طرف من الأنباء والمناقب

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

طرف من الأنباء والمناقب

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: الشيخ قيس العطّار
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: انتشارات تاسوعاء
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-90423-5-0
الصفحات: ٦٤٠

هذه والله سيّدة نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين ، هذه والله مريم الكبرى

في أمالي الصدوق (١٠٩) بسنده عن الحسن بن زياد العطّار ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : قول رسول الله : « فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة » سيّدة نساء عالمها؟ قال : ذاك مريم ، وفاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين. وهذا الحديث في عوالم العلوم ( ٤٩ ، ٥٠ / الحديثان ١١ و ١٢ ) ، أحدهما عن الحسن بن زياد ، عن الصادق ، والآخر عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق عليه‌السلام. وهذا يدلّ على أنّ الزهراء مريم الكبرى ، لأنّ مريم سيّدة نساء أهل الجنة من عالمها ، والزهراء سيّدة نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين ، فهي مريم الكبرى.

وفي فرائد السمطين ( ج ١ ؛ ٤٧ ) روى الحمويني بإسناده عن أبي هريرة ، قال : لمّا أسري بالنبي ثمّ هبط إلى الأرض ، مضى لذلك زمان ، ثمّ إنّ فاطمة عليها‌السلام أتت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالت : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ، ما الذي رأيت لي؟ فقال لي : يا فاطمة ، أنت خير نساء البريّة ، وسيّدة نساء أهل الجنّة.

وفي مقتل الحسين للخوارزمي ( ج ١ ؛ ٥٥ ) بإسناده عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نزل ملك من السماء ، فاستأذن الله أن يسلّم عليّ لم ينزل قبلها ، فبشّرني أنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة. وهو في المختار من مسند فاطمة ( ١٣٥ ، ١٤٨ ) عن حذيفة ، وهو في سنن الترمذيّ.

وفي الخرائج والجرائح (١٩٤) قول عليّ مفتخرا : ونكحت سيّدة نساء العالمين وسيّدة نساء أهل الجنّة.

وانظر كتاب سليم بن قيس ( ٧٠ ؛ ١٣٦ ـ ١٣٧ ) وروضة الواعظين (١٤٩) ونهج الحقّ (٣٩٠) وأمالي المفيد ( ٢٣ ، ١١٦ ) وأمالي الطوسي (٨٥) والخصال (٥٧٣) والعمدة (٣٨٤) وبشارة المصطفى (٢٧٧) وإرشاد القلوب (٢٥٩) وصحيح البخاريّ ( ج ٥ ؛ ٢٩ ، ٣٦ / كتاب بدء الخلق ـ باب « علامات النبوّة في الإسلام » ) وسنن أبي داود ( ج ١ ؛ ١٩٦ )

٣٨١

ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ٢٠١ ) وسنن الترمذيّ ( ج ٢ ؛ ٣٠٦ / في « باب مناقب الحسن والحسين » ) والمستدرك للحاكم ( ج ٣ ؛ ١٥١ ) ، رواه بطريقين ، وقال في الثاني : « هذا حديث صحيح الإسناد » ، ومسند أحمد ( ج ٥ ؛ ٣٩١ ) وحلية الأولياء ( ج ٤ ؛ ١٩٠ ) وأسد الغابة ( ج ٥ ؛ ٥٧٤ ) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ٢١٧ ) وقال « أخرجه الروياني وابن حبّان في صحيحه عن حذيفة » ، وفي ( ج ٧ ؛ ١٠٢ ) رواه أيضا وقال : « أخرجه ابن جرير ، عن حذيفة » ، ورواه أيضا في ( ج ٧ ؛ ١١١ ) وقال : « أخرجه ابن أبي شيبة » ، وروى فيه حديثا آخر عن عائشة وقال : « أخرجه ابن عساكر » ، وروى آخر وقال : « أخرجه البزار » ، ونظم درر السمطين (١٧٩) ونور الأبصار (٤٥) والمختار من مسند فاطمة (١٣٩) عن عائشة ، و (١٥٢) عن عليّ و (١٥٣) عن عائشة ، و (١٤٠) عن حذيفة و (١٣٥) عن حذيفة ، رواه عن مسند أحمد والترمذيّ والنسائي وابن حبّان ، وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٦٢ ) و ( ج ٢ ؛ ٨٩ ، ١٣٤ ، ١٣٦ ) وتاريخ دمشق ( ج ٧ ؛ ١٠٢ ).

وفي نزل الأبرار (٨٤) قال : وأخرج أحمد والترمذيّ والنسائي والروياني وابن حبّان والحاكم ـ واللفظ له ـ كلّهم عن حذيفة ، أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لمّا نزل ملك من السماء استأذن الله أن يسلّم عليّ ، فبشرني أنّ فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة.

يا عليّ ، انفذ لما أمرتك به فاطمة ، فقد أمرتها بأشياء أمرني بها جبرئيل

لقد أطبق التاريخ وتظافرت كتب السير والمناقب ، على أنّ عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ـ الّذي علّمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ألف ألف باب من العلم وأفضى إليه بأسراره ـ نفّذ وصايا فاطمة الزهراء عليها‌السلام كلّها ، وذلك لأنّها أوصت بأمر الله ورسوله وهي المعصومة البتول.

قال الفتال النيسابوريّ في روضة الواعظين (١٥١) : إنّ عليّا عليه‌السلام قال لفاطمة عليها‌السلام : أوصيني بما شئت ، فإنّك تجديني أمضي فيها كما أمرتيني به ، وأختار أمرك على أمري. ونقله عنه في بيت الأحزان (٢٥٤). وانظر امتثال عليّ عليه‌السلام لوصاياها ـ وغسلها وتكفينها ودفنها سرّا ـ في بيت الأحزان (٢٥٤).

٣٨٢

وفي دلائل الإمامة (٤٤) قال : وأوصته أن لا يؤذن بها الشيخين ، ففعل. ونقله عنه في بيت الأحزان (٢٥٥).

وفي بيت الأحزان ( ٢٤٧ ، ٢٤٨ ) قال : قالت الزهراء عليها‌السلام لعلي عليه‌السلام : قد صنعت ما أردت؟ قال : نعم ، قالت : فهل أنت صانع ما آمرك؟ قال : نعم ، قالت : فإنّي أنشدك الله أن لا يصلّيا على جنازتي ، ولا يقوما على قبري.

وفي أمالي المفيد (٢٨١) قال : لمّا مرضت فاطمة عليها‌السلام وصّت إلى عليّ عليه‌السلام أن يكتم أمرها ، ويخفي قبرها ، ولا يؤذن أحدا بمرضها ، ففعل ذلك.

وفي علل الشرائع (١٧٨) قال في وصاياها لعلي عليه‌السلام ، قالت : يا بن العمّ ، أريد أن أوصيك بأشياء فاحفظها عليّ ... ولا يحضرنّ من أعداء الله وأعداء رسوله للصلاة عليّ أحد ، قال عليّ عليه‌السلام : أفعل.

وفي أمالي الطوسي (١٠٩) قال بعد ذكره وصاياها لعلي عليه‌السلام ... : ففعل ذلك.

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٣٦٣ ) عن الواقديّ ، قال : إنّ فاطمة لمّا حضرتها الوفاة أوصت عليّا أن لا يصلّي عليها أبو بكر وعمر ، فعمل بوصيّتها.

