منّة المنّان في الدفاع عن القرآن

السيد محمّد الصدر

منّة المنّان في الدفاع عن القرآن

المؤلف:

السيد محمّد الصدر


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الأضواء
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٨٥

فلا بأس حينئذ أن نضيف للعمد شيئا آخر ، للتنبيه على أن الضلال يمكن أن يكون شيئا من هذا القبيل.

فإن قلت : إن السفع مناسب للكاذب ، ولكنه غير مناسب للخاطئ ، لأنه قاصر ، فلا يستحق تلك العقوبة.

قلت : له أكثر من جواب :

أولا : إن السفع يناسب حتى مع الخطأ ، لأنه قد يكون ضربا ، أو قد يكون أمرا آخر. كظلمة القلب واسوداد الوجه ، من حيث الأثر الوضعي لشارب الخمر مثلا ، أو السارق الذي يأكل الحرام.

كما أن السفع يكون بمعنى الابتلاء ، فالقاصر والمقصر دائما في بلاء الدنيا وعقوباتها ومصاعبها ، فقوله : لنسفعا ، أي لنمتحننه في الدنيا ببلائها لعله يتذكر أو يخشى. فيكون مناسبا حتى مع القاصر.

ثانيا : أن نفهم من الخطأ : الأعم من الاشتباه وغيره. فيكون من عطف العام على الخاص ، فكل كذب خطأ ولا عكس. وبقرينة السفع وهي العقوبة ، نحمل الخطأ على حصتين ، حصة عمدية وحصة سهوية ، فيستحق العقوبة على الحصة العمدية وينسجم المعنى.

ثم قال تعالى : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ ...) لعل هذا النداء ينقذه ، ويفيده في دفع العقوبة الإلهية!! فإن دعا ناديه ، فإننا سندعو الزبانية الشداد الغلاظ ، ويكون هو وناديه تحت تصرفهم.

فهناك نحو لطافة في المقارنة بين الدعويين ، ونحو لطافة في المقابلة بين الزبانيتين : الزبانية الدنيوية «ناديه» والزبانية الأخروية. وهم الملائكة الشداد الغلاظ.

ولا بد لنا فيما يلي أن نتعرف عن معنى كل من الدعاء ، وهو مكرر مرتين ، ومعنى النادي ، ومعنى الزبانية ، من أجل فهم الأطروحة المحتملة ، لمعنى الآيتين الكريمتين :

٤٦١

سؤال : ما هو معنى النداء؟

جوابه : قال الراغب (١) : النداء رفع الصوت وظهوره. إلى أن قال : وأصل النداء من الندى أي الرطوبة (ومنه الندى الليلي ويقال : محل ندي وفيه نداوة) يقال : صوت ندى رفيع. واستعارة النداء للصوت من حيث إن من يكثر رطوبة فمه حسن كلامه ، ولهذا يوصف الفصيح بكثرة الريق. (كما يوصف الكريم بكثرة الرماد). ويسمى الشجر : ندي ، لكونه منه ، وذلك لتسمية المسبب باسم سببه.

أقول : إن هذه التسمية للشجر مجازية بالأصل لأن النداوة وهي الرطوبة إنما تكون في باطن الورقة لا في ظاهرها. وليس المفروض أن في الظاهر أية رطوبة. وبتعبير آخر : إنه يراد من النداوة هنا : الليونة. وقد كانت مجازا ، فأصبحت حقيقة.

إلى أن قال الراغب : وعبّر عن المجالسة بالنداء حتى قيل للمجلس النادي والمنتدى والندي. وقيل : ذلك للجليس. قال : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ). ومنه سميت دار الندوة بمكة.

أقول : يتحصل من ذلك عدة أطروحات لفهم النادي ، في الآية الكريمة :

١ ـ المكان الذي ينتدى به ويجتمع به.

٢ ـ نفس الجماعة المنتدية في النادي.

٣ ـ أن يراد بالنادي الأعم من الواحد والمتعدد. وفي الوجهين السابقين لا ينطبق إلّا على المفرد.

٤ ـ ما ذكره ابن منظور في لسان العرب قال (٢) : فليدع حيّه وقومه.

أقول : وهو على نحو المجاز.

٥ ـ وهي متوقفة على مقدمة ، وحاصلها : أن النداء قد يكون لأجل الاعتقاد بمذهب معين. كما قال تعالى (٣) : (لَهُ أَصْحابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى

__________________

(١) المفردات ، مادة : «ندي».

(٢) لسان العرب مادة : «ندي».

(٣) الأنعام / ٧١.

٤٦٢

الْهُدَى). وقال سبحانه (١) : (ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ). فهي دعوة إلى العقيدة ، فالنداء يكون بنفس المعنى أي : اعتقد بعقيدتنا.

فإذا تمت هذه المقدمة نفهم من ناديه أي مناديه. وإن كان فيه تجوز باستعمال المادة الثلاثية محل الرباعية. ولكن كأطروحة يمكن أن تكون مقبولة. ويراد النادي هنا : مناديه في الضلال وشريكه في الشرك.

