السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: انتشارات تاسوعاء
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-90423-5-0
الصفحات: ٦٤٠
عن الباقر عليهالسلام : ( ... وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ ) (١) يقول : الحقّ لأهل بيتك الولاية ( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) (٢) ويقول : بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك ... وقال الله عزّ وجلّ لمحمّد صلىاللهعليهوآله : ( قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) (٣) قال : لو أنّي أمرت أن أعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي ....
وقد أمر النبي صلىاللهعليهوآله حذيفة بكتمان أسماء المنافقين الّذين علّمه رسول الله صلىاللهعليهوآله أسماءهم ، ومنهم أصحاب العقبة الّذين أرادوا أن ينفّروا برسول الله ناقته. انظر كتاب سليم بن قيس (١٦٨) والتهاب نيران الأحزان (٢٩).
وسيأتي المزيد في هذا المعنى عند قوله صلىاللهعليهوآله : « وكلّ أجاب وسلّم إليك الأمر وإنّي لأعلم خلاف قولهم » في الطّرفة السادسة عشر.
تبايع لله ولرسوله بالوفاء والاستقامة لابن أخيك إذن تستكمل الإيمان
انظر ما سيأتي في الطّرفة التاسعة ، تحت عنوان « من صدّق عليّا عليهالسلام ووازره وأطاعه ونصره فقد بلغ حقيقة الإيمان ».
عليّ عليهالسلام أمير المؤمنين
لم يسمّ الله ولا النبي صلىاللهعليهوآله أحدا بأمير المؤمنين سوى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. ففي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٥٥ ) قال رجل للصادق عليهالسلام : يا أمير المؤمنين ، فقال : مه ، إنّه لا يرضى بهذه التسمية أحد إلاّ ابتلي ببلاء أبي جهل.
وفي وسائل الشيعة / كتاب الحجّ ـ الباب ١٠٦ عن عمر بن زاهر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
__________________
(١) الشورى ؛ ٢٤
(٢) الشورى ؛ ٢٤
(٣) الأنعام ؛ ٥٨
قال : سأله رجل عن القائم عليهالسلام يسلّم عليه بإمرة المؤمنين؟ فقال : ذاك اسم سمّي به أمير المؤمنين لم يسمّ أحد قبله ، ولا يسمّى به بعده إلاّ كافر.
وانظر في هذا المعنى تفسير العيّاشي ( ج ١ ؛ ٢٧٦ ) ووسائل الشيعة / كتاب الحجّ ـ الباب ١٠٦ بإسناد آخر ، والتنزيل والتحريف لأحمد بن محمّد السياريّ ، كما نقل عنه المجلسي في بحار الأنوار : ٨ / باب كفر الثلاثة ونفاقهم.
وحسبك في هذا المجال ما ألّفه السيّد ابن طاوس في كتابيه اليقين والتحصين ، فإنّه أخرج اختصاص عليّ عليهالسلام بإمرة المؤمنين ، وأنّه سمّي بذلك في زمان رسول الله صلىاللهعليهوآله ولم يسمّ به أحد غيره ، فأخرج في كتاب اليقين ٢٢٠ حديثا في ٢٢٠ بابا من طرق أبناء العامّة في ذلك ، وأخرج في كتاب التحصين ٥٦ حديثا في ٥٦ بابا من طرق الشيعة. وقال تلميذه عليّ ابن عيسى الأربلي في كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٣٤٠ ) : قد كان السعيد رضي الدين عليّ بن موسى ابن طاوس رحمهالله وألحقه بسلفه جمع في ذلك كتابا سمّاه « كتاب اليقين باختصاص مولانا عليّ عليهالسلام بإمرة المؤمنين » ، ونقل ذلك ممّا يزيد على ثلاثمائة طريق. فيبدو أنّ الموجود منه ناقص ، أو أنّ السيّد ابن طاوس لم يتمّه.
حمزة سيّد الشهداء
بصائر الدرجات (١٤١) وتفسير فرات ( ١٧٠ ، ٣٤٠ ) والمسترشد (٦١١) والخصال (٤١٢) والكافي ( ج ١ ؛ ٤٥٠ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ١٦٩ ) و ( ج ٣ ؛ ٢٣٣ ) وروضة الواعظين (٢٦٩) وتاريخ بغداد ( ج ٩ ؛ ٤٣٤ ) وينابيع المودّة ( ج ٢ ؛ ٦٩ ) ووسيلة المآل (١٥٣) وتذكرة الخواص (٢٢٤) ومناقب ابن المغازلي (١١٣) وإرشاد القلوب (٢٥٩).
وجعفر الطيّار في الجنّة
الكافي ( ج ١ ؛ ٤٥٠ ) ودلائل الإمامة (٢٥٦) ، وتفسير فرات ( ١٧٠ و ٣٤٠ ) والمسترشد (٦١١) والخصال (٤١٢) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ١٦٩ ) ، وروضة الواعظين
(٢٦٩) وتاريخ بغداد ( ج ٩ ؛ ٤٣٤ ) وينابيع المودّة ( ج ٢ ؛ ٦٩ ) ووسيلة المآل (١٥٣) وتذكرة الخواص (٢٢٤) ومقتل الحسين ( ج ١ ؛ ١٤٨ ) وكفاية الطالب (٣٨٧) ومناقب ابن المغازلي (١١٣).
