طرف من الأنباء والمناقب

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

طرف من الأنباء والمناقب

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: الشيخ قيس العطّار
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: انتشارات تاسوعاء
المطبعة: مؤسسة الهادي
الطبعة: ١
ISBN: 964-90423-5-0
الصفحات: ٦٤٠

صورة الصفحة الاخيرة من النسخة « ج »

١٠١

صورة الصفحة الاولى من النسخة « د »

١٠٢

صورة الصفحة الاخيرة من النسخة « د »

١٠٣

صورة الصفحة الاولى من النسخة « هـ »

١٠٤

صورة الصفحة الاخيرة من النسخة « هـ »

١٠٥

صورة الصفحة الاولى من النسخة « و »

١٠٦

صورة الصفحة الاخيرة من النسخة « و »

١٠٧
١٠٨

مقدّمة الطّرف

هذا كتاب « طرف من الأنباء والمناقب ، في شرف سيّد الأنبياء والأطائب ، وطرف من تصريحه بالوصيّة والخلافة لعليّ بن أبي طالب » تأليف بعض من أحسن الله إليه ، وعرّفه ما الأحوال عليه (١).

بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله ربّ العالمين (٢) ، الّذي أوضح للعباد سبل (٣) الرشاد ، ولم يجعل لأحد عليه حجّة في الدّنيا ولا في المعاد.

وأشهد أن لا إله إلاّ الله ، شهادة موجبة للنجاة (٤) ، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله الّذي رفع أعلام الهداية أيّام الحياة ، وكرّر نشر ألويتها عند الوفاة ، وأبان

__________________

(١) في « ب » : كتاب « الطّرف من المناقب في الذريّة الأطائب » للشريف النقيب رضي الدين عليّ بن طاوس ، المتوفى سنة ٦٦٤ هـ

في « د » : كتاب « الطّرف » تاليف السيد الجليل رضي الدين عليّ بن طاوس الحسيني قدس الله سرّه ، وتكملة « الطرائف » من مؤلّفاته أيضا

في « و » : كتاب « الطّرف » تأليف السيّد الجليل رضي الدين عليّ بن موسى بن طاوس الحسني قدس‌سره ، تكملة « الطرائف » من مؤلّفاته أيضا

(٢) جملة ( رب العالمين ) عن « د » وهامش « أ »

(٣) في « ج » « د » « هـ » « و » : سبيل

(٤) عن « د » « هـ » « و » « هامش أ ». في « أ » : شهادة هو موجب للنجاة. في « ب » « ج » : هو شهادة موجب للنجاة

١٠٩

عن الصراط المستقيم ، و (١) النبأ العظيم ( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٢) ، صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) صلاة (٤) ترضيه ، وتنجح شريف مساعيه ، وترجّح الآمال (٥) الحسنة فيه.

وبعد ، فإنّني أسمع عن (٦) قوم تجاهلوا أو جهلوا (٧) المعرفة لله ولكمال ذاته ، وجلال صفاته ، وما يقتضيه عميم مكارمه ورحماته ، من هداية عباده إلى مراده ، وإقامة نائب له (٨) في عباده وبلاده (٩) ، وجوّزوا على أنبيائه ورسله وخاصّته أن يتركوا الخلق (١٠) بغير دلالة واضحة على طاعته.

وشهدوا باللسان أنّ محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل من سائر الإنس والملائكة وغيرهم (١١) ، فيما مضى وفيما يأتي (١٢) من الأزمان ، ثمّ ذكروا عنه مع هذا الوصف الشريف (١٣) أنّه

__________________

(١) الواو غير موجودة في « ب » « ج »

(٢) الانفال ؛ ٤٢

(٣) في « ج » وعلى آله

(٤) ساقطة من « هـ » « و »

(٥) في « أ » « ب » : وترجح آمال الحسنة فيه

في « د » « هـ » « و » هامش أ » : ومرجح الآمال الحسنة فيه

(٦) في « د » « هـ » « و » : من

(٧) في « د » : وجهلوا

(٨) عن « ج » « د » « هـ » « و » « هامش أ »

(٩) غير موجودة في « د » « هـ » « و »

(١٠) في « ج » « د » « هـ » « و » « هامش أ » : الخلائق

(١١) في « د » : وعترته

(١٢) في « أ » : وما يأتي

فى « هامش أ » « د » « هـ » « و » : فيما سيأتي

في « ج » : فيما مضى وما سيأتي

(١٣) عن « هامش أ » « ج » « د » « هـ » « و ». وفي « أ » « ب » : حذاء الوصف الشريف

١١٠

ترك أمّته في ضلال الإهمال (١) ، وحيرة الإغفال ، ووكلهم إلى اختياراتهم المتفرّقة وآرائهم المتمرّقة (٢).