٦ ـ ناديه : أي منادمه أو نديمه. وإن كان بعيدا بحسب معنى المادة. أي أبدلت الميم ياء ، ولعله قصد ذلك عمدا لحكمة. لأن معنى (النادي) هو الشريك في النادي وهو غالبا منادم ونديم.

سؤال : ما معنى الزبانية؟

جوابه : لم يتعرض الراغب في المفردات إلى معنى الزبانية. لذا سنعرض إلى ما قاله ابن منظور في لسان العرب. قال (٢) الزين : الدفع. وزبنت الناقة إذا ضربت بنفثات رجلها عند الحلب. فالزبن بالنفثات والركض بالرجل والخبط باليد.

ابن سيده وغيره : الزبن دفع شيء عن شيء ، كالناقة تزبن ولدها عند ضرعها برجلها وتزبن الحالب. وناقة زفون وزبون ، تضرب حالبها وتدفعه ... وحرب زبون تزبن الناس ، أي تصدمهم وتدفعهم على التشبيه بالناقة ... والزبونة من الرجال الشديد المانع لما وراء ظهره.

إلى أن قال : الزبانية الذين يزبنون الناس أي يدفعونهم. وقال قتادة : الزبانية عند العرب الشرط ، ولكنه من الدفع. وسمي بذلك بعض الملائكة لدفع أهل النار إليها. وقوله : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ). قال قتادة : فليدع ناديه حيه وقومه. فسندعو الزبانية. قال : الزبانية في قول العرب : الشرط.

__________________

(١) غافر / ٤١.

(٢) لسان العرب مادة : «زبن».

٤٦٣

قال الكسائي : وأحد الزبانية : زبني. وقال الزجاج : الزبانية الغلاظ الشداد. وأحدهم : زبنية. وهم هؤلاء الملائكة الذين قال الله تعالى : (عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ). وهم الزبانية ...

وقال الأخفش : قال بعضهم : واحد الزبانية زباني. وقال بعضهم : زابن. وقال بعضهم زبنية مثل عفرية. قال : والعرب لا تكاد تعرف هذا وتجعله من الجمع الذي لا واحد له مثل أبابيل وعباديد.

أقول : ولا بد من الالتفات إلى أن قوله : سندع ، بالكتابة المشهورة خال من الواو وهو خطأ على القاعدة ، لأنه من الأفعال الخمسة ، يحذف واوه عند الجزم. يقال : لم يدع. والسين ليست جازمة ـ بطبيعة الحال ـ فهو إذن مرفوع بالضمة المقدرة على الواو ، فوجود الواو ضروري.

فإن قلت : إنها حذفت لوحدة السياق. فليدع ... سندع.

قلت : ليس في الإعراب وحدة سياق ، فلا ملازمة بين جزم الفعلين.

فإن قلت : إنه خفيف الضمة ، والواو ثقيلة.

قلت : إنما خففت لأجل الوصل بالألف واللام. فهي ليست ضمة حقيقة ، فينبغي أن يكتب كما هو. وهذا من أخطاء كتّاب القرآن.

سؤال : ما هو معنى الدعاء؟

الدعاء : هنا النداء ، يعني سننادي الزبانية ، لكي يقبلون أو يعملوا ما هي وظيفتهم المستمرة. قال الراغب (١) : الدعاء كالنداء ، إلّا أن النداء قد يقال بيا أو أيا ونحو ذلك. من غير أن يضم إليه الاسم ، والدعاء لا يكاد يقال إلّا إذا كان معه الاسم نحو : يا فلان. (فالدعاء أعم من النداء). وقد يستعمل كل واحد منهما موضع الآخر قال تعالى : (كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً).

ويستعمل استعمال التسمية نحو دعوت ابني زيدا ، أي سميته (وحسب

__________________

(١) المفردات ، مادة «دعا».

٤٦٤

فهمي : إن دعوت ابني أي سوف أدعوه ، أي سميته لكي أدعوه) ... ودعوته إذا سألته (أي طلبت منه حاجة) وإذا استغثته. قال تعالى : (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ). أي سله. وقال : (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ... وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً ... وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ... لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً).

والدعاء إلى الشيء الحثّ على قصده : (قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) (أي يحثونني عليه) وقال : (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ). (أي يحثّ على الجنة). وقال تعالى : (يا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ. تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللهِ وَأُشْرِكَ بِهِ).

أقول : الظاهر أن الدعاء والنداء من الألفاظ التي إذا اجتمعت افترقت وإذا افتقرت اجتمعت (١) ... ومنه قوله تعالى : (٢) : (إِلَّا دُعاءً وَنِداءً). وهنا يتحصل سؤال عن الفرق بينهما ولو في صورة الاجتماع.

