السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: انتشارات تاسوعاء
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-90423-5-0
الصفحات: ٦٤٠
( ج ١ ؛ ٢١٥ ) والدّر المنثور ( ج ٣ ؛ ٢٨ ) والانتصار (١٠٥) وتفسير التبيان ( ج ٣ ؛ ٤٥٢ ) ومجمع البيان ( ج ٣ ؛ ٢٠٧ ).
وأنس بن مالك. انظر تفسير الطبريّ ( ج ١٠ ؛ ٥٨ ) وأحكام القرآن لابن العربي ( ج ٢ ؛ ٥٧٧ ) وتفسير الرازيّ ( ج ١١ ؛ ١٦١ ) والمغني لابن قدامة ( ج ١ ؛ ١٥٠ ) والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ( ج ٦ ؛ ٩٢ ) وشرح المهذب للنووي ( ج ١ ؛ ٤١٨ ) والدرّ المنثور ( ج ٣ ؛ ٢٨ ) والانتصار (١٠٦) والتبيان ( ج ٣ ؛ ٤٥٢ ).
وعبد الله بن مسعود ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذرّ الغفاري ، وعمّار بن ياسر ، وأئمّة أهل البيت عليهمالسلام جميعا. انظر نهاية الإقدام ـ في أوائل الكتاب ـ وهو مخطوط. كما ذهب إلى ذلك صحابة آخرون ، وجمع من التابعين وفقهاء العامّة.
والوقوف عند الشبهة إلى الإمام ، فإنّه لا شبهة عنده
في تفسير العيّاشي ( ج ١ ؛ ٢٨٦ ، ٢٨٧ ) عن عبد الله بن جندب ، قال : كتب إليّ أبو الحسن الرضا عليهالسلام : ذكرت رحمك الله ... وذكر في آخر الكتاب : أنّ هؤلاء القوم سنح لهم شيطان اغترّهم بالشبهة ، ولبّس عليهم أمر دينهم ... بل كان الفرض عليهم والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحيّر ، وردّ ما جهلوه من ذلك إلى عالمه ومستنبطه ؛ لأن الله يقول في محكم كتابه : ( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (١). يعني آل محمّد ...
وفي بصائر الدرجات ( ٤٣٢ ـ ٤٣٣ ) / الباب ١٧ من الجزء الثامن ـ الحديث ٢ عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : ... ولا يقبل الله أعمال العباد إلاّ بمعرفته ، فهو عالم بما يرد من ملتبسات الوحي ومعمّيات السنن ومشتبهات الفتن ... وانظر ما في الكافي ( ج ١ ؛ ٢٠٣ ) عن الصادق مثله.
وهذا المعنى من مسلّمات عقائد الإماميّة. انظر ما يتعلق بهذا المعنى الكافي ( ج ١ ؛ ١٧٨ ، ٢١٠ ، ٢١٢ ) وفيه تسعة أحاديث في أنّ أهل الذكر الذين أمر الله الخلق
__________________
(١) النساء ؛ ٨٣
بسؤالهم هم الأئمّة عليهمالسلام ، و ( ج ١ ؛ ٢٦٩ ، ٢٧٦ ). وانظر المسترشد في الإمامة (٦٠٢) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٢٣ ) و ( ج ٣ ؛ ٩٨ ) وحلية الأولياء ( ج ١ ؛ ٦٣ ) ومناقب الخوارزمي (٤٢) وتاريخ دمشق ( ج ٢ ؛ ٢٥٩ ) في أنّ عليّا يبيّن للناس ما اشتبه عليهم وما اختلفوا فيه من بعد النبي صلىاللهعليهوآله.
وطاعة وليّ الأمر بعدي ، ومعرفته في حياتي وبعد موتي ، والأئمّة : من بعده واحدا فواحدا
في ذلك نزل قوله تعالى : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (١) ، ففي الكافي ( ج ١ ؛ ١٨٧ ) عن الحسين بن أبي العلاء ، قال : ذكرت لأبي عبد الله صلىاللهعليهوآله قولنا في الأوصياء « أنّ طاعتهم مفترضة » ، قال : فقال : نعم ، هم الذين قال الله تعالى : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٢) ...
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ١ ؛ ٢٨٢ ) عن جابر الجعفي في تفسيره ، عن جابر الأنصاريّ ، قال : سألت النبي صلىاللهعليهوآله عن قوله : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) (٣) عرفنا الله ورسوله فمن أولو الأمر؟ قال : هم خلفائي يا جابر ، وأئمّة المسلمين من بعدي ، أوّلهم عليّ بن أبي طالب ، ثمّ الحسن ثمّ الحسين ، ثمّ عليّ بن الحسين ، ثمّ محمّد بن عليّ المعروف في التوراة بالباقر ، وستدركه يا جابر ، فإذا ، لقيته فأقرئه منّي السلام ، ثمّ الصادق جعفر بن محمّد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ عليّ بن موسى ، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ عليّ بن محمّد ، ثمّ الحسن بن عليّ ، ثمّ سميّي وكنيّي حجّة الله في أرضه وبقيّته في عباده ابن الحسن بن عليّ ، الذي يفتح الله على يده مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك يغيب عن شيعته غيبة لا يثبت على القول بإمامته إلاّ من امتحن الله قلبه بالإيمان.
__________________
(١) النساء ؛ ٥٩
(٢) النساء ؛ ٥٩
(٣) النساء ؛ ٥٩
وانظر تفسير الآية ونزولها في عليّ عليهالسلام ، وفيه وفي ولديه ، وفيه وفي الأئمّة عليهمالسلام ، في شواهد التنزيل ( ج ١ ؛ ١٨٩ ـ ١٩١ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ١٥ ) وتفسير العيّاشي ( ج ١ ؛ ٢٧٦ ) وتفسير فرات ( ١٠٧ ـ ١١١ ) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٣٢٣ ) وتفسير القمّي ( ج ١ ؛ ١٤١ ) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ١١٤ ـ ١١٦ ).
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ١٣ ) قول النبي صلىاللهعليهوآله لعائشة ـ بعد أن سألته عن معنى السيّد في قوله صلىاللهعليهوآله : عليّ سيّد العرب ـ : قال صلىاللهعليهوآله : من افترضت طاعته كما افترضت طاعتي.
وقد تظافر قول النبي صلىاللهعليهوآله : عليّ وليكم بعدي
في الكافي ( ج ١ ؛ ١٨٥ ـ ١٩٠ ) سبعة عشر حديثا في فرض طاعة الأئمّة عليهمالسلام ، منها ما رواه في ( ج ١ ؛ ١٨٨ ، ١٨٩ ) عن الصادق عليهالسلام : ... فأشهد أنّ عليّا كان قيّم القرآن ، وكانت طاعته مفترضة ، وكان الحجّة على الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله. وانظر كفاية الأثر (٢١٧) وأمالي الطوسي (٥٦٢) وأمالي المفيد (١٨) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٣٩٤ ) وبشارة المصطفى (٢٣) وسنن الترمذيّ ( ج ٢ ؛ ٢٩٧ ) ومسند أحمد ( ج ٤ ؛ ٤٣٧ ) و ( ج ٥ ؛ ٣٥٦ ) وسنن أبي داود ( ج ٣ ؛ ١١١ ) وحلية الأولياء ( ج ٦ ؛ ٢٩٤ ) وخصائص النسائي ( ١٩ ، ٢٣ ) والرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ١٧١ ، ٢٠٣ ) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ١٥٤ ، ١٥٩ ، ٣٩٦ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٢٨ ، ١٩٩ ) وتاريخ بغداد ( ج ٤ ؛ ٣٣٩ ) وأسد الغابة ( ج ٥ ؛ ٩٤ ) والإصابة ( ج ٢ ؛ ٥٠٩ ).