وقد كثر تعجّبي ممّن شهد له بذلك (٣) الوصف الكامل ، ثمّ نسبه إلى هذه النقائص (٤) والرذائل ، مع شهادتهم أنّه عرف أنّ أمّته تبلغ من التفريق ، إلى ثلاث وسبعين فرقة على التّحقيق.

وأرى أنّ كلّ من ادّعى على نبيّ (٥) أنّه مات عن (٦) غير وصيّة كاملة ، فقد بلغ من ذمّه غاية نازلة ، وتعرّض من الله لمؤاخذة هائلة ، وكابر المعقول والمنقول ، وقبّح (٧) ذكر الله والرسول.

فلا تقبل عقول العارفين ، بآله العالمين (٨) ، ونوّابه (٩) السالكين سبيله في الهداية والتّبيين ، أنّ محمّدا الّذي هو أفضل النّبيّين وخاتم المرسلين ، انتقل إلى الله قبل أن يوصي ويوضح الأمور للمسلمين ، ويدلّهم على الهداة (١٠) من بعده إلى يوم الدين.

__________________

(١) في « د » : الاهوال

(٢) في « هـ » « و » : المتمزّقة

(٣) في « ج » : ممن شهد بذلك

في « د » « هـ » « و » : ممن شهد عليه بهذا

(٤) في « ج » : النقائض

(٥) في « أ » : ورأى كل من ادعى على نبي

في « ج » : « نسخة من أ » : وأرى كل من ادّعى على نبي

في « ب » : ورأى كلّ من ادعى من أنّه. والمثبت عن « د » « هـ » « و » « نسخة اخرى من أ »

(٦) في « و » : على

(٧) في « ج » : وفتح

(٨) في « د » : وبال العالمين

(٩) في « ب » « ج » « هـ » : وبوابه. وقد نقطت في « أ » من فوق وتحت فتقرأ بالشكلين

(١٠) في « أ » « ب ». « ج » « هـ » : على الهداية

في « د » « هامش أ » : عليه للهداة

١١١

وقد أثبتّ (١) في (٢) هذا المعنى الشريف ، أخبارا يسيرة على الوجه اللطيف ، ليستدلّ بجملتها (٣) على التفصيل ، ويعلم أنّ محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله ما أهمل الوصيّة في الكثير ولا القليل (٤).

ولم أذكر ما اعترف به علماء الإسلام ، من الأخبار المتّفق عليها بين الأنام ، كخبر « إنّي (٥) مخلّف فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي (٦) ».

وكخبر تعيينه لأهل بيته ، المشار إليهم في تفسير (٧) آية ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٨).

__________________

(١) في « ج » « هـ » « و » : أتيت

(٢) في « هـ » : إلى

(٣) في « د » « هـ » : بحملها

في « و » : مجملها

(٤) في « د » : والقليل

(٥) في « أ » « ج » « د » « هـ » : إنني

(٦) روى هذا الحديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أكثر من ثلاثين صحابيّا ، وما لا يقل عن ثلاثمائة عالم من كبار علماء أهل السنة. وهو من المتواترات ، وقد أفرد العلاّمة مير حامد حسين جزءين من « عبقات الانوار » في طرق هذا الحديث. انظر نفحات الازهار ( ج ١ ؛ ١٨٥ ، ١٨٦ )

