السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]
المحقق: الشيخ قيس العطّار
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: انتشارات تاسوعاء
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-90423-5-0
الصفحات: ٦٤٠
فأنزل الله ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) (١) ونحن ندلّكم على الناس. ثمّ قال : أخرجه ابن منده.
وفي هذه الروايات دلالة على أنّ عليا وفاطمة والحسنين والتسعة من أولاد الحسين هم قربى محمّد صلىاللهعليهوآله المعنيّون بالآية ، وكان المسلمون يعرفون ذلك حق اليقين.
وإخراج الخمس من كلّ ما يملكه أحد من الناس حتّى يدفعه إلى وليّ المؤمنين
أجمعت الإماميّة على وجوب إخراج الخمس من كلّ ما يملكه المسلم من أرباح التجارات ، والصناعات ، والزراعات وغيرها من ضروب المكاسب ، أخذا عن أئمّة آل محمّد صلىاللهعليهوآله ، ويدلّ أيضا عليه قوله : ( وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ ) (٢) ، فإنّ الغنيمة تطلق على كلّ ما يغنمه الإنسان من الحرب وغيرها.
وقد قام إجماع مخالفي أهل البيت عليهمالسلام على عدم وجوبه إلاّ في خصوص غنيمة الحرب ، ولم يعمّوا به ضروب المكاسب.
ويدلّ عليه أيضا الروايات الصحيحة المتظافرة عن أهل البيت عليهمالسلام ، انظر الكافي ( ج ١ ؛ ٥٤٥ / الحديث ١١ ) وعنه في الوسائل ( ج ٩ ؛ ٥٠٣ ) عن سماعة ، قال : سألت أبا الحسن عليهالسلام عن الخمس؟ فقال : في كلّ ما أفاد الناس من قليل أو كثير.
وفي التهذيب ( ج ٤ ؛ ١٢٢ / الحديث ٣٤٨ ) والاستبصار ( ج ٢ ؛ ٥٥ / الحديث ١٨٠ ) وعنهما في الوسائل ( ج ٩ ؛ ٥٠٣ ) عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : على كلّ امرئ غنم أو اكتسب الخمس ممّا أصاب لفاطمة عليهاالسلام ولمن يلي أمرها من بعدها من ذريتها ، حجج الله على الناس ، فذلك لهم خاصة يضعونه حيث شاءوا ، وحرّم
__________________
(١) الشورى ؛ ٢٣
(٢) الأنفال ؛ ٤١
عليهم الصدقة ، حتّى الخيّاط يخيط قميصا بخمسة دوانيق فلنا منه دانق ، إلاّ من أحللناه من شيعتنا لتطيب لهم به الولادة.
وانظر بصائر الدرجات (٤٩) وأمالي الصدوق (٥١٦) ومستدرك الوسائل ( ج ٧ ؛ ٢٨٤ ) وشرائع الإسلام ( ج ١ ؛ ١٨٠ ) وتفسير القمّي ( ج ١ ؛ ٢٧٨ ) ، وتفسير فرات (١٥٤) والتهذيب ( ج ٤ ؛ ١٢٣ / الحديث ٣٥٢ و ١٢٣ / الحديث ٣٥٣ ) والاستبصار ( ج ٢ ؛ ٥٥ الحديثان ١٨١ ، ١٨٢ ) والوسائل ( ج ٩ ؛ ٤٩٨ ـ ٥٠٤ ) وفيه عشرة أحاديث.
وأما إجماع الطائفة على ذلك ، فقد صرح به في مدارك الأحكام ( ج ٥ ؛ ٣٧٨ ) وتذكرة الفقهاء ( ج ٥ ؛ ٤٢١ ) والخلاف ( ج ٢ ؛ ١١٦ ) والانتصار (٨٦) ومجمع البيان ( ج ٢ ؛ ٣٤٨ ، ٥٤٤ ) والمنتهى ( ج ١ ؛ ٥٤٨ ) والتبيان ( ج ٥ ؛ ١٢٣ ) والغنية في ضمن الجوامع الفقهيّة (٥٦٩).
وفي أمالي المفيد : ١٨٢ عن الباقر عليهالسلام : يا أبا النعمان لا تستأكل بنا الناس فلا يزيدك الله بذلك إلاّ فقرا. وهذا معنى « فلشيعتهم ممن لا يأكل بهم الناس » وهو معنى لا يحتاج إلى استدلال ، والروايات فيه وفي معناه في كتب الفريقين.
والمسح على الرأس والقدمين إلى الكعبين ، لا على خفّ ولا على خمار ولا على عمامة
أجمعت الطائفة الإماميّة على عدم جواز المسح على الخفّين في الوضوء ، وكذا كلّ حاجب من خمار أو عمامة أو غيرهما حال الاختيار ، وقد حكى هذا الإجماع العاملي في المدارك ( ج ١ ؛ ٢٢٣ ) والعلاّمة في المنتهى ( ج ١ ؛ ٦٦ ) وتذكرة الفقهاء ( ج ١ ؛ ١٧٢ / المسألة ٥٣ ) والشهيد الأوّل في ذكرى الشيعة (٨٩) والشهيد الثاني في روض الجنان (٣٦) والمسالك ( ج ١ ؛ ٦ ) وشيخ الطائفة الطوسي في الخلاف ( ج ١ ؛ ٢٠٤ / المسألة ١٦٨ ) والكركي في جامع المقاصد ( ج ١ ؛ ٢٦ ) والمحقّق الحلي في المعتبر ( ج ١ ؛ ١٥٤ ) وغيرهم من أعلام وعلماء الطائفة الإماميّة.
وقد دلّت على عدم الجواز روايات كثيرة ، وصحاح كثيرة ، حتّى كادت المرويات في هذا المطلب تصل حدّ التواتر ، فمن ذلك.
ما في التّهذيب ( ج ١ ؛ ٣٦١ / الحديث ١٠٩١ ) ووسائل الشيعة ( ج ١ ؛ ٤٥٨ / الباب ٣٨ ) من أبواب الوضوء / الحديث ٦ رواه زرارة في الصحيح ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، عن عليّ عليهالسلام : أنّه قال لجمع من الصحابة فيهم عمرو بن المغيرة : سبق الكتاب الخفّين.
وفي الكافي ( ج ٣ ؛ ٣٢ / الحديث ٢ ) ومن لا يحضره الفقيه ( ج ١ ؛ ٣٠ / الحديث ٩٥ ) والتهذيب ( ج ١ ؛ ٣٦٢ / الحديث ١٠٩٣ ) والاستبصار ( ج ١ ؛ ٧٦ / الحديث ٢٣٧ ) ووسائل الشيعة ( ج ١ ؛ ٤٥٧ / الباب ٣٨ ) من أبواب الوضوء / الحديث ١ ) ما رواه زرارة أيضا في الصحيح عن أبي جعفر عليهالسلام أنّه قال : ثلاث لا أتّقي فيهنّ أحدا ... وعدّ منها المسح على الخفّين.