وأمّا معرفة الإمام في حياته وبعد موته
فيدلّ عليه جميع الأدلّة الدالّة على أنّ النبي صلىاللهعليهوآله أمر بمعرفة أهل بيته والأئمّة الاثني عشر عليهمالسلام كما سيأتي ، وأوامره المتكررة بمعرفة عليّ عليهالسلام ومتابعته في حياته وبعد وفاته صلىاللهعليهوآله ، وقد ورد وجوب معرفتهم عليهمالسلام في كثير من الأحاديث والروايات ، منها :
ما رواه الكليني في الكافي ( ج ١ ؛ ١٨٠ ) عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة ، قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : أخبرني
عن معرفة الإمام منكم واجبة على جميع الخلق؟ فقال عليهالسلام : إنّ الله عزّ وجلّ بعث محمّدا إلى الناس أجمعين رسولا وحجّة لله على جميع خلقه في أرضه ، فمن آمن بالله وبمحمّد رسول الله واتّبعه وصدّقه فإنّ معرفة الإمام منّا واجبة عليه ، ومن لم يؤمن بالله وبرسوله ولم يتّبعه ولم يصدّقه ويعرف حقّهما فكيف يجب عليه معرفة الإمام وهو لا يؤمن بالله ورسوله ويعرف حقّهما؟! ...
وفيه أيضا ( ج ١ ؛ ١٨٠ ) عن أحدهما عليهماالسلام أنّه قال : لا يكون العبد مؤمنا حتّى يعرف الله ورسوله والأئمّة صلوات الله عليهم كلّهم ، وإمام زمانه ، ويردّ إليه ويسلّم له ، ثمّ قال : كيف يعرف الآخر وهو يجهل الأوّل؟!
وفي الكافي أيضا ( ج ١ ؛ ١٨٠ ـ ١٨٥ ) أربعة عشر حديثا في معرفة الإمام والردّ إليه.
وأمّا طاعة ومعرفة الأئمّة من بعد عليّ عليهمالسلام واحدا فواحدا
فقد فاقت النصوص فيها العدّ والحصر ، وقد صرّح النبي صلىاللهعليهوآله بأنّ الأئمّة من بعده اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش أو كلّهم من بني هاشم ، وذلك من طرق الفريقين. انظر ينابيع المودّة ( ٣ ؛ ١٠٤ ، ١٠٧ ) ، ذكر يحيى بن الحسن في كتاب العمدة من عشرين طريقا في أنّ الخلفاء بعد النبي صلىاللهعليهوآله اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش ، في البخاري من ثلاثة طرق ، وفي مسلم من تسعة طرق ، وفي أبي داود من ثلاثة طرق ، وفي الترمذي من طريق واحد ، وفي الحميدي من ثلاثة طرق. وانظر العمدة ( ٤١٦ ـ ٤٢٣ ) وفرائد السمطين ( ج ٢ ؛ ١٤٧ ـ ١٥٠ ) والخصال ( ٤٦٧ ـ ٤٦٩ ). وقد أخرج هذا الحديث عن عليّ عليهالسلام ، وعبد الله بن مسعود ، وجابر بن سمرة ، وجابر الأنصاريّ ، وسلمان الفارسي ، وعبد الله بن عباس ، القندوزي الحنفي ـ في ينابيع المودّة ( ج ٣ ؛ ١٠٥ ) ـ وقال : قال بعض المحقّقين : إنّ الأحاديث الدالّة على كون الخلفاء بعده اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة ، فبشرح الزمان وتعريف الكون والمكان علم أنّ مراد رسول الله صلىاللهعليهوآله من حديثه هذا الأئمّة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته عليهمالسلام.
وأمّا الأحاديث المصرّحة بأسمائهم عليهمالسلام فهي أيضا كثيرة جدّا ، بل روى بعضها أعلام العامّة ، فقد روى أسماءهم واحدا واحدا عن النبي صلىاللهعليهوآله الحمويني في فرائد السمطين ( ج ٢ ؛ ١٣٢ ـ ١٣٥ ، ١٥٣ ) وفي مواضع أخرى من كتابه ، ورواهم القندوزيّ الحنفي في ينابيع المودّة ( ج ٣ ؛ ٩٩ ـ ١٠٣ ) وغيرهما.
وفي كفاية الأثر ( ٢١٣ ـ ٢١٩ ) عن علقمة بن قيس ، قال : خطبنا أمير المؤمنين عليهالسلام على منبر الكوفة ... فقام إليه رجل ـ يقال له عامر بن كثير ـ فقال : يا أمير المؤمنين لقد أخبرتنا عن أئمّة الكفر وخلفاء الباطل ، فأخبرنا عن أئمّة الحقّ وألسنة الصدق بعدك؟ قال : نعم ، إنّه بعهد عهده إليّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماما ، تسعة من صلب الحسين ... قلت : يا رسول الله أفلا تسمّيهم لي؟
قال : نعم ، أنت الإمام والخليفة بعدي ، تقضي ديني وتنجز عداتي ، وبعدك ابناك الحسن والحسين ، وبعد الحسين ابنه عليّ زين العابدين ، وبعده ابنه محمّد يدعى بالباقر ، وبعد محمّد ابنه جعفر يدعى بالصادق ، وبعد جعفر ابنه موسى يدعى بالكاظم ، وبعد موسى ابنه عليّ يدعى بالرضا ، وبعد عليّ ابنه محمّد يدعى بالزكي ، وبعد محمّد ابنه عليّ يدعى بالنقي ، وبعد عليّ ابنه الحسن يدعى بالأمين ، والقائم من ولد الحسن ، سميّي وأشبه الناس بي ، يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
هذا ، وقد ثبت بالروايات الصحيحة المتظافرة أن النبي صلىاللهعليهوآله نصّ عليهم بأسمائهم جميعا عليهمالسلام ، وأنّ كلّ إمام كان ينصّ على من بعده. وحسبك ما رواه أبو القاسم الخزّاز من علماء القرن الرابع في كتابه « كفاية الأثر في النصّ على الأئمّة الاثني عشر » ، وما رواه الكليني في الكافي ( ج ١ ؛ ٢٨٦ ـ ٣٢٩ ، ٥٢٥ ـ ٥٣٥ ) وما في كتاب الإمامة والتبصرة من الحيرة ، لوالد الشيخ الصدوق رحمهالله.
والبراءة من الأحزاب تيم وعدي وأميّة وأشياعهم وأتباعهم
هذا التعبير جاء في روايات أهل البيت عليهمالسلام مرادا منه أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية ،
وهذا كثير في كلام العرب ، قال السيّد المرتضى ـ في شرح القصيدة المذهّبة (٨٩) في شرح البيت السادس عشر من القصيدة ، وهو قوله :
أإلى أميّة أم إلى شيع الّتي |
|
جاءت على الجمل الخدبّ الشوقب |
ـ قال : ذكر القبيلة نفسها وأراد أبناءها ومن نسلت ، وهذا في الكلام المنظوم والمنثور كثير.
