسل عورتك ، وناصر دينك ، والمقتول على سنّتي وسنّتك ، يقتله شقيّ هذه الأمّة ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ثمّ أمرني ربّي بأمور وأشياء أمرني أن أكتمها ، ولم يأذن لي في إخبار أصحابي بها .... وهو في تفسير البرهان ( ج ٤ ؛ ٢٥٠ ـ ٢٥١ ) ونقله المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٣٦ ؛ ١٦٣ ) عن كنز جامع الفوائد.
وفي أمالي الطوسي ( ٣٥١ ـ ٣٥٢ ) بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : قال أبي : دفع النبي صلىاللهعليهوآله الراية يوم خيبر إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ... وقال له : أنت الآخذ بسنّتي ، والذابّ عن ملّتي ....
وفي كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٣٣٣ ) بالإسناد عن نافع مولى ابن عمر ، قال : قلت لابن عمر : من خير الناس بعد رسول الله؟ قال : ... عليّ ، سدّ أبواب المسجد وترك باب عليّ ، وقال : لك في هذا المسجد مالي ، وعليك فيه ما عليّ ، وأنت وارثي ، ووصيّي ، تقضي ديني ، وتنجز عداتي ، وتقتل على سنّتي ، كذب من زعم أنّه يبغضك ويحبّني. وانظر هذه الرواية مسندة إلى نافع في مناقب ابن المغازلي (٢٦١).
وفي بحار الأنوار ( ج ٢٧ ؛ ١٠٣ ) عن فضائل ابن شاذان ، بالإسناد يرفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاريّ ، أنّه قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله جالسا في المسجد ، إذ أقبل عليّ والحسن عن يمينه والحسين عن شماله ، فقام النبي وقبّل عليّا وألزمه صدره ، وقبّل الحسن وأجلسه على فخذه الأيمن ، وقبّل الحسين وأجلسه على فخذه الأيسر ... ثمّ قال : أيّها الناس إنّ الله ، باهى بهما وبأبيهما وبأمّهما وبالأبرار من ولدهما الملائكة جميعا ، ثمّ قال : اللهمّ إنّي أحبّهم وأحبّ
من يحبّهم ، اللهمّ من أطاعني فيهم وحفظ وصيّتي فارحمه برحمتك يا أرحم الراحمين ، فإنّهم أهلي ، والقوّامون بديني ، والمحيون لسنّتي ، والتالون لكتاب ربّي ، فطاعتهم طاعتي ، ومعصيتهم معصيتي.
فعلي والأئمّة من ولده عليهمالسلام كلّهم وفوا لرسول الله صلىاللهعليهوآله عهده ، ومضوا عليه ، وإنّهم المحيون لسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد وفوا لرسول الله بعهده وماتوا على سنّته ، وذلك واضح من سيرتهم وما أسلفنا وسنأتي به من نصوص ، وما ذكرناه يدلّ على ذلك دلالة قطعيّة.
أوّل الناس بي إيمانا
ثبت في كتب المسلمين جميعا أنّ عليّا عليهالسلام أوّل من أسلم ، وعارضته السياسة البكريّة والعمريّة والعثمانيّة والأمويّة بأحاديث مفادها أنّ أبا بكر أوّل من أسلم ، فلم يقبلها الكثير من منصفي علماء العامّة طبقا لما هو الحقّ ، وأمّا من تلقّاها بالقبول ، فاضطرّ أن يقول : إنّ عليّا أوّلهم من الصبيان ، وأبا بكر أوّلهم من الرجال ، وخديجة أمّ المؤمنين أوّلهم من النساء ، وعلى كلّ حال ، فلم يستطع منكر أن ينكر أنّ عليّا أوّل من أسلم ، وفوق ذلك ثبوت أنّه أوّل من آمن بالله ورسوله ، وقد نصّت على ذلك روايات الفريقين ، فيكون أوّل من أسلم من باب الأولى.
قال ابن حجر في الصواعق المحرقة (٧٢) : قال ابن عبّاس وأنس وزيد بن أرقم وسلمان الفارسي ، وجماعة : أنّه أوّل من أسلم ، ونقل بعضهم الإجماع عليه.
ففي أمالي الطوسي (١٤٨) بسنده عن أبي ذرّ الغفاريّ ، قال : إنّي سمعته وهو يقول : عليّ أوّل من آمن بي.
وفيه أيضا (٢١٠) بسنده عن أبي ذرّ وسلمان ، قالا : أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله بيد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال : هذا أوّل من آمن بي. وهو في روضة الواعظين ( ج ١ ؛ ١١٥ ).
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٦ ) عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : يا عليّ أنت أوّل المسلمين إسلاما ، وأوّل المؤمنين إيمانا.