في بشارة المصطفى (٢٥٨) بسنده عن الحسين عليه‌السلام ، قال : لمّا مرضت فاطمة أوصت إلى عليّ عليه‌السلام أن يكتم أمرها ، ويخفي خبرها ، ولا يؤذن أحدا بمرضها ، ففعل ذلك. وانظر كتاب سليم بن قيس ( ٢٥٣ ـ ٢٥٦ ) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٤٧٤ ، ٥٠٤ ) والغدير ( ج ٧ ؛ ٢٦٦ ) والاختصاص (١٨٥) وأمالي الطوسي ( ١٥٥ ـ ١٥٦ ) ودلائل الإمامة ( ٤٦ ـ ٤٧ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٣٦٢ ) وروضة الواعظين ( ١٥١ ـ ١٥٢ ) وبحار الأنوار ( ج ٤٣ ؛ ٢١٨ ) نقلا عن مصباح الأنوار ، وعلل الشرائع ( ج ١ ؛ ١٨٥ ) وأمالي الصدوق ( ٥٢٣ ، ٥٢٤ ).

وهذا ممّا لا يرتاب ولا يشك فيه أحد ، فقد نصّت التواريخ حتّى العامّيّة منها على أنّ عليّا عليه‌السلام دفنها سرّا ليلا ولم يخبر أحدا ، ولم يسمح للشيخين بحضور جنازتها ، ودفنها. انظر السقيفة وفدك (١٠٢) وشرح النهج ( ج ١٦ ؛ ٢١٤ ) وتفسير الفخر الرازيّ ( ج ٨ ؛ ١٢٥ )

٣٨٣

ورسائل الجاحظ (٣٠٠) وحلية الأولياء ( ج ٢ ؛ ٤٣ ) وصحيح مسلم ( ج ٢ ؛ ٧٢ ) ومسند أحمد ( ج ١ ؛ ٦ ، ٩ ) وتاريخ الطبريّ ( ج ٣ ؛ ٢٠٢ ) ومشكل الآثار ( ج ١ ؛ ٤٨ ) وسنن البيهقي ( ج ٦ ؛ ٣٠٠ ) وكفاية الطالب (٢٢٦) والسيرة الحلبية ( ج ٣ ؛ ٣٩٠ ) وصحيح البخاريّ ( ج ٦ ؛ ١٩٦ ) باب غزوة خيبر ، والإصابة في تمييز الصحابة ( ج ٤ ؛ ٣٧٨ ) ، وأسد الغابة ( ج ٥ ؛ ٥٢٤ ) وتاريخ الخميس ( ج ١ ؛ ٣١٣ ) و ( ج ٢ ؛ ١٩٣ ) والاستيعاب بهامش الإصابة ( ج ٤ ؛ ٣٧٩ ـ ٣٨٠ ) ومقتل الحسين للخوارزمي ( ج ١ ؛ ٣١٣ ) وإرشاد الساري ( ج ٦ ؛ ٣٦٢ ) وتاريخ ابن كثيّر ( ج ٥ ؛ ٢٨٥ ) وغيرها من المصادر. وانظر ما سيأتي من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « وويل لمن ابتزّها حقّها ».

واعلم يا عليّ أنّي راض عمّن رضيت عنه ابنتي فاطمة وكذلك ربّي وملائكته

ومثله قوله في نفس هذه الطّرفة « والله يا فاطمة لا أرضى حتّى ترضي ».

في إرشاد القلوب (٢٩٤) عن سلمان الفارسي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سلمان من أحبّ فاطمة فهو في الجنّة معي ، ومن أبغضها فهو في النار ، يا سلمان حبّ فاطمة ينفع في مائة من المواطن ، أيسر تلك المواطن الموت ، والقبر ، والميزان ، والحشر ، والصراط ، والمحاسبة ، فمن رضيت عنه ابنتي رضيت عنه ، ومن رضيت عنه رضي‌الله‌عنه ، ومن غضبت عليه فاطمة غضبت عليه ، ومن غضبت عليه غضب الله عليه ... والرواية في ينابيع المودّة ( ج ٢ ؛ ٨٧ ، ٨٨ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ٢٠٢ ) ونقله في قادتنا ( ج ٤ ؛ ٢٣٧ ) عن الخوارزمي بإسناده عن سلمان.

وفي أمالي الصدوق (٣١٤) بسنده عن جعفر الصادق عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن عليّ عليه‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا فاطمة ، إنّ الله تبارك وتعالى ليغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك ، قال : فجاء صندل ، فقال لجعفر بن محمّد عليهما‌السلام : يا أبا عبد الله ، إنّ هؤلاء الشباب يجيئونا عنك بأحاديث منكرة ، فقال له جعفر عليه‌السلام : ما ذاك يا صندل؟ قال : جاءنا عنك أنّك حدّثتهم أنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها!! قال : فقال جعفر عليه‌السلام : يا صندل ، ألستم رويتم فيما تروون أنّ الله تبارك وتعالى ليغضب لغضب عبده المؤمن ويرضى لرضاه؟

٣٨٤

قال : بلى ، قال : فما تنكرون أن تكون فاطمة مؤمنة يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها؟! قال : فقال : الله أعلم حيت يجعل رسالته.

وفي عيون أخبار الرضا ( ج ٢ ؛ ٤٦ ) بسنده عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : إنّ الله تعالى ليغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها. ورواه الطبريّ في بشارة المصطفى (٢٠٨) بسنده عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

وفي دلائل الإمامة (٥٢) بسنده عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال لفاطمة : يا فاطمة ، إنّ الله ليغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك. وهو في أمالي الصدوق (٣١٤).

وفي أمالي المفيد ( ٩٤ ـ ٩٥ ) بسنده عن أبي حمزة الثمالي ، عن الباقر ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : إنّ الله ليغضب لغضب فاطمة ، ويرضى لرضاها.

وهذا المضمون مستفيض في روايات الفريقين ، انظر في ذلك نظم درر السمطين (١٧٨) ومستدرك الحاكم ( ج ٣ ؛ ١٥٣ ) وأسد الغابة ( ج ٥ ؛ ٥٢٢ ) والإصابة في تمييز الصحابة ( ج ٤ ؛ ٣٧٨ ) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ٢١٩ ) و ( ج ٧ ؛ ١٧١ ) وتهذيب التهذيب ( ج ١٢ ؛ ٤٤١ ) وذخائر العقبى (٣٩) وميزان الاعتدال ( ج ٢ ؛ ٧٢ ) والشرف المؤبّد (٥٩) ومناقب ابن المغازلي ( ٣٥١ ، ٣٥٣ ) وينابيع المودّة ( ج ٢ ؛ ٨٧ ـ ٨٨ ) ومفتاح النجا (١٥٢) وكفاية الطالب (٣٦٤) ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ٢٠٣ ، ٣٥٢ ) بسنده عن الصادق عليه‌السلام. ومثل هذا ما ورد من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « فاطمة بضعة منّي ، يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها ، ومن آذى رسول الله فقد حبط عمله » و « يبسطني ما يبسطها ، ويقبضني ما يقبضها » و « يسوؤني ما ساءها ، ويسرّني ما سرّها » و « من آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ». وغيرها من الروايات الّتي تدلّ على المطلب أيضا.