وجوابه : إن فيه أطروحتين :

الأولى : أطروحة الراغب من أن النداء أعم من الدعاء. لأن النداء يشمل ذكر الاسم وعدمه ، وأما الدعاء فهو يختص بصورة ذكر الاسم.

الثانية : وهي ما يمكن أن يقال : من أن النداء مجرد طلب الاقتراب. وأما الدعاء فهو طلب الاقتراب من أجل هدف معين أو تنفيذ مهمة مقصودة. ومنه الدعاء لقضاء الحاجة أو الإغاثة. ومنه الدعاء إلى العقيدة ، إلى الإيمان أو إلى الكفر. قال تعالى (٣) : (تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللهِ وَأُشْرِكَ بِهِ).

__________________

(١) يعني إذا اجتمعت في اللفظ افترقت في المعنى وإذا افترقت في اللفظ اجتمعت في المعنى. يعني أمكن عندئذ أن يراد منها معنى واحدا أو مشتركا.

(٢) البقرة / ١٧١.

(٣) غافر / ٤٢.

٤٦٥

وقال سبحانه (١) : (يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنا). يعني اقترب منا لتكون مثلنا في الإيمان أو الكفر.

وقوله في محل الكلام : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ). أي لهدف إنقاذه من عذاب الله سبحانه. وقوله سندع الزبانية أي لهدف المنع من ذلك الدفاع المزعوم. أو قل : للدفاع ضد الدفاع. وليس لمجرد الاقتراب.

وعلى أي حال ، فهاتان الأطروحتان تتفقان على كون النداء أعم ، لكن لكل منها من وجهة نظره. فيكون كل نداء دعاء ولا عكس.

وقد يقال ـ في الأطروحة الثانية ـ : إن لكل نداء هدفا لا محالة. فيكون كل نداء دعاء ، وليس في النداء حصة خارجة عن الدعاء بل يكونان متساويين مفهوما.

جوابه : من أكثر من وجه :

الوجه الأول : أن نتنزل عما قلناه ونقول : إن الفعل الاختياري عموما فيه غاية ، والنداء فعل اختياري ، فلا بد أن يكون في غاية فإذا دخلت الغاية ، أصبح النداء دعاء. فتكون النسبة بينهما هي التساوي وليس العموم المطلق.

الوجه الثاني : أن نحافظ على النظرية الأصلية ونقول : إن الهدف في الدعاء ليس المراد منه الهدف الواقعي أو العقلي الذي يكون في كل فعل اختياري. بل المقصود الهدف العرفي والعقلائي. وبهذا يمكن أن لا يكون للنداء هدف فلا يكون دعاء. فلا تكون النسبة بينهما هي التساوي بل العموم المطلق.

إن قلت : ولكن هذا قليل.

قلت : إن القلة لا تعني عدم وجود الشيء ، بل هو موجود مهما كان قليلا. وهذا الإشكال وارد حتى على الراغب حين يقول : إن النداء يصدق على ترك الاسم. فنقول : يا أو أيا فقط بدون اسم. فإنه أيضا قليل عرفا.

__________________

(١) الأنعام / ٧١.

٤٦٦

وأغلب النداءات تقول : يا فلان. فتكون دعاء. من وجهة نظره.

الوجه الثالث : إن قوله تعالى : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ). دعوتان متقابلتان ، فيها نكات لطيفة سبق بعضها :

أـ إنهما بمادة واحدة وهي مادة الدعوة أو الدعاء.

ب ـ إن الأولى دعوة بالباطل والثانية دعوة بالحق.

ج ـ إن الدعوة الأولى ضعيفة والثانية قوية.

د ـ إن الدعوة الأولى غير محرزة الطاعة. حين يدعو ناديه ، فلعلهم لا يستجيبون إليه. في حين أن الدعوة الثانية يقينية الطاعة ، لأن الملائكة : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ)(١).

وبذلك نلاحظ نقاط الضعف للدعوة الأولى ، ونقاط القوة للدعوة الثانية. وهي مقصودة في التهديد والتهويل لا محالة.

سؤال : عن هدف السورة؟

جوابه : إن السورة بعد تمجيد الله سبحانه بذكر الخلق والتعليم بالقلم. وذكر نعمه في الآيات الخمس الأولى. تكون بعدها مكرسة لتهديد الفاسدين من الناس :

أولا : بعنوان الإنسان الذي يطغى.

ثانيا : بعنوان الذي ينهى عبدا إذا صلّى.

ثالثا : بعنوان إنّه كذب وتولّى.

وكلها راجعة إلى عنوان واحد وهو العناد والكفر ، أو قل : الشرك بالمعنى الكلي ولا يراد به الجزئي.

وكذلك ضده يرجع إلى عنوان واحد كلي. وهو الهداية ، أو قل : المهتدي. وهو المخاطب بقوله : (كَلَّا لا تُطِعْهُ). وذلك لعدة أسباب :

__________________

(١) التحريم / ٦.