وفي الكافي أيضا ( ج ٨ ؛ ٥٨ / الحديث ٢١ ) ووسائل الشيعة ( ج ١ ؛ ٤٥٧ / الباب ٣٨ ) من أبواب الوضوء / الحديث ٣ روي عن عليّ عليهالسلام أنّه خطب يوما فقال : قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله متعمّدين لخلافه ، ولو حملت الناس على تركها لتفرّق عنّي جندي ، أ رأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم فرددته إلى الموضع الذي كان فيه ... وحرّمت المسح على الخفّين ....
وفي الكافي أيضا ( ج ٣ ؛ ٣٢ / الحديث ١ ) ووسائل الشيعة ( ج ١ ؛ ٤٥٧ / الباب ٣٨ ) من أبواب الوضوء ـ الحديث ٢ في معتبرة إسحاق بن عمّار أنّه سأل الصادق عليهالسلام عن جواز المسح على الخفّين للمريض؟ فقال عليهالسلام : لا.
وفي التهذيب ( ج ١ ؛ ٣٦١ / الحديث ١٠٩٠ ) منها صحيحة محمّد بن مسلم ، عن أحدهما عليهماالسلام : أنّه سئل عن المسح على الخفّين والعمامة؟ قال : لا تمسح عليهما.
ومنها ما رواه عليّ بن جعفر في مسائله ( ١١٠ / الحديث ٢٢ ) ، عن أخيه عليهالسلام ، قال : سألته عن المرأة هل يصلح لها أن تمسح على الخمار؟ قال : لا يصلح حتّى تمسح على رأسها.
وانظر وسائل الشيعة ( ج ١ ؛ ٤٥٥ ، ٤٥٦ / الباب ٣٧ ، و ٤٥٧ ـ ٤٦٢ / الباب ٣٨ ) ومستدرك الوسائل ( ج ١ ؛ ٣٣٠ ـ ٣٣٦ / الباب ٣٢ و ٣٣ من الوضوء ).
وعلى أن ... تردّوا المتشابه إلى أهله
انظر ما تقدّم في الطّرفة الأولى ، عند قوله صلىاللهعليهوآله : « والوقوف عند الشبهة إلى الإمام فإنّه لا شبهة عنده ».
فمن عمي عليه من عمله شيء لم يكن علمه منّي ولا سمعه فعليه بعلي بن أبي طالب ؛ فإنّه قد علم كلّ ما قد علّمته ، ظاهره وباطنه ، ومحكمه ومتشابهه
الأحاديث والروايات الآمرة بالرجوع إلى عليّ وأهل البيت عليهمالسلام فيما لا يعرفه المسلم تفوق الحصر والتعداد ، بمختلف الألفاظ والطرق والأدلّة ، ونحن نقتصر هنا على الإشارة إلى بعضها على سبيل التنبيه ، ونقتنص بعض ما ورد في وجوب الرجوع إليه عليهالسلام في خصوص علوم القرآن :
ففي كتاب التحصين (٥٨٩) قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : معاشر الناس أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة كما أمرتكم ، فإن طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعلي وليّكم الذي نصبه الله لكم ... يخبركم عمّا تسألون ويبيّن لكم ما لا تعلمون.
وفي المصدر نفسه (١٣٨) قول النبي صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : ... وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه من بعدي ، وتعلّمهم من بعدي ، وتعلّمهم من تأويل القرآن ما لم يعلموا. وانظر بهذا المعنى المصدر نفسه ( ١٣٦ ، ١٧٩ ، ١٨٧ ، ١٩٦ ، ١٩٧ ، ٢٤٣ ) بأسانيد متعدّدة.
وفي تقريب المعارف (٢٠٢) قول النبي صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : أنت تؤدي عنّي وتبرئ ذمّتي ، وتبلّغ رسالتي ، فقال : يا رسول الله أولم تبلّغ الرسالة؟ قال : بلى ، ولكن تعلّم الناس من بعدي تأويل القرآن وما لم يعلموا ، أو تخبرهم.
وفي المسترشد (٣٦٣) قول عليّ عليهالسلام في احتجاجه على القوم : أفيكم أحد يرد عليه من أمر دينه ما لا يعلمه الناس إلاّ فزعتم إليه غيري؟!
وفي كتاب سليم بن قيس (١٨٨) قول النبي صلىاللهعليهوآله : أمرني الله أن أعلّمه إيّاه ، وأعلمكم بأنّه عنده ، فاسألوه وتعلّموا منه ومن أوصيائه بعده. وانظر الكافي ( ج ١ ؛ ١٦٨ ، ١٦٩ ، ١٨٩ ).
وأما الأحاديث والروايات الدالّة على أنّ عليّا عليهالسلام علم جميع علوم القرآن من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فهي أيضا كثيرة غير منحصرة ، منها :
ما في بصائر الدرجات (٢١٨) حدّثنا محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن أسلم ، عن أذينة ، عن أبان ، عن سليم بن قيس ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : كنت إذا سألت رسول الله أجابني ، وإن فنيت مسائلي ابتدأني ، فما نزلت عليه آية في ليل ولا نهار ، ولا سماء ولا أرض ، ولا دنيا ولا آخرة ، ولا جنّة ولا نار ، ولا سهل ولا جبل ، ولا ضياء ولا ظلمة ، إلاّ أقرأنيها وأملاها عليّ ، وكتبتها بيدي ، وعلّمني تأويلها وتفسيرها ، ومحكمها ومتشابهها ، وخاصّها وعامّها ، وكيف نزلت وأين نزلت وفيمن أنزلت إلى يوم القيامة ، دعا الله أن يعطيني فهما وحفظا فما نسيت آية من كتاب الله ولا على من أنزلت إلاّ أملاه عليّ.
وفي المصدر السابق (٢١٨) عن يعقوب بن جعفر ... فقال أبو الحسن عليهالسلام : علينا نزل قبل الناس ، ولنا فسّر قبل أن يفسّر في الناس ، فنحن نعرف حلاله وحرامه ، وناسخه ومنسوخه ، وسفريّه وحضريّه ، وفي أي ليلة نزلت كم من آية ، وفيمن نزلت ، وفيما نزلت ...
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٣٠ ) النقاش في تفسيره ، قال ابن عبّاس : عليّ عليهالسلام علم علما علّمه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ورسول الله علّمه الله ، فعلم النبي من علم الله ، وعلم عليّ من علم النبي ، وعلمي من علم عليّ ، وما علمي وعلم أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآله في علم عليّ عليهالسلام إلاّ كقطرة في سبعة أبحر.
وانظر مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٤٣ ) وأسمى المناقب : (٨٢) ، وفرائد السمطين ( ج ١ ؛ ٣٥٥ ) والاحتجاج ( ج ١ ؛ ١٤٨ ) ودلائل الإمامة (١٠٦) وروضة الواعظين (١١٨) وبصائر الدرجات (١٥٥) وتفسير العيّاشي ( ج ١ ؛ ٢٦ ، ٢٩ ، ٢٨٠ ) والكافي ( ج ١ ؛ ١٦٨ ، ١٦٩ ) والخصال (٥٧٦) وكفاية الطالب (١٩٩) وحلية الأولياء ( ج ١ ؛ ٦٥ ) وتفسير فرات (٦٨).
