طرف من الأنباء والمناقب

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

طرف من الأنباء والمناقب

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: الشيخ قيس العطّار
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: انتشارات تاسوعاء
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-90423-5-0
الصفحات: ٦٤٠

الطّرفة التاسعة

في تأكيد النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لخلافة عليّ عليه‌السلام (١) بمحضر عمّه العبّاس عند وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله

و (٢) عن الصادق عليه‌السلام ، عن أبيه ، قال (٣) : دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله العبّاس عند وفاته (٤) ، فخلا به ، فقال له : يا أبا الفضل ، اعلم أنّ من احتجاج ربّي عليّ يوم القيامة تبليغي (٥) النّاس عامّة ، وأهل بيتي (٦) خاصّة ، ولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وطاعته ، ألا إني قد بلّغت رسالة ربّي ( فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ ) (٧).

يا أبا الفضل ، جدّد للإسلام عهدا وميثاقا ، وسلّم لولي الأمر إمرته ، ولا تكن كمن يعطي بلسانه ويكفر بقلبه ؛ يشاقّني في أهل بيتي ويتقدمهم ويتأمّر (٨) عليهم ويتسلّط

__________________

(١) في « ب » « ج » : بخلافة عليّ

في « د » : للخلافة على عليّ

(٢) الواو ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٣) في « د » : قال قال دعا

(٤) في « ج » « د » « هـ » « و » : عند موته

(٥) في « و » : بتبليغي

(٦) ساقطة من « د »

(٧) الكهف ؛ ٢٩

(٨) في « ج » « د » « هـ » « و » : ويستأمر عليهم

١٤١

عليهم ، ليذلّ قوما أعزّهم الله (١) ، ويعزّ أقواما أذلّهم الله (٢) ، لم يبلغوا ولا يبلغوا ما مدّوا إليه أعينهم.

يا أبا الفضل ، إنّ ربّي عهد إلي عهدا (٣) أمرني أن أبلّغه الشّاهد من الإنس والجنّ ، وأن آمر (٤) شاهدهم أن يبلّغه (٥) غائبهم ، فمن صدّق عليّا ووازره وأطاعه ونصره وقبله ، وأدى ما عليه من فرائض الله (٦) ، فقد بلغ حقيقة الإيمان ، ومن أبى الفرائض فقد أحبط الله عمله ، حتّى يلقى الله ولا حجة له عنده ، يا أبا الفضل ، فما أنت قائل؟

قال : قبلت منك يا رسول الله ، وآمنت بما جئت به (٧) ، وصدّقت وسلّمت (٨) ، فاشهد عليّ.

__________________

(١) في « هـ » : أعزّ الله

(٢) جملة ( أذلهم الله ) عن « هامش أ » « د ». والنص فيهما هكذا : ويعزّ قوما أذلّهم الله ، لم يبلغوا ما مدّوا

(٣) ساقطة من « ب »

(٤) في « و » : وآمر

(٥) في « أ » « ب » « هـ » : أن يبلّغوا. والمثبت عن « هامش أ » « ج » « د » « و »

(٦) في « هامش أ » « د » « هـ » « و » : من الفرائض

(٧) ساقطة من « أ » « ب » « د »

(٨) ساقطة من « د »

١٤٢

الطّرفة العاشرة

في تصريح النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عند الوفاة بخلافة عليّ عليه‌السلام على الكبار والصّغار (١) ، بمحضر الأنصار

وعنه ، عن أبيه ، قال : لمّا حضرت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الوفاة دعا الأنصار ، وقال : يا معشر (٢) الأنصار قد حان الفراق ، وقد دعيت وأنا مجيب الدّاعي ، وقد جاورتم (٣) فأحسنتم الجوار ، ونصرتم فأحسنتم (٤) النّصرة ، وواسيتم في الأموال ، ووسّعتم في السّكنى (٥) ، وبذلتم لله (٦) مهج النّفوس ، والله مجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى.