وإليك بعض مصادره : جواهر العقدين (١٧٢) ، كنز العمال ( ج ١٣ ؛ ١٤٠ / ٣٦٤٤١ ) ، شرح النهج ( ج ٦ ؛ ٣٧٥ ) ، ينابيع المودة ( ج ١ ؛ ٢٠ ، ٢٩ ) ، صحيح مسلم ( ج ٤ ؛ ١٨٧٣ / باب فضائل عليّ ـ الحديث ٢٤٠٨ ) ، سنن الترمذي ( ج ٥ ؛ ٣٢٩ / ٣٨٧٦ ) ، الدر المنثور ( ج ٦ ؛ ٧ ) ، المستدرك للحاكم ( ج ٣ ؛ ١٤٨ ) ، مسند أحمد ( ج ٤ ؛ ٣٦٦ ) ، السنن الكبرى ( ج ٢ ؛ ١٤٨ ) ، مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٦٣ ) ، كفاية الطالب (٥٢) ، أسد الغابة ( ج ٢ ؛ ١٢ ) ، نظم درر السمطين (٢٣١) ، تذكرة الخواص (٣٢٢).

وانظر تخريجاته في كتاب قادتنا ( ج ٧ ؛ ٣٥٤ ـ ٣٧٣ )

(٧) في « أ » « ب » : المشار إليهم في آية

في « هامش أ » « د » « هـ » « و » : من تفسير آية

(٨) الأحزاب ؛ ٣٣

وهذه الحادثة رواها المسلمون جميعا ـ شيعة وسنّة ـ وهي : أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خرج غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثم جاء الحسين فأدخله معه ، ثم جاءت فاطمة ـ

١١٢

وكخبر أنّ عليّا عليه‌السلام منه (١) بمنزلة هارون من موسى (٢).

وكخبر أنّ الحقّ مع عليّ عليه‌السلام يدور حيثما دار (٣).

__________________

ـ فأدخلها ، ثم جاء عليّ فأدخله ، ثم قال : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )

رواها مسلم في صحيحه ( ج ٤ ؛ ١٨٨٣ / باب فضائل أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، المستدرك للحاكم ( ج ٣ ؛ ١٤٧ ) ، ( ج ٢ ؛ ٤١٦ ) ، فرائد السمطين ( ج ٢ ؛ ١٨ / ٣٦٢ ) ، مناقب أحمد ( ج ١ ؛ ٧٠ / ١٠٠ ) ، مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١٦٧ ) ، مطالب السئول (١٨) ، سنن الترمذي ( ج ٥ ؛ ٣٢٨ / ٣٨٧٥ ) ، كفاية الطالب (٣٠) ، تفسير الطبري ( ج ٢٢ ؛ ٨ ) ، تفسير ابن كثير ( ج ٣ ؛ ٤٨٥ ) ، الدر المنثور ( ج ٥ ؛ ١٩٨ ). وانظر تخريجاته في كتاب قادتنا ( ٧ ؛ ٣٧٩ ـ ٣٩٦ )

(١) كلمة ( منه ) ساقطة من « د »

(٢) ثبت هذا الخبر ـ أعني خبر المنزلة ـ عند جميع المسلمين ، فأمّا الشيعة فلا تكاد تضع يدك على مصدر من مصادرهم إلاّ وترى فيه هذا الحديث ، وأمّا ما ثبت وروي في كتب السنة فهو كثير جدّا نذكر منه : تاريخ دمشق لابن عساكر ( ج ١ ؛ ٣٣٤ / ٤٠٣ ، ٤٠٤ ) ، مجمع الزوائد ( ج ٩ ؛ ١١٠ ، ١١١ ) ، أسنى المطالب ( ٢٩ / الباب ٦ ـ الحديث ٢٣ ) ، مطالب السئول (٤٣) ، مناقب الخوارزمي ( ٢١١ / الفصل ١٩ ) ، كفاية الطالب (١١) ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ( ج ٥ ؛ ٣١ ) ، مناقب ابن المغازلي ( ٣٤ / الحديث ٢٥ ) ، صحيح مسلم ( ج ٤ ؛ ١٨٧٠ / باب فضائل عليّ عليه‌السلام ـ الحديث ٢٤٠٤ ) ، سنن ابن ماجة ( ج ١ ؛ ٤٢ ) ، ميزان الاعتدال ( ج ٣ ؛ ٥٤٠ / ٧٥٠١ ) ، سنن الترمذي ( ج ٥ ؛ ٣٠٤ ) ، المعيار والموازنة (٢١٩) ، صحيح البخاري ( ج ٥ ؛ ٣ ، ٢٤ / كتاب الفضائل ) ، مسند أحمد ( ج ١ ؛ ١٧٠ ، ١٧٣ ، ١٧٥ ، ١٨٥ ) ، سنن أبي داود ( ج ١ ؛ ٢٩ ) ، أسد الغابة ( ج ٤ ؛ ٢٦ ) و ( ج ٥ ؛ ٨ ) ، خصائص النسائي ( ١٥ ، ١٦ ) ، كنز العمال ( ج ٦ ؛ ٤٠٢ ) ، ذخائر العقبى (١٢٠) ، وانظر تخريجاته في كتاب قادتنا ( ج ٢ ؛ ٤١١ ـ ٤٢٨ )