هذا وقد نزل كتاب الله المجيد بأنّ عليّا عليهالسلام عنده علم الكتاب ، ونقل ذلك رواة وعلماء الفريقين.
ففي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٢٩ ) عن ابن عبّاس في تفسير قوله تعالى : ( وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (١) قال : لا والله ما هو إلاّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، لقد كان عالما بالتفسير والتأويل والناسخ والمنسوخ والحلال والحرام.
وفي أمالي الشيخ الصدوق ( ٤٥٣ / المجلس ٨٣ ـ الحديث ٣ ) قال : حدّثنا محمّد بن موسى المتوكّل ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن عمرو بن مغلس ، عن خلف ، عن عطيّة العوفي ، عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن قول الله تعالى : ( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ) (٢) قال : ذاك وصي أخي سليمان بن داود ، فقلت له : يا رسول الله فقول الله عزّ وجلّ : ( قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (٣) ، قال : ذاك أخي عليّ بن أبي طالب.
وانظر في هذا المعنى مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٢٩ ) وخصائص الوحي المبين ( ٢٠٩ ـ ٢١٢ ) ففيه أربعة أحاديث ، وتفسير الحبريّ (٢٨٥) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٣١٢ ) والنور المشتعل (١٢٥) وتفسير القرطبي ( ج ٩ ؛ ٣٣٩ ) ومناقب ابن المغازلي ( ٣١٣ ، ٣١٤ ) والدرّ المنثور ( ج ٤ ؛ ٦٩ ) وشواهد التنزيل ( ج ١ ؛ ٤٠٠ ـ ٤٠٥ ) ففيه ستة أحاديث في أنّ عليّا عليهالسلام هو الذي عنده علم الكتاب ، وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ١٠٢ ، ١٠٣ ).
كلّ هذا ، وفوقه ثبوت أنّ عليّا عليهالسلام كان مستودع مختصّات وأسرار علوم النبي صلىاللهعليهوآله كلّها ، ففي الخصال ( ج ٢ ؛ ٦٤٣ ) قال عليّ عليهالسلام : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله في مرضه الذي توفّي فيه ... حتّى قال : أسرّ إليّ ألف باب في كلّ باب ألف باب ، وقال رسول الله : وعيته؟ قال عليهالسلام : نعم ، وعقلته.
وانظر في هذا الخصال ( ٦٤٢ ، ٦٤٦ ) وتفسير فرات (٣١٩) ومناقب ابن شهرآشوب
__________________
(١) الرعد ؛ ٤٣
(٢) النمل ؛ ٤٠
(٣) الرعد ؛ ٤٣
( ج ٢ ؛ ٣٦ ) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ١٣٢ ) وروضة الواعظين (٧٥) وفرائد السمطين ( ج ١ ؛ ١٠١ ) وأمالي المفيد (٦) وأمالي الصدوق (٥٠٩) وبشارة المصطفى (٤) والأربعين عن الأربعين (٧٨). وغيرها من المصادر.
وهو يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله
في الإرشاد (٩٦) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ألا وإنّ عليّ بن أبي طالب أخي ووصيي ، يقاتل بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.
وفي فرائد السمطين ( ج ١ ؛ ١٦٠ ) عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟ وقال عمر : أنا يا رسول الله؟ قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا ولكنّه خاصف النعل.
وانظر رواية هذا المضمون في أمالي الطوسي ( ٢٤٥ ، ٣١٥ ، ٥٤٧ ) وسليم بن قيس ( ٩٤ ، ١٩٤ ) والخصال ( ٢٧٦ ، ٦٥٠ ) وبشارة المصطفى (٥٥) والاحتجاج ( ج ١ ؛ ١٢٥ ) والمسترشد (٣٥٧) وكفاية الأثر ( ٧٦ ، ١١٧ ، ١٢١ ، ١٣٥ ) ودلائل الإمامة (١٠٦) والتهاب نيران الأحزان (٣٤) واليقين (١٣٨) وتفسير العيّاشي ( ج ١ ؛ ٢٧ ) وإرشاد القلوب (٢٦٠) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ١٢٨ ) وفيه قول الشاعر :
عليّ على التأويل لا شك قاتل |
|
كقتلي على تأويله كلّ مجرم |
ومناقب الخوارزمي (٢٢٣) وحلية الأولياء ( ج ١ ؛ ٦٧ ) وأسد الغابة ( ج ٤ ؛ ٣٢ ) وكفاية الطالب (٩٧) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ٤٠٧ ) و ( ج ١١ ؛ ٦١٣ ) وخصائص النسائي ( ١٣١ ، ومستدرك الحاكم ( ج ٢ ؛ ١٣٧ ) و ( ج ٣ ؛ ١٢٢ ) و ( ج ٤ ؛ ٢٩٨ ) وتذكرة الخواص (٥٤) ومناقب ابن المغازلي (١١٦) ومسند أحمد ( ج ٣ ؛ ٣٣ ) وأسنى المطالب (١١٣) ومفتاح النجا المخطوط (١٠٢) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ١٣٤ ) و ( ج ٢ ؛ ٥٨ ، ١٠٧ ) و ( ج ٣ ؛ ٩٨ ).
وأمّا رواية : وهو يقاتل على تأويله كما قاتل على تنزيله
فهي صحيحة أيضا ، باعتبار أنّ عليّا عليهالسلام قاتل قريشا كافرين تحت لواء رسول الله صلىاللهعليهوآله ،
وقاتلهم مفتونين بوصية منه صلىاللهعليهوآله. قال الإمام عليّ عليهالسلام ـ كما في نهج البلاغة ( ج ١ ؛ ٨١ ) ـ : مالي ولقريش ، والله لقد قاتلتهم كافرين ولأقاتلنّهم مفتونين.
وفي تفسير القمّي ( ج ٢ ؛ ٣٣٩ ) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لفاطمة عليهاالسلام : [ عليّ ] يقاتل المشركين على تنزيل القرآن ، والمنافقين من أهل البغي والنكث والفسوق على تأويله.
وفي الاحتجاج ( ج ١ ؛ ١٥٧ ) عن سليم بن قيس قول رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : فتقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت معي على تنزيله.