وقد بقيت واحدة ، وهي (٧) تمام الأمر وخاتمة العمل ، العمل معها (٨) مقرون به جميعا ، إنّي

__________________

(١) في « ج » « د » « و » : على الكبار والصغار والانصار بمحضر الأنصار

في « هـ » : على الكبار والصغار والامصار

(٢) في « أ » « ب » : يا معاشر. والمثبت عن « هامش أ » وباقي النسخ

(٣) في « د » : وقد جاورتكم

(٤) جملة ( الجوار ونصرتم فأحسنتم ) ساقطة من « و »

(٥) في « هامش أ » « د » « هـ » « و » : في المسلمين

في « ج » : في المسكن

(٦) في « ج » « هـ » « و » : وبذلتم الله

(٧) في « د » « هـ » « و » : وبقي تمام الأمر

(٨) جملة ( العمل معها ) ساقطة من « أ » « ب ». والمثبت عن « هامش أ » « ج » « هـ » « و »

في « د » : المعلم معها

١٤٣

أرى أن لا يفرّق (١) بينهما جميعا ، لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست ، من أتى بواحدة وترك الأخرى كان جاحدا للأولى ، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا.

قالوا : يا رسول الله فأبن (٢) لنا نعرفها ، ولا نمسك عنها فنضلّ ونرتدّ عن الإسلام ، والنّعمة من الله ومن رسوله (٣) علينا ، فقد أنقذنا الله بك من الهلكة يا رسول الله ، ( وقد بلّغت ونصحت (٤) وأدّيت ، وكنت بنا رءوفا رحيما ، شفيقا مشفقا (٥) ، فما هي (٦) يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ ) (٧)

قال لهم : كتاب الله وأهل بيتي ، فإنّ الكتاب هو القرآن ، وفيه الحجّة والنّور والبرهان ، و (٨) كلام الله جديد غضّ طريّ ، شاهد ومحكّم عادل ، دولة قائد بحلاله (٩) وحرامه وأحكامه ، بصير به (١٠) ، قاض به (١١) ، مضموم فيه ، يقوم غدا فيحاجّ به أقواما ، فتزلّ (١٢) أقدامهم عن الصّراط ، فاحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير (١٣) أخبرني أنّهما

__________________

(١) في « هامش أ » « ج » « د » « هـ » « و » : أن لا أفرّق

(٢) في « هامش أ » « د » : فبيّن لنا

في « هـ » « و » : فأين لنا تعرّفها ولا تمسك ...

(٣) في « أ » « ب » : من الله ورسوله. والمثبت عن « هامش أ » وباقي النسخ

(٤) في « هامش أ » « د » : وأوضحت

(٥) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٦) في « ج » « هـ » « و » : فهّم يا رسول الله

(٧) ساقطة من « ب »

(٨) الواو عن « هامش أ » « د »

(٩) في « أ » ادخل كلمة ( دولة ) عن نسخة في « ج » : ولد قائد بحلاله

في « د » : وقائد وبحلاله

في « هـ » « و » : ولد قائد وبحلاله. ويبدو أنّ الصحيح ( وله قائد بحلاله )

(١٠) في « هامش أ » « ج » « د » « و » : يصير به

(١١) في « ب » : قابض به

(١٢) في « هامش أ » « د » « هـ » « و » : فيزل الله أقدامهم

(١٣) ساقطة من « ب ». وهي في « هامش أ » وباقي النسخ

١٤٤

لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.

ألا وإنّ الإسلام سقف تحته دعامة (١) ، ولا يقوم السّقف إلاّ بها ، فلو أنّ أحدكم أتى بذلك السّقف ممدودا لا دعامة (٢) تحته ، فأوشك أن يخرّ عليه سقفه فهوى في النّار.

أيّها (٣) الناس ، الدّعامة دعامة الإسلام (٤) ، وذلك قوله تبارك وتعالى ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) (٥) فالعمل الصّالح طاعة الإمام ـ ولي الأمر ـ والتمسّك بحبل الله.

أيّها الناس ، ألا فهمتم ، الله الله (٦) في أهل بيتي ، مصابيح الهدى (٧) ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم ، ومستقرّ الملائكة ، منهم وصيّي وأميني ووارثي ، ومن هو منّي (٨) بمنزلة هارون من موسى ، عليّ عليه‌السلام (٩) ، ألا هل بلّغت؟!