وفاطمة سيّدة نساء العالمين [ من الأوّلين والآخرين ]
في أمالي الصدوق (٩٩) بسنده عن ابن عباس ، في حديث طويل قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله : وأمّا ابنتي فاطمة فإنّها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ...
وانظر دلائل الإمامة (١١) والعمدة ( ٣٨٦ ، ٣٨٨ ) والخرائج والجرائح (١٩٤) وذخائر العقبى (٤٤) ، ومناقب ابن المغازلي (٣٩٩) ، وخصائص النسائي (١٢٠) ، وصحيح مسلم ( ج ٧ ؛ ١٤٢ / باب فضائل فاطمة عليهاالسلام ) وحلية الأولياء ( ج ٢ ؛ ٤٢ ) والاستيعاب ( ج ٢ ؛ ٧٥٠ ) ومشكل الآثار ( ج ١ ؛ ٤٨ ) والمستدرك للحاكم ( ج ٣ ؛ ١٥٦ ) ونزل الأبرار (٤٥) وأسد الغابة ( ج ٥ ؛ ٥٢٢ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ١٦٩ ).
الحسن والحسين عليهماالسلام سيّدا شباب أهل الجنّة
في عوالم العلوم ( ٤٩ / الحديث ١١ ) قال الحسن بن زياد العطّار : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام ... فقول رسول الله « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة »؟ قال : هما والله سيّدا شباب أهل الجنّة من الأولين والآخرين.
وانظر فرائد السمطين ( ج ١ ؛ ٤٧ ) وخصائص النسائي ( ١٢٣ ، ١٢٤ ) وسنن الترمذيّ ( ج ٢ ؛ ٣٠٦ ، ٣٠٧ ) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ٢٢١ ) ووسيلة المآل (١٥٣) ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ٢٠١ ) ومسند أحمد ( ج ٣ ؛ ٣ ، ٦٢ ، ٨٢ ) و ( ج ٥ ؛ ٣٩١ ) وحلية الأولياء ( ج ٥ ؛ ٥٨ ، ٧١ ) وتاريخ بغداد ( ج ١ ؛ ١٤٠ ) و ( ٩ ؛ ٢٣١ ، ٢٣٢ ) و ( ج ١٠ ؛ ٩٠ ) وتاريخ دمشق ( ج ٧ ؛ ١٠٢ ) ومستدرك الحاكم ( ج ٣ ؛ ١٦٧ ، ٣٨١ ) والإصابة ( ج ١ ؛ ٢٦٦ ) و ( ج ٤ ؛ ١٨٦ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٨٢ ـ ١٨٤ ، ١٨٧ ) وكنوز الحقائق (٨١) وذخائر العقبى ( ١٢٩ ، ١٣٠ ، ١٣٥ )
والمسترشد (٦١١) والمناقب لابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ١٦٩ ) وتذكرة الخواص ( ٢٠٩ ، ٢٣٣ ) وبشارة المصطفى (٢٧٧) وكفاية الأثر ( ١٠٢ ، ١٢٤ ) وإرشاد القلوب (٢٥٩).
الطّرفة الرابعة
فدعاهم إلى مثل ما دعا أهل بيته من البيعة رجلا رجلا فبايعوا ، وظهرت الشحناء والعداوة من يومئذ لنا
يدلّ على هذه البيعة ما مرّ من شروط رسول الله صلىاللهعليهوآله عليهم في بيعة العقبة.
وفي كنز جامع الفوائد ( ٢١٤ ، ٢١٥ ) عن الصادق عليهالسلام في بعض رسائله : ليس موقف أوقف الله سبحانه نبيّه فيه ليشهده ويستشهده إلاّ ومعه أخوه وقرينه وابن عمّه ووصيّه ، ويؤخذ ميثاقهما معا صلوات الله عليهما وعلى ذريتهما الطيّبين.
وفي أمالي الطوسي (١٥٥) بسنده على سلمان ، قال : بايعنا رسول الله صلىاللهعليهوآله على النصح للمسلمين والائتمام بعليّ بن أبي طالب والموالاة له. وهو في كشف الغمة ( ج ١ ؛ ٣٨٩ ) عن سلمان أيضا.
وفي إرشاد القلوب (٢٦٤) قول عليّ عليهالسلام لأبي بكر : وقد أخذ صلىاللهعليهوآله بيعتي عليك في أربعة مواطن ـ وعلى جماعة منكم فيهم عمر وعثمان ـ في يوم الدار وفي بيعة الرضوان تحت الشجرة ، ويوم جلوسه في بيت أم سلمة ، وفي يوم الغدير بعد رجوعه من حجة الوداع ، فقلتم بأجمعكم : سمعنا وأطعنا لله ولرسوله ... وقال [ عمر ] بحضرتكم : بخ بخ يا بن أبي طالب.
ومعلوم أنّ الثلاثة لم يكونوا في بيعة الدار ، وإنّما أراد عليهالسلام ما بعدها مباشرة لتقارب الزمان واتحاد شروط البيعة لعلي عليهالسلام.