وقد عبّر عنهم النبي صلىاللهعليهوآله بالأحزاب لأنّهم من الّذين نفّروا ناقته وحاولوا اغتياله في ليلة العقبة ، وهم الذين كتبوا الصحيفة لإزواء الخلافة عن عليّ عليهالسلام ، وهم الّذين لم يؤمنوا بالله طرفة عين أبدا ، وقد اتّفق الشيخان وابنتاهما على أن يسمّوا النبي صلىاللهعليهوآله ، وكان أبو سفيان رئيس الأحزاب المجمع لهم في غزوة الخندق ( الأحزاب ) كما في تطهير الجنان (٥٤) وكان معه معاوية ابنه ، وكانت راية المشركين يوم أحد مع طلحة بن أبي طلحة العدويّ من بني عبد الدار كما في تفسير القمّي ( ج ١ ؛ ١١٢ ) وكان عبيد الله بن عمر بن الخطّاب من زعماء جيش معاوية في صفّين ، وامتنع عبد الله بن عمر عن بيعة عليّ عليهالسلام وبايع الحجّاج من بعد ، وهم من بني عدي ، وكانت تيم أيضا تبغض عليّا ، وقد خرجت عائشة منهم على عليّ عليهالسلام ، وكانت تقول ـ كما في الطبريّ ( ج ٥ ؛ ٢٢٢ ) والعقد الفريد ( ج ٥ ؛ ٧٤ ) ـ : « ما زلت أرجو النصر حتّى خفيت أصوات بني عدي » ، وخرج معها مروان وسائر بني أميّة إلاّ من خشع كما في الطبريّ ( ج ٥ ؛ ١٦٩ ) واجتمعت بنو أميّة إلى عائشة ، وتشاوروا وقالوا : كلنا نطلب بدم عثمان ، ورأسهم عبد الله بن عامر الحضرمي ، ومروان بن الحكم ، والمشار إليهما طلحة والزبير كما في تذكرة الخواص (٦٥) وقد قاتل الأمويون النبي والوصي صلوات الله عليهما ، ولذلك قال عليّ عليهالسلام في صفين : « انفروا إلى بقية الأحزاب » كما في تطهير الجنان (٥٤) وتقريب المعارف (٢٩٤) وقال عمّار بن ياسر لأبي زينب : « أثبت أبا زينب ولا تشك في الأحزاب عدوّ الله ورسوله » كما في صفين (١٠١) وقال رحمهالله : « إنّ مراكزنا على مراكز رايات رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم بدر ويوم أحد ويوم حنين ، وإنّ هؤلاء على مراكز رايات المشركين من الأحزاب » كما في صفّين (٣٢١).
ورقى عثمان المنبر فقال : « أيّها الناس إنّ أبا بكر كان يؤثر بني تيم على الناس ، وإنّ عمر
كان يؤثر بني عدي على كلّ الناس ، وإنّي أؤثر والله بني أميّة على سواهم ... » كما في أمالي المفيد (٧٠).
وفي شرح النهج ( ج ٦ ؛ ٢١ ) روى الزبير بن بكار ، قال : روى محمّد بن إسحاق أنّ أبا بكر لمّا بويع افتخرت تيم بن مرّة ، قال : وكان عامّة المهاجرين وجلّ الأنصار لا يشكّون أنّ عليّا عليهالسلام هو صاحب الأمر بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال الفضل بن العبّاس : « يا معشر قريش ، وخصوصا يا بني تيم ، إنّكم إنّما أخذتم الخلافة بالنبوّة ، ونحن أهلها دونكم ». وانظر الموفقيات (٥٨٠).
وفي شرح النهج أيضا ( ج ٦ ؛ ١٨ ) قال ابن أبي الحديد : والذي ثبت عندي أنّ أوّل من بايعه عمر.
وفي الشرح أيضا ( ج ٦ ؛ ١١ ) قال : واجتمعت بنو أمية إلى عثمان بن عفّان ... فقام عثمان ومن معه ... فبايعوا أبا بكر.
هذه النصوص وغيرها تبيّن أنّ التحزّب التيمي والعدوي والأموي كان وراء غصب عليّ وأهل البيت عليهمالسلام الخلافة ، وهذه حقيقة ثابتة من حقائق التاريخ ، ذكرت تفاصيلها في كلّ كتاب أرّخ بيعة السقيفة الظالمة ، ولذلك عبّر أبو سفيان بشعره عن هذه الأحزاب بقوله يحرّض عليّا عليهالسلام :
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم |
|
و لا سيّما تيم بن مرّة أوعدي |
انظر شعره في الموفقيات (٥٧٧) وشرح النهج ( ج ٦ ؛ ١٧ ).
فهؤلاء هم الأحزاب وبقية الأحزاب الّذين قاتلوا النبي والوصي صلوات الله عليهما. وسيأتي مثل هذا المعنى في الطّرفة (٢٤) وأنّ الناكثين والقاسطين والمارقين أيضا من الأحزاب.
وقد ورد ذمّهم والبراءة منهم صريحا في روايات أهل البيت عليهمالسلام ، فمن ذلك ما في الكافي ( ج ٨ ؛ ٣٤٥ ) عن زرارة ، عن أحدهما عليهماالسلام ، قال : أصبح رسول الله صلىاللهعليهوآله يوما كئيبا حزينا ، فقال له عليّ عليهالسلام : مالي أراك يا رسول الله كئيبا حزينا؟ فقال صلىاللهعليهوآله : وكيف لا أكون كذلك وقد رأيت في ليلتي هذه أنّ بني تيم وبني عدي وبني أميّة يصعدون على منبري هذا ،
يردّون الناس عن الإسلام القهقرى ، فقلت : يا ربّ في حياتي أو بعد موتي؟ فقال : بعد موتك.
وفي تفسير العيّاشي ( ج ٢ ؛ ٣٢١ ) عن عبد الرحيم القصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله تعالى ( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ ) (١) قال : أري رجالا من بني تيم وعدي على المنابر يردّون الناس عن الصراط القهقرى ، قلت ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) (٢) قال : هم بنو أميّة.
وفي تفسير القمّي ( ج ٢ ؛ ٣٨٩ ، ٣٩٠ ) ... قالت قريش : فمتى يكون ما تعدنا يا محمّد من أمر عليّ والنار ، فأنزل الله ( حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ ) (٣) يعني الموت والقيامة ( فَسَيَعْلَمُونَ ) (٤) يعني فلانا وفلانا وفلانا ومعاوية وعمرو بن العاص وأصحاب الضغائن من قريش ( مَنْ أَضْعَفُ ناصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً ) (٥) ...
وفي الكافي ( ج ١ ؛ ٤٢٦ ) عن عليّ بن جعفر ، قال : سمعت أبا الحسن الكاظم عليهالسلام يقول : لمّا رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله تيما وعديّا وبني أميّة يركبون منبره أفظعه ، فأنزل الله قرآنا يتأسى به ....