وفي أمالي الصدوق (٢٨) بسنده عن جابر بن عبد الله في حديث طويل ، قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : وهو [ عليّ ] أوّل من آمن وصدّقني.
وفي بشارة المصطفى ( ١٠٣ ، ١٠٨ ) بسنده عن أبي ذرّ الغفاريّ ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : عليّ أوّل من آمن بي.
وفي نهج البلاغة ( ج ١ ؛ ١٠٥ ـ ١٠٦ ) من كلام للإمام عليّ عليهالسلام ، قال فيه : ألا وإنّه سيأمركم [ أي معاوية ] بسبّي والبراءة منّي ، فأمّا السبّ فسبّوني ؛ فإنّه لي زكاة ولكم نجاة ، وأمّا البراءة فلا تتبرّءوا منّي ؛ فإنّي ولدت على الفطرة ، وسبقت إلى الإيمان والهجرة.
وفي كتاب سليم بن قيس (١٩٨) من كلام لقيس بن سعد مع معاوية ، قال فيه : إنّ الله بعث محمّدا رحمة للعالمين ، فبعثه إلى الناس كافّة ... فكان أوّل من صدّقه وآمن به ابن عمّه عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ...
وفي أمالي الطوسي (١٥٦) بسنده عن العبّاس بن عبد المطّلب ، قال : إنّ عليّا ... أوّل من آمن بالله.
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٥٥ ) قال : قال ابن عبّاس : إنّما سمّي أمير المؤمنين لأنّه أوّل الناس إيمانا.
وفي خصائص النسائي (٤٦) بسنده عن عمرو بن عبّاد بن عبد الله ، قال : قال عليّ عليهالسلام : أنا عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصدّيق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلاّ كاذب ، آمنت قبل الناس سبع سنين. وروى قريبا منه في ( ص ؛ ٤٧ ) بسنده عن عبد الله بن أبي الهذيل. وروى قريبا منه سبط ابن الجوزيّ في تذكرة الخواص (١٠٨) عن مسند أحمد بسنده عن حبّة العرني ، عن عليّ عليهالسلام.
وفي أنساب الأشراف ( ج ٢ ؛ ١٤٦ ) بسنده عن معاذة العدويّة ، قالت : سمعت عليّا على منبر البصرة يقول : أنا الصّديق الأكبر ، آمنت بالله قبل أن يؤمن أبو بكر. وهو في الإرشاد للمفيد (٢١) بزيادة « وأسلمت قبل أن يسلم ».
وفي الإصابة ( ج ٤ ؛ ١٧١ ) بسنده عن أبي ليلى الغفاريّ ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول : سيكون من بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب ، فإنّه أوّل من آمن بي ، وأوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمّة ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين.
وفي مناقب الخوارزمي (١٩) بسنده إلى هارون الرشيد ، عن جدّه ، عن عبد الله بن عبّاس ، قال : سمعت عمر بن الخطّاب وعنده جماعة ، فتذاكروا السابقين إلى الإسلام ، فقال عمر : أمّا عليّ عليهالسلام فسمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : فيه ثلاث خصال ، لوددت أنّ لي واحدة منهنّ ، فكان أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه ، إذ ضرب النبي صلىاللهعليهوآله يده على منكب عليّ ، فقال : يا عليّ أنت أوّل المؤمنين إيمانا ، وأوّل المسلمين إسلاما ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى. وأخرج نحوه المتّقي الهنديّ في كنز العمّال ( ج ٦ ؛ ٣٩٣ ) بسنده عن ابن عبّاس.
وانظر كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٧٩ ـ ٨٠ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٥ ، ٧٥ ) وأمالي الصدوق (١٧٢) وبشارة المصطفى ( ٩١ ، ١٢٢ ، ١٢٥ ) والخصال (٥٧٢) وكشف اليقين (٢٨٣) وكتاب سليم بن قيس ( ١٨٥ ـ ١٨٦ ) ونظم درر السمطين (٨٢) وفرائد السمطين ( ج ١ ؛ ٢٢٣ ) وتاريخ دمشق ( ج ١ ؛ ٥٣ / الحديث ٩٠ و ٦٣ / الحديث ٩٨ و ١١٧ / الحديث ١٦٠ ) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ٣٩٥ ) ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ( ج ٥ ؛ ٣٣ ـ ٣٤ ) والمعارف (١٦٩) ووسيلة المآل (٢١١) ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٠٣ ) وأسنى المطالب (٢٠) وأسد الغابة ( ج ٤ ؛ ١٩ ) والرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ١٥٧ ) ومناقب ابن المغازلي (١٩٤) ومناقب الخوارزمي (٦١) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٥٦ ـ ٦٢ ).