٤٦٧

أولا : بعنوان : (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى).

ثانيا : بعنوان : (أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى). إذا أرجعنا الضمير إلى المصلي كما هو الأرجح.

ثالثا : بعنوان : (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى).

رابعا : بعنوان : التهديد بالسفع بالناصية.

والنتيجة النهائية هي وجوب طاعة الله والنهي عن إطاعة ذلك الفاسق الفاجر. كلا لا تطعه في نهيه عن الصلاة وأمره بالضلال. بل استمر بصلاتك وطاعتك وسجودك وتقربك.

ولا يقال : إن الطاعة منحصرة بالأمر ولا تشمل النهي ، لأنها تعني التنفيذ. وهي تتحقق في الأمر ، وأما النهي فيقتضي الترك. أو قل : أن يتعلق بأمر عدمي ، وليس فيه طاعة. وإذا لم يكن فيه طاعة ، فلا يصدق هنا إطاعة النهي في قوله تعالى : (كَلَّا لا تُطِعْهُ). أي لا تطع نهيه عن الصلاة.

جوابه : إن ذلك ليس بصحيح أكيدا ، وذلك من أكثر من وجه :

الأول : إن طاعة الأمر بتنفيذه بالفعل. وطاعة النهي بتنفيذه بالترك.

الثاني : إن العرف يعمم معنى الفعل أو العمل إلى معنى الترك. فهو يشمل إيجاد الفعل وتركه. وهذا معنى مستعمل في الفقه كثيرا. فقوله : لا تشرب الخمر ، متعلق بالترك ، وما دام يمكن تنفيذه عن علم وعمد ، عدّ عملا عرفا.

وإذا تنزلنا عن ذلك ، وقلنا إن النواهي ليس فيها طاعة لأنها ليس فيها فعل. فهذا يتم في الترك الصرف ، كترك شرب الخمر. ولكن الترك إذا كان فعلا عرفا ، كان مسلم الصحة. والأمر في المقام كذلك. لأن قوله تعالى : (لا تُطِعْهُ) ، يقتضي الأمر بالصلاة وتنفيذها ، وليس تركها.

سؤال : عن تحليل قوله : (لا تُطِعْهُ)؟

٤٦٨

جوابه : إن الضميرين في قوله : لا تطعه ... أحدهما : فاعل وهو مستتر يعود إلى المصلي الذي نهاه المشرك عن الصلاة. والثاني : مفعول به وهو الضمير الظاهر المتصل. يعود إلى «الذي» ينهى عبدا إذا صلّى.

هذا بالنسبة إلى الموضوع في الآية ، وأما محمولاته ، فهي على مراحل :

المرحلة الأولى : إننا يمكن أن نفهم معنى الجزئي من السياق كله. وهذا واضح. على معنى كون المصلي واحدا بعينه والناهي كذلك.

إلّا أن المهم أننا نستطيع أن نعمم الصلاة إلى كل طاعة ، والمصلي إلى كل مطيع ، والناهي إلى كل عاصي ، وإن كان الخطاب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله. إلّا أن القرآن نازل للمسلمين جميعا بل للبشر جميعا ، كما ذكرنا ذلك كثيرا.

المرحلة الثانية : إن السياق قد تحول من الغائب في قوله : عبدا إذا صلّى. إلى المخاطب في قوله : (كَلَّا لا تُطِعْهُ). وفيه إشعار واضح بأن المراد في الآيتين سياق واحد. وهو يناسب ما قلناه في المرحلة الأولى من أن المنهي يمكن أن يكون جزئيا أو كليا.

المرحلة الثالثة : أنه يتحصل من المرحلة الثانية أن الضمير في قوله : (لا تُطِعْهُ) راجع إلى ما هو بعيد جدا في السياق. فقد يقال : بعدم إمكان ذلك.

وجوابه : إن هذا الاستبعاد إنما يكون صحيحا إذا لم تقم قرينة على هذا الإرجاع. وأما مع قيامها عليه والدلالة عنه. فلا مانع منه ، حتى بعد ألف سطر!!. والدلالة هنا موجودة ، وهي وحدة السياق ، فإنه كله يدل على الخصام ما بين المصلي وبين الذي ينهاه عن الصلاة. فالأمر في السورة مستمر الحديث عنه. فلا بأس بإرجاع الضمير إليه.

إن قلت : إن الزبانية لا يدعون ، وإنما يلقي الفرد المشرك إليهم. بينما قوله : فليدع ناديه ، يختلف أمرهم عن الملائكة.

قلت : جوابه من أكثر من وجه :

٤٦٩

أولا : إن دعوة النادي ودعوة الملائكة مختلفتان جذريا ـ كما قلنا ـ. وإنما ذكر للتناسق اللفظي فقط. وذلك لأن طريق العمل في كليهما مختلف ، يكفي أن نلتفت إلى أن أحدهما دنيوي والآخر أخروي. وكذلك طريقة التنفيذ.