(٣) وهو قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رحم الله عليّا ، اللهمّ أدر الحق معه حيثما دار. وهذا أيضا مما خرّجه حفاظ وعلماء المسلمين جميعا. اخرجه الحاكم في المستدرك ( ج ٣ ؛ ١٢٤ ) ، فرائد السمطين ( ج ١ ؛ ١٧٦ ) ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ( ج ٥ ؛ ٦٢ ) ، سنن الترمذي ( ج ٥ ؛ ٢٩٧ / ٣٧٩٨ ) ، تحفة الاحوذي ( ج ١٠ ؛ ٢١٧ ) ، مناقب الخوارزمي (٥٦) ، الملل والنحل ( ج ١ ؛ ١٠٣ ) ، ورواه العبدري في الجمع بين الصحاح الستة كما نقله في إحقاق الحق ( ج ٥ ؛ ٦٢٦ )

وقال الفخر الرازي في تفسيره ( ج ١ ؛ ٢٠٥ ) « ومن اقتدى بعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام فقد اهتدى ، والدليل عليه قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهمّ ادر الحق مع عليّ حيث دار »

١١٣

وكخبر يوم الغدير (١) ، وكلّ ما اتّفق على نقله (٢) المخالف والمؤالف في المعنى (٣) ، وهو شيء كثير (٤).

وقد رأيت كتابا يسمّى كتاب « الطرائف في مذاهب الطوائف » (٥) ، فيه شفاء لما في الصدور ، وتحقيق تلك الأمور ، فلينظر ما هناك من الأخبار والاعتبار ، فإنّه واضح لذوي البصائر والأبصار ، وإنّما نقلت هاهنا ما لم أره في ذلك الكتاب ، من الأخبار المحقّقة (٦) أيضا في هذا الباب ، وهي ثلاث (٧) وثلاثون طرفة :

__________________

(١) خلاصته أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جمع الناس يوم غدير خم ـ وهو موضع بين مكة والمدينة بالجحفة ـ وذلك بعد رجوعه من حجّة الوداع ، وكان يوما صائفا ، حتّى أنّ الرجل ليضع رداءه تحت قدميه من شدّة الحرّ ، وجمع صلى‌الله‌عليه‌وآله الرحال وصعد عليها ، وقال : معاشر المسلمين ، ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : اللهمّ بلى ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله »

وقد استوفى استخراجه العلاّمة الأميني رحمه‌الله فأخرجه عن مائة وعشرة من الصحابة [ الغدير ( ج ١ ؛ ١٤ ـ ٦١ )] ، وعن أربعة وثمانين تابعيا [ الغدير ( ج ١ ؛ ٦٢ ـ ٧٢ )] ، ورواه من الحفاظ والرواة والعلماء ثلاثمائة وستّون شخصا [ الغدير ( ج ١ ؛ ٧٣ ـ ١٥١ ) ]

(٢) في « هـ » : ما اتفق عليه

(٣) جملة ( في المعنى ) غير موجودة في « هـ » « و »

(٤) في « ج » « هـ » « و » : فهو شيء كثير

جملة ( في المعنى : وهو شيء كثير ) غير موجودة في « د »

(٥) جملة ( في مذاهب الطوائف ) غير موجودة في « د » « هـ » « و »

(٦) في « أ » « ب » : المتحقّقة. وفي هامش « أ » وباقي النسخ كما في المتن

(٧) في « أ » « ب » : ثلاثة. والمثبت عن « هامش أ » وباقي النسخ

١١٤

الطّرفة الأولى

في ابتداء تصريح النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بالنّصّ على عليّ عليه‌السلام لمّا أسلمت خديجة رضي‌الله‌عنها.