وانظر تخريجاته أيضا في كتاب فضائل الخمسة ( ج ١ ؛ ٢٢٦ ـ ٢٣٠ ) وقادتنا ( ج ١ ؛ ٦٥ ـ ٧٧ )
وآخرهم عهدا عند الموت
في الإرشاد ( ٢٣ ـ ٢٤ ) بسنده عن أبي هارون ، قال : أتيت أبا سعيد الخدريّ ، فقلت له : هل شهدت بدرا؟ قال : نعم ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لفاطمة عليهاالسلام وقد جاءته ذات
يوم تبكي ، وتقول : يا رسول الله عيّرتني نساء قريش بفقر عليّ عليهالسلام ، فقال لها النبي صلىاللهعليهوآله : أما ترضين يا فاطمة أنّي زوّجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما ... يا فاطمة ، إنّ لعليّ ثمانية أضراس قواطع ، لم يجعل لأحد من الأوّلين والآخرين مثلها : هو أخي في الدنيا والآخرة ، وليس ذلك لأحد من الناس ... وهو أوّل من آمن بي ، وآخر الناس عهدا بي ، وهو وصيّي ووارث الوصيّين. وروى الطبرسي مثله في إعلام الورى (١٦٣).
وفي كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٨٠ ) قال : ونقلت من كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد ، عن ليلى الغفاريّة ، قالت : كنت امرأة أخرج مع رسول الله صلىاللهعليهوآله أداوي الجرحى ، فلمّا كان يوم الجمل أقبلت مع عليّ عليهالسلام ، فلمّا فرغ دخلت على زينب عشيّة ، فقلت : حدّثيني ، هل سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآله في هذا الرجل شيئا؟ قالت : نعم ، دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله ... فقال رسول الله : إنّ هذا أوّل الناس إيمانا ، وأوّل الناس لقاء لي يوم القيامة ، وآخر الناس بي عهدا عند الموت.
وفي أمالي الطوسيّ ( ٤٦٣ ـ ٤٧٢ ) بأسانيده عن أبي رافع وعمّار وهند بن أبي هالة ، في حديث طويل قال النبي صلىاللهعليهوآله في آخره : يا عليّ ، أنت أوّل هذه الأمّة إيمانا بالله ورسوله ، وأوّلهم هجرة إلى الله ورسوله ، وآخرهم عهدا برسوله ، لا يحبّك ـ والّذي نفسي بيده ـ إلاّ مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان ، ولا يبغضك إلاّ منافق أو كافر.
وفي الاحتجاج (١٨٤) من كتاب لمحمّد بن أبي بكر يحتجّ فيه على معاوية ، قال فيه : فكيف ـ لك الويل ـ تعدل عن عليّ عليهالسلام؟! وهو وارث علم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ووصيّه ، وأوّل الناس له اتّباعا ، وآخرهم به عهدا ...
والروايات في ذلك من طرق الإماميّة كثيرة ، أغنانا عن سردها والإطالة فيها ما سيأتي من تغسيل عليّ وتكفينه ودفنه للنبي صلىاللهعليهوآله ، فهو آخر الناس به عهدا ، وروى ابن سعد في طبقاته ( ج ٢ ؛ ٣٠٣ ) أنّ المغيرة بن شعبة ألقى في قبر النبي صلىاللهعليهوآله ـ بعد أن خرجوا ـ خاتمه لينزل فيه ، فقال عليّ بن أبي طالب عليهالسلام : إنّما ألقيت خاتمك لكي تنزل فيه ، فيقال : نزل في قبر النبي صلىاللهعليهوآله ، والّذي نفسي بيده لا تنزل فيه أبدا ، ومنعه.
وقال عليّ عليهالسلام في ندبته الشجيّة الرائعة الّتي وجّهها إلى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد دفنه للزهراء عليهاالسلام ، قائلا : السلام عليك يا رسول الله عنّي ، والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك ، والبائتة في الثرى ببقعتك ، والمختار لها سرعة اللّحاق بك ، قلّ يا رسول الله عن صفيّتك صبري ، وعفا عن سيّدة نساء العالمين تجلّدي ، إلاّ أنّ لي في التأسّي بسنّتك في فرقتك موضع تعزّ ، فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت نفسك بين نحري وصدري ...
انظر هذه الندبة في الكافي ( ج ١ ؛ ٤٥٨ ـ ٤٥٩ ) وأمالي المفيد ( ٢٨١ ـ ٢٨٣ ) وأمالي الطوسي ( ١٠٩ ـ ١١٠ ) ودلائل الإمامة ( ٤٧ ـ ٤٨ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٣٦٤ ) وبشارة المصطفى (٢٥٩) وتذكرة الخواص (٣١٩).