والله يا (١٠) معاشر الأنصار ( لتقرّنّ لله (١١) ولرسوله بما عهد إليكم ، أو ليضربنّ بعدي بالذلّ.

__________________

(١) في « هامش أ » « د » : دعائم

في « و » : دعائمه

(٢) في « أ » « ب » : ممدودة لا دعامة

في « د » « هـ » : ممدودا إلاّ دعامة

(٣) كلمة ( أيّها ) ساقطة من « هـ »

(٤) في « أ » « ب » : الدعامة دعامة به اسلام الاسلام

(٥) فاطر ؛ ١٠

(٦) لفظ الجلالة الثاني ساقط من « هـ »

(٧) في « هامش أ » « ج » « د » « هـ » « و » : مصابيح الظّلم

(٨) في « ب » « ج » : ومنّي بمنزلة

في « هـ » « و » : وهو منّي بمنزلة

(٩) عن « هامش أ » « د »

(١٠) جملة ( والله يا ) ساقطة من « د » « هـ » « و » ، وأدخلها في « أ » عن نسخة

(١١) في « ج » : لتقرن الله

في « د » : لتعزن الله

في « هـ » : لتعزنّ الله

١٤٥

يا معاشر الأنصار ) (١) ألا اسمعوا (٢) ومن حضر (٣) ، ألا (٤) إنّ باب فاطمة بابي ، وبيتها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله.

قال عيسى بن المستفاد (٥) : فبكى أبو الحسن عليه‌السلام طويلا ، وقطع عنه بقيّة الحديث (٦) ، وأكثر البكاء ، وقال : هتك والله (٧) حجاب الله ، هتك والله (٨) حجاب الله ، هتك والله حجاب الله ، وحجاب الله حجاب فاطمة (٩) ، يا أمّه يا أمّه (١٠) صلوات الله عليها.

__________________

(١) ساقطة من « أ » « ب »

(٢) في « هامش أ » « د » : ألا فاسمعوا وأطيعوا

(٣) جملة ( ومن حضر ) ساقطة من « د »

(٤) ساقطة من « و »

(٥) ( بن المستفاد ) عن « هامش أ » « د »

(٦) في « د » « هـ » « و » : بقيته

(٧) القسم ساقط من « ج » « د » « هـ » « و »

(٨) القسم ساقط من « د »

(٩) جملة ( وحجاب الله حجاب فاطمة ) عن « هامش أ » « د »

(١٠) جملة ( يا أمّه يا أمّه ) ساقطة من « د ». وإحداهما ساقطة من « ج » « هـ »

في « و » : إليه يا أمّه

١٤٦

الطّرفة الحادية عشر

خبر (١) تصريح خاتم النّبيّين صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بخلافة سيّد الوصيّين ، عند وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله بمحضر المهاجرين

وعنه ، عن أبيه ، عن جدّه محمّد بن عليّ عليه‌السلام ، قال : جمع (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المهاجرين ، فقال لهم : أيّها الناس إنّي قد دعيت ، وإنّي مجيب دعوة الدّاعي ، و (٣) قد اشتقت إلى لقاء ربّي واللّحوق بإخوانى من الأنبياء ، وإنّي أعلمكم أنّي قد أوصيت (٤) وصيّي (٥) ولم أهملكم إهمال البهائم ، ولم أترك من أموركم شيئا سدى (٦).

فقام إليه عمر بن الخطّاب ، فقال : يا رسول الله ، أوصيت بما أوصت (٧) به الأنبياء من (٨) قبلك؟

__________________

(١) ساقطة من « ب »

(٢) في « هـ » « و » : قال قد جمع

(٣) الواو عن « أ »

(٤) في « أ » استظهر كلمة ( نصّبت ) وأدخلها في المتن. وكتب في الهامش عن نسخة ( أوصيت )

في « ب » : وصيّت

(٥) في « ب » : وصيّتي

(٦) في « أ » : ولم أترك شيئا من أموركم سدى. وقد ادخل ( شيئا ) عن نسخة. وكذلك ( من أموركم ) واستظهر كلمة ( سدى )

كلمة ( سدى ) ساقطة من « د »

(٧) في « ج » « د » « ه » « و » : بما أوصى

(٨) حرف الجر ساقط من « د ». وقد أدخل في « أ » عن نسخة

١٤٧

قال : نعم.

