طرف من الأنباء والمناقب

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

طرف من الأنباء والمناقب

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: الشيخ قيس العطّار
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: انتشارات تاسوعاء
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-90423-5-0
الصفحات: ٦٤٠

وفي تقريب المعارف (٣٣٠) روى قوله عليه‌السلام : ولئن تقمّصها دوني الأشقيان ، ونازعاني فيما ليس لهما بحقّ وهما يعلمان ، وركباها ضلالة ، واعتقداها جهالة ، فلبئس ما عليه وردا ، وبئس ما لأنفسهما مهّدا ، يتلاعنان في محلّهما ، ويبرأ كلّ منهما من صاحبه بقوله : ( يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) (١).

وفي الخصال ( ٣٧٤ ـ ٣٧٥ ) بسنده عن جابر الجعفي ، عن الباقر عليه‌السلام في المواطن الّتي امتحن الله بها أوصياء الأنبياء ، وقد بيّنها عليّ عليه‌السلام لرأس اليهود ، وكان فيما قاله عليه‌السلام : وقد قبض محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وإنّ ولاية الأمّة في يده وفي بيته ، لا في يد الألى تناولوها ولا في بيوتهم ... وصيّرها شورى بيننا ، وصيّر ابنه فيها حاكما علينا ، وأمره أن يضرب أعناق النفر الستّة الّذين صيّر الأمر فيهم إن لم ينفّذوا أمره ... وهو في الاختصاص ( ١٦٣ ـ ١٨١ ).

وفي الاحتجاج ( ج ١ ؛ ٢٥٦ ) قال عليّ عليه‌السلام في جملة احتجاجه على الزنديق في الآيات المتشابهة : وأتى [ أي عمر ] من أمر الشورى ، وتأكيده بها عقد الظلم والإلحاد ، والغي والفساد ، حتّى تقرّر على إرادته ما لم يخف على ذي لبّ موضع ضرره ... وعنه في البحار ( ج ٩٨ ؛ ١٢٤ ). وانظر العقد الفريد ( ج ٥ ؛ ٣٣ ) وقول معاوية : إنّه لم يشتّت بين المسلمين ولا فرّق أهواءهم ولا خالف بينهم إلاّ الشورى.

وفي كتاب الإمام عليّ عليه‌السلام الّذي كتبه للناس بعد احتلال معاوية لمصر ـ حيث قال له أصحابه « بيّن لنا ما قولك في أبي بكر وعمر » ـ : فلمّا مضى صلى‌الله‌عليه‌وآله لسبيله تنازع المسلمون الأمر بعده ، فو الله ما كان يلقى في روعي ولا يخطر على بالي أنّ العرب تعدل هذا الأمر بعد محمّد عن أهل بيته صلوات الله عليهم ، ولا أنّهم منحّوه عنّي من بعده ، فما راعني إلاّ انثيال الناس على أبي بكر ، وإجفالهم إليه ليبايعوه ... فلمّا احتضر بعث إلى عمر فولاّه ... حتّى إذا احتضر قلت في نفسي : لن يعدلها عنّي ، فجعلني سادس ستّة ... اللهمّ إنّي أستعديك على قريش ، فإنّهم قطعوا رحمي ، وأصغوا إنائي ، وصغّروا عظيم منزلتي ، وأجمعوا على منازعتي حقّا كنت

__________________

(١) الزخرف ؛ ٣٨.

٤٢١

أولى به منهم فسلبونيه ... وانظر هذا الكتاب في الإمامة والسياسة ( ج ١ ؛ ١٧٤ ـ ١٧٩ ) والغارات لأبي هلال الثقفي ( ١٩٩ ـ ٢١٢ ). وانظر احتجاج الإمام الصادق عليه‌السلام على المعتزلة في ضلالة الشورى وبطلانها ، في الاحتجاج ( ج ٢ ؛ ٣٦٢ ـ ٣٦٣ ) والكافي ( ج ٥ ؛ ٢٣ ـ ٢٤ ).

وفي أمالي الطوسي ( ٥٠٦ ـ ٥٠٧ ) بسنده عن هاشم بن مساحق ، عن أبيه : أنّه شهد يوم الجمل ، وأنّ الناس لمّا انهزموا اجتمع هو ونفر من قريش فيهم مروان ، فقال بعضهم لبعض : والله لقد ظلمنا هذا الرجل ونكثنا بيعته على غير حدث كان منه ، ثمّ لقد ظهر علينا فما رأينا رجلا أكرم سيرة ولا أحسن عفوا بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منه ، فتعالوا ندخل عليه ولنعتذرنّ ممّا صنعنا ، قال : فدخلنا عليه ، فلمّا ذهب متكلّمنا يتكلّم ، قال : انصتوا أكفكم ، إنّما أنا رجل منكم ، ... أنشدكم بالله أتعلمون أنّ رسول الله قبض وأنا أولى الناس به وبالناس؟ قالوا : اللهمّ نعم ، قال : فبايعتم أبا بكر وعدلتم عنّي ... ثمّ إنّ أبا بكر جعلها لعمر بعده ، وأنتم تعلمون أنّي أولى الناس برسول الله وبالناس من بعده ... فلمّا قتل جعلني سادس ستّة ...

وفي بحار الأنوار ( ج ٢٨ ؛ ٣٧٥ ) نقل عن تلخيص الشافي قوله : وروى زيد بن عليّ ابن الحسين عليهما‌السلام ، قال : كان عليّ عليه‌السلام يقول : بايع الناس ـ والله ـ أبا بكر وأنا أولى بهم منّي بقميصي هذا ، فكظمت غيظي ... ثمّ إنّ أبا بكر هلك واستخلف عمر ... فكظمت غيظي وانتظرت أمر ربّي ، ثمّ إنّ عمر هلك وجعلها شورى ، وجعلني فيها سادس ستة كسهم الجدّة ، فقال : اقتلوا الأقل ، فكظمت غيظي ...

وسيأتي أنّ مؤامرة الشورى لم تكن بأقلّ شرّا من مؤامرة السقيفة ، وأنّهما كانتا مؤامرتين لقتل عليّ عليه‌السلام ، إضافة إلى المؤامرة الّتي دبّراها مع خالد بن الوليد ففشلت ، وسيأتي ذلك في الطّرفة الثانية والعشرين عند قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا عليّ إنّ القوم يأتمرون بعدي على قتلك ، يظلمون ويبيّتون على ذلك ».

ألا وإنّ هذا الأمر له أصحاب وآيات ، قد سمّاهم الله في كتابه ، وعرّفتكم وأبلغت ما أرسلت به إليكم

لقد نزلت الآيات القرآنية المباركة بكثرة كاثرة في عليّ عليه‌السلام خصوصا ، وأهل البيت عليهم‌السلام عموما ، كقوله تعالى في آية المباهلة : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ

٤٢٢

تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ ) (١) ، وقوله تعالى : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٢) ، وكقوله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (٣) ، وقد مرّ عليك تخريجها وأنّ الحبل هو عليّ وأهل البيت.