ويل لمن ظلمها

في إرشاد القلوب (٢٩٤) عن سلمان الفارسي ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا سلمان من أحبّ فاطمة فهو في الجنّة معي ، ومن أبغضها فهو في النار ... يا سلمان ، ويل لمن يظلمها ويظلم

٣٨٥

بعلها عليّا ، وويل لمن يظلم ذرّيتها وشيعتها. وهو في مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ٢٠٢ ) وينابيع المودّة ( ج ٢ ؛ ٨٧ ـ ٨٨ ) ونقله في قادتنا ( ج ٤ ؛ ٢٣٧ ) عن الخوارزمي بإسناده عن سلمان.

وفي بشارة المصطفى (١٩٩) بإسناده عن ابن عبّاس ، قال : إنّ رسول الله كان جالسا ذات يوم [ فجاء الحسن ثمّ الحسين ثمّ فاطمة ثمّ عليّ عليهم‌السلام ، وفي كلّ ذلك يبكي النبي عند ما يرى واحدا منهم ، فلمّا سئل عن ذلك عدّد ما يصيبهم من الظلم والاضطهاد ، ثمّ قال : ] كأنّي بها وقد دخل الذلّ بيتها ، وانتهكت حرمتها ... فتكون أوّل من تلحقني من أهل بيتي ، فتقدم عليّ محزونة ، مكروبة ، مغمومة ، مغصوبة ، مقتولة ، فأقول عند ذلك : اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وأذلّ من أذلّها ... وانظر رواية هذا الخبر في أمالي الصدوق (١٠٠) وعنه في بيت الأحزان ( ٧٣ ـ ٧٤ ) وإرشاد القلوب (٢٩٥) وفرائد السمطين ( ج ٢ ؛ ٣٤ ـ ٣٥ ).

وفي تفسير فرات ( ٤٤٦ ـ ٤٤٧ ) بسنده عن ابن عبّاس ، قال : سمعت أمير المؤمنين عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام يقول : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم على فاطمة ... قالت : يا أبه ، فما كنت أحبّ أن أرى يومك وأبقى بعدك ، قال : فقال : يا بنيّة ، لقد أخبرني جبرئيل عليه‌السلام عن الله إنّك أوّل من يلحقني من أهل بيتي ، فالويل كلّه لمن ظلمك والفوز لمن نصرك ...

وفي تفسير القمّي ( ج ٢ ؛ ١٩٦ ) عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ـ في قوله : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً ) (١) ـ قال : نزلت فيمن غصب أمير المؤمنين عليه‌السلام حقّه ، وأخذ حقّ فاطمة عليها‌السلام وآذاها ، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من آذاها في حياتي كمن آذاها بعد موتي ، ومن آذاها بعد موتي كمن آذاها في حياتي ، ومن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ...

وفي اليقين ( ٤٨٧ ـ ٤٨٨ ) بسند عن سلمان ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : وأنت تظلمين ، وعن حقّك تدفعين ، وأنت أوّل أهل بيتي لحوقا بي بعد أربعين ، يا فاطمة أنا سلم لمن سالمك ،

__________________

(١) الأحزاب ؛ ٥٧.

٣٨٦

وحرب لمن حاربك ...

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٢١٠ ) في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ) (١) ... الآية ، قال : وفي رواية مقاتل ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) يعني عليّا ( وَالْمُؤْمِناتِ ) (٣) يعني فاطمة ( فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) (٤) ، قال ابن عباس : وذلك أنّ الله تعالى أرسل عليهم الجرب في جهنّم ، فلا يزالون يحكّون حتّى تقطع أظفارهم ، ثمّ يحكّون حتّى تنسلخ جلودهم ، ثمّ يحكّون حتّى تظهر عظامهم ، ويقولون : ما هذا العذاب الّذي نزل بنا؟ فيقولون لهم : معاشر الأشقياء ، هذه عقوبة لكم ببغضكم أهل بيت محمّد.

هذه بعض المرويات المطابقة لما في عنوان الطّرفة ، سواء كان الويل واديا في جهنّم كما هو الظاهر ، أم كان كلمة لمطلق العذاب ، وهناك روايات عدّة في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « الويل لظالمي أهل بيتي ، عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار » وما شابهها من الروايات المنذرة بالعذاب للظالمين لأهل البيت ، وفاطمة من أهل البيت عليهم‌السلام بلا نزاع بين المسلمين ، مضافا إلى الآيات والروايات المنذرة والمحذّرة من ظلم المؤمن ، وأنّه يستوجب العذاب والعقاب.

وويل لمن ابتزّها حقّها

أوّل حقّ ابتزّ واغتصب من أهل البيت عليهم‌السلام عقيب وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ بعد اغتصاب الخلافة ـ هو ابتزازهم حقّ الزهراء عليها‌السلام ، وأخذ فدك منها ، وإخراجهم وكيلها منها ، ثمّ ادّعوا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يورّث ، وقد كذبوا ، فحاججتهم الزهراء بكتاب الله وسنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لكنّهم أبوا وظلّوا في طغيانهم يعمهون ، وقد أخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّا وأهل بيته عليهم‌السلام والمسلمين بذلك.

__________________

(١) الأحزاب ؛ ٥٨.

(٢) الأحزاب ؛ ٥٨.

(٣) الأحزاب ؛ ٥٨.

(٤) الأحزاب ؛ ٥٨.

٣٨٧

ففي أمالي الصدوق ( ٩٩ ، ١٠٠ ) بسنده عن ابن عبّاس ، قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان جالسا ذات يوم [ فجاء الحسن ثمّ الحسين ثمّ فاطمة ثمّ عليّ عليهم‌السلام ، وفي كلّ ذلك يبكي النبي عند ما يرى واحدا منهم ، فلمّا سئل عن ذلك عدّد ما يصيبهم من الظلم والاضطهاد ، ثمّ قال : ] كأنّي بها وقد دخل الذّل بيتها ، وانتهكت حرمتها ، وغصبت حقّها ، ومنعت إرثها ... ونقله عنه الديلمي في إرشاد القلوب (٢٩٥) والشيخ عبّاس القمي في بيت الأحزان ( ٧٣ ـ ٧٤ ) وهو في بشارة المصطفى ( ١٩٨ ـ ١٩٩ ) وفرائد السمطين ( ج ٢ ؛ ٣٤ ـ ٣٥ ).

وفي كامل الزيارات ( ٣٣٢ ـ ٣٣٥ ) عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، قال : لمّا أسري بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ... قال : وأمّا ابنتك فتظلم وتحرم ، ويؤخذ حقّها غصبا الّذي تجعله لها ....

وقال عليّ عليه‌السلام في ندبته الّتي وجّهها إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد وفاة الزهراء عليها‌السلام : السلام عليك يا رسول الله عنّي ، والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك ، والبائتة في الثرى ببقعتك ، والمختار الله لها سرعة اللّحاق بك ... وستنبئك ابنتك بتظافر أمّتك عليّ ، وعلى هضمها حقّها ، فبعين الله تدفن ابنتك سرّا ، وتهتضم حقّها قهرا ، وتمنع إرثها جهرا ... انظر الندبة في الكافي ( ج ١ ؛ ٤٥٨ ـ ٤٥٩ ) وأمالي المفيد ( ٢٨١ ـ ٢٨٣ ) وأمالي الطوسي ( ١٠٩ ـ ١١٠ ) ودلائل الإمامة ( ٤٧ ـ ٤٨ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٣٦٤ ) وبشارة المصطفى (٢٥٩) وتذكرة الخواص (٣١٩).