فقال (١) له : فبأمر من الله (٢) أوصيت أم بأمرك؟

قال له : اجلس يا عمر ، أوصيت بأمر الله ، وأمره طاعته (٣) ، وأوصيت بأمري ، وأمري طاعة الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن عصى وصيّي فقد عصاني ، ومن أطاع وصيّي فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع الله ، ألا ما تريد يا عمر أنت وصاحبك؟!

ثمّ التفت إلى الناس وهو مغضب ، فقال : أيّها الناس (٤) ، اسمعوا وصيّتي ، من آمن بي وصدّقني بالنّبوّة ، وأنّي (٥) رسول الله ، فأوصيه (٦) بولاية عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وطاعته والتّصديق له ، فإنّ ولايته ولايتي وولاية ربّي (٧) ، قد أبلغتكم ، فليبلّغ شاهدكم غائبكم (٨) ، أنّ عليّ بن أبي طالب هو العلم ، فمن قصّر دون العلم فقد ضلّ ، ومن تقدّمه (٩) تقدّم إلى النار ، ومن تأخّر عن العلم يمينا (١٠) هلك ، ومن أخذ يسارا غوى ، وما توفيقي إلا بالله ، فهل سمعتم؟

قالوا : نعم.

__________________

(١) في « ب » : قال له

(٢) في « أ » : بأمر الله

في « ب » : فبأمر الله

في « ج » : قيام من الله

(٣) في « أ » « ب » : وأمره طاعة

(٤) كلمة ( الناس ) ساقطة من « د ». ولعلّها ( إيها اسمعوا )

(٥) في « د » : فإني

(٦) في « أ » « ب » : فأوصيته

في « د » : قد أوصيت

(٧) جملة ( وولاية ربي ) ساقطة من « أ » « ب »

(٨) في « هـ » « و » : الشاهد الغائب

(٩) في « و » : ومن تقدّم

(١٠) ساقطة من « ب »

١٤٨

الطّرفة الثانية عشر

في قبض الرّسول الجليل ، الوصيّة (١) من يد جبرئيل ، وتسليمها إلى عليّ عليه‌السلام بالجملة والتّفصيل

وعنه ، عن أبيه ، قال (٢) : قال أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام : دعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند موته ، وأخرج من كان عنده في البيت غيري ، والبيت فيه جبرئيل والملائكة معه (٣) ، أسمع الحسّ ولا أرى شيئا ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كتاب الوصيّة من يد جبرئيل عليه‌السلام مختومة ، فدفعها إلي وأمرني (٤) أن (٥) أفضّها ففعلت ، وأمرني أن أقرأها ( وقال (٦) : إنّ جبرئيل أتاني (٧) بها الساعة من عند ربّي ) (٨) فقرأتها ، فإذا فيها كلّ ما كان رسول الله (٩) يوصيني به (٩) شيئا شيئا ، ما تغادر (١٠) حرفا.

__________________

(١) في « ج » « د » « هـ » : للوصية

(٢) ساقطة من « ب »

(٣) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٤) في « ج » « د » « هـ » « و » : فأمرني

(٥) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٦) في « د » « هـ » : فقرأتها فقال

(٧) في « ج » « هـ » : إن جبرئيل عندي أراني

في « د » : إن جبرئيل عندي أتاني

(٨) ساقطة من « و »

(٩) في « أ » : كل ما كان يوصيني به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

في « هامش أ » « ج » « د » « هـ » « و » : يوصي به

(١٠) في « ب » « ج » : يغادر. والمثبت عن « د » « هـ » « و ». وفي « أ » كتبهما معا

١٤٩
١٥٠

الطّرفة الثالثة عشر

في ذكر ما كان ابتداء بلفظ الوصيّة ، ( وتسمية شهودها عند الجلالة الرّبّانيّة

وعنه ، عن أبيه ، قال : قال عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : كان في وصيّة رسول الله ) (١) في أوّلها :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

هذا ما عهد محمّد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأوصى به ، وأسنده بأمر الله إلى وصيّه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أمير المؤمنين (٢).