عن عيسى بن المستفاد ، قال : حدّثني موسى بن جعفر ، قال (١) : سألت أبي ؛ جعفر بن محمّد عليه‌السلام عن بدء (٢) الإسلام ، كيف أسلم عليّ عليه‌السلام؟ ، وكيف أسلمت خديجة رضي‌الله‌عنها؟

فقال لي موسى بن جعفر : تأبى إلاّ أن تطلب أصول العلم ومبتدأه ، أم والله إنّك لتسأل (٣) تفقّها.

قال موسى : فقال (٤) لي أبي : إنّهما لمّا أسلما دعاهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال (٥) : يا عليّ ويا خديجة ، أسلمتما لله وسلّمتما له (٦) ، وقال : إنّ جبرئيل عندي يدعوكما إلى بيعة الإسلام ، فأسلما تسلما (٧) ، وأطيعا تهديا (٨).

__________________

(١) ساقطة من « ب »

(٢) في « ج » « د » « هـ » : بدى

(٣) في « د » « هـ » : لتساءل

(٤) في « هامش أ » « د » : قال

(٥) في « و » : وقال

(٦) في « ج » : ويا خديجة أسلمهما الله وسلّمهما له

(٧) في « ج » « د » « و » : فأسلما تسليما

(٨) في « هامش أ » : تهتديا

في « د » : فاسلما تسليما تهتديا

١١٥

فقالا : فعلنا وأطعنا يا رسول الله.

فقال : إنّ جبرئيل عندي يقول لكما (١) : إنّ للإسلام شروطا وعهودا (٢) ومواثيق ، فابتدئاه (٣) بما شرطه (٤) الله عليكما لنفسه ولرسوله ؛ أن تقولا : نشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له في ملكه ، ولم يلده والد ، ولم يلد ولدا (٥) ، ولم يتّخذ صاحبة ، الها واحدا مخلصا ، وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، أرسله إلى الناس كافّة بين يدي الساعة ، ونشهد (٦) أنّ الله يحيي ويميت ، ويرفع ويضع ، ويغني ويفقر ، ويفعل ما يشاء ، ويبعث من في القبور.

قالا : شهدنا.

قال : وإسباغ الوضوء على المكاره ، واليدين والوجه والذّراعين ، ومسح الرأس ، ومسح الرّجلين إلى الكعبين ، وغسل الجنابة في الحرّ والبرد ، وإقام الصّلاة ، وأخذ الزكاة من حلّها ووضعها في أهلها (٧) ، وحجّ البيت ، وصوم شهر رمضان ، والجهاد في سبيل الله ، وبرّ الوالدين ، وصلة الرّحم ، والعدل في الرّعيّة ، والقسم بالسويّة (٨).

والوقوف عند الشّبهة إلى الإمام ؛ فإنّه لا شبهة عنده ، وطاعة ولي الأمر بعدي ، ومعرفته في حياتي (٩) وبعد موتي ، والأئمّة من بعده واحدا فواحدا (١٠).

__________________

(١) في « أ » : يقول كما أنّ. والمثبت عن « هامش أ » وباقي النسخ

(٢) كلمة ( وعهودا ) غير موجودة في « أ » « ب »

(٣) في « ب » : فابتداؤه

(٤) في « هامش أ » « د » « هـ » « و » : شرط

(٥) جملة ( ولم يلد ولدا ) ساقطة من « ب »

(٦) في « د » : وتشهدا

(٧) في « د » : حلّها. وهي ساقطة من « ج »

(٨) في « هامش أ » : والقسمة بالسويّة

في « ب » : والقسم في السويّة

في « د » : والقسمة في السويّة

(٩) في « د » : حياته

(١٠) في « هامش أ » « د » « هـ » « و » : واحدا واحدا

١١٦

وموالاة أولياء الله ، ومعاداة أعداء الله ، والبراءة من الشيطان الرجيم وحزبه وأشياعه ، والبراءة من الأحزاب ؛ تيم وعديّ وأميّة وأشياعهم وأتباعهم.

والحياة على ديني وسنّتي (١) ، ودين وصيّي وسنّته إلى يوم (٢) القيامة ، والموت على مثل ذلك ، غير شاقّة لأمره (٣) ، ولا متقدّمة (٤) ولا متأخّرة (٥) عنه ، وترك شرب الخمر وملاحاة الناس ، يا خديجة ، فهمت ما شرط عليك ربّك؟

قالت : نعم ، وآمنت وصدّقت ورضيت وسلّمت.