ويدلّ على هذه البيعة نزول قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١). ففي أمالي الصدوق (٤٢٦) عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال : حدّثني أبي ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليّ عليهماالسلام ، قال : اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : إنّ لك يا رسول الله مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود ، وهذه أموالنا مع دمائنا ، فاحكم فيها بارّا مأجورا ، أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج ، فأنزل الله عزّ وجلّ عليه الروح الأمين فقال : يا محمّد ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٢) يعني أن تودّوا قرابتي من بعدي ، فخرجوا ، فقال المنافقون : ما حمل رسول الله صلىاللهعليهوآله على ترك ما عرضنا عليه إلاّ ليحثّنا على قرابته من بعده ، إن هو إلاّ شيء افتراه في مجلسه.
وفي الاختصاص (٦٣) عن الصادق عليهالسلام ، عن آبائه أنّه قال : لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوآله ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٣) ... قال أبو عبد الله عليهالسلام : فو الله ما وفى بها إلاّ سبعة نفر : سلمان وأبو ذرّ وعمّار والمقداد وجابر بن عبد الله ومولى لرسول الله صلىاللهعليهوآله يقال له شبيب ، وزيد بن أرقم.
وانظر تفسير فرات (٣٩٣) وتفسير القمّي ( ج ٢ ؛ ٢٧٥ ) وأسباب النزول (٢٥١) ومجمع البيان ( ج ٥ ؛ ٢٩ ) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٤٢ ، ٤٣ ) وقرب الإسناد (٧٨) ومناقب الخوارزمي (١٩٤) وشواهد التنزيل ( ج ٢ ؛ ٢٠٠ ـ ٢٠٢ / الحديثان ٨٣٥ ، ٨٣٦ ) وأمالي الصدوق : ٤٢٦.
وقد أخذ النبي العهد على المسلمين جميعا أن يفوا بالبيعة له ؛ وجدّد عليهم ذلك مرارا قبيل وفاته صلىاللهعليهوآله ، ففي معاني الأخبار (٣٧٢) بسنده عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لمّا أنزل الله تبارك وتعالى : ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) (٤) : والله لقد خرج آدم من الدنيا
__________________
(١) الشورى ؛ ٢٣
(٢) الشورى ؛ ٢٣
(٣) الشورى ؛ ٢٣
(٤) البقرة ؛ ٤
وقد عاهد قومه على الوفاء لولده شيث ، فما وفي له ، ولقد خرج نوح من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه سام فما وفت أمّته ، ولقد خرج إبراهيم من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه إسماعيل فما وفت أمّته ، ولقد خرج موسى من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيّه يوشع بن نون فما وفت أمّته ، ولقد رفع عيسى بن مريم إلى السماء وقد عاهد قومه على الوفاء لوصيّه شمعون بن حمون الصفا فما وفت أمّته ، وإنّي مفارقكم عن قريب ، وخارج من بين أظهركم ، وقد عهدت إلى أمّتي في عليّ بن أبي طالب ، وإنّها لراكبة سنن من قبلها من الأمم في مخالفة وصيّي وعصيانه ، ألا وإنّي مجدّد عليكم عهدي في عليّ ( فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ) (١)
وفي الاحتجاج ( ج ١ ؛ ٥٥ ـ ٦٦ ) بسنده عن أبي جعفر محمد بن عليّ الباقر عليهالسلام ، في حديث طويل في احتجاج النبي صلىاللهعليهوآله يوم الغدير على الخلق كلّهم ، وفي غيره من الأيّام بولاية عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ومن بعده من ولده من الأئمة المعصومين عليهمالسلام ، قال في أوائله : فلمّا وقف صلىاللهعليهوآله بالموقف أتاه جبرئيل عليهالسلام عن الله عز وجل ، فقال : يا محمّد إنّ الله عزّ وجلّ يقرؤك السلام ، ويقول لك : إنّه قد دنا أجلك ومدّتك ، وأنا مستقدمك على ما لا بدّ منه ولا عنه محيص ، فاعهد عهدك ، وقدّم وصيّتك ، واعمد إلى ما عندك من العلم ، وميراث علوم الأنبياء من قبلك ، والسلاح والتابوت ، وجميع ما عندك من آيات الأنبياء ، فسلّمه إلى وصيّك وخليفتك من بعدك ؛ حجّتي البالغة على خلقي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فأقمه للناس علما ، وجدّد عهده وميثاقه وبيعته ، وذكّرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتهم ، وعهدي الذي عهدت إليهم ، من ولاية وليّي ، ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، عليّ بن أبي طالب ....
فالواضح من هذه النصوص ، ونصوص أخرى جمّة ، أنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان قد دعا الناس من قبل صلىاللهعليهوآله ، ومن أوّل بزوغ فجر الإسلام ، إلى مبايعة عليّ عليهالسلام ، بعد بيعتهم لله ولرسوله ،
__________________
(١) الفتح ؛ ١٠
وإنّما أخذ رسول الله صلىاللهعليهوآله يؤكّد ويكرّر وصاياه بعلي عليهالسلام والالتزام به ، ويذكّر المسلمين بذلك مرارا عديدة ، وفي أكثر من موطن ، قبيل وفاته ، ليؤكّد عليهم العهود والمواثيق التي بايعوه عليها ، ويحذّرهم من نقضها بعد أن أبرمها الله ورسوله ، فهذا ما جعله صلىاللهعليهوآله يؤكد ويذكّر بالعهد والميثاق مرارا وكرارا.