وفي كتاب سليم (١٩٢) عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال في حديث : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قد كان أخبرني أنّه رأى على منبره اثني عشر رجلا أئمّة ضلال من قريش ، يصعدون منبر رسول الله صلىاللهعليهوآله وينزلون على صورة القرود ، يردّون أمّته على أدبارهم عن الصراط المستقيم ، اللهم قد خبّرني بأسمائهم رجلا رجلا وكم يملك كلّ واحد منهم ، واحدا بعد واحد ، عشرة منهم من بني أميّة ، ورجلين من حيّين مختلفين من قريش ، عليهما مثل أوزار الأمّة جميعا إلى يوم القيامة ، ومثل جميع عذابهم ، فليس دم يهرق في غير حقّه ، ولا فرج يغشى ، ولا حكم بغير حقّ إلاّ كان عليهما وزره.
وفي تقريب المعارف (٢٤٢) قول عليّ عليهالسلام للحارث الأعور : ابرأ منهما. وفي المصدر
__________________
(١) الإسراء ؛ ٦٠
(٢) الإسراء ؛ ٦٠
(٣) مريم ؛ ٧٥
(٤) الجنّ ؛ ٢٤
(٥) الجنّ ؛ ٢٤
نفسه (٢٤٥) قول الباقر عليهالسلام : الله ورسوله منهما بريئان ، وفيه أيضا (٢٤٨) قول الصادق عليهالسلام : ابرأ منهما برأ الله ورسوله منهما. وفي الكافي ( ج ٨ ؛ ٢٣٧ ) أن أمّ خالد قالت للصادق عليهالسلام : فإن هذا الذي معك [ تعني أبا بصير ] على الطنفسة يأمرني بالبراءة منهما ، وكثير النوّاء يأمرني بولايتهما ، فأيّهما خير وأحبّ إليك؟ قال : هذا والله أحبّ إليّ صلىاللهعليهوآله من كثير النوّاء وأصحابه.
وقد ثبت عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه ما مات حتّى دعا بالويل على بني أميّة وهو عنهم غير راض. انظر مستدرك الحاكم ( ج ٤ ؛ ٤٧٩ ، ٤٨٠ ، ٤٨٧ ) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ٤٠ ، ٦٨ ، ٩١ ) و ( ٧ ؛ ١٤٢ ، ١٧١ ) وحلية الأولياء ( ج ٦ ؛ ٢٩٣ ).
ونزل قوله تعالى : ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) (١) في بني أميّة ، وبني الحكم. انظر الدّر المنثور ( ج ٤ ؛ ١٩١ ) وتطهير الجنان (١٤٣) وكنز العمال ( ج ٧ ؛ ١٤٢ ) وسنن الترمذيّ ( ج ٢ ؛ ٣٥ ) وتفسير الطبريّ ( ج ٣٠ ؛ ١٦٧ ) ومستدرك الحاكم ( ج ٣ ؛ ١٧٠ ) وتفسير القمّي ( ج ٢ ؛ ٢١ ) ومجمع البيان ( ج ٣ ؛ ٤٢٤ ) والتبيان ( ج ٦ ؛ ٤٩٤ ) والكشّاف ( ج ٢ ؛ ٦٧٦ ) والسيرة الحلبية ( ج ١ ؛ ٣٣٧ ) وتفسير القرطبي ( ج ١٠ ؛ ٢٨٦ ) وتفسير الشوكاني ( ج ٥ ؛ ٢٦٣ ) وتفسير النيسابوريّ بهامش الطبريّ ( ج ١٥ ؛ ٥٥ ) والخصائص الكبرى ( ج ٢ ؛ ١١٨ ) وتفسير العيّاشي ( ج ٢ ؛ ٣٢٠ ، ٣٢١ ) وانظر في هذا الشأن تخريجات الغدير ( ج ٨ ؛ ٢٤٨ ).
وقد صرّح عليّ عليهالسلام بهذا المعنى ، وأنّه كان يعاديهم ويبرأ منهم ، ففي الكافي ( ج ٨ ؛ ١٠٣ ) عن الباقر عليهالسلام قال : إنّ عمر لقي عليّا عليهالسلام فقال له : أنت الذي تقرأ هذه الآية ( بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ) (٢) وتعرّض بي وبصاحبي؟! قال : فقال له عليّ عليهالسلام : أفلا أخبرك بآية نزلت في بني أميّة ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ ) (٣) ، فقال عمر : كذبت ، بنو أميّة أوصل للرحم منك ، ولكنّك أبيت إلاّ عداوة لبني تيم وبني عدي وبني أميّة.
وقال عليهالسلام ـ كما في مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٢٠٢ ) ـ : وبي كان [ رسول الله ] يبري
__________________
(١) الإسراء ؛ ٦٠
(٢) القلم ؛ ٦
(٣) محمّد ؛ ٢٢
جماجم البهم وهام الأبطال ، إلى أن فزعت تيم إلى الفرار ، وعديّ إلى الانتكاص.
وقال عليهالسلام أيضا في المصدر نفسه ( ج ٢ ؛ ٢٠٣ ) : سبقني إليها التيمي والعدوي كسباق الفرس ، احتيالا واغتيالا وخدعة وغيلة ، ثمّ قال بعد كلام له : يا معشر المهاجرين والأنصار أين كان سبقة تيم وعديّ ... ألا كانت يوم الأبواء إذ تكاثفت الصفوف؟! ...
وقد اتّفقت روايات أهل البيت عليهمالسلام وسيرتهم وفي أدعيتهم على لعن الثلاثة ومن تابعهم وشايعهم ، وهو معنى آخر للبراءة منهم ، ففي التهذيب ( ج ٢ ؛ ٣٢١ ) : سمعنا أبا عبد الله عليهالسلام وهو يلعن في دبر كلّ صلاة مكتوبة أربعة من الرجال وأربعا من النساء : التيمي والعدويّ وفعلان ومعاوية ، ويسمّيهم ، وفلانة وفلانة وهند وأمّ الحكم أخت معاوية.
وفي تقريب المعارف (٢٤٤) عن السجاد عليهالسلام : هما أوّل من ظلمنا حقّنا ، وأخذا ميراثنا ، وجلسا مجلسا كنّا أحقّ به منهما ، فلا غفر الله لهما ، ولا رحمهما ، كافران كافر من تولاّهما.
وانظر في لعنهما والبراءة منهما الكافي ( ج ١ ؛ ٣٧٤ ) و ( ج ٢ ؛ ٥٢٩ ، ٥٣٠ ) و ( ج ٨ ؛ ١٠٢ ، ١٠٣ ، ٢٤٥ ، ٢٤٦ ) والتهذيب ( ج ٤ ؛ ١٤٥ ) وكتاب سليم (١٩٢) والخصال (١٠٦) ورجال الكشي ( ج ٢ ؛ ٤٦١ ) والاحتجاج ( ج ٢ ؛ ٤٦٥ ) وتقريب المعارف ( ٢٣٧ ـ ٢٥٧ ) وتفسير العيّاشي ( ج ١ ؛ ٣٨ ) وتفسير القمي ( ج ٢ ؛ ١٤ ، ٢١ ) وتقريب المعارف أيضا ( ٢٤٨ ـ ٢٥٣ ) ففيه عدّة روايات بأسانيد متعددة.