وقد قالت الزهراء عليها‌السلام في خطبتها في مسجد رسول الله مخاطبة أبا بكر : إيها معاشر المسلمين ، أبتزّ إرث أبي؟! أبي الله أن ترث يا بن أبي قحافة أباك ولا أرث أبي ... إيها بني قيلة ، اهتضم تراث أبي وأنتم بمرأى ومسمع. وانظر خطبة الزهراء عليها‌السلام وفيها ظلامتها وابتزاز حقّها في شرح النهج ( ج ١٦ ؛ ٢١١ ـ ٢١٣ ، ٢٤٩ ـ ٢٥١ ) وبلاغات النساء ( ١٣ ـ ٢٠ ) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٤٨٩ ) والاحتجاج ( ج ١ ؛ ٩٨ ـ ١٠٤ ) ودلائل الإمامة (٣٤) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٢٠٦ ـ ٢٠٨ ) وتذكرة الخواص (٣١٧) والتهاب نيران الأحزان (٨١) والغدير ( ج ٧ ؛ ٢٦٦ ).

وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٢ ؛ ٢٠٨ ) قول الزهراء عليها‌السلام لعلي عليه‌السلام بعد رجوعها من

٣٨٨

مسجد رسول الله وخطبتها : هذا ابن أبي قحافة قد ابتزّني نحيلة أبي وبليغة ابني ، والله لقد أجهد في ظلامتي ، وألدّ في خصامي. وهو في التهاب نيران الأحزان ( ٨٢ ـ ٨٥ ) والاحتجاج ( ج ١ ؛ ١٠٧ ) وأمالي الطوسي (٦٨٣).

وفي الخصال (٦٠٧) بسنده عن الصادق عليه‌السلام ، في بيانه لشرائع الدين : ... وحبّ أولياء الله والولاية لهم واجبة ، والبراءة من أعدائهم واجبة ، ومن الّذين ظلموا آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهتكوا حجابه ، فأخذوا من فاطمة فدك ، ومنعوها ميراثها ، وغصبوها وزوجها حقوقهما.

واغتصاب أبي بكر فدك من الزهراء مكتوب في التواريخ ، وقد استمرّ غصبهم لها حتّى أرجعها عمر بن عبد العزيز إلى بني فاطمة عليها‌السلام. انظر في غصبهم فدك كشكول السيد حيدر الآملي (٩٥) والاحتجاج ( ج ١ ؛ ٩٠ ـ ٩١ ) وكتاب سليم بن قيس ( ١٣٥ ـ ١٣٧ ، ٢٥٣ ـ ٢٥٤ ) والكافي ( ج ١ ؛ ٥٤٣ ) وتهذيب الأحكام ( ج ٤ ؛ ١٤٨ ) وتفسير القمّي ( ج ٢ ؛ ١٥٥ ـ ١٥٨ ) وتفسير العيّاشي ( ج ٢ ؛ ٢٨٧ ) ومجمع البيان ( ج ٣ ؛ ٤١١ ) وكشف الغمّة ( ج ١ ؛ ٤٩٦ ) والطرائف ( ج ١ ؛ ٢٤٩ ـ ٢٥٠ ، ٢٥٧ ) والاختصاص (١٨٥) ونهج البلاغة ( ج ٢ ؛ ٧١ ) والبحار ( ج ٨ ؛ ٢٣٢ ) والشافي ( ج ٤ ؛ ٩٦ ـ ٩٨ ) والنصّ والاجتهاد (٨٤) ودلائل الصدق ( ج ٢ ؛ ٣٩ ) ودلائل الإمامة (٣٩) وبيت الأحزان ( ٢١٥ ـ ٢١٦ ) وفتوح البلدان ( ٤٤ ـ ٤٥ ) وتفسير الفخر الرازيّ ( ج ٨ ؛ ١٢٨ ) ووفاء الوفاء ( ج ٢ ؛ ١٥٧ ، ١٦١ ) والصواعق المحرقة (٣٢) والإمامة والسياسة ( ج ١ ؛ ٣١ ) والسيرة الحلبية ( ج ٣ ؛ ٣٨٩ ـ ٣٩١ ، ٣٩٩ ) وصحيح البخاري ( ج ٦ ؛ ١٩٦ / باب غزوة خيبر ) وصحيح مسلم ( ج ٢ ؛ ٧٢ ) وشرح النهج ( ج ١٦ ؛ ٢١٨ ، ٢٢٠ ، ٢٣٢ ، ٢٣٤ ـ ٢٣٥ ، ٢٧٣ ـ ٢٧٤ ، ٢٨٠ ، ٢٨٤ ، ٢٨٦ ) و ( ج ٤ ؛ ١٠١ ـ ١٠٢ ) والسقيفة وفدك ( ١٠٥ ، ١١٧ ).

واعلم أن الزهراء عليها‌السلام طالبت الشيخين بنحلتها على ما هو عليه الواقع ، فلمّا كذّبوها طالبتهم بها على وجه الإرث ؛ لإلزامهم بالحجّة ، فرفضوا كلّ ذلك ، وعملوا بهوى أنفسهم ووفق أطماعهم لعنهم الله.

٣٨٩

وويل لمن انتهك حرمتها

تعدّدت صور ظلم الظالمين للزهراء عليها‌السلام وانتهاكهم حرمتها ، فقد انتهكوا حرمتها وحرمة أمير المؤمنين وحرمة الحسنين عليهم‌السلام ، وحرمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بانتهاكهم حرمة أهل بيته عليهم‌السلام ، فغضبوا عليّا حقّه ، وأخذوا من الزهراء نحلتها ، وعصروها خلف الباب ، وضربوها على وجهها حتّى انتثر قرطها ، وأسقطوا جنينها ، وأحرقوا بيتها الّذي هو بيت النبي كما مرّ ، وهل بعد هذا الانتهاك من انتهاك؟!

ففي أمالي الصدوق ( ٩٩ ـ ١٠٠ ) بسنده عن ابن عبّاس ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان جالسا ذات يوم [ فجاء الحسن ثمّ الحسين ثمّ فاطمة ثمّ عليّ عليهم‌السلام وفي كلّ ذلك يبكي النبي عند ما يرى واحدا منهم ، فلمّا سئل عن ذلك ، عدّد ما يصيبهم من الظلم والاضطهاد ، ثمّ قال : ] وإنّي لمّا رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي ، كأنّي بها وقد دخل الذلّ بيتها ، وانتهكت حرمتها ... وانظر رواية هذا الخبر في إرشاد القلوب (٢٩٥) وبشارة المصطفى ( ١٩٨ ـ ١٩٩ ) وفرائد السمطين ( ج ٢ ؛ ٣٤ ـ ٣٥ ) وبيت الأحزان ( ٧٣ ـ ٧٤ ).

وفي كامل الزيارات ( ٣٣٢ ـ ٣٣٥ ) عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، قال : لمّا أسري بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ... قال [ جبرئيل عن الله تعالى ] : وأمّا ابنتك فتظلم وتحرم ، ويؤخذ حقّها غصبا ، الّذي تجعله لها ، وتضرب وهي حامل ، ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير إذن ، ثمّ يمسّها هوان وظلم ...

وانتهاكهم هذا هو انتهاك لحرمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّها بضعته وروحه الّتي بين جنبيه ؛ قال الحسن عليه‌السلام في كلام له يخاطب به المغيرة بن شعبة ، وأنت الّذي ضربت فاطمة حتّى أدميتها ، وألقت ما في بطنها ؛ استذلالا منك لرسول الله ، ومخالفة منك لأمره ، وانتهاكا لحرمته ... والله مصيّرك إلى النار. الاحتجاج ( ج ١ ؛ ٢٧٨ ) وبحار الأنوار ( ج ٤٣ ؛ ١٩٧ ).