ثانيا : إنه من قال : إن الملائكة لا يدعون ولا يأتون؟ نعم حصة منهم يلقي الإنسان إليهم. لكن البعض منهم يأتون ، كما في حال الاحتضار وبعد الدفن ، بالنسبة إلى ملائكة المحاسبة وملائكة الثواب وملائكة العقاب. وغيرهم.

ثالثا : قوله : سندع. أي سنأمر. فهم حاضرون دائما ، ولا حاجة إلى الدعوة من بعيد. وإنما المهم توجيه الأمر إليهم بالعقوبة. ويكفي أن يفهموا بالأمر بمجرد إلقائه إليهم. ومن هنا يرد قوله تعالى (١) : (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ. ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ. ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ). ولو لم يؤمروا بذلك لما فعلوه.

سؤال : من هم الزبانية؟

جوابه : إن ما عليه المشهور من أن الزبانية هم (١٩) وهم الملائكة الشداد الغلاظ ونحو ذلك ... وإنما هو بساطة في التفكير ناشئة من تخيل الانحصار في عدد محدد من الملائكة. إذن ، يستنتج : أن كل تعبير في القرآن يعود إليهم. إلّا أن هذا الانحصار غير محتمل.

لأن أعداد الملائكة كبير جدا ، فلا بأس أن تكون هناك عدة مجموعات ، كل واحدة بعنوان مستقل.

ومن قبيل هذا الوهم ، وهم موجود في الأسماء التي أطلقها القرآن على يوم القيامة كيوم الحسرة ، يوم البعث ، يوم الفصل ، يوم التلاق ، يوم الآزفة ، يوم التناد ، يوم الحساب وغيرها.

__________________

(١) الحاقة / ٣٠ ـ ٣٢.

٤٧٠

فيجاب بنفس الجواب : أنه يصح على تقدير الانحصار. وهو منفي في عدد من الروايات من أن هناك مواقف عديدة ومقامات كثيرة ، فلا بأس أن تسمى كل رتبة وكل صعوبة باسم مستقل. وأما إرجاعه إلى معنى واحد ، فهو فهم ساذج.

سؤال : لما ذا قال : (لا تُطِعْهُ) ، ولم يقل : اعصه. مع أن الإثبات أولى من النفي؟

جوابه : من عدة وجوه :

الأول : إن في النفي تأكيدا لقوله : كلّا. فيكون كلا لا. وكلا ضرورية باعتبار كونها جوابا لما قبلها كما سبق.

الثاني : إن هذا هو الأنسب مع الفهم العرفي ، لأنه يفهم من معنى الطاعة : تنفيذ مقاصد الآمر ورغبته. وهو إن ترك صلاته فقد أطاعه. فينهاه عن ذلك. فإذا استمر بصلاته فقد عصاه. ولكنه في الحقيقة لم يحقق هدف هذا الأمر فيكون : (لا تُطِعْهُ). يعني لا تحقق ذلك الهدف الذي قصده.

فكما أن المقصود منه جهة عملية ، فإن فيه جهة نفسية للآمر ، وذلك بعصيانه وإفشاله ، وهذا لا يتوفر إلّا بعنوان الطاعة. أعني : النهي عن طاعته ، كما ورد في الآية الشريفة.

الثالث : ضرورة جمال السياق القرآني ، إذ بدونه يفسد السياق.

هذا. وقد ورد لفظ : كلّا في السورة عدة مرات ، كلها تصلح أن تكون «جوابا» : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى ، كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ ، كَلَّا لا تُطِعْهُ).

مضافا إلى جواب رابع. وهو قوله : (أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى). إذا أرجعنا الضمير إلى المصلي. وكلا منها ، يراد بها التوصل إلى النتيجة النهائية ، وهي : وجوب عصيان أهل الباطل والاقتصار على إطاعة الأوامر الإلهية. بالاستمرار بالسجود والتقرب الذي كان ينهى عنه المشرك.

٤٧١

سؤال : لما ذا قال : واسجد. ولم يقل : بل اسجد؟

جوابه : أن قوله : واسجد ، بمعنى بل أو لكن. أي خالفه إلى غيره أو إلى ضده. واستمر بصلاتك وسجودك. أما أنه لما ذا لم يصرح بذلك ، بأن يقول : بل ونحوها ، مع أنه الأنسب في سياق المعنى.

فالجواب أنه لا حاجة إلى ذلك ، لأن السياق نص قطعي في ذلك. إذ ليس المعنى عدم إطاعته بشيء أجنبي ، بل في هذا بالذات.

وبتعبير آخر : إن متعلق الأمر هنا ، وهو السجود والاقتراب هو متعلق النهي هناك وهو الصلاة. فيكون قرينة على أن الطاعة وعدمها متعلقان بشيء واحد ، لا بشيئين أجنبيين.

إذن فالسياق كاف في الدلالة على التضاد ، بلا حاجة إلى استعمال بل أو لكن ونحوهما.