وقد روى الخطيب في تاريخ بغداد ( ج ٦ ؛ ٢٢١ ) وابن عساكر في تاريخ دمشق ( ج ٢ ؛ ٤٣١ ) وابن حجر في الصواعق المحرقة (٧٦) بسنده عن ابن عبّاس ، قال : نزلت في عليّ ثلاثمائة آية.

وروى الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ( ج ١ ؛ ٥٢ ) عن مجاهد ، قال : نزلت في عليّ سبعون آية لم يشركه فيها أحد.

وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق ( ج ٢ ؛ ٤٢٨ ) بسنده عن ابن عبّاس ، قال : ما أنزل الله من آية فيها ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) دعاهم فيها ، إلاّ وعليّ بن أبي طالب كبيرها وأميرها.

وفي كتاب فضائل أحمد المخطوط ( ج ١ ؛ ١٨٨ / الحديث رقم ٢٢٥ ) بسنده عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : سمعته يقول : ليس من آية في القرآن ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا * ) إلاّ وعليّ رأسها وأميرها وشريفها ، ولقد عاتب الله أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله في القرآن وما ذكر عليّا إلاّ بخير. ومثله عن ابن عبّاس في كفاية الطالب ( ١٣٩ ـ ١٤١ ) ومفتاح النجا المخطوط (٦٠).

واستقصاء الآيات النازلة في عليّ وأهل بيته عليهم‌السلام خارج عن نطاق هذه الوريقات ، فإنّه يحتاج إلى مجلّدات وأسفار. وقد استقصى الكثير منها صاحب عبقات الأنوار رحمه‌الله. وانظر المجلّد الثالث من كتاب قادتنا ، وشواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ، ففيهما الكثير من الآيات النازلة في عليّ وأهل البيت عليهم‌السلام.

__________________

(١) آل عمران ؛ ٦١.

(٢) الأحزاب ؛ ٣٣.

(٣) آل عمران ؛ ١٠٣.

٤٢٣

لا ترجعنّ بعدي كفّارا مرتدّين متأوّلين للكتاب على غير معرفة ، وتبتدعون السنّة بالهوى

سيأتي ما يتعلّق بهذا المطلب في الطّرفة الحادية والعشرين ، فإنّها معقودة لبيان هذا الغرض. لكنّنا نذكر هنا بعض ما جاء من الروايات في ابتداعهم بالهوى وتغييرهم السنّة.

ففي إرشاد المفيد (٦٥) قال : وروى إسماعيل بن عليّ العمّي ، عن نائل بن نجيح ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر الباقر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، قال : انقطع شسع نعل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدفعها إلى عليّ عليه‌السلام يصلحها ، ثمّ مشى في نعل واحدة غلوة أو نحوها ، وأقبل على أصحابه وقال : إنّ منكم من يقاتل على التأويل كما قاتل معي على التنزيل ، فقال أبو بكر : أنا ذاك يا رسول الله؟ قال : لا ، فقال عمر : فأنا يا رسول الله؟ قال : لا ، فأمسك القوم ونظر بعضهم إلى بعض ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لكنّه خاصف النعل ، وأومأ بيده إلى عليّ بن أبي طالب ، وإنّه يقاتل على التأويل إذا تركت سنّتي ونبذت وحرّف كتاب الله وتكلّم في الدين من ليس له ذلك ، فيقاتلهم عليّ على إحياء دين الله. وهذه الرواية في كشف اليقين (١٣٩).

وفي أمالي الطوسي ( ٦٥ ـ ٦٦ ) وأمالي المفيد ( ٢٨٨ ـ ٢٩٠ ) بسندهما عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : لمّا نزلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ( إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) (١) فقال لي : يا عليّ ، لقد جاء نصر الله والفتح ... يا عليّ ، إنّ الله قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي ، كما كتب عليهم جهاد المشركين معي ، فقلت : يا رسول الله ، وما الفتنة الّتي كتب علينا فيها الجهاد؟ قال : فتنة قوم يشهدون أن « لا إله إلاّ الله وأني رسول الله » وهم مخالفون لسنّتي وطاعنون في ديني ، فقلت : فعلى م نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون أن « لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله »؟ فقال : على إحداثهم في دينهم ، وفراقهم لأمري ، واستحلالهم دماء عترتي ... وكأنّك بقوم قد تأوّلوا القرآن وأخذوا بالشبهات ، فاستحلّوا الخمر بالنبيذ ، والبخس بالزكاة ، والسّحت بالهديّة.

__________________

(١) الفتح ؛ ١.

٤٢٤

وفي تفسير القمّي ( ج ١ ؛ ٨٥ ) بسنده عن الأصبغ بن نباتة ، أنّ عليّا عليه‌السلام قال : ... فما بال قوم غيّروا سنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعدلوا عن وصيّته في حقّ عليّ والأئمّة عليهم‌السلام ...

وفي الكافي ( ج ٨ ؛ ٥٩ ) بسنده إلى سليم ، قال : خطب أمير المؤمنين فحمد الله وأثنى عليه ثمّ صلّى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ قال : ... قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله متعمّدين لخلافه ، ناقضين لعهده ، مغيّرين لسنته ....

وفي أبواب الجنان المخطوط ( ٣١٤ ـ ٣١٦ ) عن حذيفة ، قال : ... فلمّا توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رأيته [ أي عمر ] قد أثار الفتن ، وأظهر كفره القديم ، وارتدّ عن الإسلام ... وغصب الخلافة وحرّف القرآن ... وأبدع في الدين وغيّر الملّة ...

وفي مصباح الكفعمي (٥٥٢) دعاء عليّ عليه‌السلام بالدعاء المعروف بدعاء صنمي قريش ، وفيه : اللهمّ العن صنمي قريش ... اللهمّ العنهم بعدد كلّ منكر أتوه ، وحقّ أخفوه ... اللهمّ العنهم بكلّ آية حرّفوها ، وفريضة تركوها ، وسنّة غيّروها.

وفي بحار الأنوار ( ج ٨ ؛ ٢٥١ ) نقلا عن كتاب قديم ، أنّ الصادق عليه‌السلام كان يقول في دعائه : اللهمّ وضاعف لعنتك وبأسك ونكالك وعذابك على اللّذين كفرا نعمتك ، وخوّنا رسولك ... وغيّرا أحكامه وبدّلا سنّته ، وقلّبا دينه ....