قال عليّ عليه‌السلام وأنا على ذلك.

فقال : يا عليّ ، تبايع (٦) على ما شرطت عليك؟

قال : نعم.

قال (٧) : فبسط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كفّه ، فوضع كفّ عليّ في كفّه ، فقال : بايعني يا عليّ (٨) على ما شرطت عليك ، وأن تمنعني ممّا (٩) تمنع منه نفسك.

فبكى عليّ عليه‌السلام وقال (١٠) : بأبي وأمّي ، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله.

__________________

(١) كلمة ( وسنتي ) ساقطة من « د »

(٢) كلمة ( يوم ) ساقطة من « ج »

(٣) في « أ » « ب » : غير شاقة لأمانته

في « هامش أ » : غير شاكة بأمانته

في « ج » « هـ » « و » : غير مشاقة لأمّته

في « د » : غير مشاقة لأمره. والمثبت عن « هامش أ » عن نسخة بدل

(٤) في « ب » : ولا متعدّية

(٥) جملة ( ولا متأخّرة ) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٦) في « د » « هـ » « و » : تبايعه

(٧) ساقطة من « أ »

(٨) جملة ( يا عليّ ) ساقطة من « أ » « ب » ، والمثبت عن « هامش أ » وباقي النسخ

(٩) في « أ » : عمّا

(١٠) في « ج » « د » « هـ » « و » : فقال

١١٧

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اهتديت (١) وربّ الكعبة ، ورشدت ووفّقت وأرشدك الله ، يا خديجة ، ضعي يدك فوق يد عليّ عليه‌السلام ، فبايعي له ـ فبايعت ـ على مثل ما بايع عليه عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام على أنّه لا جهاد عليك.

ثمّ قال : يا خديجة ، هذا عليّ مولاك ومولى المؤمنين وإمامهم بعدي.

قالت : صدقت يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قد بايعته على ما قلت ، أشهد الله وأشهدك بذلك (٢) ، وكفى بالله شهيدا و (٣) عليما.

__________________

(١) في « هامش أ » « د » : أهديت

(٢) كلمة ( بذلك ) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٣) الواو عن « ب »

١١٨

الطّرفة الثانية

في تعيين محمّد سيّد المرسلين صلى‌الله‌عليه‌وآله ، على عليّ عليه‌السلام أمير المؤمنين عليه‌السلام (١) ، بالخلافة قبل الهجرة ، حيث أسلم نفر قليل من المسلمين ، ونزل قوله تعالى ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ )

عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو (٢) ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال (٣) : لمّا نزلت (٤) ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (٥) أي رهطك المخلصين ، دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بني عبد المطلب وهم إذ ذاك أربعون رجلا ، يزيدون رجلا أو ينقصون (٦) رجلا ، فقال : أيّكم يكون أخي ووارثي ووزيري ووصيّي (٧) وخليفتي فيكم بعدي؟

فعرض (٨) ذلك عليهم رجلا رجلا ، كلّهم يأبى (٩) ذلك ، حتّى أتى عليّ ، فقلت : أنا يا رسول الله.

__________________

(١) في « ب » : في تعيين محمّد المرسلين وعليّ أمير المؤمنين عليهما‌السلام

(٢) في « ب » : عمر

(٣) ساقطة من « هـ »

(٤) في « ب » : أنزلت

(٥) الشعراء ؛ ٢١٤

(٦) في « هامش أ » « د » : لا يزيدون رجلا أو لا ينقصون.

(٧) ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٨) في « هامش أ » « د » « هـ » « و » : يعرض

(٩) في « ب » : وكلّهم يأبى. وفي « هـ » « و » : كلّهم يأتي

١١٩

فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بني عبد المطّلب ، هذا أخي ووارثي ووزيري وخليفتي فيكم بعدي.

فقام (١) القوم يضحك بعضهم الى بعض ، و (٢) يقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا (٣) الغلام.

__________________

(١) في « هـ » « و » : فقال

(٢) الواو ساقطة من « د » « هـ » « و »

(٣) في « هـ » : هذا

١٢٠