قال موسى بن جعفر : قال أبي ؛ جعفر بن محمّد : قال عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (٣) : وكان في آخر الوصيّة « شهد جبرئيل وميكائيل وإسرافيل على ما أوصى به محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وقبّضه وصيّته (٤) ، وضمانه على ما فيها ، على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن

__________________

(١) ساقطة من « ب »

(٢) ( أمير المؤمنين ) ساقطة من « ب »

(٣) رواية الصادق عليه‌السلام عن عليّ مسندة ، لأنّ أهل البيت عليهم‌السلام صرّحوا بانّ ما يرفعونه إلى عليّ عليه‌السلام أو إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو مسند كابرا عن كابر ، قال الصادق عليه‌السلام : إذا حدثت الحديث فلم أسنده ، فسندي فيه ، أبي عن جدّي ، عن ابيه عن جدّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرئيل عليه‌السلام عن الله

(٤) في « ج » « و » : وقبّضه وصيّه

في « هـ » : وقبّض وصيّه

١٥١

عمران عليه‌السلام ، وضمن وارى بن برملا (١) وصي عيسى بن مريم ، وعلى ما ضمن الأوصياء من قبلهم ، على أنّ محمّدا أفضل النّبيّين ، وعليّا أفضل الوصيّين ، وأوصى (٢) محمّد ( إلى عليّ ، وأقرّ عليّ ، وقبض الوصيّة على ما أوصت (٣) به الأنبياء ) (٤) ، وسلّم محمّد (٥) الأمر إلى عليّ بن أبي طالب ، وهذا أمر الله وطاعته ، وولاّه الأمر على أن لا نبوّة لعلي ولا لغيره بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكفى بالله شهيدا ».

__________________

(١) في « ج » « د » : بربلاء

في « هـ » « و » : يريلاء

(٢) في « هـ » : ووصّى

(٣) في « ج » « هـ » : على ما أوصيت

(٤) ساقط من « ب »

في « ج » « هـ » « و » : محمّد وسلّم إلى عليّ وأقرّ عليّ

(٥) ساقطة من « ب » فالجملة فيها ( وأوصى محمّد وسلّم الأمر )

١٥٢

الطّرفة الرابعة عشر

في اشتراط النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على عليّ عليهما أفضل الصلاة والتحيّة (١) ، عند تسليمه (٢) الوصيّة

وعن الكاظم عليه‌السلام ، ذكر فيه حضور جبرئيل عليه‌السلام عند النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بالعهد من الله والوصيّة (٣) ، ثمّ قال الكاظم عليه‌السلام ما هذا (٤) لفظه :

فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بإخراج كلّ من كان في البيت ما خلا أمير المؤمنين عليّ بن

__________________

(١) في « أ » « ب » « د » : عليهما‌السلام

(٢) في « ج » « د » « هـ » « و » : عند تسليم

(٣) ما أشار إليه السيد ابن طاوس رحمه‌الله هو ما رواه ثقة الاسلام الكليني في الكافي ( ج ١ ؛ ٢٨١ / كتاب الحجة ) ـ باب « ان الأئمة عليهم‌السلام لم يفعلوا ولا يفعلون شيئا إلا بعهد من الله » ، قال :

الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحارث بن جعفر ، عن عليّ بن إسماعيل بن يقطين ، عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير ، قال : حدثني موسى بن جعفر ، قال : قلت لأبي عبد الله : أليس كان أمير المؤمنين عليه‌السلام كاتب الوصية ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المملي عليه ، وجبرئيل والملائكة المقرّبون شهود؟ قال : فاطرق طويلا ثم قال : يا أبا الحسن قد كان ما قلت ، ولكن حين نزل برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الأمر ، نزلت الوصيّة من عند الله كتابا مسجّلا ، نزل به جبرئيل مع امناء الله تبارك وتعالى من الملائكة ، فقال جبرئيل : يا محمّد مر بإخراج من عندك إلاّ وصيّك ليقبضها منّا ، وتشهدنا بدفعك إياها إليه ، ضامنا لها ـ يعني عليّا ـ فأمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بإخراج كل من كان ... الخ. ونقل هذا النص عن الكافي المجلسي في البحار ( ج ٢٢ ؛ ٤٧٩ )

(٤) ساقطة من « ب »

١٥٣

أبي طالب عليه‌السلام ، وفاطمة عليها‌السلام ما بين السّتر والباب.