وقال الشيخ الصدوق في الخصال (٦٠٧) في ذكره لخصال من شرائع الدّين : ... وحبّ أولياء الله والولاية لهم واجبة ، والبراءة من أعدائهم واجبة ، ومن الّذين ظلموا آل محمّد ... وأسّسوا الظلم ، وغيّروا سنّة رسول الله ...

القرآن إمام هدى ، وله قائد ، يهدي إليه ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ، ولي الأمر بعدي عليّ

مرّ بيان أنّ علم القرآن يجب أخذه من عليّ وأهل بيته عليهم‌السلام ؛ لأنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علّم عليّا كلّ العلوم ، وعلوم القرآن على وجه الخصوص ، وعلّمه عليّ الأئمّة عليهم‌السلام من بعده ، مرّ

٤٢٥

كلّ ذلك في الطّرفة السادسة عند قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « فمن عمي عليه من عمله شيء لم يكن علمه منّي ولا سمعه فعليه بعلي بن أبي طالب ، فإنّه قد علم كلّ ما قد علمته ؛ ظاهره وباطنه ، ومحكمه ومتشابهه ».

ونزيد هنا بعض الأحاديث في ذلك ، منها : ما في كتاب سليم بن قيس (١٩٥) من كتاب لعليّ عليه‌السلام كتبه لمعاوية ، يقول فيه : يا معاوية إنّ الله لم يدع صنفا من أصناف الضلالة والدعاة إلى النار إلاّ وقد ردّ عليهم واحتجّ عليهم في القرآن ، ونهى عن اتّباعهم ، وأنزل فيهم قرآنا ناطقا ؛ علمه من علمه وجهله من جهله ، إنّي سمعت رسول الله يقول : ليس من القرآن آية إلاّ ولها ظهر وبطن ، وما من حرف إلاّ وله تأويل ( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (١) ... الراسخون نحن آل محمّد ، وأمر الله سائر الأمّة أن يقولوا ( آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (٢) وأن يسلّموا إلينا ، وقد قال الله : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٣) هم الّذين يسألون عنه ويطلبونه ....

وفي بشارة المصطفى (٣١) بسنده عن الرضا ، عن الكاظم ، عن الصادق ، عن الباقر ، عن السجاد ، عن الحسين السبط ، عن عليّ عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن جبرئيل عليه‌السلام ، عن ميكائيل ، عن إسرافيل ، عن الله جلّ جلاله ، أنّه سبحانه قال : أنا الله لا إله إلاّ أنا ، خلقت الخلق بقدرتي ... واصطفيت عليّا فجعلته له أخا ووصيّا ووزيرا ومؤدّيا عنه من بعده إلى خلقي وعبادي ، ويبيّن لهم كتابي ....

وفي روضة الواعظين (٩٤) روى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في خطبة الغدير : معاشر الناس ، تدبّروا القرآن ، وافهموا آياته ومحكماته ، ولا تتّبعوا متشابهه ، فو الله لهو مبيّن لكم نورا واحدا ، ولا يوضّح تفسيره إلاّ الّذي أنا آخذ بيده ، ومصعده إليّ وشائل بعضده ، ومعلمكم

__________________

(١) آل عمران ؛ ٧.

(٢) آل عمران ؛ ٧.

(٣) النساء ؛ ٨٣.

٤٢٦

أنّ من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، وهو عليّ بن أبي طالب ، أخي ووصيّي ، وموالاته من الله تعالى أنزلها عليّ.

وقريب منه في التهاب نيران الأحزان (١٦) حيث فيه قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : معاشر الناس ، تدبّروا القرآن ، وافهموا آياته ، وانظروا لمحكمه ، ولا تتّبعوا متشابهه ، فو الله لا يبيّن لكم زواجره ، ولا يوضّح لكم تفسيره إلاّ الّذي أنا آخذ بيده ، وشائل بعضده ... الخ.

وأمّا أنّ عليّا هو الوليّ بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

فهو ممّا لا يرتاب فيه عند الإماميّة ، حتّى أنّه يذكر على نحو الاستحباب في الأذان ، وربّما مال بعض الأعلام إلى جزئيّته ، لكنّ ما نذكره هنا هو ما ورد في صحاح ومسانيد وكتب العامّة.

ففي سنن الترمذيّ ( ج ٢ ؛ ٢٩٧ ) روى بسنده عن عمران بن حصين ، قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جيشا ، واستعمل عليهم عليّ بن أبي طالب ، فمضى في السريّة فأصاب جارية ، فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالوا : إذا لقينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرناه بما صنع عليّ ، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدءوا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلّموا عليه ثمّ انصرفوا إلى رحالهم ، فلمّا قدمت السريّة سلّموا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقام أحد الأربعة ، فقال : يا رسول الله ، ألم تر إلى عليّ بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله ، ثمّ قام الثاني ، فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الثالث ، فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثمّ قام الرابع ، فقال مثل ما قالوا ، فأقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والغضب يعرف في وجهه ، فقال : ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! إنّ عليّا منّي وأنا منه ، وهو ولي كلّ مؤمن بعدي. وروى هذا الحديث بأدنى اختلاف أحمد في مسنده ( ج ٤ ؛ ٤٣٧ ) وأبو داود الطيالسي في مسنده ( ج ٣ ؛ ١١١ ) وأبو نعيم في حليته ( ج ٦ ؛ ٢٩٤ ) والنسائي في خصائصه ( ٩٧ ـ ٩٨ ) عن عمران بن حصين ، والمحبّ الطبريّ في الرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ١٧١ ) وقال : « خرّجه الترمذيّ وأبو حاتم وخرّجه أحمد » ، وهو

٤٢٧

في كنز العمال ( ج ٦ ؛ ١٥٤ ) بطريقين ، ثمّ قال : « أخرجه ابن أبي شيبة » ، وفي ( ج ٦ ؛ ٣٩٩ ) وقال : « أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير وصحّحه ».

وفي خصائص النسائي ( ٩٨ ـ ٩٩ ) بسنده عن بريدة الأسلمي ، قال : بعثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى اليمن مع خالد بن الوليد ، وبعث عليّا على جيش آخر ، وقال : إن التقيتما فعلي على الناس ، وإن تفرّقتما فكلّ واحد منكما على جنده ، فلقينا بني زبيد من أهل اليمن ، وظفر المسلمون على المشركين ، فقاتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة ، فاصطفى عليّ جارية لنفسه من السبي ، وكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي ، وأمرني أن أنال منه ، قال : فدفعت الكتاب إليه ونلت من عليّ ، فتغيّر وجه رسول الله ، وقال : لا تبغضنّ يا بريدة عليّا ، فإنّ عليّا منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي.