وموالاة أولياء الله ، محمّد وذريته والأئمة خاصة ، ويتوالى من والاهم وشايعهم ، والبراءة والعداوة لمن عاداهم وشاقّهم
إنّ الموالاة لأولياء الله ـ محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم ـ والمعاداة لأعدائهم ، هي ما يعبر عنه بالتولّي والتبرّي ، وهما عند الإماميّة من فروع الدين العشرة ، وقد وردت الروايات الصحيحة المتضافرة بتعداد شرائع الدين وشروط الإسلام ، واشتراطها جميعا بالتولّي والتبرّي. وقد روى الصدوق في الخصال شرائط الإسلام ، وفيها الشروط المذكورة في الطّرف وزيادة ، وفي هذه الرواية ، جاء في ص ٦٠٧ من الخصال قول الإمام الصادق عليهالسلام :
وحبّ أولياء الله والولاية لهم واجبة ، والبراءة من أعدائهم واجبة ، ومن الذين ظلموا آل محمّد ، وهتكوا حجابه ، فأخذوا من فاطمة فدك ، ومنعوها ميراثها ، وغصبوها وزوجها حقهما ، وهمّوا بإحراق بيتها ، وأسّسوا الظلم ، وغيّروا سنّة رسول الله ، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة ، والبراءة من الأنصاب والأزلام ؛ أئمّة الضلال وقادة الجور كلّهم ، أوّلهم وآخرهم واجبة ، والبراءة من أشقى الأوّلين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود ؛ قاتل أمير المؤمنين واجبة ، والبراءة من جميع قتلة أهل البيت واجبة ، والولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد نبيّهم واجبة ...
وفي قرب الإسناد ( ٣٥١ / الحديث ١٢٦٠ ) عن أبي نصر البزنطيّ ، قال كتبت إلى الرضا ... فكتب عليهالسلام : بسم الله الرحمن الرحيم ، قد وصل كتابك إليّ ... وقال أبو جعفر عليهالسلام : من سرّه أن لا يكون بينه وبين الله حجاب ... فليتولّ آل محمّد ويبرأ من عدوّهم ، ويأتمّ
بالإمام منهم ، فإنّه إذا كان كذلك نظر الله إليه ونظر إلى الله ...
وفي بصائر الدرجات : ٥٣ ، بسنده عن جابر ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : لمّا نزلت هذه الآية ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (١) قال : فقال المسلمون : يا رسول الله ألست إمام الناس كلّهم أجمعين؟ فقال صلىاللهعليهوآله : أنا رسول الله إلى الناس أجمعين ، ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من الله من أهل بيتي ، يقومون في الناس ، فيكذّبون ، ويظلمهم أئمّة الكفر والضلال وأشياعهم ، ألا ومن والاهم واتّبعهم وصدّقهم فهو منّي ومعي ، وسيلقاني ، ألا ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم ، وكذّبهم ، فليس منّي ولا معي وأنا منه بريء.
وفي تفسير فرات (٣٠٦) بسنده عن ابن عبّاس ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال في خطبة له : أيّها الناس ، إنّه سيكون بعدي قوم يكذبون عليّ ، فلا تقبلوا ... إذا كان ذلك فعليكم بالسمع والطاعة للسابقين من عترتي ... هؤلاء البررة المهتدون المهتدى بهم ، من جاءني بطاعتهم وولايتهم أولجته جنّتي وأبحته كرامتي ، ومن جاءني بعداوتهم والبراءة منهم أولجته ناري وضاعفت عليه عذابي ، وذلك جزاء الظالمين ... ومثله في معاني الأخبار (١١٣) وعيون أخبار الرضا ( ج ١ ؛ ١٦١ ) وعلل الشرائع (٥٨) وإرشاد القلوب ( ٢٥٣ ـ ٢٥٨ ، ٤٢٤ ـ ٤٢٦ ) وانظر بحار الأنوار ( ج ٢٧ ؛ ٥١ ـ ٦٣ ) الباب الأول من أبواب ولايتهم وحبّهم وبغضهم عليهمالسلام.
هذا مضافا إلى ما صحّ في خصوص عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، وقول النبي صلىاللهعليهوآله فيه : لا يقبل الله إيمان عبد إلاّ بولايته والبراءة من أعدائه. كما في نهج الحق (٢٣٢) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ١٢١ ) وكفاية الطالب (٢٥١) وغيرها من المصادر ، ومضافا إلى أنّ التولّي والتبرّي من أصول وضروريات المذهب الحقّ ، مذهب الإماميّة.
اعلموا أنّي لا أقدّم على عليّ أحدا ، فمن تقدّمه فهو ظالم
إنّ تقديم النبي صلىاللهعليهوآله عليّا عليهالسلام على جميع المسلمين ثابت قطعا ولا يشك فيه مسلم ، فقد قرّر هذه الحقيقة رسول الله صلىاللهعليهوآله قولا وعملا ، فإنّه عليهالسلام كان صاحب لوائه صلىاللهعليهوآله والمبلّغ
__________________
(١) الإسراء ؛ ٧١
عنه ، وأخاه ، ووصيّه ، وأنّ النبي أمّره على جميع الصحابة ولم يؤمّر أحدا عليه ، وأما النصوص القوليّة فإليك بعضها :
في أمالي الصدوق ( ٣٣٥ ، ٥٢٢ ) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من فضّل أحدا من أصحابي على عليّ فقد كفر.
في كشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٣٨١ ) قول النبي صلىاللهعليهوآله لابن عبّاس : يا بن عبّاس إنّ من علامة بغضهم له تفضيل من هو دونه عليه ....
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٥٤ ) قال النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : لا يتقدّمك إلاّ كافر.
وفي بشارة المصطفى (٤٣) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تضادّوا بعلي أحدا فتكفروا وتضلوا ، ولا تفضّلوا عليه أحدا فترتدّوا.
وفي أمالي الصدوق (٢٢٥) وبشارة المصطفى (٤٣) قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من تقدّم على عليّ فقد تقدّم عليّ.
وفي التهاب نيران الأحزان (١٦) قال النبي صلىاللهعليهوآله في خطبة الغدير : ملعون ملعون من قدّم أو تقدّم عليه.
وفي كتاب اليقين (٤٢٦) قول النبي صلىاللهعليهوآله : لا يتقدّمه أحد غيري.
وفي كتاب اليقين ( ٢٤١ ، ٢٤٢ عن « المائة حديث » ) وفي كتاب التحصين (٥٦٩) عن كتاب « نور الهدى » بسند عامّي إلى ابن عباس ، في حديث قال فيه النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : فأنت يا عليّ أمير من في السماء ، وأمير من في الأرض ، ولا يتقدّمك بعدي إلاّ كافر ، ولا يتخلّف عنك بعدي إلاّ كافر ....
وسيأتي المزيد من ذلك في الطّرفة الحادية عشر ، عند قوله صلىاللهعليهوآله : إنّ عليّا هو العلم ، فمن قصر دون العلم فقد ضلّ ، ومن تقدّمه تقدّم إلى النار.
البيعة بعدي لغيره ضلالة وفلتة وزلة
هذه الفقرة مبتنية على ما تقدّمها ؛ لأنّ من بايع غير من نصّ عليه رسول الله صلىاللهعليهوآله يكون ظالما ، فتكون بيعته ضلالة وفلتة وزلّة لا محالة ، وقد وردت النصوص في ذلك عن أئمّة
آل محمّد صلوات الله عليهم ، وعن عليّ عليهالسلام على وجه الخصوص.