وقد استقصى ذلك العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار / المجلد الثامن من الطبع الحجريّ ـ باب « كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم ».
وأن تمنعني ممّا تمنع منه نفسك
لقد بايع المسلمون رسول الله صلىاللهعليهوآله بيعة العقبة ، وكان شرط عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآله شروطا لله ولنفسه ، فأمّا الشروط الّتي لله فهي الترغيب في الإسلام وإطاعة الله ، واشترط عليهم لنفسه أن يمنعوه وأهل بيته وذريته عليهمالسلام ممّا يمنعون منه أنفسهم وأهاليهم وذراريهم.
ففي تفسير القمّي ( ج ١ ؛ ٢٧٢ ، ٢٧٣ ) : لمّا أظهر رسول الله صلىاللهعليهوآله الدعوة بمكّة قدمت
عليه الأوس والخزرج ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : تمنعوني وتكونون لي جارا حتّى أتلو عليكم كتاب ربّي وثوابكم على الله الجنّة؟ فقالوا : نعم ، خذ لربّك ولنفسك ما شئت ، فقال لهم : موعدكم العقبة في اللّيلة الوسطى من ليالي التشريق ، فحجّوا ورجعوا إلى منى ، وكان فيهم ممّن قد حجّ بشر كثير ، فلمّا كان اليوم الثاني من أيّام التشريق ، قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : إذا كان اللّيل فاحضروا دار عبد المطلّب على العقبة ، ولا تنبّهوا نائما ، ولينسلّ واحد فواحد ، فجاء سبعون رجلا من الأوس والخزرج فدخلوا الدار ، فقال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : تمنعوني وتجيروني حتّى أتلو عليكم كتاب ربّي وثوابكم على الله الجنّة؟ فقال سعد بن زرارة والبراء بن معرور وعبد الله بن حزام : نعم يا رسول الله ، اشترط لربّك ولنفسك ما شئت ، فقال : أمّا ما أشترط لربّي فأن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني ممّا تمنعون أنفسكم وتمنعوا أهلي ممّا تمنعون أهاليكم وأولادكم ، فقالوا : وما لنا يا رسول الله؟ فقال : الجنّة في الآخرة ....
وفي الكافي ( ج ٨ ؛ ٢٦١ ) عن الصادق عليهالسلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : كنت أبايع لرسول الله صلىاللهعليهوآله على العسر واليسر والبسط والكره ، إلى أن كثر الإسلام وكثف ، قال : وأخذ عليهم عليّ عليهالسلام أن يمنعوا محمّدا وذريته صلوات الله عليهم ممّا يمنعون منه أنفسهم وذراريهم ، فأخذتها عليهم ، نجا من نجا وهلك من هلك.
وانظر مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٢٤ ) والسقيفة وفدك (٦٩) وشرح النهج ( ج ٦ ؛ ٤٤ ) وتاريخ الطبريّ ( ج ٢ ؛ ٢٣٨ ، ٢٣٩ ) وتاريخ ابن الأثير ( ج ٢ ؛ ٩٨ ، ٩٩ ) وتاريخ ابن خلدون ( ج ٢ ؛ ٤١٨ ) وتاريخ اليعقوبي ( ج ٢ ؛ ٣٨ ) وسيرة ابن هشام ( ج ٢ ؛ ٤٤٢ ) والروض الأنف ( ج ٤ ؛ ٨٢ ).
وزاد ابن هشام في سيرته ( ج ٢ ؛ ٤٥٤ ) المبايعة بشرط : وأن لا ننازع الأمر أهله ، وأن نقول بالحقّ أينما كنّا ، لا نخاف في الله لومة لائم. وهو أيضا في الروض الأنف ( ج ٤ ؛ ١٣٥ ) وأنساب الأشراف ( ج ١ ؛ ٢٩٤ ).
وواضح أنّ عليّا عليهالسلام كان قد بايع لرسول الله صلىاللهعليهوآله على ذلك ووفى به ، ولذلك كان
هو عليهالسلام يأخذ منهم البيعة على ذلك ، نجا من نجا وهلك من هلك منهم.
وقد وفى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ببيعته فلم يفرّ ولم ينكل في حرب ، ولم يترك رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ تركه الثلاثة وغيرهم فلم يفوا بالبيعة ، فلذلك عدّ عليّ نقض شروط هذه البيعة كفرا بالله ، ففي كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ١٩٢ ، ١٩٤ ) روى عكرمة ، قال : سمعت عليّا عليهالسلام يقول : لمّا انهزم الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوآله يوم أحد لحقني من الجزع عليه ما لم أملك نفسي ، وكنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه ، فرجعت أطلبه فلم أره ، فقلت : ما كان رسول الله صلىاللهعليهوآله ليفرّ ، وما رأيته في القتلى ... وحملت على القوم فأفرجوا ، فإذا أنا برسول الله صلىاللهعليهوآله قد وقع مغشيّا عليه ، فنظر إليّ وقال : ما فعل الناس يا عليّ؟ قلت : كفروا يا رسول الله وولّوا الدّبر وأسلموك. ونقل هذا الخبر في كشف اليقين (١٢٨) وفيه : أنّ عليّا عليهالسلام قال : للنبي صلىاللهعليهوآله : نقضوا العهد وولّوا الدّبر.
وفي حديث عمران بن حصين ـ كما في كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ١٩٤ ) ـ قال : لمّا تفرّق الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوآله جاء عليّ عليهالسلام متقلّدا بسيفه حتّى قام بين يديه ، فرفع صلىاللهعليهوآله رأسه إليه وقال : مالك لم تفرّ مع الناس؟ فقال عليهالسلام : يا رسول الله أرجع كافرا بعد إسلامي؟!
وكان ممّن ثبت ذلك اليوم أبو دجانة الأنصاري ، ففي الكافي ( ج ٨ ؛ ٣٢٠ ) قال : فلم يزل يقاتل حتّى أثخنته الجراحة ... فلمّا سقط احتمله عليّ عليهالسلام فجاء به إلى النبي صلىاللهعليهوآله فوضعه عنده ، فقال : يا رسول الله أوفيت ببيعتي؟ قال صلىاللهعليهوآله : نعم.
وفي تفسير فرات (٩٤) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا أبا دجانة ذهب الناس فالحق بقومك ، فقال أبو دجانة : يا رسول الله ما على هذا بايعناك وبايعنا الله ، ولا على هذا خرجنا.