فقال جبرئيل : يا محمّد إنّ (١) ربّك يقرئك السلام (٢) ، ويقول لك : هذا كتاب ما (٣) كنت عهدت إليك وشرطت عليك ، وأشهدت عليك ملائكتي ، وكفى بي يا محمّد (٤) شهيدا.

قال (٥) : فارتعدت لذلك قوائم النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومفاصله (٦) ، وقال : يا جبرئيل ، ربّي هو السّلام ، وإليه يعود السلام ، وصدق وبرّ ، هات الكتاب (٧) ، فدفعه إليه ، ودفعه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من يده إلى يد عليّ ، وقال لعلي : اقرأه ، فقرأه (٨) عليّ (٩) عليه‌السلام حرفا حرفا ، وقال : يا عليّ هذا عهد ربّي إلي وشروطه عليّ وأمانته (١٠) ، قد بلّغت ونصحت وأدّيت.

قال عليّ عليه‌السلام : وأنا أشهد لك ـ بأبي أنت وأمّي ـ بالبلاغ والصّدق على ما قلت ، ويشهد لك به سمعي (١١) وبصري ولحمي ودمي.

فقال جبرئيل عليه‌السلام : و (١٢) أنا ومن معي على ما قلت يا عليّ من الشّاهدين.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا عليّ قبضت وصيّتي وعرفتها ، وضمنت لله (١٣) ولي ما فيها؟

__________________

(١) عن « د » « هـ » « و ». وأدخلها في « أ » عن نسخة

(٢) ساقطة من « هـ »

(٣) ساقطة من « ج » « د » « هـ » « و »

(٤) في « ب » : وكفى بي بأمّة محمّد

(٥) ساقطة من « أ » « ب »

(٦) في « و » : وفواصله

(٧) في « هامش أ » « د » : وصدق ببرهان الكلام فدفعه

في « هـ » « و » : وصدق برهان الكلام فدفعه

(٨) في « هامش أ » « د » : اقرأ فقرأ

(٩) ساقطة من « د »

(١٠) في « هامش أ » « د » « هـ » « و » : وأما والله قد بلغت

(١١) في « أ » : وشهد به سمعي

في « ب » : وشهد لك به سمعي

في « هامش أ » « د » « هـ » « و » : ويشهد به سمعي

(١٢) الواو ساقطة من « ب ». وأدخلها في « أ » عن نسخة. وهي في باقي النسخ

(١٣) في « ج » : وضمنت الله

١٥٤

قال عليّ عليه‌السلام : نعم ـ بأبي أنت وأمّي ـ عليّ ضمانها ، وعلى الله عزّ وجلّ توفيقي لأدائها (١) على آدابها.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّي أريد أن أشهد يا عليّ عليك بها ، بموافاتي (٢) بها يوم القيامة.

فقال له عليّ عليه‌السلام : نعم أشهد عليّ (٣).

قال : إنّ جبرئيل (٤) فيما (٥) بيني وبينك لحاضر (٦) ، ومعه الملائكة المقرّبون يشهدهم عليك. قال : نعم ليشهدوا عليّ (٧) ، بأبي أنت وأمّي (٨).

فأشهدهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان فيما شرط عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بأمر جبرئيل (٩) بما أمره الله تبارك وتعالى أن (١٠) قال له (١١) : يا عليّ توفي بما فيها على موالاة من والى الله ورسوله (١٢) ، والبراءة والعداوة لمن عادى الله ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى الصّبر منك ، والكظم لغيظك على ذهاب حقّك ، وغصب خمسك ، وأكل فيئك.

__________________

(١) في « هـ » « و » : وعلى الله توقت وإنّها على آدابها

في « هامش أ » « د » : وعلى الله تمامها ، وبه استعنت على أدائها ، فقال ...