ففي الخصال ( ٣٦٥ ـ ٣٨٢ ) بسنده عن الإمام الباقر عليهالسلام ، قال : أتى رأس اليهود عليّ بن أبي طالب عليهالسلام عند منصرفه عن وقعة النهروان ... فقال له عليّ عليهالسلام : ... وأمّا الثانية يا أخا اليهود ؛ فإنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أمّرني في حياته على جميع أمّته ، وأخذ على جميع من حضره منهم البيعة بالسمع والطاعة لأمري ، وأمرهم أن يبلّغ الشاهد الغائب ذلك ... وأقبلوا يتبادرون على الخيل ركضا إلى حلّ عقدة عقدها الله لي ولرسوله في أعناقهم فحلّوها ، وعهد عاهدوا الله ورسوله فنكثوه ... وأمّا الثالثة يا أخا اليهود ؛ فإنّ القائم بعد النبيّ كان يلقاني معتذرا في كلّ أيّامه ويلزم غيره ما ارتكبه من أخذ حقّي ونقض بيعتي ... فلمّا دنت وفاة القائم وانقضت أيّامه صيّر الأمر بعده لصاحبه ... وأخذ منّي ما جعله الله لي ... وقد قبض محمّد صلىاللهعليهوآله وإنّ ولاية الأمّة في يده وفي بيته ، لا في يد الألى تناولوها ولا في بيوتهم ... ثمّ لم تطل الأيّام بالمستبدّ بالأمر ابن عفّان حتّى كفّروه وتبرءوا منه ، ومشى إلى أصحابه خاصّة وسائر أصحاب رسول الله عامّة يستقيلهم من بيعته ، ويتوب إلى الله من فلتته ... وروى هذا الخبر الديلمي في إرشاد القلوب ( ٣٤٨ ـ ٣٥٠ ).
والروايات في ذلك متضافرة ، وحسبك منها الخطبة الشقشقيّة المذكورة في نهج البلاغة ، وغيرها من كلمات عليّ عليهالسلام والأئمّة ، الصريحة في ظلم المتقدّمين واغتصابهم للخلافة.
وقد اعترف أبو بكر بأنّ بيعته كانت فلتة ، حيث صعد المنبر فقال : إنّ بيعتي كانت فلتة وقى الله شرّها. كما في السقيفة وفدك (٧٠) وشرح النهج ( ج ٦ ؛ ٤٧ ).
وفي الرياض النضرة ( ج ١ ؛ ٢٥١ ) عن زيد بن أسلم ، قال : دخل عمر على أبي بكر وهو آخذ بطرف لسانه ، وهو يقول : إنّ هذا أوردني الموارد ، ثمّ قال : يا عمر لا حاجة لي في إمارتكم.
وطار قول عمر في ذلك كلّ مطار ، ففي الملل والنحل ( ج ١ ؛ ٣٠ ، ٣١ ) قول عمر : ألا إنّ بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرّها ، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه ، فأيّما رجل بايع رجلا
من غير مشورة من المسلمين فإنّهما تغرّة يجب أن يقتلا.
وفي تاريخ الطبريّ ( ج ٣ ؛ ٢٠٠ ) قول عمر في خطبة له : ثمّ إنّه بلغني أنّ قائلا منكم يقول : لو مات عمر بن الخطاب بايعت فلانا ، فلا يغرّن امرأ أن يقول : إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة ، فقد كانت كذلك ، غير أنّ الله وقى شرّها.
وقد كان المسلمون يعلمون أنّ بيعة أبي بكر فلتة وصرّحوا بذلك ، فادّعى عمر أنّ الله وقى شرّها ، وكيف يصحّ ذلك وشرّها باق حتّى اليوم؟! نعم ، إنّ المسلمين كانوا يعلمون ذلك ، فحاول عمر استدراك الموقف ؛ ففي تاريخ الطبريّ ( ج ٣ ؛ ٢١٠ ) عن الضحاك بن خليفة ، قال : ... وكانت فلتة كفلتات الجاهليّة.
وفي كتاب سليم بن قيس (١٤٥) عن عليّ عليهالسلام : وأنّهم أقرّوا بالشورى ، ثمّ أقرّوا أنّهم لم يشاوروا ، وأنّ بيعته كانت فلتة ، وأيّ ذنب أعظم من الفلتة؟!.
انظر الشافي في الإمامة ( ج ٤ ؛ ١٢٤ ) وتذكرة الخواص (٦١) وتقريب المعارف (٣٧٦) وسيرة ابن هشام ( ج ٤ ؛ ٣٠٧ ) والرياض النضرة ( ج ١ ؛ ٢٣٣ ) وتاريخ الخلفاء (٦٧) والسيرة الحلبيّة ( ج ٣ ؛ ٣٦٣ ) وكنز العمال ( ج ٥ ؛ ٦٠١ ، ٦٠٧ ، ٦٣٦ ) والمصنّف لعبد الرزاق ( ج ٥ ؛ ٤٤١ ) والصواعق المحرقة ( ٥ ، ٨ ، ٢١ ) والنهاية لابن الأثير ( ج ٥ ؛ ٢٢٨ ) ولسان العرب ( ج ٢ ؛ ٦٧ ) والروض الأنف ( ج ٧ ؛ ٥٥٣ ).
وسيأتي المزيد في الطّرفة (٢٠) ، عند قوله صلىاللهعليهوآله : « إيّاكم وبيعات الضلالة والشورى للجهالة » في أثناء بيان ما يتعلّق بالشورى.
بيعة الأوّل ضلالة ، ثمّ الثاني ، ثمّ الثالث
روى الكليني في الكافي ( ج ١ ؛ ١٧١ ـ ١٨٢ ) بإسناده ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : إنّكم لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا ، ولا تعرفوا حتّى تصدّقوا ، ولا تصدّقوا حتّى تسلّموا ؛ أبوابا أربعة [ وهي التوبة عن الشرك ، والإيمان بالوحدانيّة ، والعمل الصالح ، والاهتداء إلى الحجج عليهمالسلام ] لا يصلح أوّلها إلاّ بآخرها ، ضلّ أصحاب الثلاثة وتاهوا تيها بعيدا ، إنّ الله
تبارك وتعالى لا يقبل إلاّ العمل الصالح ، ولا يقبل الله إلاّ الوفاء بالشروط والعهود ... اقتصّوا الطريق بالتماس المنار ، والتمسوا من وراء الحجب الآثار ، تستكملوا أمر دينكم وتؤمنوا بالله ربّكم.
وفي بصائر الدرجات : ٥٣٨ بسنده ، عن الصادق عليهالسلام ـ في قوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ) (١) ـ قال : نحن والله أولو النهى ، قلت ما معنى : ( لِأُولِي النُّهى )؟ قال : ما أخبر الله رسوله ، ممّا يكون من بعده من ادّعاء فلان الخلافة والقيام بها ، والآخر من بعده ، والثالث من بعدهما ، وبني أميّة ، فأخبر النبي صلىاللهعليهوآله عليّا عليهالسلام فكان ذلك كما أخبر الله رسوله ، وكما أخبر رسوله عليّا.