والّذي يدلّ على عداوتهم وبغضهم لعلي وأهل البيت عليهمالسلام ما ثبت من حسدهم لعلي عليهالسلام ، وأنّهم كانوا يحسدونه على كلّ منقبة ويتشوفون لنيل فضيلة من فضائله فلا يبلغون ذلك ، وقد أظهروا ذلك فيما بينهم وتعاقدوا عليه بعد بيعة الغدير كما سيأتي بيانه في الطّرفة السادسة عشر في قوله صلىاللهعليهوآله : « وكلّ أجاب وسلّم إليك الأمر وإنّي لأعلم خلاف قولهم » ، وأظهروا ذلك علنا وفعلا بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله ، وسيأتي بيان ذلك في الطّرفة السادسة والعشرين في قوله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : « فقد أجمع القوم على ظلمكم » ، وما فعلوه من سحب عليّ عليهالسلام وتهديده بالقتل وحرق الدار وضرب جنب فاطمة عليهاالسلام ، وإسقاط جنينها ، وغير ذلك من الأفعال الّتي أظهروا بها عداوتهم وشحناءهم.
وكان ممّا شرط عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله أن لا ينازع الأمر ولا يغلبه فمن فعل ذلك فقد شاق الله ورسوله
في نهج الحقّ (٢٦٠) قال : وفي مناقب الخوارزمي ، عن أبي ذرّ ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من ناصب عليّا الخلافة بعدي فهو كافر وقد حارب الله ورسوله.
وانظر ذيل إحقاق الحقّ ( ج ٧ ؛ ٣٣٠ ) حيث قال : « وأخرجه الموصلي في بحر المناقب » ، ومناقب ابن المغازلي (٤٦) حيث زاد فيه « ومن شك في عليّ فهو كافر » ، وكنوز الحقائق (١٥٦). وهو في ينابيع المودّة ( ج ٢ ؛ ٦ ) بلفظ « من قاتل عليّا على الخلافة فاقتلوه كائنا من كان » وقال : « أخرجه الديلمي ». وفي إرشاد القلوب (٢٣٦) نقل ما في مناقب الخوارزمي.
وفي تفسير القمّي ( ج ٢ ؛ ٢٧٥ ) عن الصادق عليهالسلام ـ في قوله تعالى : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ
أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) ـ قال : أجر النبوّة أن لا تؤذوهم ولا تقطعوهم ولا تغصبوهم ، وتصلوهم ولا تنقضوا العهد فيهم.
وفي سيرة ابن هشام ( ج ٢ ؛ ٤٥٤ ) عن عبادة بن الصامت ـ وكان أحد النقباء ـ قال : بايعنا رسول الله صلىاللهعليهوآله بيعة الحرب ... على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا وأثرة علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله ... وانظره في الروض الأنف ( ج ٤ ؛ ١٣٥ ) وأنساب الأشراف ( ج ١ ؛ ٢٩٤ ).
وأسند الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ( ج ١ ؛ ٢٧١ ) عن ابن عباس ، قال : لمّا نزلت ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) (٢) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من ظلم عليّا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنّما جحد نبوّتي ونبوّة الأنبياء قبلي. ورواه عنه البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٢٧ ) والطبرسي في مجمع البيان ( ج ٤ ؛ ٥٣٤ ، ٥٣٥ ). وأسند ابن السراج في كتابه إلى ابن مسعود نحوه. انظر البرهان ( ج ٢ ؛ ٧٢ ) والصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٢٧ ).
__________________
(١) الشورى ؛ ٢٣
(٢) الأنفال ؛ ٢٥
الطّرفة الخامسة
روى هذه الطّرفة ـ عن كتاب الطّرف ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢ ؛ ٢٧٩ ، ٢٨٠ ) و ( ج ٦٥ ؛ ٣٩٥ ، ٣٩٦ ) ونقلها باختصار العلاّمة البياضي في كتابه الصراط المستقيم ( ٢ ؛ ٨٩ ).
وقد تقدّم أن هذه الطّرفة من مختصّات الكتاب ، وتقدّمت القرائن الّتي تشير إليها ، وأن تجديد البيعة قبل شهادته كان ليجيب عن سؤال الملكين عن إمامة أمير المؤمنين ، بعد قيام الأدلّة القطعيّة على أن المسلم مسئول في قبره عن ولاية أمير المؤمنين ، وقد مرّ تلقين النبي فاطمة بنت أسد إمامته وولايته عليهالسلام.
الأئمّة من ذريته الحسن والحسين وفي ذريته
تقدم ذكر أسماء الأئمّة عليهمالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ومن ذلك علم أنّهم من ذريّة علي عليهالسلام ومن بعده من ذريّة الحسين عليهالسلام. لكن ما نذكره هنا نذكره بألفاظ أخرى ، وفيها التأكيد على أنّ التسعة من ولد الحسين عليهالسلام.
ففي تقريب المعارف : ١٨٢ قال النبي صلىاللهعليهوآله للحسين عليهالسلام : أنت إمام ابن إمام أخو إمام ، أبو أئمّة حجج تسع ، تاسعهم قائمهم عليهمالسلام.