ورواه أحمد في مسنده ( ج ٥ ؛ ٣٥٦ ) والهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٢٧ ) وقال : « رواه أحمد والبزاز باختصار » ، والمتّقي في كنز العمال ( ج ٦ ؛ ١٥٤ ) ثمّ قال : « أخرجه ابن أبي شيبة » ، وفي ( ج ٦ ؛ ١٥٥ ) وقال : « أخرجه الديلمي عن عليّ » ، والمنّاوي في كنوز الحقائق (١٨٦) وقال : « أخرجه الديلمي ولفظه : أن عليّا وليّكم من بعدي ».

وفي مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٢٨ ) بسنده عن بريدة ، روى ما يقاربه ، وفي آخره زيادة : « فقلت يا رسول الله بالصحبة إلاّ بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديدا ، قال : فما فارقته حتّى بايعته على الإسلام » قال الهيثميّ بعد نقله : رواه الطبراني في الأوسط.

وفي تاريخ بغداد ( ج ٤ ؛ ٣٣٩ ) روى بسنده عن عليّ عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سألت الله فيك خمسا ، فأعطاني أربعا ومنعني واحدة ؛ سألته فأعطاني فيك أنّك أوّل من تنشقّ الأرض عنه يوم القيامة ، وأنت معي ، معك لواء الحمد ، وأنت تحمله ، وأعطاني أنّك وليّ المؤمنين من بعدي. ورواه المتقي في كنز العمّال ( ج ٦ ؛ ٣٩٦ ) وقال : « أخرجه ابن الجوزي » ، وذكره في ( ج ٦ ؛ ١٥٩ ) وقال : « أخرجه الخطيب والرافعي عن عليّ ».

وفي مسند أبي داود الطيالسي ( ج ١١ ؛ ٣٦٠ ) روى بسنده عن ابن عبّاس : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعليّ عليه‌السلام : أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي.

٤٢٨

وفي الرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ٢٠٣ ) عن عمرو بن ميمون ، قال : إنّي لجالس عند ابن عبّاس إذ أتاه سبعة رهط ، فقالوا : يا بن عبّاس ، إمّا أن تقوم معنا وإمّا أن تخلو من هؤلاء ، قال : بل أقوم معكم ـ وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ـ قال : فانتدبوا يتحدّثون ، فلا أدري ما قالوا ، قال : فجاء [ ابن عبّاس ] ينفض ثوبه ويقول : أفّ وتفّ ، وقعوا في رجل له عشر ... وقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي. قال المحبّ الطبري : « أخرجه بتمامه أحمد ، والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال : وأخرج النسائي بعضه ». وذكر هذا الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٩٩ ) وقال : « رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ».

وفي أسد الغابة ( ج ٥ ؛ ٩٤ ) في ترجمة وهب بن حمزة ، أنّه قال : صحبت عليّا عليه‌السلام من المدينة إلى مكّة ، فرأيت منه بعض ما أكره ، فقلت : لئن رجعت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لأشكونّك إليه ، فلمّا قدمت لقيت رسول الله ، فقلت : رأيت من عليّ كذا وكذا ، فقال : لا تقل هذا ، فهو أولى الناس بكم بعدي. ذكر هذا الحديث المنّاوي في فيض القدير (٣٥٧) والهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٠٩ ) وقال : « رواه الطبراني » ، وهو في الإصابة ( ج ٣ ؛ ٦٤١ ) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ١٥٥ ).

ويدلّ على ذلك أيضا ما مرّ من حديث يوم العشيرة ، عند نزول قوله تعالى ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (١) ، فإنّ فيه قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووليّكم بعدي؟ قال عليّ عليه‌السلام : فمددت يدي ، وقلت : أنا أبايعك ـ وأنا يومئذ أصغر القوم ـ فبايعني على ذلك. وانظر النصّ الّذي نقلناه هنا في كنز العمال ( ج ٦ ؛ ٤٠١ ) عن عليّ ، ثمّ قال المتّقي الهنديّ : « أخرجه ابن مردويه ».

كما يدلّ على هذا المطلب قوله تعالى : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (٢) ، فإنّ عليّا عليه‌السلام هو المتصدّق بخاتمه راكعا.

__________________

(١) الشعراء ؛ ٢١٤.

(٢) المائدة ؛ ٥٥.

٤٢٩

انظر تفسير هذه الآية في تفسير الفخر الرازي ، والكشاف للزمخشري ، وتفسير ابن جرير الطبريّ ، والدّر المنثور للسيوطي ، وأسباب النزول للواحدي ( ١٣٣ ـ ١٣٤ ) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ٣١٩ ) و ( ج ٧ ؛ ٣٠٥ ) ومجمع الزوائد ( ج ٧ ؛ ١٧ ) وذخائر العقبى ( ٨٨ ، ١٠٢ ) والرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ٢٢٧ ).

عليّ ... وارث علمي وحكمتي وسرّي وعلانيتي وما ورثه النبيّون من قبلي ، وأنا وارث ومورّث

في مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ١٨٨ ) عن تفسير جابر بن يزيد ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام ـ في تفسير قول تعالى ( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) ( ... وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ ) (١) ـ قال : فكانت لعليّ من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الولاية في الدّين ، والولاية في الرحم ، فهو وارثه كما قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنت أخي في الدنيا والآخرة ، وأنت وارثي. وقريب منه في مناقب ابن شهرآشوب أيضا ( ج ٢ ؛ ١٦٨ ) عن تفسير جابر بن يزيد.

وفي أمالي الصدوق (٢٥٢) بسنده عن عبد الله بن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ ابن أبي طالب : يا عليّ ، أنت صاحب حوضي ، وصاحب لوائي ، ومنجز عداتي ، وحبيب قلبي ، ووارث علمي ، وأنت مستودع مواريث الأنبياء ... ومثله في بشارة المصطفى (٥٤) بسنده عن ابن عبّاس أيضا.

وفي بشارة المصطفى (١٨) بسنده عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المخالف على عليّ بن أبي طالب بعدي كافر ... عليّ نور الله في بلاده ، وحجّته على عباده ، عليّ سيف الله على أعدائه ، ووارث علم أنبيائه ...

وفي إثبات الوصيّة (١٠٥) قال : فلمّا كان الوقت الّذي قبض فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، دعا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فوضع إزاره سترا على وجهه ، ولم يزل يناجيه بكلّ ما كان وما هو كائن

__________________

(١) الأحزاب ؛ ٦.

٤٣٠

إلى يوم القيامة ، ثمّ مضى وقد سلّم إليه جميع مواريث الأنبياء والنور والحكمة.

وفي الخرائج والجرائح (١٩٤) نقل ما روي عن حكيم بن جبير وجماعة ، قالوا : شهدنا عليّا على المنبر ، وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسول الله ، ورثت نبي الرحمة ...