(٢) في « د » : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لي عليك بها لموافاتي

في « هـ » « و » : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليّ : عليك بها لموافاتي

في « ج » : لموافاتي

(٣) جملة ( نعم أشهد عليّ ) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٤) في « د » : فقال صلوات الله عليه يا عليّ إنّ جبرئيل

(٥) ساقطة من « أ »

(٦) في « ج » « هـ » « و » : الحاضر

(٧) عن « أ » « د »

(٨) جملة ( بأبي أنت وأمي ) ساقطة من « د »

(٩) في « هامش أ » « د » : مع جبرئيل

في « هـ » « و » : يا جبرئيل بما أمره الله

(١٠) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(١١) في « د » : فقال له

(١٢) ساقطة من « د » « هـ » « و »

١٥٥

فقال : نعم يا رسول الله (١).

قال عليّ عليه‌السلام : فو الذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة ، لسمعت جبرئيل وإنّه ليقول (٢) للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمّد ، أفهمه (٣) أنه منتهك (٤) الحرمة ـ وهي حرمة الله وحرمة رسوله ـ وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط.

قال عليّ عليه‌السلام : فصعق بي (٥) حين فهمت الكلمة من الأمين جبرئيل عليه‌السلام ، فسقطت على وجهي ، وقلت (٦) : نعم ، رضيت وإن انتهكت الحرم (٧) ، وعطّلت السنن ، ومزّق الكتاب ، وهدمت الكعبة ، وخضّبت لحيتي من رأسي بدم عبيط ، صابرا محتسبا أبدا حتّى أقدم عليك.

ثم دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة عليها‌السلام والحسن والحسين عليهما‌السلام فأعلمهم بمثل (٨) ما أعلم به (٩) أمير المؤمنين عليه‌السلام (١٠) ، فقالوا مثل ذلك.

قال (١١) : فختمت الوصيّة بخواتيم من ذهب لم تمسّه النّار (١٢) ، ودفعت (١٣) إلى عليّ عليه‌السلام.

__________________

(١) لفظ الجلالة ساقط من « د ».

(٢) في « أ » « ب » : يقول. والمثبت عن « هامش أ » وباقي النسخ.

(٣) في « هـ » « و » : افهم.

(٤) في « هامش أ » « د » : ستهتك. في « هـ » : سينتهك. في « و » سينهتك.

(٥) في « هامش أ » : فصغى لي

في « د » « هـ » « و » : فصغى بي.

(٦) في « د » : فقلت. وهي ساقطة من « هـ » « و ».

(٧) في « هامش أ » « د » « و » : وان تهتك الحرمة

في « ج » : وان انهتك الحرم

في « هـ » : وان تهتك الحرم.

(٨) في « ب » : مثل.

(٩) عن « ب ».

(١٠) في « ج » « هـ » : بمثل ما علم عليه‌السلام

في « د » : بمثل ما أعلم عليّ عليه‌السلام

في « و » : بمثل ما أعلم عليّا عليه‌السلام.

(١١) ساقطة من « هـ ».

(١٢) في « هـ » : الناس.

(١٣) في « ب » : ورفعت.

١٥٦

الطّرفة الخامسة عشر

في سؤال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي (١) : ما يكون جوابك لله عن الوصيّة؟ وذكر جواب عليّ عليه‌السلام بما قرّبه (٢) من المراضي الرّبانيّة والمحبّة النّبويّة (٣).

روى (٤) صاحب كتاب خصائص الائمّة عليهم‌السلام ، وهو الرضي محمّد بن الحسين الموسويّ رحمه‌الله ، قال : حدّثني هارون بن موسى ، قال : حدثني أحمد بن محمّد بن عمّار (٥) العجلي الكوفي ، قال : حدّثني عيسى الضرير ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، عن أبيه ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام (٦) حين دفع إليه الوصيّة (٧) : اتّخذ (٨) لها جوابا غدا (٩) بين يدي الله

__________________

(١) ساقطة من « هـ »

(٢) في « و » : بما أقرّ به

(٣) في « و » : والمحبّة والنبوّة

(٤) في « ب » : وروى

(٥) في « ب » : بن عامر

في « د » « هـ » : محمّد أحمد بن محمّد بن عمار

في « و » : محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمار

(٦) ساقطة من « أ » « ب ». والمثبت عن « هامش أ » وباقي النسخ

(٧) في « أ » « هـ » : حين دفع إليه. وكتب في هامش « أ » : أي الوصية إلى عليّ في « ب » : حين دفع الوصيّة إليه