وفي ينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ١٦٦ ) : في مودّة القربى ، عن سليم بن قيس ، عن سلمان الفارسي ، قال : دخلت على النبي صلىاللهعليهوآله ، فإذا الحسين بن عليّ عليهماالسلام على فخذيه وهو يقبّل خدّيه ويلثم فاه ، ويقول : أنت سيّد ابن سيّد أخو سيّد ، وأنت إمام ابن إمام أخو إمام ،
وأنت حجّة ابن حجّة أخو حجّة ، وأنت أبو حجج تسعة تاسعهم قائمهم عليهمالسلام.
وفي أمالي الطوسي (٣١٧) عن محمّد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمّد عليهماالسلام يقولان : إنّ الله تعالى عوّض الحسين من قتله أن جعل الإمامة في ذريته ، والشفاء في تربته ، وإجابة الدعاء عند قبره ....
وانظر التهاب نيران الأحزان (٢١) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ١١٦ ) و ( ج ٣ ؛ ١٠١ ، ١٠٥ ، ١٦٢ ) وكفاية الأثر ( ١٠٩ ، ١١٨ ) وكمال الدين ( ج ١ ؛ ٢٨٢ ، ٣١٧ ) وأمالي الصدوق (٩٧) والخصال ( ٤٦٣ ، ٤٧٥ ، ٤٧٨ ، ٤٧٩ ، ٤٨٠ ) وعيون أخبار الرضا ( ج ١ ؛ ٥٣ ). ولا يكاد يخلو من هذا المعنى مصدر من مصادر الإماميّة في الإمامة.
وأنّ محمّدا وآله صلوات الله عليهم خير البريّة
في تفسير القمّي ( ج ٢ ؛ ٤٣٢ ) عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، في تفسير قوله تعالى : ( أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (١) قال : نزلت في آل محمّد.
وفي شواهد التنزيل ( ج ٢ ؛ ٤٧٠ ) عن جابر الأنصاري قال : بينا رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما في مسجد المدينة وذكر بعض أصحابه الجنّة ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ لله لواء من نور وعمودا من زبرجد خلقها قبل أن يخلق السماوات بألفي سنة ، مكتوب على رداء ذلك اللّواء « لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، آل محمّد خير البريّة ».
وفي قادتنا ( ج ٧ ؛ ٤٣١ ) عن مناقب ابن مردويه ، عن أبي دجانة الأنصاريّ ، عن النبي صلىاللهعليهوآله في حديث : أنّ الله خلق لواء من نور ، وعمودا من ياقوت ، مكتوب على ذلك النور « لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، آل محمّد خير البريّة ». وفي ينابيع المودّة ( ج ٣ ؛ ٧٢ ) عن أم هاني بنت أبي طالب ، رفعته : أفضل البريّة عند الله من نام في قبره ولم يشك في عليّ وذريّته أنّهم خير البريّة.
__________________
(١) البيّنة ؛ ٧
وفوق هذا نرى الروايات من طرق الفريقين في أنّ عليّا ، أو عليّا وشيعته هم خير البريّة ، وفي هذا دلالة قطعيّة على أنّ آل محمّد عليهالسلام خير البريّة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، مضافا إلى الروايات المتظافرة الصريحة في أنّ أئمّة أهل البيت : أفضل البشر بعد النبي.
ففي تفسير فرات ( ٥٨٣ ـ ٥٨٧ ) تسعة أحاديث في أنّ عليّا أو عليّا وشيعته هم خير البريّة ، وفي شواهد التنزيل ( ج ٢ ؛ ٤٥٩ ـ ٤٧٤ ) ثلاثة وعشرون حديثا ، وفي الدّر المنثور ( ج ٦ ؛ ٣٧٩ ) عدّة أحاديث. وانظر في ذلك تفسير الطبري ( ج ٣٠ ؛ ١٧١ ) والصواعق المحرقة ( ٩٦ ؛ ١٥٩ ) ونور الأبصار ( ٧٠ ، ١٠١ ، ١٠٥ ) ومناقب الخوارزمي (١٨٧) وكفاية الطالب ( ٢٤٤ ، ٢٤٦ ) ونظم درر السمطين (٩٢) وتاريخ دمشق ( ج ٢ ؛ ٤٤٢ / الحديث رقم ٩٥١ ) وفتح القدير ( ج ٥ ؛ ٤٦٤ ).
الطّرفة السادسة
روى هذه الطّرفة ـ عن كتاب الطّرف ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٦٥ ؛ ٣٩٣ ـ ٣٩٥ ) ونقلها باختصار العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٨٩ ). ونقل بعضها المحدث الحر العاملي في وسائل الشيعة ( ج ٩ ؛ ٥٥٢ / الحديث ١٢٦٩٤ ).
فأمّا بيعة أبي ذرّ وسلمان والمقداد لعليّ عليهالسلام بمحضر رسول الله صلىاللهعليهوآله فممّا لا يرتاب فيه ، وقد ثبت وفاؤهم لعليّ عليهالسلام بالبيعة في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وبعد وفاته ، ويدلّ على ذلك نصوص ومواقف كثيرة.