وفي تفسير فرات ( ٢٢٦ ـ ٢٢٧ ) بسنده عن عبد الله بن أبي أوفى ، قال : خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن في مسجد المدينة ... فقال عليّ عليه‌السلام : لقد انقطع ظهري وذهب روحي عند ما صنعت بأصحابك ما صنعت ، غيري ، فإن كان من سخطة بك عليّ فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والّذي بعثني بالحقّ ما أنت منّي إلاّ بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ، وما أخّرتك إلاّ لنفسي ، فأنا رسول الله وأنت أخي ووارثي ، قال عليه‌السلام : وما أرث منك يا رسول الله؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي ، قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم ....

ونقل آية الله السيّد الميلاني في كتاب قادتنا ( ج ٢ ؛ ٢٤ ) عن الشنقيطي قوله : « أخرج الحافظ أبو القاسم الدمشقيّ في الأربعين الطوال حديث مؤاخاة الصحابة » ، وساق الحديث قريبا ممّا أوردناه عن فرات. وانظر كشف اليقين ( ٢٠٠ ـ ٢٠٥ ) وهو في فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ( ج ٢ ؛ ٦٣٨ / الحديث ١٠٨٥ ) و ( ج ٢ ؛ ٦٦٦ / الحديث ١١٣٧ ) وانظر العمدة لابن البطريق ( ٢٣١ ـ ٢٣٢ ) وهو في المختار من مسند فاطمة (١٣٢) نقلا عن أحمد وابن عساكر ، وفي (١٤٣) نقلا عن أحمد في كتاب مناقب عليّ ، وهو في تذكرة الخواص (٢٣).

وفي كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ١١٤ ) نقلا عن كتاب المناقب للخوارزمي (٤٢) بسنده عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لكلّ نبي وصي ووارث ، وإنّ عليّا وصيّي ووارثي. وهو ينابيع المودّة ( ج ٢ ؛ ٥ ، ٥٩ ).

وفي كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٣٣٩ ) نقلا عن كتاب العمدة لابن البطريق (٢٣٤) عن عبد الله ابن بريدة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لكلّ نبي وصي ووارث ، وإنّ وصيّي ووارثي عليّ بن أبي طالب. وانظر مناقب ابن المغازلي ( ٢٠٠ ـ ٢٠١ ) وتاريخ دمشق ( ج ٣ ؛ ٥ / الحديث ١٠٢١ ) وكفاية الطالب (٢٦٠) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ١٨٨ ) نقلا عن السمعاني في الفضائل.

٤٣١

وفي ينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٧٨ ) قال : وفي المناقب ، عن جعفر الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : كان عليّ عليه‌السلام يرى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل الرسالة الضوء ، ويسمع الصوت ، وقال له : لو لا إنّي خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوّة ، فإن لم تكن نبيّا فإنّك وصي نبي ووارثه ، بل أنت سيّد الأوصياء وإمام الأتقياء. ونقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ١٣ ؛ ٢١٠ ).

وفي ينابيع المودّة أيضا (٨٤) قال : وفي المناقب ، عن مقاتل بن سليمان ، عن جعفر الصادق ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ ، أنت منّي بمنزلة شيث من آدم ، وبمنزلة سام من نوح ، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم ـ كما قال تعالى : ( وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ) (١) ـ وبمنزلة هارون من موسى ، وبمنزلة شمعون من عيسى ، وأنت وصيّي ووارثي ، وأنت أقدمهم سلما ، وأكثرهم علما ....

وروى أحمد في الفضائل من كتاب المناقب المخطوط / الحديث ١٧٢ بإسناده عن أنس ، قال : قلنا لسلمان : سل النبي من وصيّه؟ فقال له سلمان : يا رسول الله ، من وصيّك؟ فقال : يا سلمان ، من كان وصي موسى؟ فقلت : يوشع بن نون ، قال : فإنّ وصيّي ووارثي ـ يقضي ديني وينجز موعدي ـ عليّ بن أبي طالب.

وفي مناقب ابن المغازلي ( ٢٣٧ ـ ٢٣٩ ) بإسناده عن جابر بن عبد الله ، قال : لمّا قدم عليّ ابن أبي طالب بفتح خيبر ، قال له النبي : يا عليّ لو لا أن تقول طائفة من أمّتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك قولا لا تمرّ بملإ من المسلمين إلاّ أخذوا التراب من تحت رجليك ، وفضل طهورك يستشفون بهما ، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، غير أنّه لا نبي بعدي ... وإنّ حربك حربي ، وسلمك سلمي ، وسريرتك سريرتي ، وعلانيتك علانيتي ، وإنّ ولدك ولدي ، وأنت تقضي ديني ، وأنت تنجز وعدي ... وروى مثله الكنجي في كفاية الطالب ( ٢٦٤ ـ ٢٦٥ ) بسنده عن زيد بن عليّ ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ عليهم‌السلام. ورواه الخوارزمي في مناقبه

__________________

(١) البقرة ؛ ١٣٢.

٤٣٢

(٩٦) مختصرا عن الناصر للحقّ بإسناده ، ونقله عن المناقب القندوزيّ في ينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ١٣٠ ) والفتّال النيسابوريّ في روضة الواعظين ( ١١٢ ـ ١١٣ ).

والأحاديث في أنّ عليّا حاز مواريث الأنبياء عن طريق توريث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إيّاه كثيرة جدّا ، وربّما يعسر استقصاؤها ، وفيما أوردناه منها مقنع للطالب ، وقد مرّ تخريجات الطّرفة الثانية ، وفيها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث العشيرة : « يا بني عبد المطّلب ، هذا أخي ووارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي » ، والطّرفة السابعة وفيها قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا عليّ ، يا أخا محمّد ، أتنجز عداة محمّد ، وتقضي دينه ، وتأخذ تراثه؟ قال عليه‌السلام : نعم ، بأبي أنت وأمّي » والطّرفة الثامنة ، وفيها بيان علّة أنّ عليّا ورث ابن عمّه دون عمّه العبّاس. وانظر في وراثة الأئمّة علم آدم وجميع العلماء ، وعلم أولي العزم ، بصائر الدرجات ( ١٣٤ ـ ١٣٧ ) و ( ١٣٨ ـ ١٤١ / الباب الأوّل والثالث من الجزء الثالث ) والكافي ( ج ١ ؛ ٢٢٣ ـ ٢٢٦ في « أنّ الأئمّة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الّذين من قبلهم » ).

وأمّا وراثته عليه‌السلام سرّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلانيته :

ففي الكافي ( ج ٢ ؛ ١٧٨ / الحديث ١٠ ) بسنده عن الرضا عليه‌السلام ، قال : قال أبو جعفر : ولاية الله أسرّها إلى جبرئيل ، وأسرّها جبرئيل إلى محمّد ، وأسرّها محمّد إلى عليّ ، وأسرّها عليّ إلى من شاء الله.