وقالت أمّ سلمة ـ رضياللهعنها ـ كما في مناقب ابن شهرآشوب ( ج ١ ؛ ٢٣٦ ) عن مسند أبي يعلى ، وفضائل أحمد ، عن أمّ سلمة في خبر : والّذي تحلف به أمّ سلمة ، إنّه كان آخر الناس عهدا برسول الله صلىاللهعليهوآله عليّ عليهالسلام ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله بعثه في حاجة غداة قبض ، فكان يقول : جاء عليّ؟ ثلاث مرّات ، قالت : فجاء قبل طلوع الشمس ، فخرجنا من البيت لما عرفنا أنّ له إليه حاجة ، فأكبّ عليه عليّ عليهالسلام ، فكان آخر الناس به عهدا ، وجعل يسارّه ويناجيه. وقد مرّ هذا الخبر في صدر الطّرفة التاسعة عشر فراجعه. وفي بعض المصادر روي الحديث بلفظ « أقرب الناس عهدا ». فهو الأقرب بالنسبة إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، والآخر بالنسبة لسائر المسلمين ؛ باعتبار بقاء عليّ عليهالسلام آخرهم مع النبي صلىاللهعليهوآله في تغسيله وتكفينه ودفنه.
وقد نقلت المصادر التاريخيّة والمناقبيّة والمجاميع الحديثيّة شعر العبّاس بن عبد المطلب بعد بيعة السقيفة ، وفيه يقول :
ما كنت أحسب أنّ الأمر منصرف |
|
عن هاشم ثمّ منها عن أبي حسن |
أليس أوّل من صلّى لقبلتكم |
|
وأعلم الناس بالقرآن والسنن |
وأقرب الناس عهدا بالنبي ومن |
|
جبريل عون له في الغسل والكفن |
وروي الشعر أيضا بلفظ « وآخر الناس عهدا ». انظر الشعر في كتاب سليم بن قيس (٧٨) ومناقب الخوارزمي (٨) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٦٧ ). وهو في الإرشاد (٢٢) منسوب
لخزيمة بن ثابت الأنصاريّ ، وفي تاريخ اليعقوبي ( ج ٢ ؛ ١٢٤ ) منسوب لعتبة بن أبي لهب.
وفي الخصائص للنسائي (١٣٠) بسنده عن المغيرة ، عن أمّ المؤمنين أمّ سلمة : إنّ أقرب الناس عهدا برسول الله صلىاللهعليهوآله عليّ عليهالسلام. ورواه الحاكم في المستدرك ( ج ٣ ؛ ١٣٨ ).
وروى الذهبي في ميزان الاعتدال ( ج ٤ ؛ ٢١٧ / الحديث ٨٩١٠ ) بسنده عن ليلى الغفاريّة ، قالت : كنت أخرج مع رسول الله صلىاللهعليهوآله في مغازيه أداوي الجرحى ، وأقوم على المرضى ، فلمّا خرج عليّ عليهالسلام إلى البصرة خرجت معه ، فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني الشكّ ، فأتيتها ، فقلت : هل سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآله فضيلة في عليّ عليهالسلام؟ قالت : نعم ، دخل عليّ عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو على فراشي ، وعليه جرد قطيفة ، فجلس عليّ بيننا ، فقلت له : أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا عائشة! دعي أخي ، فإنّه أوّل الناس إسلاما ، وآخر الناس بي عهدا عند الموت ، وأوّل الناس لي لقيا يوم القيامة. ورواه ابن حجر في لسان الميزان ( ج ٦ ؛ ١٢٧ ) بتفاوت.
وانظر مسند أحمد ( ج ٦ ؛ ٣٠٠ ) وكفاية الطالب (٢٦٣) وتاريخ دمشق ( ج ٣ ؛ ١٥ / الحديث ١٠٢٧ ) و ( ١٧ / الحديث ١٠٣١ ) ومناقب الخوارزمي (٢٩) ووسيلة المآل (٢٣٩) وتذكرة الخواص (٤٢) والإصابة ( ج ٤ ؛ ٤٠٣ ) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٨٠ ) وغيرها من المصادر. وانظر كتاب قادتنا ( ج ٤ ؛ ٧٣ ـ ٧٦ ).