ففي كتاب سليم بن قيس (١٢٣) قال عليّ عليهالسلام لطلحة : يا طلحة ألست قد شهدت رسول الله صلىاللهعليهوآله حين دعا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضل الأمّة وتختلف ، فقال صاحبك ما قال ، إنّ نبي الله يهجر ، فغضب رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال : بلى قد شهدت ، قال : فإنّكم لمّا خرجتم أخبرني بالّذي أراد أن يكتب فيها ويشهد عليها العامّة ، فأخبره جبرئيل أنّ الله عزّ وجلّ قد علم من الأمّة الاختلاف والفرقة ، ثمّ دعا بصحيفة فأملى عليّ ما أراد أن يكتب في الكتف ، وأشهد على ذلك ثلاثة رهط : سلمان وأبا ذرّ والمقداد ، وسمّى من يكون من أئمّة الهدى الذين أمر الله بطاعتهم إلى يوم القيامة ، فسمّاني أوّلهم ، ثمّ ابني الحسن ثمّ الحسين ثمّ تسعة من ولد ابني هذا ، يعني الحسين عليهالسلام. وانظر هذا الحديث في الاحتجاج ( ج ١ ؛ ١٥٣ ، ١٥٤ ) وأخرج بعضه الحمويني في فرائد السمطين ( ج ١ ؛ ٣١٢ ـ ٣١٨ ).
وفي تفسير فرات (٦٨) عن سليم بن قيس ، عن عليّ عليهالسلام قال : إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله
يقول في كلام طويل له : إنّ الله أمرني بحبّ أربعة رجال من أصحابي ، وأخبرني أنّه يحبّهم والجنّة تشتاق إليهم ، فقيل : من هم يا رسول الله؟ فقال : عليّ بن أبي طالب ، ثمّ سكت ، فقالوا : من هم يا رسول الله؟ فقال : عليّ بن أبي طالب ، ثمّ سكت ، فقالوا : من هم يا رسول الله؟ فقال : عليّ وثلاثة معه ، وهو إمامهم وقائدهم ودليلهم وهاديهم ، ولا ينثنون ولا يضلون ولا يرجعون ولا يطول عليهم الأمد فتقسو قلوبهم : سلمان وأبو ذرّ والمقداد.
وانظر في هذا ينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ١٢٥ ) و ( ج ٢ ؛ ١٠٦ ، ١٠٨ ) وسنن الترمذيّ ( ج ٢ ؛ ٢٩٩ ) والمستدرك للحاكم ( ج ٣ ؛ ١٠٨ ، ١٣٠ ) ومسند أحمد ( ج ٥ ؛ ٣٥١ ) وحلية الأولياء ( ج ١ ؛ ١٩٠ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٥٥ ) وتهذيب التهذيب ( ج ١٠ ؛ ٢٨٦ ) والاستيعاب ( ج ١ ؛ ٢٨٠ ) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ٤٢٨ ) وأمالي المفيد (١٢٤) وبشارة المصطفى (٢٤١) ومناقب ابن المغازلي (٢٩٠) وصحيح البخاري ، قسم الكنى / ٣١ ، واختيار معرفة الرجال ( ج ١ ؛ ٤٦ ) والخصال ( ٢٥٣ ، ٢٥٤ ) والصواعق المحرقة (١٢٢) وتاريخ الخلفاء (١٦٩).
وفي الاختصاص (٦) عن الصادق عليهالسلام قال : إنّ النبي صلىاللهعليهوآله لمّا قبض ارتدّ الناس على أعقابهم كفّارا إلاّ ثلاثة : سلمان والمقداد وأبو ذرّ الغفاريّ ، إنّه لمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله جاء أربعون رجلا إلى عليّ بن أبي طالب ، فقالوا : لا والله لا نعطي أحدا طاعة بعدك أبدا ... قال : فائتوني غدا محلّقين ، قال : فما أتاه إلاّ هؤلاء الثلاثة ، قال : وجاءه عمّار بن ياسر بعد الظهر ...
وفي الكافي ( ج ٨ ؛ ٢٤٥ ) عن الباقر عليهالسلام : كان الناس أهل ردّة بعد النبي صلىاللهعليهوآله إلاّ ثلاثة ، فقلت : ومن الثلاثة؟ فقال : المقداد بن الأسود وأبو ذرّ الغفاريّ وسلمان الفارسي ، ثمّ عرف أناس بعد يسير.
وانظر في هذا سليم بن قيس (١٣٠) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ١٩٤ ) والتهاب نيران الأحزان (٥٩) وتفسير العيّاشي ( ج ١ ؛ ٢٢٣ ، ٣٣٣ ) والاختصاص أيضا (٦) والكافي أيضا ( ج ٨ ؛ ٢٥٣ ) واختيار معرفة الرجال ( ج ١ ؛ ٢٦ ـ ٣١ ، ٣٤ ، ٣٥ ، ٣٧ ، ٣٨ ، ٥١ ، ٥٢ ).
وفي رجال الكشي ( ١ ؛ ٤١ ) ، وروضة الواعظين : ٢٨٢ ، والنص عن الاخير : عن الكاظم عليهالسلام : إذا كان يوم القيامة ينادي مناد : أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله الّذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذرّ.
وفي أمالي الصدوق : ٥٣ قال أبو ذرّ : أشهد لعليّ بالولاء والوصيّة ... وبمثل ذلك سلمان الفارسي والمقداد. ومثله في المسترشد (٢٧٠).