سؤال : عن معنى اقترب؟

جوابه : إن له معنيين :

الأول : وهو ما عليه إجماع المفسرين ، وفهم السيد الطباطبائي قدس‌سره ، وهو معنى إثباتي ، بمعنى قصد القربة ، أما في الصلاة أو في مطلق الطاعة. كما ورد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال لأبي ذر : لتكن كل أفعالك بنيّة (١). أي بقصد القربة ، فإن المتورع يمكن فيه ذلك دائما.

الثاني : ثبوتي ، فهو يقتضي الاقتراب المعنوي من الله سبحانه ، أو من الكمال المطلق. وهو حصول التكامل فعلا. ولذا قال : اقترب ، ولم يقل : تقرب ولو قصد القربة ، لقال : تقرب.

__________________

(١) نص الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته له أنه قال : يا أبا ذر ليكن لك في كل شيء نيّة حتى في النوم والأكل. أقول : وما ذكرناه في المتن ، نقل في المعنى على وجه الاختصار. راجع الوسائل ج ١ ، ص ٣٣. أبواب مقدمات العبادات.

٤٧٢

وقصد القربة معنى تشريعي ، والاقتراب معنى تكويني ، ولا منافاة بينهما ، لأن الإنسان ينبغي أن يقصد القربة لكي يقترب. فيكون ذاك مقدمة لهذا.

ومقدمة الاقتراب التكويني هو السجود ، وهو غاية الخضوع لله عزوجل. وكلما خضع أكثر اقترب أكثر. فقوله : اقترب (معلول) وقوله : (اسجد) علة. وقد ذكر العلة قبل المعلول ، وهو السياق الطبيعي فقال : واسجد واقترب. يعني اسجد لكي تقترب.

ولا يقال : إن اقترب فاعله العبد ، وهو قصد القربة ، أما إذا كان المراد الاقتراب التكويني أو الثبوتي ، لكان الفاعل هو الله جل شأنه ، فيكون المعنى : اسجد فتقرب. كقوله تعالى : (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ). فهو فعل الله ، فيكون هذا قرينة على قصد القربة ، لا على الاقتراب التكويني.

ولكن هذا قابل للمناقشة ، لأن القدرة على المقدمة قدرة على النتيجة. فكأن العبد يطلب من الله سبحانه أن يفتح له باب الاقتراب ، وذلك بإيجاد العبادة ، بفعله الاختياري. فيكون المعنى : اسجد وبفعلك للسجود اقترب ، وبتعبير آخر : إن المأمور به هو المجموع وليس واحدا منهما. يكفينا من ذلك أن كلا اللفظين ، بفعل الأمر : (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ).

وإذا تنزلنا عن ذلك ، وقلنا بأن الاقتراب بفعل الله تعالى. فيقع تعارض بالقرائن المتصلة بين أمرين : من حيث إن اقترب ظاهر بالتقرب التكويني ، وإن الفاعل هو العبد ، وليس هو الله تعالى. مع العلم أننا نعلم خارجا أن العبد لا يستطيع أن يقترب تكوينا ، بل هو فعل الله سبحانه.

وجواب ذلك من وجوه :

الوجه الأول : أن نتنزل عن المقدمة الأخيرة ، ونقول : إن العبد ، يستطيع عرفا أن يتقرب تكوينا ، ولو إلى درجة معتدّ بها. ويكون هذا هو المقصود.

الوجه الثاني : أن يقع التعارض بينها ، فنقدم ما هو الأرجح والأظهر لفظيا. وهي مادة الاقتراب التي تدل على الاقتراب التكويني ، ويكون إسناده إلى العبد مجازيا.

٤٧٣

الوجه الثالث : أن نقول : إن أمر : اقترب : ليس تشريعيا كما يفهم المشهور ، بل هو أمر تكويني لاقتراب تكويني ، كما في قوله تعالى : (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ). ويكون الضمير فيه مفعولا في المعنى ، وإن كان فاعلا في اللفظ. كما لو قيل بالأمر التكويني : تمرض ، أو اشف.

فإن قيل : إن اسجد ، أمر تشريعي لا محالة. فإذا كان اقترب أمرا تكوينيا. كان هذا خلاف وحدة السياق بينهما.

قلنا : إن وحدة السياق قرينة ظنية يؤخذ بها عند الشك في المضمون. وأما في هذه الآية ، فالمفروض قيام القرائن القطعية على خلافها ، فلا تكون حجة.

سؤال : لما ذا أمر بالسجود ، ولم يأمر بالصلاة ، لأنه قد نهى عن الصلاة بعنوانها ، لا عن السجود؟

جوابه : من أكثر من وجه :

الوجه الأول : إن السجود هو الجزء الأهم من الصلاة ، أو الأغلب منها. وأقرب ما يكون العبد إلى ربه حال السجود ، كما ورد عن الأئمة الأطهار عليهم‌السلام (١). فحين ينهى هذا الضال المضل عن الصلاة إنما ينهى عن السجود. أو إن الجزء الأهم أو الرئيسي من نهيه هو ذلك. إذن ، فالنهي حاصل عن السجود ، والأمر أيضا متعلق بالسجود.