وأوّلهم لي لقاء يوم القيامة
في كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٨٠ ) قال الأربلي رحمهالله : ونقلت من كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد ، عن ليلى الغفاريّة ، قالت : كنت امرأة أخرج مع رسول الله صلىاللهعليهوآله أداوي الجرحى ، فلمّا كان يوم الجمل أقبلت مع عليّ عليهالسلام ، فلمّا دخلت على زينب عشية ، فقلت : حدّثيني هل سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآله في هذا الرجل شيئا؟ قالت : نعم ، دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو وعائشة على فراش وعليها قطيفة ، قالت : فأقعى عليّ عليهالسلام كجلسة الأعرابي ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ هذا أوّل الناس إيمانا ، وأوّل الناس لقاء لي يوم القيامة ، وآخر الناس بي
عهدا عند الموت.
وفي بشارة المصطفى (١٥٢) بسنده عن أبي ليلى الغفاريّ ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : سيكون بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب ، فإنّه أوّل من يراني ، وأوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمّة ؛ يفرق بين الحقّ والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين.
وفي أسد الغابة ( ج ٥ ؛ ٢٨٧ ) مسندا عن أبي ليلى الغفاريّ ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ستكون بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فإنّه أوّل من يراني ، وأوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمّة ؛ يفرق بين الحقّ والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين. وهو في الإصابة ( ج ٤ ؛ ١٧١ ) بزيادة « والمال يعسوب المنافقين ». وذكره ابن عبد البرّ في الاستيعاب المطبوع بهامش الاصابة ( ج ٤ ؛ ١٧٠ ). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٠٢ ) فقال : وعن أبي ذرّ وسلمان ، قالا : أخذ النبي صلىاللهعليهوآله بيد عليّ عليهالسلام فقال : إنّ هذا أوّل من آمن بي ، وهذا أوّل من يصافحني يوم القيامة ، ... وساق الحديث كما تقدّم عن أبي ليلى ، قال : « ورواه الطبراني والبزّار ».
وفي الإصابة ( ج ٤ ؛ ٤٠٢ ) قال : وأخرج ابن منده ، من رواية عليّ بن هاشم بن البريد ، حدّثني أبي ، حدّثنا موسى بن القاسم ، حدّثتني ليلى الغفاريّة ، قالت : كنت أغزو مع النبي صلىاللهعليهوآله فأداوي الجرحى وأقوم على المرضى ، فلمّا خرج عليّ عليهالسلام إلى البصرة خرجت معه ، فلمّا رأيت عائشة أتيتها فقلت : هل سمعت من رسول الله صلىاللهعليهوآله فضيلة في عليّ عليهالسلام؟ قالت : نعم ، دخل على رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو معي ، وعليه جرد قطيفة ، فجلس بيننا ، فقلت : أما وجدت مكانا هو أوسع لك من هذا؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : يا عائشة! دعي لي أخي ، فإنّه أوّل الناس إسلاما ، وآخر الناس بي عهدا ، وأوّل الناس لي لقيا يوم القيامة.
وأوّليّة عليّ عليهالسلام في ملاقاته لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، ومصافحته ، مثبتة في كتب الفريقين ، وقد مرّ بعضها ، وإليك بعضا من الروايات الذاكرة بأنّه عليهالسلام أوّل من يصافح النبي صلىاللهعليهوآله يوم القيامة ، وهو معنى آخر لكونه أوّل من يلاقيه.
ففي أمالي الطوسي ( ١٤٧ ـ ١٤٨ ) بسنده عن أبي سخيلة ، قال : حججت أنا وسلمان الفارسي ، فمررنا بالربذة ، وجلسنا إلى أبي ذرّ الغفاريّ ، فقال لنا : إنّه ستكون بعدي فتنة ، ولا بدّ منها ، فعليكم بكتاب الله والشيخ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام فالزموهما ، فأشهد على رسول الله صلىاللهعليهوآله إنّي سمعته وهو يقول : عليّ أوّل من آمن بي ، وأوّل من صدّقني ، وأوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمّة ، يفرق بين الحقّ والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين.
وانظر أوّليّته في المصافحة في أمالي الطوسي أيضا (٢٥٠) ومعاني الأخبار ( ٤٠١ ـ ٤٠٢ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٦ ) واليقين (٥١٢) عن كتاب فضائل أمير المؤمنين لعثمان بن أحمد المعروف بابن السمّاك و (٥١١) عن كتاب سنة الأربعين لفضل الله الراونديّ ، و ٥٠٩ عن كفاية الطالب (١٨٧) بسنده عن ابن عبّاس ، والإرشاد ( ٢١ ـ ٢٢ ) وتاريخ بغداد ( ج ٩ ؛ ٤٥٣ ) وروضة الواعظين (١١٥) وأمالي الصدوق (١٧٢).
والأحاديث في ذلك كثيرة جدّا في كتب الفريقين يضاف إليها قوله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : أنت أوّل من تنشقّ عنه الأرض معي ، كما في بحار الأنوار ( ٣٩ : ٢١١ ).