وويل لمن أحرق بابها

إنّ إحراق باب بيت فاطمة عليها‌السلام ممّا ثبت وأطبقت عليه الإماميّة خلفا عن سلف ، وثبت عند العامّة أنّ عمر كان مصرّا على الإحراق ، وكان قد جاء بقبس أو فتيل ليحرق

٣٩٠

بيت الزهراء عليها‌السلام ، لكنّ العناد حملهم على حمل تلك الروايات الظاهرة في الإحراق ـ أو التصميم والجزم على الإحراق ـ على مجرّد التهديد ، وللعاقل أن يحكم بعد أن يطالع روايات الفريقين في هذا الباب.

ففي كتاب سليم بن قيس ( ٨٤ ، ٢٥٠ ) قال : دعا عمر بالنار ، فأضرمها في الباب ، فأحرق الباب ، ثمّ دفعه.

وفي إثبات الوصيّة (١٢٤) قال المسعوديّ : فوجّهوا إلى منزله ، فهجموا عليه ، وأحرقوا بابه ، واستخرجوه منه كرها. وانظر بحار الأنوار ( ج ٢٨ ؛ ٣٠٨ ).

وفي أبواب الجنان المخطوط ( ٣١٤ ـ ٣١٦ ) روى العفكاويّ بسند معتبر عن أحمد بن إسحاق ، عن الإمام الهادي والعسكري ، عن آبائه عليهم‌السلام أنّ حذيفة بن اليمان ، قال في حديث طويل : فلمّا توفّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ... أضرم [ أي عمر ] النار في بيت الرسالة ...

وفي إرشاد القلوب (٢٨٦) روى الديلمي قول عليّ عليه‌السلام لعمر : ثمّ يؤمر بالنار الّتي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله وابني الحسن والحسين وابنتي زينب وأم كلثوم ...

وفي الشافي ( ج ٣ ؛ ٢٤١ ) قال السيّد المرتضى : روى إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي ، قال : حدّثني أحمد بن عمرو البجلي ، قال : حدّثنا أحمد بن حبيب العامريّ ، عن حمران بن أعين ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهما‌السلام ، قال : والله ما بايع عليّ عليه‌السلام حتّى رأى الدخان قد دخل عليه بيته.

وقال أيضا في الشافي ( ج ٤ ؛ ١١٩ ) فقد بيّنا أنّ خبر الإحراق قد رواه غير الشيعة ممّن لا يتّهم على القوم ... وانظر الشافي أيضا ( ج ٤ ؛ ١١٢ ) ونقل كلام القاضي عبد الجبار صاحب المغني وفيه قوله : « فأمّا ما ذكروه من حديث عمر في باب الإحراق ، فلو صحّ لم يكن طعنا على عمر ... ».

هذا كلامه وما عشت أراك الدهر عجبا. وانظر كلامه في المغني ( ج ١ ؛ ٣٣٧ ) وعنه في شرح النهج ( ج ١٦ ؛ ٢٧٢ ).

٣٩١

وفي دلائل الإمامة (٢٤٢) بسنده عن الباقر عليه‌السلام ـ في حديثه عن المهدي عجّل الله فرجه ـ قال : ثمّ يخرج الأزرق وزريق لعنهما الله غضّين طريّين ... ثمّ يحرقهما بالحطب الّذي جمعاه ليحرقا به عليّا وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، وذلك الحطب عندنا نتوارثه ...

وفي الاحتجاج ( ج ١ ؛ ٨٢ ـ ٨٣ ) بسنده عن سليم ، قال : فدعا عمر بالنار ، فأضرمها في الباب ، ثمّ دفعه فدخل ...

وفي أمالي المفيد ( ٤٩ ـ ٥٠ ) بسنده عن مروان بن عثمان ، قال : لمّا بايع الناس أبا بكر دخل عليّ والزبير والمقداد بيت فاطمة ، وأبوا أن يخرجوا ، فقال عمر بن الخطّاب : أضرموا عليهم البيت نارا ...

وفي رواية مقاتل بن عطيّة : أنّ أبا بكر ... أرسل عمر وقنفذا وجماعة آخرين إلى دار عليّ وفاطمة ، وجمع عمر الحطب على دار فاطمة ، وأحرق باب الدار ... انظر كتاب إحراق بيت فاطمة (٩٨) ، نقلا عن كتاب مؤتمر علماء بغداد : ١٠.

وفي إرشاد القلوب كما نقله عنه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٨ ؛ ٢٣١ ) روى عن الزهراء عليها‌السلام قولها : فسقطت لوجهي والنار تسعر وتسفع وجهي ... وهذا دلالة قاطعة وشهادة صريحة من الزهراء عليها‌السلام بأنّ القوم أحرقوا بابها وكانت ملتهبة.

وفي العقد الفريد ( ج ٥ ؛ ١٣ ) : الّذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر عليّ والعبّاس والزبير وسعد بن عبادة ، فأمّا عليّ والعبّاس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة ، حتّى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطّاب ليخرجوا من بيت فاطمة ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم ، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار ...

وفي تاريخ أبي الفداء ( ج ١ ؛ ١٥٦ ) قال : ثمّ إنّ أبا بكر بعث عمر بن الخطّاب إلى عليّ ومن معه ليخرجهم من بيت فاطمة ، وقال : إن أبوا عليك فقاتلهم ، فأقبل عمر بشيء من النار على أن يضرم الدار ...

وفي أنساب الأشراف ( ج ١ ؛ ٥٨٦ ) قال البلاذري : المدائني ، عن مسلم بن محارب ، عن سليمان التيمي وابن عون : أنّ أبا بكر أرسل إلى عليّ يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر

٣٩٢

ومعه فتيلة ...

وفي شرح النهج ( ج ٢٠ ؛ ١٤٧ ) قال : قال المسعوديّ : وكان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبد الله في حصر بني هاشم في الشعب وجمعه الحطب ليحرقهم ... كما فعل عمر بن الخطّاب ببني هاشم لمّا تأخّروا عن بيعة أبي بكر ، فإنّه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار ...

وانظر تهديد أهل البيت بحرق الدار في تاريخ الطبريّ ( ج ٣ ؛ ١٩٨ ) عن زياد بن كليب و ( ج ٣ ؛ ١٩٩ ) عن حميد الحميريّ ، والسقيفة وفدك ( ٣٨ ، ٥٠ ، ٧١ ) وشرح النهج ( ج ٢ ؛ ٤٥ ، ٥٦ ) والإمامة والسياسة ( ج ١ ؛ ٣٠ ) والعقد الفريد ( ج ٥ ؛ ١٣ ) ومروج الذهب ( ج ٢ ؛ ٣٠٨ ) والملل والنحل ( ج ١ ؛ ٥٩ ) والاستيعاب ( ج ٣ ؛ ٩٧٥ ) والشافي في الإمامة ( ج ٣ ؛ ٢٤٠ ـ ٢٤١ ) نقلا عن البلاذريّ ، وكنز العمال ( ج ٣ ؛ ١٤٠ ) وتفسير العيّاشي ( ج ٢ ؛ ٣٣٠ ) والاحتجاج ( ج ١ ؛ ٨٠ ) والخصال (٦٠٧) والطرائف ( ج ١ ؛ ٢٣٩ ) والغرر لابن خنزابة (٥١٦) والمصنف لابن أبي شيبة ( ج ٧ ؛ ٤٣٢ ) ومسند فاطمة للسيوطي (٣٦) ونهاية الارب ( ج ١٩ ؛ ٤٠ ) وإزالة الخفاء ( ج ٢ ؛ ٢٩ ، ١٧٩ ).