وفي المناقب لابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٣٠ ) نقلا عن أمالي الصدوق (٤٤٠) بسنده ، قال : قال محمّد بن المنذر [ المنكدر ] : سمعت أبا أمامة يقول : كان عليّ إذا قال شيئا لم نشكّ فيه ، وذلك أنّا سمعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : خازن سرّي بعدي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

وفي بشارة المصطفى (٣٢) بسنده عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ... لأنّك منّي وأنا منك ، لحمك لحمي ، وروحك من روحي ، وسريرتك من سريرتي ، وعلانيتك من علانيتي ....

وفي مناقب ابن المغازليّ (٧٣) بسنده عن عبيد الله بن عائشة ، قال : حدّثني أبي ، قال : كان عليّ بن أبي طالب مبثّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وموضع أسراره.

٤٣٣

وفي كفاية الطالب (٢٩٣) بسنده عن سلمان ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صاحب سرّي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام. وهو في تاريخ دمشق ( ج ٢ ؛ ٣١١ ) بسنده عن سلمان ، ونقله المنّاوي في كنوز الحقائق (٨٣) وقال : « أخرجه الديلمي ».

وفي كفاية الطالب أيضا ( ٢٩٢ ـ ٢٩٣ ) بسنده عن أبي سعيد الخدريّ ، عن سلمان ، قال : قلت : يا رسول الله ، لكلّ نبي وصي ، فمن وصيّك؟ ... قال : فإنّ وصيّي وموضع سري ، وخير من أترك بعدي ، ينجز عدتي ، ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب. وهو في مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١١٣ ) وتهذيب التهذيب ( ج ٣ ؛ ١٠٦ ) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ١٥٤ ) والرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ١٧٨ ) وتحفة المحبين (١٨٦) من النسخة الخطيّة.

وفي تحفة المحبين المخطوط (١٨٦) روى مؤلفه محمّد بن رستم ، بإسناده عن أبي هريرة ، عن سلمان ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ وصيّي وموضع سرّي ، وخليفتي على أهلي ، وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب.

عليّ أخي ووارثي

لقد مرّت الأخوّة والوارثة في التخريجات السابقة ، ولزيادة ذلك ، انظر مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ١٨٤ ـ ١٨٩ / فصل في « الأخوة مع النبي » ) وكشف اليقين ( ٢٠٠ ـ ٢٠٩ ) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٣٢٦ ـ ٣٣٠ « في ذكر المؤاخاة له » ) وتصريحات الإمام عليّ عليه‌السلام بذلك مبثوثة في كتب المناقب والمسانيد والتواريخ والتراجم.

وسنذكر هنا بعض المصادر العاميّة في أنّ عليّا أخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فمن ذلك ما نقله ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ٢ ؛ ٢٨٧ ) قال : وروى عثمان بن سعيد ، عن عبد الله بن بكير ، عن حكيم بن جبير ، قال : خطب عليّ عليه‌السلام ، فقال في أثناء خطبته : أنا عبد الله وأخو رسوله ، لا يقولها أحد قبلي ولا بعدي إلاّ كذب ، ورثت نبي الرحمة ، ونكحت سيّدة نساء هذه الأمّة ، وأنا خاتم الوصيين.

وانظر سنن الترمذيّ ( ج ٢ ؛ ٢٩٩ ) وسنن ابن ماجة ( ج ١ ؛ ١٢ ) ومستدرك الحاكم

٤٣٤

( ج ٣ ؛ ١٤ ، ١١١ ، ١٢٦ ، ١٥٩ ) وتاريخ الطبريّ ( ج ٢ ؛ ٥٦ ) وخصائص النسائي (٤٦) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ٣٩٤ ) وقال : « أخرجه ابن أبي شيبة والنسائي في الخصائص ، وابن أبي عاصم في السنّة ، والعقيلي والحاكم وأبو نعيم في المعرفة » ، وهو في الكنز أيضا ( ج ٦ ؛ ٣٩٦ ) ( ج ٧ ؛ ١١٣ ) والرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ١٥٥ ، ١٦٧ ، ٢٢٦ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٣٤ ) وقال : « رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح » ، وطبقات ابن سعد ( ج ٨ ؛ ٢٣ ـ ٢٤ ) ومسند أحمد ( ج ١ ؛ ١٥٩ ) وذخائر العقبى (٩٢) وحلية الأولياء ( ج ٧ ؛ ٢٥٦ ) وتاريخ بغداد ( ج ١٢ ؛ ٢٦٨ ) والصواعق المحرقة ( ٧٤ ـ ٧٥ ) وكنوز الحقائق (٢٧). وانظر تخريجات الأخوّة في فضائل الخمسة ( ج ١ ؛ ٣٦٥ ـ ٣٧٩ ) وقادتنا ( ج ١ ؛ ٣٧٧ ـ ٣٩٤ ) والغدير ( ج ٣ ؛ ١١١ ـ ١٢٥ ) وانظر أيضا ما تقدّم في الطّرفة الثانية والطّرفة السابعة والطّرفة الثامنة في أنّه أخو النبي بتنصيصه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ووزيري

في كتاب سليم بن قيس (٧٣) قال سليم : وحدّثني عليّ عليه‌السلام أنّه قال : كنت أمشي مع رسول الله ... فقال : ... فأبشر يا عليّ ، فإنّ حياتك وموتك معي ، وأنت أخي ، وأنت وصيّي ، وأنت صفيّي ، ووزيري ، ووارثي ، والمؤدّي عنّي ، وأنت تقضي ديني ، وتنجز عدتي ، وأنت تبرئ ذمّتي ، وتؤدّي أمانتي ...

وفي أمالي المفيد (٦١) بسنده عن مطرف الإسكاف ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهلي ، وخير من أترك بعدي ، يقضي ديني ، وينجز بوعدي ، عليّ بن أبي طالب.

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ١٨٦ ) : الأربعين ، عن الخوارزمي ، قال أبو رافع : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله التفت إلى عليّ ، فقال : أنت أخي في الدنيا والآخرة ، ووزيري ، ووارثي.

وفي أمالي الصدوق (١٦٩) بسنده عن الباقر ، عن أبيه ، عن جدّه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله : إنّ عليّ بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي ، وحجّة الله وحجّتي ... وهو أخي ،

٤٣٥

وصاحبي ، ووزيري ، ووصيّي ، محبّه محبّي ، ومبغضه مبغضي ، ووليّه وليّي ، وعدوّه عدوّي.

وفي كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٨٠ ) عن ابن عبّاس ، قال : نظر عليّ يوما في وجوه الناس ، فقال : إنّي لأخو رسول الله ووزيره ، ولقد علمتم أنّي أوّلكم إيمانا بالله عزّ وجلّ ورسوله ، ثمّ دخلتم في الإسلام بعدي رسلا رسلا.