وفي الكافي أيضا ( ج ١ ؛ ٤٢٦ ) بسنده ، عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : ( حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) (٢) قال : يعني أمير المؤمنين ، ( وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ ) (٣) الأوّل والثاني والثالث.
وفيه أيضا ( ج ١ ؛ ٤٢٦ ) بسنده عن الإمام الكاظم عليهالسلام قال : لمّا رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله تيما وعديّا وبني أميّه يركبون منبره أفظعه ، فأنزل الله تبارك وتعالى قرآنا يتأسى به ( وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى ) (٤) ثمّ أوحى إليه : يا محمّد إنّي أمرت فلم أطع فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيّك.
وفيه أيضا ( ج ١ ؛ ١٩٥ ) بإسناده ، عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : ( أَوْ كَظُلُماتٍ ) (٥) قال : الأوّل وصاحبه ( يَغْشاهُ مَوْجٌ ) (٦) الثالث ( مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ) (٧) ظلمات الثاني ( بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ) (٨) معاوية لعنه الله وفتن بني أميّة ... وذكر الكلينيّ بإسناد آخر إلى الإمام الكاظم عليهالسلام مثله.
__________________
(١) طه ؛ ١٢٨
(٢) الحجرات ؛ ٧
(٣) الحجرات ؛ ٧
(٤) طه ؛ ١١٦
(٥ ـ ٨) النور : ٤٠.
وفيه ( ج ١ ؛ ٤٢٠ ) بإسناده ، عن الصادق عليهالسلام في قول الله عزّ وجلّ ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً ) (١) ( لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ ) (٢) قال : نزلت في فلان وفلان وفلان ، آمنوا بالنبيّ في أوّل الأمر ، وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية ؛ حين قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، ثمّ آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين ، ثمّ كفروا حيث مضى رسول الله صلىاللهعليهوآله فلم يقرّوا بالبيعة ، ثمّ ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم ، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شيء.
وفي تقريب المعارف (٢٤٢) عن أبي كدينة ، عن عليّ عليهالسلام أنّه قال : إنّ الله لا يرضى عنهما حتّى يرضياني ، وأيم الله لا يرضياني أبدا.
وفيه أيضا (٣٣٠) قول عليّ عليهالسلام : ولئن تقمّصها دوني الأشقيان ، ونازعاني فيما ليس لهما بحقّ ، وهما يعلمان ، وركباها ضلالة ، واعتقداها جهالة ....
وأشهر من ذلك ما قاله الإمام عليّ عليهالسلام في الخطبة الشقشقيّة ـ كما في نهج البلاغة ( ج ١ ؛ ٣٠ ) ـ حيث بيّن ضلالة بيعة من قبله ، فقال : أما والله لقد تقمّصها فلان وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى ... حتّى مضى الأوّل لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده ... حتّى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أنّي أحدهم ، فيا لله وللشورى ....
وهذا المعنى من المسلّمات والمتواترات في التاريخ ، يعلمه كلّ من تصفّح بيعة السقيفة ، وإعطاء أبي بكر الأمر لعمر بعده ، ومن ثمّ الشورى الكاذبة الّتي حاولوا فيها قتل عليّ عليهالسلام كما سيأتي ، وفي كلّ هذه البيعات تظهر جليّا الآثار القبليّة والتآمر على عليّ عليهالسلام ، وآثار الفلتة والضلالة.
وانظر تذكرة الخواص ( ١٢٤ ، ١٢٥ ) والخصال ( ٣٧١ ـ ٣٨٢ ) والكافي ( ج ١ ؛ ١٨٣ ، ٣٧٣ ، ٣٧٤ ، ٤١٣ ، ٤٢٠ ) وتقريب المعارف ( ٢٤٧ ، ٢٤٨ ) وبصائر الدرجات (٥٣٨) وتفسير العيّاشي ( ج ١ ؛ ١٢١ ) و ( ج ٢ ؛ ٢٨٩ ) وتفسير القمّي ( ج ٢ ؛ ٤٧ ) وروايات
__________________
(١) النساء ؛ ١٣٧
(٢) آل عمران ؛ ٩٠
أهل البيت عليهمالسلام متّفقة على هذا المعنى ، ومن شاء المزيد فليراجع المجلّد الثامن من بحار الأنوار ( ٢٠٧ ـ ٢٥٠ / باب كفر الثلاثة ونفاقهم ) وكتاب سليم بن قيس ففيه إيضاح علي وأصحابه وأئمّة أهل البيت لضلالة بيعة الثلاثة.
وويل للرابع ، ثمّ الويل له ولأبيه
لقد لعن رسول الله صلىاللهعليهوآله أبا سفيان ومعاوية قبل إسلامهما في فتح مكّة ، وذلك أنّهما كانا ـ وبالأخص أبو سفيان ـ يقاتلان رسول الله ويحرّضان عليه ، وكذلك لعنهما الرسول صلىاللهعليهوآله بعد إظهارهما الإسلام ونفاقهما.
ففي تذكرة الخواص ( ٢٠٠ ، ٢٠١ ) نقلا عن أهل السير ، لقول الحسن عليهالسلام لمعاوية : وأنت يا معاوية نظر النبي إليك يوم الأحزاب ، فرأى أباك على جمل يحرّض الناس على قتاله ، وأخوك يقود الجمل ، وأنت تسوقه ، فقال : لعن الله الراكب والقائد والسائق ، وما قابله أبوك في موطن إلاّ ولعنه وكنت معه ....
وفي الاحتجاج ( ج ١ ؛ ٢٧٤ ) عن الشعبي وأبي مخنف ، ويزيد بن أبي حبيب المصريّ أنّ الحسن عليهالسلام قال في احتجاجه على جماعة من المنكرين لفضله وفضل أبيه من قبل بحضرة معاوية : أنشدكم بالله هل تعلمون أنّ ما أقول حقّا؟ إنّك يا معاوية كنت تسوق بأبيك على جمل أحمر يقوده أخوك هذا القاعد ، وهذا يوم الأحزاب ، فلعن رسول الله صلىاللهعليهوآله القائد والراكب والسائق ، فكان أبوك الراكب ، وأنت يا أزرق السائق ، وأخوك هذا القاعد القائد؟ أنشدكم بالله هل تعلمون أنّ رسول الله لعن أبا سفيان في سبعة مواطن ... [ ثمّ عدّد الإمام الحسن عليهالسلام المواطن السبعة ].
وفي تاريخ الطبريّ ( ج ١١ ؛ ٣٥٧ ) ومنه قول الرسول صلىاللهعليهوآله ـ وقد رآه مقبلا على حمار ، ومعاوية يقوده ، ويزيد ابنه يسوق به ـ : لعن الله القائد والراكب والسائق.