وويل لمن آذى جنينها وشجّ جنبيها

إنّ من مصائب الهجوم على بيت النبوّة ـ بعد إحراق الباب ـ هو عصر فاطمة عليها‌السلام أو رفسها حتّى أسقطت محسنا قتيلا ، وذلك ما تناقله الأعلام من أئمّة المسلمين ورواتهم ومؤرخيهم.

ففي أمالي الصدوق ( ٩٩ ـ ١٠٠ ) بسنده عن ابن عبّاس ، قال : إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان جالسا ذات يوم [ فجاء الحسن ثمّ الحسين ثمّ فاطمة ثمّ عليّ عليهم‌السلام ، وفي كلّ ذلك يبكي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عند ما يرى واحدا منهم ، فلمّا سئل عن ذلك ، عدّد ما يصيبهم من الظلم والاضطهاد ، ثمّ قال : ] كأنّي بها وقد دخل الذلّ بيتها ، وانتهكت حرمتها ، وغصبت حقّها ، ومنعت إرثها ، وكسر جنبها ، وأسقطت جنينها ... فأقول عند ذلك : اللهم العن من ظلمها ، وعاقب من غصبها ، وذلّل من أذلّها ، وخلّد في نارك من ضرب جنبها حتّى ألقت ولدها ...

٣٩٣

وانظر رواية هذا الخبر في كتاب بيت الأحزان ( ٧٣ ـ ٧٤ ) وإرشاد القلوب (٢٩٥) وبشارة المصطفى ( ١٩٨ ـ ١٩٩ ) وفرائد السمطين ( ج ٢ ؛ ٣٤ ـ ٣٥ ). والرواية في بشارة المصطفى « وخلّد في نارك من ضرب جنبيها ».

وفي كامل الزيارات (٣٣٢) روى في خبر المعراج أنّ الله سبحانه وتعالى أخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بما يجري ، فقال له : ... وأمّا ابنتك فتظلم ، وتحرم ، ويؤخذ حقّها غصبا الّذي تجعله لها ، وتضرب وهي حامل ، ويدخل على حريمها ومنزلها بغير إذن ... وتطرح ما في بطنها من الضرب ، وتموت من ذلك الضرب ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، قبلت يا ربّ وسلّمت ، ومنك التوفيق والصبر. ورواه عنه في بحار الأنوار ( ج ٢ ؛ ٦١ ـ ٦٢ ) وبيت الأحزان (١٧١).

وفي إرشاد القلوب ( ج ٢ ؛ ٣٥٨ ) ـ ونقله عنه العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٨ ؛ ٢٣١ ) ـ قول الزهراء عليها‌السلام وهي تحكي ما حلّ بها : فجمعوا الحطب الجزل على بابنا ، وأتوا بالنار ليحرقوه ويحرقونا ، فوقفت بعضادة الباب ، وناشدتهم بالله وبأبي أن يكفّوا عنّا وينصرونا ، فأخذ عمر السوط ـ من يد قنفذ ؛ مولى أبي بكر ـ فضرب به عضدي حتّى صار كالدملج ، وركب الباب برجله فردّه عليّ وأنا حامل ، فسقطت لوجهي ، والنار تسعر وتسفع وجهي ، فضربني بيده حتّى انتثر قرطي من أذني ، وجاءني المخاض ، فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم.

وروى المجلسي في بحار الأنوار ( ج ٨ ؛ ٢٢٢ ) عمّن أجاز له بمكة رواية خبر الكتاب الخطير الّذي كان عمر أودعه عند معاوية ، وقد روى المجلسي هذا الخبر عن ابن جرير الطبري في كتاب دلائل الإمامة ، وفيه قول عمر : فضربت فاطمة يديها من الباب تمنعني من فتحه ، فرمته فتصعّب عليّ ، فضربت كفّيها بالسوط فآلمها ، ... فركلت الباب ، وقد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه ، وسمعتها وقد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها ، وقالت : يا أبتاه ، يا رسول الله ، هكذا كان يفعل بحبيبتك وابنتك!! آه يا فضة إليك فخذيني ، فقد والله قتل ما في أحشائي من حمل ، وسمعتها تمخض وهي مستندة إلى الجدار ، فدفعت الباب ودخلت ، فأقبلت إليّ بوجه أغشى بصري ، فصفعتها صفعة على خدّيها من

٣٩٤

ظاهر الخمار ، فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض ...

وفي التهاب نيران الأحزان ( ٧٠ ـ ٧١ ) قال : فلمّا عرفت فاطمة عليها‌السلام أنّهم يريدون حرق منزلها قامت وفتحت لهم ، واختفت من وراء الباب ، فدفعها الثاني بين الباب والجدار حتّى أسقطها جنينها ... وأمر الرجل [ أي عمر ] قنفذا أن يضربها بسوطه على ظهرها وجنبيها إلى أن أنهكها الضرب ، وأثّر في جنبيها حتّى أسقطها جنينها.

وفي إثبات الوصيّة (١٢٤) قال المسعودي : فوجّهوا إلى منزله فهجموا عليه ، وأحرقوا بابه ، واستخرجوه منه كرها ، وضغطوا سيّدة النساء بالباب حتّى أسقطت محسنا.

وفي كتاب سليم بن قيس (٨٤) قال : ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ، ثمّ دفعه فدخل ، فاستقبلته فاطمة عليها‌السلام ، وصاحت : يا أبتاه يا رسول الله ، فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها ، فصرخت : يا أبتاه ، فرفع السوط فضرب به ذراعها ... وحالت بينهم وبينه [ أي وبين عليّ ] فاطمة عند باب البيت ، فضربها قنفذ الملعون بالسوط ، فماتت حين ماتت وإنّ في عضدها كمثل الدملج من ضربته ...

وفي كتاب سليم بن قيس (٨٥) قال : وقد كان قنفذ لعنه الله حين ضرب فاطمة عليها‌السلام بالسوط حين حالت بينه وبين زوجها ، وأرسل إليه عمر : إن حالت بينك وبينه فاطمة فاضربها ، فألجأها قنفذ إلى عضادة بيتها ، ودفعها فكسر ضلعها من جنبها ، فألقت جنينا من بطنها ، فلم تزل صاحبة فراش حتّى ماتت عليها‌السلام من ذلك شهيدة.

وفي كتاب سليم بن قيس (١٣٤) قال أبان : قال سليم : فلقيت عليّا عليه‌السلام فسألته عمّا صنع عمر؟ فقال : هل تدري لم كفّ عن قنفذ ولم يغرمه شيئا؟ قلت : لا ، قال : لأنّه هو الّذي ضرب فاطمة عليها‌السلام بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم ، فماتت عليها‌السلام وإنّ أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج.