وفي أمالي الطوسي ( ١٠٤ ـ ١٠٦ ) بسنده عن عبد الله بن العبّاس ، في حديث طويل فيه : إنّ الله سبحانه كلّم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال ابن عبّاس : فقلت يا رسول الله بم كلّمك ربّك؟ قال : قال لي : يا محمّد ، إنّي جعلت عليّا وصيّك ، ووزيرك ، وخليفتك من بعدك ... ونقله الأربلي في كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٣٨٠ ) عنه.

وفي تقريب المعارف (١٩٢) نقل قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : أنت أخي ، ووصيّي ، ووزيري ، ووارثي ، والخليفة من بعدي.

وفي كتاب اليقين (٢٢٦) عن ابن جرير الطبريّ الإمامي ، بسنده عن الصادق ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام ، في حديث طويل فيه : أنّ جبرئيل قال للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمّد ، ونجا من تولّى عليّا وزيرك في حياتك ؛ ووصيّك عند وفاتك ، ونجا عليّ بك ، ونجوت أنت بالله عزّ وجلّ.

وفي فرائد السمطين ( ج ١ ؛ ٣١١ ) بإسناده عن عليّ بن نزار بن حيّان مولى بني هاشم ، عن جدّه ، قال : سمعت عليّا يقول : لأقولنّ قولا لم يقله أحد قبلي ، ولا يقوله أحد بعدي إلاّ كذّاب ، أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، ووزير نبي الرحمة ، ونكحت سيّدة نساء هذه الأمّة ، وأنا خير الوصيين.

وفي مناقب الخوارزمي (٦٢) بإسناده عن سلمان الفارسي ، أنّه سمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إنّ أخي ، ووزيري ، وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب. ورواه محمّد بن رستم ، عن سلمان وعن أنس في تحفة المحبّين (١٨٥).

وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق ( ج ١ ؛ ١١٦ / الحديث ١٥٧ ) بإسناده عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ خليلي ، ووزيري ، وخير من أخلف بعدي ، يقضي ديني ، وينجز

٤٣٦

موعودي ، عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام.

وانظر ما ورد فيه لفظ « الوزير » في مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٢١ ) وأسنى المطالب (١٤) ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ( ج ٥ ؛ ٣٢ ) وتوضيح الدلائل في تصحيح الفضائل (٤٠٩) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٦٢ ) ونور الأبصار (٧٠). وانظر تخريجاته من طرق العامّة في فضائل الخمسة ( ج ١ ؛ ٣٨٠ ـ ٣٨٤ ) وقادتنا ( ج ١ ؛ ٣٩٥ ـ ٣٩٩ ).

ويدلّ عليه ما تقدّم في الطّرفة الثانية ؛ وقد نقل مضمونها أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف (١٩٣) فقال : خبر الدار ، وهو : جمع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لبني هاشم أربعين رجلا ، فيهم من يأكل الجذعة ويشرب الفرق ، وصنع لهم فخذ شاة بمدّ من قمح وصاع من لبن ، فأكلوا بأجمعهم وشربوا ، والطعام والشراب بحاله ، ثمّ خطبهم ، فقال بعد حمد الله والثناء عليه : إنّ الله تعالى أرسلني إليكم يا بني هاشم خاصّة ، وإلى الناس عامّة ، فأيّكم يوازرني على هذا الأمر وينصرني ، يكن أخي ، ووصيّي ، ووزيري ، ووارثي ، والخليفة من بعدي؟ فأمسك القوم ، وقام عليّ عليه‌السلام : فقال : أنا أوازرك يا رسول الله على هذا الأمر ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اجلس فأنت أخي ووصيّي ووزيري ووارثي والخليفة من بعدي.

وانظر ما مرّ في صدر الطّرفة التاسعة من الخبر الّذي روته أمّ سلمة لمولاها الّذي كان ينتقص عليّا ، ففيه قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا أمّ سلمة اسمعي واشهدي ، هذا عليّ بن أبي طالب ، وزيري في الدنيا ، ووزيري في الآخرة ». انظره في اليقين (٦٠٧) وأمالي الصدوق ( ٣١١ ـ ٣١٢ ) وأمالي الطوسي ( ٤٢٤ ـ ٤٢٦ ) وبشارة المصطفى ( ٥٨ ـ ٥٩ ) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٤٠٠ ـ ٤٠١ ) ومناقب الخوارزمي ( ٨٨ ـ ٩٠ ).

ويدلّ عليه ما في كتاب الله العزيز من قوله تعالى : ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ) (١) ، مع قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث المنزلة : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ، فيكون عليّ وزيرا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

__________________

(١) طه ؛ ٢٩ ـ ٣١.

٤٣٧

وفي نهج الحقّ وكشف الصدق (٢٢٩) قال العلاّمة : وفي مسند أحمد : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ إنّي أقول كما قال أخي موسى : اجعل لي وزيرا من أهلي ، عليّا أخي ، اشدد به أزري ، وأشركه في أمري.

وروى هذا الخبر في الرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ١٦٣ ) وذخائر العقبى (٦٣) وتفسير الفخر الرازيّ ( ج ١٢ ؛ ٢٦ ) ونور الأبصار (٧٧) والدّر المنثور ( ج ٤ ؛ ٢٩٥ ) وهو في شواهد التنزيل ( ج ١ ؛ ٤٧٨ ـ ٤٨٤ ) بعدّة طرق وأسانيد. وانظر تخريجاته في هوامش شواهد التنزيل ، وانظر ما في شرح النهج ( ج ١٣ ؛ ٢١٠ ـ ٢١٢ ).

وأميني

في كتاب مائة منقبة لابن شاذان ( ١٠١ ـ ١٠٢ ) بسنده عن عليّ عليه‌السلام ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : سمعت جبرئيل يقول : سمعت الله جلّ جلاله يقول : عليّ بن أبي طالب حجّتي على خلقي ، ونوري في بلادي ، وأميني على علمي ، لا أدخل النار من عرفه وإن عصاني ، ولا أدخل الجنّة من أنكره وإن أطاعني. وهو في ذخائر العقبى (٧٧) وكنز العمال ( ج ١١ ؛ ٦٠٣ / الحديث ٣٢٩١١ ) وهو في غاية المرام ( ٥١٢ / الحديث ١٩ ).