الكافي ( ج ١ ؛ ٤٢٦ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٩٦ ) عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : ( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ) (١) قال : ذلك حمزة وجعفر وعبيدة وسلمان وأبو ذرّ والمقداد وعمّار هدوا إلى أمير المؤمنين عليهالسلام.
وفي تفسير فرات (٥٧٧) عن الصادق عليهالسلام ـ في قوله تعالى : ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) (٢) ـ قال : المؤمنون هم سلمان والمقداد وعمّار وأبو ذرّ ، ( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) (٣) هو أمير المؤمنين.
وفي تفسير القمّي ( ج ١ ؛ ٣٠٣ ) عن الباقر عليهالسلام في قوله ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ ) (٤) وهم النقباء أبو ذرّ والمقداد وسلمان وعمّار ومن آمن وصدّق وثبت على ولاية أمير المؤمنين.
وانظر مبايعة سلمان لعليّ عليهالسلام وإقراره به وبجميع الأئمة عند رسول الله صلىاللهعليهوآله في دلائل الإمامة ( ٢٣٧ ، ٢٣٨ ). وانظر سؤاله رحمهالله النبي عن الوصي في المسترشد : ٢٦٢ و ٥٨٠ ، وتاريخ دمشق ( ج ١ ؛ ١٣٠ ).
وفي الاحتجاج ( ج ١ ؛ ٤٥ ) قول النبي صلىاللهعليهوآله : وإن جبرئيل عن الله تعالى يقول : يا محمّد ، سلمان والمقداد أخوان متصافيان في ودادك ووداد عليّ أخيك ووصيّك وصفيّك ....
__________________
(١) الحجّ ؛ ٢٤
(٢) التين ؛ ٦
(٣) التين ؛ ٦
(٤) التوبة ؛ ١٠٠
وطاعته طاعة الله ورسوله والأئمّة من ولده
في بشارة المصطفى (١٥١) عن عليّ عليهالسلام ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول ... : أنت يا عليّ والأئمّة من بعدك سادة أمّتي ، من أحبّنا فقد أحبّ الله ، ومن أبغضنا فقد أبغض الله ، ومن والانا فقد والى الله ، ومن عادانا فقد عادى الله ، ومن أطاعنا فقد أطاع الله ، ومن عصانا فقد عصى الله. وانظر نفس المصدر : ٢٠.
وفي أمالي الصدوق (٤٣٥) عن أبي ذرّ الغفاريّ ، قال : كنّا ذات يوم عند رسول الله صلىاللهعليهوآله في مسجد قبا ، ونحن نفر من أصحابه ، إذ قال : معاشر أصحابي يدخل عليكم من هذا الباب رجل هو أمير المؤمنين وإمام المسلمين ، قال : فنظروا وكنت فيمن نظر ، فإذا نحن بعلي بن أبي طالب عليهالسلام قد طلع ، فقام النبي صلىاللهعليهوآله ، فاستقبله وعانقه وقبّل ما بين عينيه ، وجاء حتّى أجلسه إلى جانبه ، ثمّ أقبل علينا بوجهه الكريم ، فقال : هذا إمامكم من بعدي ، طاعته طاعتي ، ومعصيته معصيتي ، وطاعتي طاعة الله ، ومعصيتي معصية الله. وانظر نفس المصدر ( ٢٨٩ ، ٥١٠ ).
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٢٠٣ ) قال النبي صلىاللهعليهوآله : يا عليّ من أطاعك فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاك فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله.
وفي مناقب ابن المغازلي : ١١٥ في حديث مناشدة عليّ عليهالسلام يوم الشورى ، وفيه قوله صلىاللهعليهوآله : طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي.
وانظر الاحتجاج ( ج ١ ؛ ١٥٣ ) ومناقب الخوارزمي ( ٣٦ ، ٤٣ ، ٢٢٢ ) وفرائد السمطين ( ج ١ ؛ ١٧٩ ، ٣١٦ ، ٣١٨ ، ٣٣٢ ) ومستدرك الحاكم ( ج ٣ ؛ ١٢١ ، ١٢٨ ) والفتوح ( ج ١ ؛ ٤٥٦ ) وتاريخ دمشق ( ج ٢ ؛ ١٨٨ / الحديث ٦٧١ ) ونهج الحق (١٠٩) ودلائل الصدق ( ج ٢ ؛ ٤٩٨ ) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٨٠ ) و ( ج ٢ ؛ ٨٢ ) وأمالي الطوسي (٥٥٢) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٣٨٧ ) والرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ١٦٧ ) وجواهر المطالب ( ج ١ ؛ ٦٦ ) رواه عن أبي ذر ، ثم قال : « خرّجه أبو بكر الاسماعيلي في معجمه وخرّجه الخجندي » ، ونزل الأبرار ( ٥٥ ، ٥٦ ).
وأنّ مودّة أهل بيته مفروضة واجبة على كلّ مؤمن ومؤمنة
تقدّم ما يتعلّق بهذا المطلب في صدر الطّرفة الرابعة ، وأنّ المنافقين استاءوا من ذلك.
وبقي أن نثبت هنا أن أهل البيت عليهمالسلام المفروضة مودّتهم هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، والأئمّة من ولد عليّ وفاطمة عليهمالسلام.