وانظر في لعن النبي صلىاللهعليهوآله أبا سفيان ومعاوية شرح النهج ( ج ٤ ؛ ٧٩ ) و ( ج ٦ ؛ ٢٧ ، ٢٨ ) ومعاني الأخبار (٣٤٥) وكتاب صفين ( ٢١٧ ، ٢١٨ ، ٢٢٠ ) والخصال (١٩١) ونهج الحقّ
(٣١٠) وتطهير الجنان (٥٥) والمحاسن والمساوئ ( ٨٤ ـ ٨٦ ).
وفي نهج الحقّ (٣٠٩) إنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان يلعن معاوية دائما ويقول : الطليق ابن الطليق ، اللّعين ابن اللّعين.
وفي كتاب صفين ( ٢١٩ ، ٢٢٠ ) أسند نصر ، عن عبد الله بن عمر ، أنّه قال :
أتيت النبي صلىاللهعليهوآله فسمعته يقول : يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت حين يموت على غير سنّتي ، ... فطلع معاوية.
وانظر نهج الحقّ (٣١٠) وتاريخ الطبريّ ( ج ١١ ؛ ٣٥٧ ) وتقوية الإيمان (٨٩) حيث نقله عن الجزء الأوّل من تاريخ البلاذريّ.
وفي كتاب صفين (٢١٨) أسند نصر ، عن عليّ عليهالسلام ، قال : رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله فشكوت إليه ، فقال : هذه جهنم فانظر من فيها ، فإذا معاوية وعمرو بن العاص معلّقين بأرجلهما منكّسين ، ترضخ رءوسهما بالحجارة. أو قال : تشدخ. وانظر شرح النهج ( ج ٤ ؛ ١٠٩ ) والخرائج والجرائح ( ٢٢٣ ، ٢٢٤ ).
وفي الكتاب الّذي كتبه المعتضد العبّاسي ـ كما في تاريخ الطبري ( ج ١١ ؛ ٣٥٧ ) ـ فيه ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قوله : إنّ معاوية في تابوت من نار في أسفل درك من جهنّم ، ينادي : يا حنّان يا منّان ، فيقال له : ( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) (١). وانظر شرح النهج ( ج ١٥ ؛ ١٧٦ ).
وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ١٦٤ ) عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : قال أمير المؤمنين ـ وهو يقاتل معاوية في قوله تعالى : ( فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ) (٢) ... ـ : هم هؤلاء وربّ الكعبة. قال ابن مسعود : قال النبي صلىاللهعليهوآله : أئمّة الكفر معاوية وعمرو.
وفي كتاب سليم بن قيس (١٩٦) من جملة كتاب كتبه الإمام عليّ عليهالسلام إلى معاوية ، وفيه : وأنت صاحب السلسلة الّذي يقول : ( يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ ما
__________________
(١) يونس ؛ ٩١
(٢) التوبة ؛ ١٢
حِسابِيَهْ ) (١) سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول ذلك ، وكذلك كلّ إمام ضلالة كان قبلك أو يكون بعدك ، له مثل ذلك من خزي الله وعذابه.
وفي تأويل الآيات الظاهرة ( ج ٢ ؛ ٦٩٤ ) عن الصادق عليهالسلام : إن معاوية صاحب السلسلة وهو فرعون هذه الأمّة.
وفي بصائر الدرجات (٣٠٥) باسناده إلى الصادق عليهالسلام قال : بينا أنا وأبي متوجّهان إلى مكّة وأبي قد تقدّمني في موضع يقال له : ضجنان ، إذ جاء رجل وفي عنقه سلسلة يجرّها ، فأقبل عليّ فقال : اسقني اسقني اسقني ، قال : فصاح بي أبي : لا تسقه لا سقاه الله ، قال : فرجل يتبعه حتّى جذب سلسلته جذبة فألقاه وطرحه في أسفل درك من النار.
وفيه أيضا (٣٠٥) بإسناده عن عليّ بن المغيرة ، قال : نزل أبو جعفر بوادي ضجنان ، فقال ثلاث مرّات : لا غفر الله لك ، ثمّ قال لأصحابه : أتدرون لم قلت ما قلت؟ قالوا : لم قلت جعلنا الله فداك؟ قال : مرّ معاوية يجرّ سلسلة ، قد أدلى لسانه يسألني أن أستغفر له ، وإنّه يقال : هذا وادي ضجنان من أودية جهنّم. وانظر بصائر الدرجات ( ٣٠٤ ـ ٣٠٧ ) ففيه عدّة أحاديث في ذلك.
هذا ، وقد أخبر عليّ عليهالسلام بسوء عاقبة معاوية ، فقال عليهالسلام : لا يموت ابن هند حتّى يعلّق الصليب في عنقه ، فكان كما قال عليهالسلام. وقد رواه الأحنف بن قيس ، وابن شهاب الزهريّ ، وابن أعثم الكوفي ، وأبو حيان التوحيديّ ، وأبو الثلاج في جماعة. انظر المناقب لابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٢٥٩ ) والصراط المستقيم ( ج ٣ ؛ ٥٠ ) حيث نقلاه عن محاضرات الراغب أيضا.
مع ويل لمن كان قبله
إنّ استحقاق عثمان للعذاب واضح من أفعاله وتحريفاته في الدين ، حتّى ثار عليه الصحابة فقتلوه ، وقد لعنه رسول الله صلىاللهعليهوآله في عدّة مواطن ، غير المواطن الّتي فرّ فيها
__________________
(١) الحاقة : ٢٥ ـ ٢٦.
من الزحف ، فهو ملعون فيها بنصّ القرآن المجيد.
ففي الكافي ( ج ٣ ؛ ٢٥١ / الحديث ٨ بسنده ) ، عن يزيد بن خليفة الخولاني ، قال : سأل عيسى بن عبد الله أبا عبد الله عليهالسلام ـ وأنا حاضر ـ فقال : تخرج النساء إلى الجنازة؟ وكان عليهالسلام متكئا فاستوى جالسا ، ثمّ قال : إنّ الفاسق عليه لعنة الله [ يعني عثمان ] آوى عمّه المغيرة بن أبي العاص ، وكان ممّن هدر رسول الله دمه ، فقال لابنة رسول الله صلىاللهعليهوآله : لا تخبري أباك بمكانه ؛ كأنّه لا يوقن أنّ الوحي يأتي محمّدا صلىاللهعليهوآله ، فقالت : ما كنت لأكتم رسول الله عدوّه ، فجعله بين مشجب له ولحّفه بقطيفة ، فأتى رسول الله الوحي فأخبره بمكانه ، فبعث إليه عليّا عليهالسلام ، وقال : اشتمل على سيفك ، وائت بيت ابنة ابن عمّك ، فإن ظفرت بالمغيرة فاقته ، فأتى البيت فجال فيه فلم يظفر به ، فرجع إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فأخبره ، فقال : يا رسول الله لم أره ، فقال صلىاللهعليهوآله : إنّ الوحي قد أتاني فأخبرني أنّه في المشجب.