وقال أبان ، عن سليم ، قال : انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليس فيها إلاّ هاشمي ـ غير سلمان ، وأبي ذرّ ، والمقداد ، ومحمد بن أبي بكر ، وعمر بن أبي سلمة ، وقيس بن سعد بن عبادة ـ فقال العبّاس لعلي عليه‌السلام : ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما

٣٩٥

أغرم جميع عماله؟ فنظر عليّ عليه‌السلام إلى من حوله ، ثمّ اغرورقت عيناه ، ثمّ قال : يشكر له ضربة ضربها فاطمة بالسوط ، فماتت وفي عضدها أثره كأنّه الدملج.

وفي كتاب سليم بن قيس (٢٥٠) قال : ثمّ دعا عمر بالنار ، فأضرمها في الباب ، فأحرق الباب ، ثمّ دفعه عمر ، فاستقبلته فاطمة عليها‌السلام وصاحت : يا أبتاه يا رسول الله ، فرفع السيف ـ وهو في غمده ـ فوجأ به جنبها ، فصرخت ، فرفع السوط فضرب به ذراعها.

وفي أبواب الجنان المخطوط ( ٣١٤ ـ ٣١٦ ) بسند معتبر عن أحمد بن إسحاق عن الإمام الهادي والعسكريّ ، عن آبائه عليهم‌السلام ، أنّ حذيفة بن اليمان دخل يوم التاسع من ربيع الأوّل على جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ... قال حذيفة : فلمّا توفي رسول الله رأيته [ أي عمر ] قد أثار الفتن ... وأضرم النار في بيت الرسالة ... وضرب بطن فاطمة.

وفي تفسير العيّاشي ( ج ٢ ؛ ٣٣٠ ) عن أحدهما عليهما‌السلام ، قال : فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايع ، فقال عليّ عليه‌السلام : لا أخرج حتّى أجمع القرآن ، فأرسل إليه مرّة أخرى ، فقال : لا أخرج حتّى أفرغ ، فأرسل إليه الثالثة عمر رجلا ابن عمّ له يقال له قنفذ ، فقامت فاطمة بنت رسول الله تحول بينه وبين عليّ عليه‌السلام ، فضربها ...

وفي النفحات القدسيّة (٩١) قال : وكان المغيرة بن شعبة أحد من جاء مع عمر ابن الخطّاب إلى باب فاطمة ، وإنّ فاطمة ضربت ذلك اليوم حتّى ألقت ما في بطنها ؛ ذكرا سمّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله محسنا ، حتّى قال عليّ عليه‌السلام لعمار بن ياسر : وإنّ أعظم ما لقيت من مصيبتها أنّي لمّا وضعتها على المغتسل وجدت ضلعا من أضلاعها مكسورا ، وجنبها قد اسودّ من ضرب السياط ...

وفي الاختصاص (١٨٥) بسنده عن الصادق عليه‌السلام ، قال : وكان سبب وفاتها عليها‌السلام أنّ قنفذا مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره ، فأسقطت محسنا ، ومرضت من ذلك مرضا شديدا.

وفي كامل الزيارات (٣٣٤) قال : إنّ أوّل من يحكم فيه محسن بن عليّ عليه‌السلام ؛ في قاتله ، ثمّ في قنفذ ، فيؤتيان هو وصاحبه ، فيضربان بسياط من نار ، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها ، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتّى تصير رمادا ، فيضربان بها.

٣٩٦

وفي حلية الأبرار ( ج ٢ ؛ ٦٧٢ ) في خبر طويل رواه المفضل بن عمر ، عن الصادق عليه‌السلام ، قال : ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد ـ أمّ أمير المؤمنين ـ وهنّ صارخات ، وأمّه فاطمة عليها‌السلام تقول : ( هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) (١) اليوم ( تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ ) (٢) ... الآية.

وفي دعاء صنمي قريش الّذي كان يقنت به عليّ عليه‌السلام ـ ورواه الكفعمي في مصباحه ( ٥٥٢ ـ ٥٥٣ ) ـ قوله عليه‌السلام : اللهم العن صنمي قريش ... اللهم العنهم بعدد كلّ منكر أتوه ، وحقّ أخفوه ... وبطن فتقوه ، وجنين أسقطوه ، وضلع دقّوه.

وفي الاحتجاج ( ج ١ ؛ ٢٧٨ ) في محاججة للحسن عليه‌السلام ، قال في جملتها للمغيرة بن شعبة : وأنت الّذي ضربت فاطمة حتّى أدميتها وألقت ما في بطنها ...

ولم تقتصر رواية ضرب فاطمة وإسقاطها محسنا على رواة الشيعة ، بل نصّ عليه غير واحد من السنّة أيضا ، لكنّ السياسة الأمويّة والعبّاسيّة هي الّتي حاولت إخفاء الحقائق عبثا ، كمن يحاول أن يغطي الشمس بغربال.

قال الشهرستاني في الملل والنحل ( ج ١ ؛ ٥٩ ) في ترجمة النظّام : قال : إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتّى ألقت الجنين من بطنها ، وكان يصيح : أحرقوا دارها بمن فيها ، وما كان في الدار غير عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام.

وقال الصفديّ في الوافي بالوفيات ( ج ٦ ؛ ١٧ ) في ترجمة النظّام : ومنها ميله إلى الرفض ووقوعه في أكابر الصحابة ، وقال : نصّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على أنّ الإمام عليّ عليه‌السلام ، وعيّنه ، وعرفت الصحابة ذلك ، ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر ، وقال : إنّ عمر ضرب بطن فاطمة عليها‌السلام يوم البيعة حتّى ألقت المحسن من بطنها.

وفي ميزان الاعتدال ( ج ١ ؛ ١٣٩ ) قال في ترجمة الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن

__________________

(١) الأنبياء ؛ ١٠٣.

(٢) آل عمران ؛ ٣٠.

٣٩٧

محمّد السريّ بن يحيى بن السريّ بن أبي دارم : كان مستقيم الأمر عامّة دهره ، ثمّ في آخر أيّامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب ، حضرته ورجل يقرأ عليه « إنّ عمر رفس فاطمة حتّى أسقطت بمحسن ». وانظر لسان الميزان ( ج ١ ؛ ٤٠٦ ) وسير أعلام النبلاء ( ج ١٥ ؛ ٥٧٨ ) وابن أبي دارم هذا من الثقات ومن مشايخ الحاكم النيسابوريّ وابن مردويه.

ونقل ابن أبي الحديد في شرح النهج ( ج ١٤ ؛ ١٩٢ ـ ١٩٣ ) كلام النقيب أبي جعفر ـ بعد أن ذكر قصة ترويع هبّار بن الأسود لزينب بنت رسول الله حتّى طرحت ما في بطنها ـ قال : وهذا الخبر قرأته على النقيب أبي جعفر ، فقال : إذا كان رسول الله أباح دم هبّار بن الأسود لأنّه روّع زينب فألقت ذا بطنها ، فظهر الحال أنّه لو كان رسول الله حيّا لأباح دم من روّع فاطمة حتّى ألقت ذا بطنها. فقلت : أروي عنك ما يقوله قوم « أنّ فاطمة روّعت فألقت المحسن »؟ فقال : لا تروه عنّي ولا ترو عنّي بطلانه ؛ فإنّي متوقّف في هذا الموضوع ؛ لتعارض الأخبار عندي فيه.