الوجه الثاني : إن المقصود والأساسي ، في قوله : واسجد واقترب هو الصلاة. لأنهما الجزءان الرئيسان فيها. فيكون المنهي عنه هو الصلاة والمأثور به هو الصلاة أيضا.

الوجه الثالث : ما ذكره في الميزان قال (٢) : ولعل الصلاة التي كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يأتي بها يومئذ كانت تسبيحه تعالى والسجود له.

أقول : هذا مبني على نزول السورة في أول الإسلام دفعة واحدة قبل

__________________

(١) من لا يحضره الفقيه ج ١ ، ص ٦٨ ، وعيون أخبار الرضا ، ص ١٨٢.

(٢) ج ٢٠ ، ص ٣٢٧.

٤٧٤

تشريع الصلاة. وهو مما لم يثبت ـ كما سبق ـ ولعدم وجود النهي عن الصلاة في ذلك الحين.

مضافا إلى : أن فعل الأمر ليس متوجها للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خاصة بل إلى جميع الناس ، لأن القرآن الكريم نزل إلى جميع الناس ، كما أن الناهي ليس هو ذلك الفرد الجزئي ، بل المراد به أي مشرك مضل.

وقال في الميزان (١) : وقيل المراد به السجود لقراءة هذه السورة التي هي إحدى العزائم الأربع في القرآن.

أقول : هذا لا معنى له ، لأن وجوب السجود متأخر رتبة عن هذا الأمر بالسجود ، فإن هذا بمنزلة الموضوع وذلك بمنزلة المحمول. والمحمول متأخر رتبة عن الموضوع. وأما فهم كلا الأمرين من لفظ واحد ، فهو متعذر من الناحية العرفية ، لأنه يكون من دلالة اللفظ على معنيين دفعة واحدة ، وهو مستحيل لغة وعرفا.

وهنا في نهاية السورة نلاحظ أن لها ثلاث مجموعات من النسق ، لم تتبدل عشوائيا بل لحكمة.

الأول : تمجيد الله سبحانه وذكر نعمه في أول السورة. إلى قوله ما لم يعلم. وهو نسق القاف والميم.

الثاني : لدى الشروع بمناقشة الفاسقين بقوله : (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى). وبقي النسق على الألف المقصورة في تسع آيات. إلى قوله : (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى).

الثالث : لدى الجواب المؤكد والنتيجة النهائية يتبدل النسق إلى الهاء أو التاء المدورة ، مع روي الياء. وهذا يعني أن نقرأ : خاطية لا خاطئة. ولعل فيها قراءة. فإنها أكثر انسجاما مع النسق ، إلّا أنها أقل فصاحة ومخالفة للمشهور.

وتبقى الآية الأخيرة كخلاصة أخيرة للسورة ، ذات نسق مستقل بنفسها ، بقوله : (وَاقْتَرِبْ).

__________________

(١) المصدر والصفحة.

٤٧٥
٤٧٦

الفهرس التفصيلي

فهرس المقدمة بإعطاء العنوان لفقراتها :

مقدمة الناشر ..................................................................  ٥

١ ـ الأسئلة الموجودة عن القرآن الكريم .............................................  ٧

٢ ـ اشتراط مستوى معين لمن يقرأ كتابنا هذا ........................................  ٩

٣ ـ الاعتذار عن الاستيعاب ....................................................  ١٠

٤ ـ اتخاذ أسلوب الأطروحات ...................................................  ١٠

٥ ـ تعريف الأطروحة ..........................................................  ١٢

٦ ـ التعريف بأسلوب اللاتفريط .................................................  ١٤

٧ ـ معنى الأطروحات الشاذة ....................................................  ١٥

٨ ـ بعض أسس تأليف هذا الكتاب .............................................  ١٦

٩ ـ تحديد موقع هذا الكتاب من علوم القرآن الكريم ...............................  ١٧

١٠ ـ طريقة البدء بالمصحف الشريف من نهايته ...................................  ١٨

١١ ـ أطروحات أسماء الصور ...................................................  ١٩

١٢ ـ موقف المؤلف من موارد النزول .............................................  ٢١

١٣ ـ موقف المؤلف من القراءات ................................................  ٢٢

١٤ ـ فكرة عن أغراض السور ...................................................  ٢٣

١٥ ـ بعض الأسس للجواب على الأسئلة ........................................  ٢٥

١٦ ـ التعريف بالنسق القرآني ...................................................  ٢٧

١٧ ـ التعريف بوحدة السياق ...................................................  ٢٨

١٨ ـ الحديث عن المصادر .....................................................  ٢٩

١٩ ـ أهمية الآراء السابقة على نزول القرآن .......................................  ٣١