ودخل عثمان بعد خروج عليّ عليهالسلام ، فأخذ بيد عمّه ، فأتى به إلى النبي ، فلمّا رآه أكبّ عليه ولم يلتفت إليه ، وكان نبي الله حييّا كريما ، فقال : يا رسول الله هذا عمّي ، هذا المغيرة بن أبي العاص وقد ـ والّذي بعثك بالحقّ ـ أمّنته.
قال أبو عبد الله عليهالسلام : وكذب ، والذي بعثه بالحقّ ما أمّنه ، فأعادها ثلاثا ، وأعادها أبو عبد الله ثلاثا « أنّى أمّنه » ، إلاّ أنّه يأتيه عن يمينه ، ثمّ يأتيه عن يساره ، فلمّا كان في الرابعة رفع صلىاللهعليهوآله رأسه إليه فقال له : قد جعلت لك ثلاثا ، فإن قدرت عليه بعد ثالثة قتلته.
فلمّا أدبر قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : اللهم العن المغيرة بن أبي العاص ، والعن من يؤويه ، والعن من يحمله ، والعن من يطعمه ، والعن من يسقيه ، والعن من يجهّزه ، والعن من يعطيه سقاء أو حذاء أو رشاء أو وعاء ، وهو صلىاللهعليهوآله يعدّهنّ بيمينه ، وانطلق به عثمان وآواه وأطعمه وسقاه وحمله وجهزة حتّى فعل جميع ما لعن النبي من يفعله به ... [ ثمّ أخرج المغيرة في اليوم الرابع فعطبت راحلته في الطريق ونقب حذاؤه وورمت قدماه ، فأخبر جبرئيل النبي بمكانه ، فبعث صلىاللهعليهوآله عليّا ومعه رجلان ، فأتى المغيرة تحت الشجرة فقتله ، فضرب عثمان زينب بنت رسول الله متّهما لها بأنّها هي الّتي أخبرت النبي ، فأرسلت إلى النبي مرارا وهو يأمرها
بالجلوس في بيتها ، حتّى أرسلت إليه : إنّه قد قتلني ، فأرسل صلىاللهعليهوآله عليّا فجاء بها ] ثمّ أدخلها منزله صلىاللهعليهوآله وكشفت عن ظهرها ، فلمّا رأى ما بظهرها قال ثلاث مرّات : ما له قتلك قتله الله .... وانظر الحادثة في التهذيب ( ج ٣ ؛ ٣٣٣ ) والخرائج والجرائح ( ٨٦ ، ٨٧ ).
وفي كتاب سليم بن قيس : ٩٢ فقال عثمان : يا أبا الحسن ما عندك وعند أصحابك هؤلاء حديث في؟ فقال عليّ عليهالسلام : بلى ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يلعنك ثمّ لم يستغفر الله لك بعد ما لعنك.
وفيه (١٣١) قول عليّ عليهالسلام : ثمّ بايع ابن عوف عثمان ، فبايعوه ، وقد سمعوا من رسول الله في عثمان ما سمعوه من لعنه إياه في غير موطن.
وفي تقريب المعارف (٢٨٧) قالت عائشة لعثمان : لقد لعنك رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثمّ ما استغفر لك حتّى مات.
وفيه (٢٩٥) عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : إنّ عثمان جيفة على الصراط يعطف عليه من أحبّه ويجاوزه عدوّه.
وفيه (٢٧٥) عن عبيدة السلماني ، قال : سمعت عبد الله بن مسعود يلعن عثمان ، فقلت له في ذلك ، فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يشهد له بالنار.
وانظر في ذلك المسترشد في الإمامة ( ١٦٤ ، ١٦٥ ، ٢٢٠ ) والصراط المستقيم ( ج ٣ ؛ ٤٥ ).
هذا كلّه بناء على اختصاص « من كان قبله » بعثمان ، والأظهر من العبارة إرادة جميع من قبل معاوية ، أعني الأوّل والثاني والثالث ، ولذلك فصّلهما من حيث الظلم لأمير المؤمنين واغتصابهم الخلافة ، فقال : « ويل لهما ولصاحبهما » أي ويل للشيخين ، ولصاحبهما عثمان ، وإنّما خصّهما أوّلا ثمّ ذكر عثمان باعتبارهما رأس الحربة في غصب الخلافة ، وعثمان تبع لهما في ذلك. وإنّما خصصنا الفقرة السابقة بعثمان لبيان حاله على حدة ؛ لأنّ لسان أغلب الروايات منصبّ على الشيخين بالذات ، فلذلك أفردنا الويل واللّعن لعثمان في الفقرة السالفة ، وسنذكر هنا ما يفي بكل الموضوع إجمالا ، حيث خصّ الأوّلان بالويل واللّعن ثمّ الثالث ثمّ معاوية وبني أميّة ، وربّما جاء ذكر عثمان ومعاوية في الروايات داخلا في جملة بني أميّة دون ذكرهما بالخصوص.
ويل لهما ولصاحبهما ، لا غفر الله له ولهما زلّة
في كتاب سليم بن قيس (١٩٦) من كتاب كتبه عليّ عليهالسلام إلى معاوية ، فيه : ونزل فيكم قول الله عزّ وجلّ ( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) (١) وذلك أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله رأى اثني عشر إماما من أئمّة الضلالة على منبره يردّون الناس على أدبارهم القهقرى ؛ رجلان من قريش ، وعشرة من بني أميّة ، أوّل العشرة صاحبك [ أي عثمان ] الذي تطلب بدمه ، وأنت وسبعة من ولد الحكم بن أبي العاص ، أوّلهم مروان ، وقد لعنه رسول الله صلىاللهعليهوآله ....
وفي تفسير العيّاشي ( ج ٢ ؛ ٣٢٠ ) عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، قالوا : سألناه عن قوله : ( وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ ) (٢) قال : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أري أنّ رجالا على المنابر يردّون الناس ضلاّلا ، زريق وزفر. وقوله : ( وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) (٣) ، قال : هم بنو أميّة.
وفي بصائر الدرجات (٤٤١) بإسناده عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال للحارث الأعور ـ وهو عنده ـ : هل ترى ما أرى؟ فقال : كيف أرى ما ترى وقد نوّر الله لك وأعطاك ما لم يعط أحدا؟
قال عليهالسلام : هذا فلان ـ الأوّل ـ على ترعة من ترع النار يقول : يا أبا الحسن استغفر لي ، لا غفر الله له ... هذا فلان ـ الثاني ـ على ترعة من ترع النار يقول : يا أبا الحسن استغفر لي ، لا غفر الله له.
وفي تقريب المعارف (٢٤١) عن عليّ عليهالسلام أنّه قال : والله لأخاصمنّ أبا بكر وعمر إلى الله تعالى ، والله ليقضينّ لي الله عليهما.
__________________
(١) الإسراء ؛ ٦٠
(٢) الإسراء ؛ ٦٠
(٣) الإسراء ؛ ٦٠