ففي مجمع البيان ( ج ٥ ؛ ٢٩ ) في تفسير ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) : وروى إسماعيل بن عبد الخالق ، عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّه قال : إنّها نزلت فينا أهل البيت أصحاب الكساء. رواه في الكافي ( ج ٨ ؛ ٩٣ ).
وفي مستدرك الحاكم ( ج ٣ ؛ ١٧٢ ) عن السجاد عليهالسلام ، قال : خطب الحسن بن عليّ عليهماالسلام على الناس حين قتل عليّ عليهالسلام فقال : ... وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودّتهم على كلّ مسلم ، فقال تبارك وتعالى لنبيّه : ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٢). وذكر هذا الحديث الطبريّ في ذخائر العقبى (١٣٨) والهيثمي في مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٤٦ ) وابن حجر في الصواعق المحرقة (١٠١). وقال الطبرسي في مجمع البيان ( ج ٥ ؛ ٢٩ ) « وصح عن الحسن عليهالسلام أنّه خطب الناس ... » ثم ساق الحديث.
وفي تفسير فرات (٣٨٩) عن ابن عبّاس ، قال : لمّا نزلت هذه الآية ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٣) قالوا : يا رسول الله من قرابتك الذين افترض الله علينا مودّتهم؟ فقال صلىاللهعليهوآله : عليّ وفاطمة وولدهما.
وانظر هذا المعنى بلفظ « عليّ وفاطمة وولدهم » أو « عليّ وفاطمة وولدها » أو « عليّ وفاطمة وابناهما » في حيلة الأولياء ( ج ٣ ؛ ٢٠١ ) وتفسير الفخر الرازيّ ( ج ٢٧ ؛ ١٦٦ ) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٣٢٤ ) وتفسير ابن كثير ( ج ٤ ؛ ١١٢ ) والمعجم الكبير ( ج ٣ ؛ ٣٩ / الحديث ١١٣ من ترجمة الإمام الحسن عليهالسلام ) وفي ( ج ٣ ؛ ١٥٢ ) في ترجمة عبد الله بن عباس ،
__________________
(١) الشورى ؛ ٢٣
(٢) الشورى ؛ ٢٣
(٣) الشورى ؛ ٢٣
ومجمع الزوائد ( ج ٧ ؛ ١٠٣ ) و ( ج ٩ ؛ ١٦٨ ) وكفاية الطالب (٩٠) والكشّاف ( ج ٢ ؛ ٣٣٩ ) وذخائر العقبى (٢٥) ونور الأبصار (١٠١) والصواعق المحرقة (١٠١) ومناقب ابن المغازلي ( ٣٠٧ الحديث ٣٥٢ ) وانظر شواهد التنزيل ( ج ٢ ؛ ١٨٩ ـ ١٩٦ ) ففيه سبعة أحاديث في ذلك ، وتفسير فرات ( ٣٨٩ ـ ٣٩١ ) ففيه خمسة أحاديث في ذلك وهي برقم ٥١٦ ، ٥١٧ ، ٥١٨ ، ٥١٩ ، ٥٢٠ ، وخصائص الوحي المبين ( ٨١ ـ ٨٥ ) ففيه ثلاثة أحاديث ، في الفصل الخامس / الأحاديث رقم ٥٠ ، ٥٣ ، ٥٧.
وفي تفسير فرات ( ٣٩١ ، ٣٩٢ ) عن حكيم بن جبير أنّه قال : سألت عليّ بن الحسين بن عليّ عليهمالسلام عن هذه الآية ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) قال : هي قرابتنا أهل بيت محمّد صلىاللهعليهوآله.
وفي تفسير الطبريّ ( ج ٢٥ ؛ ١٦ ) روى بسنده عن أبي الديلم ، قال : لمّا جيء بعليّ بن الحسين أسيرا فأقيم على درج دمشق ، قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرني الفتنة ، فقال له عليّ بن الحسين عليهماالسلام : أقرأت القرآن؟ قال : نعم ، قال : أقرأت حم؟ قال : قرأت القرآن ولم أقرأ آل حم؟! قال : ما قرأت ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (٢)؟ قال : وإنّكم لأنتم هم؟ قال عليهالسلام : نعم. وذكره ابن حجر في الصواعق المحرقة (١٠١) وقال : « أخرجه الطبراني ». وأخرجه السيوطي في الدّر المنثور ( ج ٦ ؛ ٧ ).
وفي أسد الغابة ( ج ٥ ؛ ٣٦٧ ) قال : روى حكيم بن جبير ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : كنت أجالس أشياخا لنا ، إذ مرّ علينا عليّ بن الحسين عليهماالسلام ، وقد كان بينه وبين أناس من قريش منازعة في امرأة تزوّجها منهم لم يرض منكحها ، فقال أشياخ الأنصار : ألا دعوتنا أمس لما كان بينك وبين بني فلان؟! إنّ أشياخنا حدّثونا أنّهم أتوا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : يا محمّد ألا نخرج إليك من ديارنا ومن أموالنا لما أعطانا الله بك وفضّلنا بك وأكرمنا بك؟
__________________
(١) الشورى ؛ ٢٣
(٢) الشورى ؛ ٢٣