وقوله صلىاللهعليهوآله : أنت أوّل من ينشق عنه القبر معي. بحار الأنوار ( ج ٤٠ ؛ ٢٥ ، ٣٧ ) و ( ج ٧٧ ؛ ٦٠ ).
وقوله صلىاللهعليهوآله : أنا أوّل من يخرج من قبره وعليّ معي. بحار الأنوار ( ج ٣٩ ؛ ٢٣٠ ).
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة في أنّه أوّل من يلقاه ، وأوّل من يصافحه ، وأوّل من ينشقّ عنه التراب والقبر مع رسول الله ، وانظر فضائل الخمسة ( ج ٣ ؛ ١١١ ـ ١١٣ ) تحت عنوان « إنّ عليّا أوّل من تنشقّ عنه الأرض ، وأوّل من يرى النبي ، وأوّل من يصافحه ».
ألا ومن أمّ قوما إمامة عمياء ـ وفي الأمّة من هو أعلم منه ـ فقد كفر
هذا المطلب يحكم به العقل قبل النقل ، لأنّ ترك الأعلم ، والتصدّي للإمامة وأمورها بلا هدى ولا برهان ولا دليل من الله ورسوله ، ما هو إلاّ الكفر والضلال ، ومع ذلك ، فقد
وردت روايات صريحة في هذا المطلب.
ففي تفسير العياشي ( ج ٢ ؛ ٩٠ ـ ٩١ ) عن عبد الملك بن عتبة الهاشمي ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهماالسلام قال : قال : من ضرب الناس بسيفه ، ودعاهم إلى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه ، فهو ضالّ متكلّف.
وفي الغيبة للنعماني : ١١٥ بسنده عن الفضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : من خرج يدعو الناس ، وفيهم من هو أعلم منه ، فهو ضالّ مبتدع ، ومن ادّعى الإمامة من الله ، وليس بإمام ، فهو كافر.
وفي فقه الرضا عليهالسلام (٥٢) قال : وأروي « من دعا الناس إلى نفسه ، وفيهم من هو أعلم منه ، فهو مبتدع ضالّ ».
وفي أمالي الطوسي (٥٦٠) بسنده عن أبي عمر زاذان في حديث ذكر فيه خطبة الإمام الحسن عليهالسلام بعد صلحه مع معاوية ، قال فيها : وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما ولّت أمّة أمرها رجلا ، وفيهم من هو أعلم منه ، إلاّ لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتّى يرجعوا إلى ما تركوا. ونقله المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٧٢ ؛ ١٥٥ ) عن كتاب البرهان ، بسنده عن عليّ ابن الحسين عليهماالسلام في خبر طويل ، أنّه قال : قال الحسن بن عليّ عليهماالسلام ... ورواه مثله. ورواه في المسترشد (٦٠٠) بسنده عن الباقر عليهالسلام ، وهو في المسترشد أيضا (٦٠١) بسند آخر.
ويدلّ عليه ما في التحصين (٥٦٩) عن كتاب « نور الهدى » بسنده عن ابن عبّاس ، في حديث قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : فأنت يا عليّ أمير من في السماء ، وأمير من في الأرض ، ولا يتقدّمك بعدي إلاّ كافر ، ولا يتخلّف عنك بعدي إلاّ كافر ، وإنّ أهل السماوات يسمّونك أمير المؤمنين. ونقله ابن طاوس في كتاب اليقين ( ٢٤١ ـ ٢٤٢ ) عن « المائة حديث » بنفس السند عن ابن عبّاس.
وفي كتاب التهاب نيران الأحزان (١٦) قول النبي صلىاللهعليهوآله في عليّ عليهالسلام : ملعون ملعون من قدّم أو تقدّم عليه.
وانظر ما تقدّم في الطّرفة السادسة عند قوله صلىاللهعليهوآله : « اعلموا أنّي لا أقدّم على عليّ أحدا ،
فمن تقدّمه فهو ظالم » ، وقوله في الطّرفة الحادية عشر : « إنّ عليّا هو العلم ، فمن قصر دون العلم فقد ضلّ ، ومن تقدّمه تقدّم إلى النار ».
من كانت له عندي عدة فليأت فيها عليّ بن أبي طالب ؛ فإنّه ضامن لذلك كلّه ، حتّى لا يبقى لأحد عليّ تباعة
انظر ما تقدّم من تخريجات الطّرفة السابعة ، حيث أعطى النبي صلىاللهعليهوآله تراثه لعليّ عليهالسلام على أن يقضي دين النبي وينجز عداته.