(٨) في « هامش أ » : أعدّ

(٩) ساقطة من « أ » « ب ». والمثبت عن « هامش أ » وباقي النسخ

١٥٧

تبارك وتعالى (١) ربّ العرش ، فإنّي محاجّك يوم القيامة بكتاب الله (٢) ؛ حلاله (٣) وحرامه ، ومحكمه ومتشابهه ، على ما أنزل الله وعلى ما أمرتك به (٤) ، وعلى فرائض الله كما أنزلت ، وعلى الأحكام ؛ من الأمر بالمعروف ، والنّهي عن المنكر ، واجتنابه ، مع إقامة حدود الله وشروطه والأمور كلّها ، وإقامة الصّلاة لوقتها ، وإيتاء الزّكاة لأهلها ، وحجّ البيت ، والجهاد في سبيل الله ، فما أنت قائل يا عليّ؟

فقال عليّ عليه‌السلام : بأبي أنت وأمّي أرجو بكرامة الله لك ، ومنزلتك عنده ، ونعمته عليك ، أن يعينني ربي ويثبّتني ، فلا ألقاك بين يدي الله (٥) مقصّرا ولا متوانيا ولا مفرّطا ( ولا اصفرّ (٦) وجهك وقاه وجهي ووجوه آبائي وأمّهاتي ) (٧) بل تجدني ـ بأبي أنت وأمّي ـ مشمّرا ، متّبعا (٨) لوصيّتك ومنهاجك وطريقك ما دمت (٩) حيا ، حتّى أقدم بها عليك ، ثمّ الأوّل فالأوّل من ولدي لا (١٠) مقصّرين ولا مفرّطين (١١).

__________________

(١) في « ب » : وقّع ربّ العرش. وقد أدخلها في « أ » في المتن عن نسخة

(٢) في « أ » : فإني محاجّك بكتابك. وفي « هامش أ » كالمتن

في « ب » : فإني محاجّك يوم القيامة بكتابك

(٣) في « د » : وحلاله

(٤) عن « هامش أ » « د »

(٥) في « أ » « ب » : فلا ألقاك الله بدين الله مقصّرا. واستظهر في « أ » لتصويب العبارة كونها ( فلا ألقاكني الله بدينه مقصّرا )

في « د » « هـ » « و » : فلا أنعال بين يدي الله مقصّرا. والمثبت عن « هامش أ » « ج »

(٦) في « ج » : ولا امغرّ

في « هـ » « و » : ولا أمعر

(٧) ساقطة من « د »

(٨) في « هامش أ » « د » : بل تجدني بمعونته صابرا متّبعا لوصيّتك

(٩) في « و » : وما دمت

(١٠) في « هـ » : ولا مقصّرين

(١١) في الخصائص : ٧٢ ( ثمّ اغمي عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال عليّ )

١٥٨

قال عليّ عليه‌السلام : ثمّ انكببت (١) على صدره ووجهه (٢) ، وأنا أقول : وا وحشتاه بعدك ـ بأبي أنت وأمّي ـ ووحشة ابنتك وابنيك (٣) ، بل واطول غمّي بعدك (٤) ، يا أخي انقطعت عن (٥) منزلي أخبار السماء ، وفقدت بعدك جبرئيل وميكائيل ، فلا أحسّ أثرا ، ولا أسمع حسّا ، فأغمي عليه طويلا (٦) ، ثمّ أفاق صلى‌الله‌عليه‌وآله.

__________________

(١) في « د » : انكبّيت. في « و » : انكبّ

(٢) في « د » : على وجهي على صدره. في « هـ » « و » : على وجهه وعلى صدره

(٣) ساقطة من « ب » « د »

في « هـ » « و » : وبنيك

(٤) في « ب » : بل واطول بعد غمّي يا أخي

(٥) في « د » « هـ » « و » : من

(٦) في « ج » « هـ » « و » : فغمي عليه

في « د » : فغمي عليك. وجملة ( فأغمي عليه طويلا ) ليست في الخصائص إذ قدّم ذكرها كما تقدّمت الإشارة الى ذلك

١٥٩
١٦٠