وفي تفسير فرات (٤٩٦) بسنده عن عبد الله بن مسعود ، قال : غدوت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه الّذي قبض فيه ، فدخلت المسجد والناس أحفل ما كانوا ، كأنّ على رءوسهم الطير ، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب حتّى سلّم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتغامز به بعض من كان عنده ، فنظر إليهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : ألا تسألون عن أفضلكم؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : أفضلكم عليّ بن أبي طالب ، أقدمكم إسلاما ، وأوفركم إيمانا ، وأكثركم علما ، وأرجحكم حلما ، وأشدّكم لله غضبا ، وأشدّكم نكاية في الغزو والجهاد ، فقال له بعض من حضر : يا رسول الله ، وإنّ عليّا قد فضلنا بالخير كلّه؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أجل ، هو عبد الله ، وأخو رسول الله ، فقد علّمته علمي ، واستودعته سرّي ، وهو أميني على أمّتي ، فقال بعض من حضر : لقد فتن عليّ رسول الله حتّى لا يرى به شيئا ، فأنزل الله الآية ( فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ

٤٣٨

بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ) (١).

وانظر شواهد التنزيل ( ج ٢ ؛ ٣٥٦ ـ ٣٥٨ ) ففيه ثلاثة أحاديث في تفسير الآية ، وكلّها فيها تصريح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّ عليّا عليه‌السلام أمينه في أمّته أو على أمّته.

وفي بصائر الدرجات (٩١) بسنده عن الصادق عليه‌السلام ـ في قول الله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ... ) (٢) ـ قال : أخرج الله من ظهر آدم ذريّته إلى يوم القيامة ، فخرجوا كالذّرّ ، فعرّفهم نفسه ، ولو لا ذلك لم يعرف أحد ربّه ، ثمّ قال : ( أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ، قالُوا بَلى ) (٣) [ قال ] : وإنّ هذا محمّدا رسولي ، وعليّ أمير المؤمنين خليفتي وأميني. ومثله في تفسير فرات ( ١٤٨ ـ ١٤٩ ) بسنده عن الصادق عليه‌السلام أيضا.

وفي أمالي الطوسي ( ٥٤٤ ـ ٥٤٥ ) بسنده عن محمّد بن عمّار بن ياسر ، قال : سمعت أبا ذرّ جندب بن جنادة يقول : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله آخذا بيد عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال له : يا عليّ أنت أخي ، وصفيّي ، ووصيّي ، ووزيري ، وأميني ...

وفي كتاب اليقين ( ٤٢٤ ـ ٤٢٧ ) نقلا عن كتاب أخبار الزهراء عليها‌السلام لأبي جعفر بن بابويه ، بسنده عن ابن عبّاس ، قال : لمّا زوّج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا فاطمة عليهما‌السلام تحدّثن نساء قريش وغيرهنّ ، وعيّرنها ... ثمّ إنّ قريشا تكلّمت في ذلك ، وفشا الخبر فبلغ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأمر بلالا فجمع الناس ، وخرج إلى مسجده ، ورقى منبره يحدّث الناس بما خصّه الله من الكرامة ، وبما خصّ به عليّا وفاطمة عليهما‌السلام ، فقال : ... معاشر الناس ، عليّ أخي في الدنيا والآخرة ، ووصيّي ، وأميني على سرّي وسرّ ربّ العالمين ، ووزيري ، وخليفتي عليكم في حياتي وبعد وفاتي ، لا يتقدّمه أحد غيري ، وهو خير من أخلف بعدي ....

وفي كتاب اليقين ( ٢٨٨ ـ ٢٩٣ ) نقلا عن محمّد بن العبّاس بن مروان الثقة ، بسنده عن عليّ عليه‌السلام ، وزيد بن عليّ ، قال : قال رسول الله [ وفيه حديث المعراج ، وفيه يقول آدم عليه‌السلام

__________________

(١) القلم ؛ ٥ ، ٦.

(٢) الأعراف ؛ ١٧٢.

(٣) الأعراف ؛ ١٧٢.

٤٣٩

للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ] : يا محمّد احتفظ بالوصي ـ ثلاث مرّات ـ عليّ بن أبي طالب ، المقرّب من ربّه ، الأمين على حوضك ، صاحب شفاعة الجنّة ... قال : فقال لي : يا محمّد ، فخررت ساجدا ، وقلت : لبّيك ربّ العزّة لبّيك ، قال : فقيل لي : يا محمّد ، ارفع رأسك وسل تعط ، واشفع تشفّع ، يا محمّد أنت حبيبي ، وصفيّي ، ورسولي إلى خلقي ، وأميني في عبادي ، من خلّفت في قومك حين وفدت إليّ؟ قال : فقلت : من أنت أعلم به منّي ، أخي ، وابن عمّي ، وناصري ، ووزيري ، وعيبة علمي ، ومنجز عداتي ...

وفي كشف اليقين ( ١٧ ـ ٢١ ) عن كتاب بشائر المصطفى ، بسنده عن يزيد بن قعنب ، في حديث طويل في ولادة عليّ في الكعبة ، فيه في نهاية الحديث : وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله يلي أكثر تربيته ، وكان يطهّر عليّا في وقت غسله ، ويجره اللبن عند شربه ، ويحرّك مهده عند نومه ، ويناغيه في يقظته ، ويحمله على صدره ، ويقول : هذا أخي ، ووليّي ، وناصري ، وصفيّي ، وذخري ، وكهفي ، وصهري ، ووصيّي ، وزوج كريمتي ، وأميني على وصيّتي ، وخليفتي ، وكان يحمله دائما ويطوف به جبال مكّة وشعابها وأوديتها.

وفي حلية الأولياء ( ج ١ ؛ ٦٦ ) بسنده عن أنس بن مالك ، قال : بعثني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبي برزة الأسلمي ، فقال له ـ وأنا أسمع ـ : يا أبا برزة ، إنّ ربّ العالمين عهد إليّ عهدا في عليّ بن أبي طالب ، فقال : « إنّه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني ، يا أبا برزة ، عليّ بن أبي طالب أميني غدا في القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة ، وبيد عليّ مفاتيح خزائن رحمة ربّي ». ونقله عنه في شرح النهج ( ج ٩ ؛ ١٦٨ ) في الخبر الثالث من الأخبار الأربعة والعشرين الّتي انتخبها في فضائل عليّ.

هذا ، والأئمّة كلّهم عليهم‌السلام أمناء الله وأمناء رسوله ، ففي الكافي ( ج ١ ؛ ٣٨٥ ـ ٣٨٧ ) بسنده عن الصادق عليه‌السلام في خبر طويل ـ فيه بيان علّة سقوط الإمام من بطن أمّه رافعا رأسه إلى السماء ـ قال فيه : وأمّا رفعه رأسه إلى السماء ، فإنّ مناديا ينادي به من بطنان العرش ، من قبل ربّ العزّة ، من الأفق الأعلى باسمه واسم أبيه ، يقول : يا فلان بن فلان ، اثبت تثبت ، فلعظيم ما خلقتك أنت صفوتي من خلقي ، وموضع سرّي ، وعيبة علمي ، وأميني على

٤٤٠