ونزيد هنا بعض ما يتعلق بإنجار عليّ عليهالسلام عدات رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ففي كتاب سليم بن قيس ( ١٢١ ـ ١٢٢ ) قول عليّ عليهالسلام : ألا ترى يا طلحة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال لي وأنتم تسمعون : يا أخي إنّه لا يقضي ديني ولا يبرئ ذمّتي غيرك ، أنت تبرئ ذمّتي وتقاتل على سنّتي.
وفي الخرائج والجرائح (١٦٩) عن أبي حمزة الثمالي ، عن السجاد ، عن أبيه عليهالسلام : كان عليّ عليهالسلام ينادي : من كان له عند رسول الله صلىاللهعليهوآله عدة أو دين فليأتني ، فكان كلّ من أتاه يطلب دينا أو عدة يرفع مصلاّه فيجد كذلك تحته ، فيدفع إليه.
وفي نظم درر السمطين (٩٨) عن الاعمش ، عن المنهال ، عن عباية ، عن عليّ عليهالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : عليّ يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وخير من أخلف بعدي من أهلي.
وفي مناقب الخوارزمي (٢٧) بإسناده عن أنس ، عن سلمان الفارسي ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : عليّ بن أبي طالب ينجز عداتي ، ويقضي ديني.
هذا ، وقد روى ابن سعد في طبقاته ( ج ٢ ؛ ٣١٩ ) بسنده عن عبد الواحد بن أبي عون : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا توفّي أمر عليّ صائحا يصيح : من كان له عند رسول الله صلىاللهعليهوآله عدة أو دين فليأتني ، فكان يبعث كلّ عام عند العقبة يوم النحر من يصيح بذلك ، حتّى توفّي عليّ عليهالسلام ، ثمّ كان الحسن بن عليّ عليهماالسلام يفعل ذلك حتّى توفّي ، ثمّ كان الحسين عليهالسلام يفعل ذلك ، وانقطع ذلك بعده ، رضوان الله عليهم وسلامه. قال ابن أبي عون : فلا يأتي أحد من خلق الله إلى عليّ بحقّ
ولا باطل إلاّ أعطاه.
وفي الخصال (٥٥١) في احتجاج أمير المؤمنين عليهالسلام على أبي بكر بثلاث وأربعين خصلة ، رواه بسنده عن أبي سعيد الورّاق ، عن أبيه ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام ، قال : ... فأنشدك بالله أنا ضمنت دين رسول الله ، وناديت في الموسم بإنجاز موعده أم أنت؟! قال : بل أنت.
قال محقق الخصال : وقد أخرجه في كنز العمال ( ج ٦ ؛ ٣٩٦ ) وقال أخرجه أحمد وابن جرير وصحّحه.
وانظر إثبات الوصيّة (٩٩) وأمالي المفيد ( ٦١ ، ١٧٤ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ١٣٢ ) و ( ج ٣ ؛ ٢١٤ ) والمسترشد ( ٢١٥ ، ٢٦٢ ، ٣٤٤ ، ٦٣٤ ) وكشف اليقين ( ٢٥٥ ـ ٢٥٦ ) ودلائل الإمامة (١٠٦) وأمالي الصدوق (٢٥٢) وأمالي الطوسي ( ٥٤٥ ، ٥٥٠ ) وكفاية الأثر ( ٢٠ ، ٧٥ ـ ٧٦ ، ١٢١ ، ١٣٥ ) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٣٣٣ ) وشرح الأخبار ( ج ١ ؛ ١١٣ ـ ١١٥ ) وتفسير فرات ( ١٥٤ ، ٥٤٥ ) وتفسير الإمام العسكريّ (١٧٨) والتهاب نيران الاحزان (٤٠) واليقين ( ١٣٧ ، ٢٢٧ ) وبشارة المصطفى ( ٥٤ ، ٥٨ ، ٥٩ ) والخصال ( ٥٥١ ، ٥٧٢ ـ ٥٨٠ ) وتفسير القمّي ( ج ٢ ؛ ١٠٩ ) والتحصين (٦٠٧) ومناقب الخوارزمي (٢١٠) وفرائد السمطين ( ج ١ ؛ ٥٠ ) وطبقات ابن سعد ( ج ٢ ؛ ٣١٩ ) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ١٥٥ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١١٣ ، ١٢١ ) وفيض القدير للمناويّ ( ج ٤ ؛ ٣٥٩ ) وكنز الحقائق (٩٢) ومناقب ابن المغازلي ( ٢٣٨ ، ٢٦١ ) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٧٩ ) وتذكرة الخواص (٨٦).
الطّرفة الحادية والعشرون
روى هذه الطّرفة ـ عن كتاب الطّرفة ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢ ؛ ٤٨٧ ـ ٤٨٨ ) والعلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٨٨ ـ ٨٩ ) بأدنى تفاوت.