فكان عليّ عليهالسلام قد وفى ببيعته لرسول الله صلىاللهعليهوآله في هذه الوقعة وفي جميع الوقائع. وقد فرّ الشيخان في أماكن شتّى ، وشاركهما عثمان بذلك فيما عدا خيبر ، فقد فرّوا في أحد وحنين ونكل الشيخان في خيبر وغيرها. انظر في فرارهم وجبنهم وعدم وفائهم بالبيعة. تاريخ اليعقوبي ( ج ٢ ؛ ٤٧ ، ٦٢ ) ودلائل الصدق ( ج ٢ ؛ ٥٥٣ ـ ٥٦١ ) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ١٨٣ ، ١٩٢ ـ ١٩٥ ، ١٩٧ ، ٢٠٤ ، ٢٠٥ ، ٢١٣ ، ٢٢١ ، ٢٢٣ ) وشرح النهج
( ج ١٣ ؛ ٢٧٨ ، ٢٩٣ ) و ( ج ١٥ ؛ ٢٠ ـ ٢٥ ، ٢٩ ) ومغازي الواقديّ ( ج ١ ؛ ٩٢ ، ٢٢٥ ، ٢٢٦ ، ٢٣٧ ، ٢٤٠ ، ٢٥٨ ، ٢٥٩ ، ٢٧٧ ـ ٢٨٠ ، ٢٩٣ ، ٢٩٥ ، ٣١٠ ، ٣٢١ ) و ( ج ٢ ؛ ٢٧٠ ، ٤٧٠ ، ٦٠٧ ، ٦٠٩ ، ٦٥٣ ، ٦٥٧ ) و ( ج ٣ ؛ ٨٨٩ ، ٨٩٠ ، ٩٠٤ ، ٩٣٦ ) والامتاع للمقريزيّ (١٣٢) والإرشاد ( ٤٢ ، ٤٥ ، ٥٥ ، ٦٦ ، ٧٤ ، ٧٦ ) وتاريخ ابن الأثير ( ج ٢ ؛ ١١٩ ، ١٥٥ ـ ١٥٨ ، ٢٢٠ ، ٢٦٢ ) وتاريخ الطبريّ ( ٣ ؛ ١٨ ، ٢٠ ، ٩٣ ، ٩٤ ) وسيرة ابن هشام ( ج ٣ ؛ ٧٨ ، ٨٦ ، ٣٤٩ ) ومستدرك الحاكم ( ج ٢ ؛ ٣٧ ) و ( ج ٣ ؛ ٣٧ ، ٧٣ ، ١١٢ ) وكنز العمال ( ج ٣ ؛ ٧٠ ، ٢٩٤ ) و ( ج ٥ ؛ ٣٠٤ ) كتاب الغزوات ( ج ٦ ؛ ٣٩٤ ) والدرّ المنثور ( ج ٢ ؛ ٨٩ ، ٩٠ ) و ( ج ٣ ؛ ٢٢٤ ) وأنساب الأشراف ( ١ ، ٣٢٦ ) وسيرة ابن إسحاق ( ٣٣٠ ، ٣٣٢ ) والسيرة الحلبية ( ج ٣ ؛ ١٢٣ ) وتذكرة الخواص ( ٢٥ ، ٣٨ ) وتفسير النيسابوريّ ( ج ٤ ؛ ١١٢ ، ١١٣ ) وروح المعاني ( ج ٤ ؛ ٩٩ ) وتفسير مفاتيح الغيب ( ج ٩ ؛ ٥٢ ) والفصول المهمّة ( ٥٧ ، ٥٨ ، ٦٠ ، ٦١ ) وأسد الغابة ( ج ٤ ؛ ٢٠ ) وكشف اليقين ( ١٢٨ ، ١٤٠ ، ١٤٣ ، ١٤٤ ) وخصائص الوحي المبين ( ١٨٨ ، ١٩٠ ، ١٩١ ) ومسند أحمد ( ج ١ ؛ ٩٩ ) والصراط المستقيم ( ج ٣ ؛ ١٠٠ ، ١٠١ ) و ( ج ٢ ؛ ١ ، ٢ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٢٤ ) ومناقب الخوارزمي ( ١٠٣ ، ١٠٤ ) والبداية والنهاية ( ج ٤ ؛ ٢١١ ـ ٢١٣ ، ٣٧٦ ) ودلائل البيهقي ( ٤ ؛ ٢١٠ ـ ٢١٢ ) ومناقب بن شهرآشوب ( ج ١ ؛ ٢١٠ ، ٢١١ ) ومجمع البيان ( ج ٣ ؛ ١٧ ) والتبيان ( ٥ ؛ ١٩٧ ، ١٩٨ ) وتجارب الأمم ( ج ١ ؛ ١٥٥ ) والاستيعاب ( ج ٢ ؛ ٨١٢ ، ٨١٣ ) وصحيح البخاريّ ( ج ٣ ؛ ٦٧ ).
يا خديجة هذا عليّ مولاك ومولى المؤمنين وإمامهم بعدي
ويدلّ على إيمان أمّ المؤمنين خديجة بولاية أمير المؤمنين ، ومبايعتها إياه على ذلك ، والتسليم له ، حديث المعراج ؛ فإنّ فيه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر أن يسأل من أرسل قبله من الأنبياء على ما بعثوا؟ فسألهم النبي صلىاللهعليهوآله ، فقالوا بأنّهم بعثوا وأرسلوا على الشهادة بالتوحيد والإقرار بنبوّة وولاية رسول الله ، وولاية أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد أخبر النبي صلىاللهعليهوآله بحديث المعراج الناس ، فكذّبته قريش وعتاتها ، وصدّقه المؤمنون وعلى رأسهم خديجة
بلا خلاف بين المسلمين ، ولذلك قال صلىاللهعليهوآله : « قد آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدّقتني إذ كذّبني الناس » كما في مسند أحمد بن حنبل ( ج ٦ ؛ ١١٧ ) فتكون من المؤمنات بولاية عليّ عليهالسلام ، ومبايعة للنبي على ولاية أمير المؤمنين.
ففي المحتضر (١٢٥) عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله ، في حديث الإسراء : فإذا ملك قد أتاني ، فقال : يا محمّد سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ فقلت :
معشر الرّسل والنبيّين ، على ما بعثكم الله قبلي؟ قالوا : على ولايتك يا محمّد وولاية عليّ بن أبي طالب.
وفي شواهد التنزيل ( ج ٢ ؛ ٢٢٢ ، ٢٢٣ ) بسنده عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : يا عبد الله ، أتاني الملك ، فقال : يا محمّد ، واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ قلت : على ما بعثوا؟ قال : على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب.
انظر كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٣١٢ ) وروضة الواعظين (٥٩) وكنز جامع الفوائد ( ٥٤ ، ٥٥ ) ونهج الحقّ وكشف الصدق (١٨٣) ومقتضب الأثر ( ٣٧ ـ ٤٣ ) وكنز الفوائد ( ٢٥٦ ـ ٢٥٨ ) وإرشاد القلوب (٢١٠) وتفسير فرات ( ١٨١ ، ١٨٢ ) عن الإمام الباقر عليهالسلام ، وخصائص الوحي المبين (١٥٣) والبرهان ( ج ٤ ؛ ١٤٧ ، ١٤٨ ) وبحار الأنوار ( ج ٣٦ ؛ ١٥٤ ، ١٥٥ ) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٨٠ ) ومناقب الخوارزمي ( ٢٢١ ـ ٢٢ ) وفرائد السمطين ( ج ١ ، ٨١ ) وذخائر العقبى (٦٩) وكفاية الطالب (٧٥) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ١٥٤ ، ١٥٦ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٠٨ ) وتفسير النيسابوري ( ج ٣ ؛ ٣٢٨ ) وشواهد التنزيل ( ج ٢ ؛ ٢٢٢ ـ ٢٢٥ ) وانظر تخريجاته في هامش شواهد التنزيل.