فمن كلّ المصادر والمرويات نعلم أنّ الأمر بالهجوم والإحراق والضرب والإسقاط كان قد صدر من أبي بكر بن أبي قحافة ، وكان المنفّذ الأوّل عمر بن الخطّاب بمساعدة قنفذ والمغيرة بن شعبة ، ومن جاءوا معهم ، وهذا الإستار المشؤوم هو الّذي دبّر الانقلاب على أهل بيت محمّد صلوات الله عليهم واغتصبهم حقوقهم.

وأمّا رواية « وويل لمن آذى حليلها »

ففي دلائل الإمامة ( ٤٥ ـ ٤٦ ) بسنده عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي ، قال : حدّثني زيد بن عليّ وهو آخذ بشعره ، قال : حدّثني أبي عليّ بن الحسين وهو آخذ بشعره ، قال : حدّثني أبي الحسين وهو آخذ بشعره ، قال : حدّثني أبي أمير المؤمنين عليّ وهو آخذ بشعره ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو آخذ بشعره ، يقول : من آذى شعرة منك فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله عزّ وجلّ ، ومن آذى الله عزّ وجلّ لعنه ملء السماوات والأرضين. وانظر هذه الرواية في نظم درر السمطين (١٠٥) ومجمع البيان ( ج ٤ ؛ ٣٧٠ ) ومناقب الخوارزمي (٢٣٥) وأمالي الصدوق (٢٧١) ومقتل الحسين للخوارزمي

٣٩٨

( ج ٢ ؛ ٩٧ ) وتاريخ دمشق ( ج ٥١ ؛ ٥٨ ) وأمالي الطوسي ( ٤٥١ ـ ٤٥٢ ). وانظر شواهد التنزيل ( ج ٢ ؛ ١٤١ ـ ١٥١ ) ففيه عدّة أحاديث ، وانظر هوامشه.

وفي بحار الأنوار ( ج ٢٩ ؛ ٥٥٢ ) نقلا عن كتاب « كشف اليقين » في حديث عليّ عليه‌السلام لابن عبّاس ، قال فيه : يا بن عبّاس ويل لمن ظلمني.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من آذى عليّا فقد آذاني. انظر المستدرك للحاكم ( ج ٣ ؛ ١٢٢ ) وتاريخ دمشق ( ج ١ ؛ ٣٨٩ / الحديث ٤٩٥ ) وأسنى المطالب (٤٣) ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ( ج ٥ ؛ ٣٠ ) ومناقب الخوارزمي ( ٩١ ، ٩٣ ) ومناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٢١١ ) والمناقب لأحمد بن حنبل / كتاب الفضائل ـ الجزء الأول الحديث ٢٠٧ وهو مخطوط ) وفرائد السمطين ( ج ١ ؛ ٢٩٨ ) ومسند أحمد ( ج ٣ ؛ ٤٨٣ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٢٩ ).

وفي تاريخ دمشق لابن عساكر ( ج ١ ؛ ٣٩٣ / الحديث ٥٠١ ) بإسناده عن جابر ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : من آذاك فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله.

وفي دلائل الإمامة (٤٦) بسنده عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من آذى شعرة منّي فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله. ورواه في ينابيع المودّة ( ج ٢ ؛ ١٣٤ ) عن ابن عساكر ، عن عليّ.

هذا ، مضافا إلى ما مرّ من الوعيد على بغضه وعصيانه والتخلّف عنه عليه‌السلام ، مضافا إلى أنّه أخو رسول الله ونفسه ، فيكون من آذاه مؤذيا لرسول الله ومؤذيا لله سبحانه وتعالى ، ومن آذى الله ورسوله والوصي استحقّ اللّعن والويل والعذاب.

اللهم إنّي لهم ولمن شايعهم سلم وزعيم يدخلون الجنّة ، وحرب وعدوّ لمن عاداهم وظلمهم ... زعيم لهم يدخلون النار

يكفي في صحّة صدور هذا الكلام من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما قاله رسول الله للخمسة أصحاب الكساء حين جلّلهم الكساء ، قال : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم ، أو حرب لمن حاربتم ، وسلم لمن سالمتم ، وتارة يقول صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ،

٣٩٩

وحرب لمن حاربهم ، ووليّ لمن والاهم ، لا يحبّهم إلاّ سعيد الجدّ طيّب المولد ، ولا يبغضهم إلاّ شقيّ الجدّ رديء الولادة ، وفي الخيمة عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام.

ففي المستدرك على الصحيحين ( ج ٣ ؛ ١٤٩ ) بسنده عن زيد بن أرقم ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.

وروى أحمد بن حنبل في مسنده ( ج ٢ ؛ ٤٤٢ ) والخطيب في تاريخ بغداد ( ج ٧ ؛ ١٣٧ ) بإسنادهما عن أبي هريرة ، قال : نظر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليّ والحسن والحسين وفاطمة عليهم‌السلام ، فقال : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم.

وروى الجويني في فرائد السمطين ( ج ٢ ؛ ٣٩ ـ ٤٠ ) بإسناده عن زيد بن يثيع ، قال : سمعت أبا بكر بن أبي قحافة يقول : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خيّم خيمة ـ وهو متّكئ على قوس عربيّة ـ وفي الخيمة عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، فقال : يا معشر المسلمين ، أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، وحرب لمن حاربهم ، ووليّ لمن والاهم ، لا يحبهم إلاّ سعيد الجدّ طيب المولد ، ولا يبغضهم إلاّ شقي الجدّ رديء الولادة ، قال رجل : يا زيد أنت سمعت منه؟ قال : إي وربّ الكعبة. وانظر هذا في مناقب الخوارزمي (٢١١).

انظر مناقب ابن المغازلي (٦٤) ومناقب الخوارزمي (٩١) وتحفة المحبين (١٨٧) ومفتاح النجا (٢٦) ونزل الأبرار ( ٨ ، ٣٥ ، ١٠٥ ) وسنن ابن ماجة ( ج ١ ؛ ٩٢ ) ومسند ابن حبّان ( ج ٧ ؛ ١٠٢ ) والمعجم الصغير للطبراني ( ج ٢ ؛ ٣ ) وسنن الترمذيّ ( ج ٢ ؛ ٣١٩ ) والرياض النضرة ( ج ٢ ؛ ١٨٩ ، ٢٤٩ ) وذخائر العقبى (٢٥) ومقتل الحسين للخوارزمي ( ج ١ ؛ ٦١ ) وأسد الغابة ( ج ٥ ؛ ٣٢٣ ) والبداية والنهاية ( ج ٨ ؛ ٢٠٥ ) ومجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٦٩ ) وكنز العمال ( ج ٦ ؛ ٢١٦ ) والصواعق المحرقة (١١٢) وكفاية الطالب ( ٣٢٩ ـ ٣٣١ / الباب ٩٣ ) وشواهد التنزيل ( ج ٢ ؛ ٤٤ ) وفرائد السمطين ( ج ٢ ؛ ٣٧ ـ ٤٠ ) والفتح الكبير ( ج ١ ؛ ٢٧١ ) ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ( ج ٥ ؛ ٩٢ ) وسمط النجوم ( ج ٢ ؛ ٤٨٨ ) والإصابة في تمييز الصحابة ( ج ٤ ؛ ٣٧٨ ) وينابيع المودّة ( ج ١ ؛ ٣٤ ) و ( ج ٢ ؛ ٥٤ ، ١١٨ ـ ١١٩ ، ١٣٤ ) ونظم درر السمطين ( ٢٣٢ ، ٢٣٩ ) ومصابيح السنّة ( ج ٢ ؛ ٢٨ ).

٤٠٠