مضمون هذه الطّرفة ، وما مرّ في الطّرفة السابقة من قوله « لا ترجعنّ بعدي كفّارا » واحد ؛ لأنّ نهي النبي صلىاللهعليهوآله الصحابة عن رجوعهم كفّارا فيه معنى الإخبار بوقوع ذلك المنهي عنه هنا ، وذلك كثير في لسان العرب وكلامهم ، مثل قول الشاعر :
لا ألفينّك بعد الموت تندبني |
|
وفي حياتي ما زوّدتني زادي (١) |
فصورته النهي ، ومعناه الإخبار ، أي إنّني سألفينك بعد الموت تندبني.
ومثل هذا ما ورد في نهي النبي صلىاللهعليهوآله عائشة عن الخروج في قوله : « ليت شعري أيّتكنّ صاحبة الجمل الأدبب ، تنبحها كلاب الحوأب ، إيّاك أن تكونيها يا عائشة » فهذا النهي فيه معنى الإخبار بخروجها على إمام زمانها ، ومقاتلتها إيّاه.
ويدلّ على هذا المراد حديث الحوض وارتداد الصحابة كما سيأتي ، ويدلّ عليه الخلاف والتخاصم والقتال الّذي حدث بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وتذييل الحديث بقوله صلىاللهعليهوآله : « لئن فعلتم لتجدنّي في كتيبة أضرب وجوهكم » ، وأوضحها دلالة ما في تفسير القمّي ( ج ١ ؛ ١٧٢ ) بسنده عن الصادق عليهالسلام ، حيث روى خطبة النبي صلىاللهعليهوآله في منى في حجّة الوداع ، وفيها
__________________
(١) مروج الذهب ٣ ؛ ٢٥.
قوله صلىاللهعليهوآله : « ألا لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف على الدنيا ، فإن فعلتم ذلك ـ ولتفعلنّ ـ لتجدوني في كتيبة بين جبرئيل وميكائيل أضرب وجوهكم بالسيف ، ثمّ التفت صلىاللهعليهوآله عن يمينه فسكت ساعة ، ثمّ قال : إن شاء الله ، أو عليّ بن أبي طالب ». فنهاهم النبي صلىاللهعليهوآله وأخبر بأنّهم سيتركون أمره ويرجعون كفّارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف.
وفي كشف اليقين ( ١٦١ ـ ١٦٢ ) عن علقمة والأسود ، عن أبي أيّوب الأنصاريّ في خبر ، قال فيه : ودخل عمّار فسلّم على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فرحّب به ، وقال : إنّه سيكون من بعدي في أمّتي هنات ، حتّى يختلف السيف فيما بينهم ، وحتّى يقتل بعضهم بعضا ، وحتّى يبرأ بعضهم من بعض ، فإذا رأيت ذلك ، فعليك بهذا الأصلع عن يميني عليّ بن أبي طالب ، فإن سلك الناس كلّهم واديا وسلك عليّ واديا ، فاسلك وادي عليّ وخلّ عن الناس ، إنّ عليّا لا يردّك عن هدى ، ولا يدلّك على ردى ، يا عمّار طاعة عليّ طاعتي ، وطاعتي طاعة الله. وهو في الطرائف ( ج ١ ؛ ١٠١ ـ ١٠٢ ) ومناقب الخوارزمي ( ١٢٤ ـ ١٢٥ ).
وفي الإرشاد (٩٦) قال : ثمّ كان ممّا أكّد صلىاللهعليهوآله له عليهالسلام من الفضل ، وتخصصه منه بجليل رتبته ، ما تلا حجّة الوداع من الأمور المتجدّدة لرسول الله صلىاللهعليهوآله ... وكان فيما ذكره من ذلك ما جاءت به الرواة على الاتفاق والاجتماع ، من قوله صلىاللهعليهوآله : أيّها الناس إنّي فرطكم على الحوض ، ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين ... أيّها الناس ، لا ألفينكم بعدي ترجعون كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، فتلقوني في كتيبة كمجرّ السيل الجرار ، ألا وإنّ عليّ بن أبي طالب أخي ، ووصيّي ، يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.
وفي شواهد التنزيل ( ج ١ ؛ ٥٢٦ ـ ٥٢٧ ) بسنده عن عبد الله بن عبّاس ، وجابر بن عبد الله الأنصاري أنّهما سمعا رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول في حجّة الوداع ـ وهو بمنى ـ : لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفنّي في كتيبة يضاربونكم ، فغمز جبرئيل من خلفه منكبه الأيسر ، فالتفت فقال : أو عليّ ، أو عليّ ، فنزلت هذه الآية ( قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَإِنَّا عَلى