هذا ، بالإضافة إلى عموم الأدلّة الدالّة على أنّ النبي صلىاللهعليهوآله صدع بولاية أمير المؤمنين من بدء البعثة ، عند بيعة الدار وبعدها ، وما من موقف وقفه النبي إلاّ وأخذ الولاية لنفسه ولأخيه ـ كما سيأتي ـ فلا يبقى أدنى شك ولا شبهة في أنّ أمّ المؤمنين خديجة كانت من المبايعات لعلي عليهالسلام والمقرّات بإمامته وولايته.
الطرفة الثانية
ذكر هذه الطّرفة ـ عن كتاب الطّرف ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ١٨ ؛ ١٧٩ ) فإنّه بعد أن روى ما في العلل قال : « أقول ورواه السيّد في الطّرف بإسناده عن الأعمش مثله ».
وانظر مضمون هذه الطّرفة في علل الشرائع ( ١٧٠ / الباب ١٣٣ ـ الحديث ٢ ) والصراط المستقيم ( ج ١ ؛ ٣٢٥ ) حيث قال : « ذكر ذلك الفرّاء في معالمه ... والثعلبي بإسناده في تفسيره ، وغيره من طرق كثيرة » ، وسعد السعود ( ١٠٥ ، ١٠٦ ) وفرائد السمطين ( ج ١ ؛ ٨٥ ، ٨٦ ) وشرح الأخبار ( ج ١ ؛ ١٠٧ ) وأمالي الطوسي ( ٥٨١ ـ ٥٨٣ / المجلس ٢٤ ـ الحديث ١١ ) وتاريخ الطبريّ ( ج ٢ ؛ ٢١٧ ) وتفسير فرات ( ٣٠٠ ، ٣٠١ ) ومجمع البيان ( ج ٤ ؛ ٢٠٦ ) وشواهد التنزيل ( ج ١ ؛ ٥٤٢ ـ ٥٤٧ ) والمناقب لابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٢٤ ، ٢٥ ) وكشف اليقين (٤٠) ونظم درر السمطين ( ٨٢ ، ٨٣ ) وكفاية الطالب ( ٢٠٥ ، ٢٠٦ ) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ١٠٤ ، ١٠٥ ) وشرح النهج ( ج ١٣ ؛ ٢١٠ ) وتقريب المعارف (١٩٣) وتهذيب الآثار (٦٠) وإثبات الوصيّة ( ٩٩ ، ١٠٠ ) وطبقات ابن سعد ( ج ١ ؛ ١٨٧ ) وتاريخ أبي الفداء ( ج ٢ ؛ ١١٦ ) ومسند أحمد ( ج ١ ؛ ١١١ ) وسليم بن قيس (٢٠٠) والدرّ المنثور ( ج ٥ ؛ ٩٧ ) وتفسير القمّي ( ج ٢ ؛ ١٢٤ ) والسيرة الحلبيّة ( ج ١ ؛ ٤٦٠ ) وأسنى المطالب ( ١٢ / الباب الثالث ) وتاريخ دمشق ( ج ١ ؛ ٩٧ ـ ٩٩ ) رواه ؛ بسبعة طرق ، ومروج الذهب ( ج ٢ ؛ ٢٨٣ ) والكامل لابن الأثير ( ج ٢ ؛ ٦٢ ) والرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ١٢٥ ) وأخرجه ابن البطريق في خصائص الوحي المبين ( ٩٤ ـ ٩٨ ) عن الحافظ أبي نعيم ومناقب أحمد
وتفسير الثعلبي عن كلّ منهم بعدّة أسانيد. وهناك مصادر أخرى كثيرة ذكرت هذا الحدث التأريخي العظيم ، انظر الغدير ( ج ٢ ؛ ٢٧٩ ـ ٢٨١ ) وقادتنا ( ج ١ ؛ ٧٨ ـ ٨٦ ) والملل والنحل ( ج ١ ؛ ١٤٤ ). وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٤٢ ) « بيعة العشيرة كانت بعد مبعثه بثلاث سنين كما ذكره الطبريّ في تاريخه ، والخركوشي في تفسيره ومحمّد بن إسحاق في كتابه ».
الطّرفة الثالثة
روى هذه الطّرفة ـ عن كتاب الطّرف ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٢٢ ؛ ٢٧٨ ، ٢٧٩ ) و ( ج ٦٥ ؛ ٣٩٥ ) ونقلها باختصار العلاّمة البياضي في الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٨٨ ).
هذه الطّرفة من مختصات الكتاب ، لكن تدلّ عليها قرائن وأدلّة كثيرة ، فأمّا الزهراء عليهاالسلام فقد قضت عمرها تدافع عن ولاية عليّ عليهالسلام وأحقّيّته في الخلافة ، ويكفيك خطبتها الّتي خطبتها بعد غصب الأوّل فدكا منها ، وفيها عيون البلاغة والفصاحة في المطالبة بحقّ عليّ عليهالسلام وإمامته وخلافته ، وهذا من المسلّمات والثوابت التاريخيّة بلا نزاع بين المسلمين.
وأمّا حمزة أسد الله وأسد رسوله ، فيدل على مبايعته للإمام عليّ عليهالسلام عمومات أدلّة الإمامة والولاية ، وكلّ ما دلّ على بيعة خديجة ممّا تقدّم ، ويزيد على ذلك هنا النصوص الصريحة في ولايته هو وجعفر لعلي عليهالسلام ، وتصريحات عليّ عليهالسلام بذلك وأنّهما لو كانا حيّين لما غصب الخلافة.
ويزيد الأمر تأكيدا التصريح بوجود أعمام النبي في بيعة العشيرة السالفة ، ونصّ على وجود حمزة فيهم ، ولم ينكر دعوة النبي وولاية عليّ عليهالسلام إلاّ أبو لهب. ففي تفسير فرات ( ٢٩٩ ـ ٣٠١ ) قال : فيهم أعمامه العبّاس وحمزة وأبو طالب ، وأبو لهب الكافر ، وهذا يدلّ على مبايعتهم عليّا عليهالسلام وأنّ أبا لهب الكافر امتنع من ذلك.
هذا مع أنّ حمزة وجعفرا كانا أوّل المسلمين بعد عليّ ، قال المسعوديّ في إثبات الوصيّة :
١٠٠ ثمّ آمن من بعد أمير المؤمنين قوم من عشيرته أوّلهم جعفر وحمزة.
وأمّا الروايات في مبايعتهم لعلي عليهالسلام ، ففي الكافي ( ج ١ ؛ ٤٢٦ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٩٦ ) عن الصادق عليهالسلام ـ في قوله تعالى ( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ ) (١) ـ قال : ذاك حمزة وجعفر ... هدوا إلى أمير المؤمنين عليهالسلام. وانظر اليقين (٤١٣) وتفسير فرات ( ٣٤٠ / الحديث ٤٦٥ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٢٣٣ ).