٢٠ ـ طريقة العنونة والتبويب في الكتاب .........................................  ٣٢

مبحث البسملة

معنى الباء في البسملة ..........................................................  ٣٥

٤٧٧

لما ذا ذكر الاسم ..............................................................  ٣٨

لما ذا تبدأ سور القرآن الكريم بالبسملة ...........................................  ٤٠

مضمون البسملة ومدلولها ......................................................  ٤١

لما ذا خصت البسملة بهذه الأسماء الحسنى ........................................  ٤٤

لما ذا خصت مادة الرحمة في البسملة .............................................  ٤٤

معنى الاسم ..................................................................  ٤٧

الحديث عن ورود الاسم مفردا ..................................................  ٤٩

سورة الناس

التسمية .....................................................................  ٥١

قل ..........................................................................  ٥١

أعوذ برب الناس إله الناس ملك الناس ...........................................  ٥١

من شر الوسواس الخناس .......................................................  ٥٨

الذي يوسوس في صدور الناس .. إلى آخر السورة .................................  ٦١

الوجوه الإعرابية للآية الكريمة ...................................................  ٦٤

سورة الفلق

رب الفلق ....................................................................  ٦٨

كلام عن وجود الشر في الكون .................................................  ٦٨

من شر ما خلق ...............................................................  ٧٢

ومن شرّ غاسق إذا وقب .......................................................  ٧٤

ومن شرّ النفاثات في العقد .....................................................  ٧٧

ومن شرّ حاسد إذا حسد ......................................................  ٨١

سورة التوحيد

التسمية .....................................................................  ٨٣

في معنى كونها ثلث القرآن ......................................................  ٨٣

قل ..........................................................................  ٨٤

هو الله أحد ..................................................................  ٨٧

الله الصمد. لم يلد ولم يولد .....................................................  ٩١

ولم يكن له كفؤا أحد ..........................................................  ٩٢

٤٧٨

سورة اللهب

تبت يدا أبي لهب .............................................................  ٩٧

وتب ........................................................................  ٩٨

ما أغنى عنه ماله وما كسب ....................................................  ٩٨

سيصلى نار ذات لهب. وامرأته حمالة الحطب ....................................  ١٠١

الوجوه الإعرابية في السورة ..................................................... ١٠٦

في جيدها حبل من مسد .....................................................  ١١١

سورة النصر

التسمية ....................................................................  ١١٣

إذا جاء ....................................................................  ١١٣

نصر الله والفتح .............................................................  ١١٣

ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا ........................................  ١١٦

فسبح بحمد ربك واستغفره ....................................................  ١١٩

إنه كان توابا ................................................................  ١٢٣

الوجوه الإعرابية للسورة .......................................................  ١٢٥

سورة الكافرون

التسمية ....................................................................  ١٢٩

سبب التكرار في السورة ......................................................  ١٢٩

يا أيها الكافرون .............................................................  ١٣٥

ولا أنتم عابدون ما أعبد .....................................................  ١٤٠

لكم دينكم ولي دين .........................................................  ١٤٢

سورة الكوثر

التسمية ....................................................................  ١٤٥

إنا أعطيناك الكوثر ..........................................................  ١٤٥

فصل لربك وانحر ............................................................  ١٥١

سورة الماعون ................................................................  ١٥٥

التسمية ....................................................................  ١٥٥

أرأيت الذي يكذب بالدين ...................................................  ١٥٥

٤٧٩

فذلك الذي يدع اليتيم .......................................................  ١٥٦

ولا يحض على طعام المسكين .................................................  ١٥٨

فويل للمصلين. الذين هم عن صلاتهم ساهون ..................................  ١٦٠

الذين هم يراءون ............................................................  ١٦٣

ويمنعون الماعون ..............................................................  ١٦٥

سورة الإيلاف

التسمية ....................................................................  ١٦٧

لإيلاف قريش ..............................................................  ١٦٧

إيلافهم ....................................................................  ١٧٢

فليعبدوا رب هذا البيت ......................................................  ١٧٣

الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ......................................  ١٧٤

سورة الفيل

التسمية ....................................................................  ١٧٧

ألم ......................................................................... ١٧٧

تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ............................................. ١٧٨

ألم يجعل كيدهم في تضليل ....................................................  ١٧٩

وأرسل عليهم ...............................................................  ١٨١

طيرا أبابيل .................................................................  ١٨٢

ترميهم .....................................................................  ١٨٣

إعراب ترميهم ...............................................................  ١٨٦

من سجيل .................................................................  ١٨٨

معنى سجين ................................................................  ١٩١

الفرق بين سجيل وسجين ....................................................  ١٩٢

فجعلهم كعصف ............................................................  ١٩٥

مأكول ....................................................................  ١٩٦

سورة الهمزة

التسمية ....................................................................  ١٩٩

ويل .......................................................................  ١٩٩

٤٨٠