وأمّا الروايات الدالّة على أنّ حمزة وجعفر من النجباء ومن المخلصين وأنّهم مع الخمسة أصحاب الكساء فكثيرة جدّا ، منها قوله صلىاللهعليهوآله : نحن بنو عبد المطّلب سادة أهل الجنّة ، أنا وعليّ وحمزة وجعفر والحسن والحسين. انظر هذا النصّ وما يؤدي معنى انتجابهم في تذكرة الخواص (٤٨) وتاريخ بغداد ( ج ٩ ؛ ٤٣٤ ) وذخائر العقبى ( ١٥ ، ٨٩ ) والرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ١٨٢ ) وشرح النهج ( ج ٧ ؛ ٦٤ ) والخصال (٤١٢) ، وأمالي الصدوق (١٧٢) ، وينابيع المودّة ( ج ٢ ؛ ٦٩ ) وتفسير القمي ( ج ٢ ؛ ١٢٦ ) والكافي ( ج ١ ؛ ٤٥٠ ) وروضة الواعظين (٢٦٩) ودلائل الإمامة (٢٥٦) وبصائر الدرجات (١٤١) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ١٦٩ ) والمسترشد (٦١١) ومناقب ابن المغازلي (٤٨) ومناقب الخوارزمي (٢١٢).
وفي الكافي ( ج ٨ ؛ ١٨٩ ، ١٩٠ ) عن سدير الصيرفي ، قال : كنا عند أبي جعفر فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيّهم واستذلالهم أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال رجل من القوم : أصلحك الله فأين كان عزّ بني هاشم وما كانوا فيه من العدد؟ فقال أبو جعفر : ومن كان بقي من بني هاشم؟! إنّما كان جعفر وحمزة فمضيا ... أما والله لو أنّ حمزة وجعفر كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا إليه ، ولو كانا شاهديهما لأتلفا نفسيهما.
وفي شرح النهج ( ج ١١ ؛ ١١١ ) وكان عليّ عليهالسلام يستصرخ تارة بقبر رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وتارة بعمّه حمزة وأخيه جعفر ـ وهما ميّتان ـ ... وعقد ابن أبي الحديد في هذا الشرح
__________________
(١) الحجّ ؛ ٢٤
( ج ١١ ؛ ١١٥ ـ ١٢٠ ) فصلا في أنّ جعفرا وحمزة لو كانا حيّين لبايعا عليّا بالخلافة بعد النبي. وانظر التصريح بذلك في المسترشد : ٤١٧ ، وتفسير العيّاشي ( ج ٢ ؛ ٥٨ ، ٥٩ ).
والذي يؤكّد هذا هو تجديد البيعة لعلي عليهالسلام على حمزة قبل شهادته رحمهالله لأنّه مسئول عن ولاية عليّ عليهالسلام ، ومثله في هذا مثل فاطمة بنت أسد أمّ الإمام عليّ عليهالسلام ، حين لقّنها النبي صلىاللهعليهوآله ولاية عليّ وإمامته. انظر في ذلك الكافي ( ج ١ ؛ ٤٥٣ ، ٤٥٤ ) وبشارة المصطفى ( ٢٤١ ، ٢٤٢ ) وروضة الواعظين ( ج ١ ؛ ١٤٢ ) وأمالي الصدوق (٢٥٩).
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا خلا دعا عليّا عليهالسلام فأخبره من يفي منهم ومن لا يفي
أمالي الصدوق (٣١١) عن الصادق ، عن أبيه ، عن جدّه عليهمالسلام ، قال : بلغ أمّ سلمة ... فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : والله ما رددتك من موجدة ، وإنّك لعلى خير من الله ورسوله ، لكن أتيتني وجبرئيل عن يميني وعليّ عن يساري وجبرئيل يخبرني بالأحداث التي تكون من بعدي ، وأمرني أن أوصي بذلك عليّا ... وهو في بشارة المصطفى ( ٥٨ ، ٥٩ ).
وفي تذكرة الخواص (١٠٩) قال : ذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام ما يلقى من بعده ، قال : فبكى عليّ.
وفي شرح النهج ( ج ٢ ؛ ٢٨٨ ) قال عليّ عليهالسلام : إنّ خليلي رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبرني بالمتمرّدين عليّ من الرجال والمتمرّدات من النساء إلى أن تقوم الساعة. وانظر الفتوح ( ج ١ ؛ ٤٨٣ ) وقول عليّ عليهالسلام : وقد أخبرني رسول الله صلىاللهعليهوآله بكلّ متمرّد عليّ.
وفي تفسير القمّي ( ج ٢ ؛ ٦١ ) عن مروان ، عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ) (١) ، قال : نحن والله أولو النهى ، فقلت : جعلت فداك وما معنى « أولي النّهى »؟ قال : ما أخبر الله به رسوله ممّا يكون بعده من ادّعاء فلان الخلافة والقيام بها ،
__________________
(١) طه ؛ ١٢٨
والآخر من بعده ، والثالث من بعدهما وبني أميّة ، فأخبر رسول الله ، وكان كما أخبر الله به نبيّه ، وكما أخبر رسول الله عليّا ، وكما انتهى إلينا من عليّ عليهالسلام فيما يكون من بعده من الملك في بني أميّة وغيرهم. ومثله في بصائر الدرجات : ٥٣٨.
وفي الخصال ( ٥٧٢ ـ ٥٨٠ ) فيه ذكر فضائل لعلي عليهالسلام ، وفيها قوله عليهالسلام : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله بعثني ودعا لي بدعوات وأطلعني على ما يجري بعده ، فحزن لذلك بعض أصحابه ، وقالوا : لو قدر محمّد صلىاللهعليهوآله أن يجعل ابن عمّه نبيّا لجعله ، فشرّفني الله بالاطّلاع على ذلك على لسان نبيه صلىاللهعليهوآله.
وفي كتاب سليم بن قيس : ١١٩ قال عليّ عليهالسلام لعبد الله بن عمر : فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبرني بكلّ ما قال [ أي عمر ] لك وقلت له ، قال ابن عمر : ومتى أخبرك؟ قال عليهالسلام : أخبرني في حياته ...
وعن كتاب سليم بن قيس : ١٩٢ عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال في حديث : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قد أخبرني أنّه رأى على منبره اثني عشر رجلا أئمّة ضلال من قريش ، يصعدون على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآله وينزلون على صورة القردة ، يردّون أمّته على أدبارهم عن الصراط المستقيم ، اللهم قد أخبرني بأسمائهم رجلا رجلا وكم يملك كلّ واحد منهم ...
هذا ، ويدلّ عليه ما سيأتي من أنّ النبي صلىاللهعليهوآله علّم عليّا عليهالسلام كلّ ما علمه هو صلىاللهعليهوآله ، مضافا إلى ما ورد من أنّ النبي صلىاللهعليهوآله دفع إلى عليّ عليهالسلام صحيفتين في إحداهما أسماء أهل الجنّة أصحاب اليمين ، وفي الأخرى أسماء أصحاب النار أصحاب الشمال. وحسبك في ذلك ما في بصائر الدرجات ( ٢١٠ ـ ٢١٢ ) وفيه ستة أحاديث ، وانظر كتاب اليقين (٤٥٢) ونقل ابن شهرآشوب في المناقب ( ج ١ ؛ ٢٥٣ ) في صفات الأئمّة عن أخبار الإماميّة : « ويكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة ، وصحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة ».
هذا ، مضافا إلى ما ورد من أنّهم عليهمالسلام يعرفون الرجل إذا رأوه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق. انظر بصائر الدرجات (٣٠٨) وفيه ستّة أحاديث في ذلك.
وقد نزل الأمر بكتمان ذلك السرّ من الله سبحانه وتعالى ، ففي الكافي ( ج ٨ ؛ ٣٨٠ )