تفسير النسائي - ج ١

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي

تفسير النسائي - ج ١

المؤلف:

أبي عبدالرحمن ابن شعيب بن علي النسائي


المحقق: صبري بن عبدالخالق الشافعي وسيّد بن عبّاس الجليمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٨٧
الجزء ١ الجزء ٢

(١) ـ شيوخ الزهري.

ـ شيوخ الفضيل بن عياض ـ مسند حديث فضيل بن عياض.

(٢) ـ الضعفاء والمتروكين.

(٣) ـ الطبقات.

(٤) ـ عمل يوم وليلة والراجح أنه من الكبرى.

ـ فضائل القرآن.

(٥) ـ الكنى.

ـ المجتبى ـ السنن الصغرى.

(٦) ـ مسند حديث ابن جريج.

(٧) ـ مسند حديث الزهري بعلله والكلام عليه.

__________________

(١) ـ تلخيص الحبير (١ / ١١٠).

(٢) ـ طبع أكثر من طبعة.

(٣) ـ طبع ـ ولعلّ المطبوع بعضه لا كلّه.

(٤) ـ طبع بدراسة وتحقيق د. فاروق حمادة ـ حفظه الله تعالى.

(٥) ـ فهرسة ابن خير (ص ٢١٤) وتذكرة الحفاظ (٢ / ٦٢٥) وميزان الاعتدال (١ / ١٥) ومقدمة ابن الصلاح (ص / ٢٩٦) ولسان الميزان (٣ / ٣١٢ ، ٧ / ١٢١) وفتح المغيث للسخاوي (٣ / ٢٠٠) ونصب الراية (٣ / ٢٠٥ ، ٤ / ٢٣٧) والكتاني في الرسالة المستطرفة (ص / ١٢١) والذهبي في السير (١٤ / ١٣٣) ووصفه بأنه كتاب حافل.

(٦) ـ فهرسة ابن خير (ص ١٤٦).

(٧) ـ فهرسة ابن خير (ص ١٤٥).

٨١

(١) ـ مسند حديث سفيان الثوري.

(٢) ـ مسند حديث شعبة بن الحجاج.

ـ مسند حديث شعبة وسفيان مما رواه شعبة ولم يروه سفيان أو رواه سفيان ولم يروه شعبة من الحديث والرجال ـ الإغراب.

(٣) ـ مسند حديث الفضيل بن عياض ، وداود الطائي ، ومفضل بن مهلهل الضبي.

(٤) ـ مسند حديث مالك بن أنس.

(٥) ـ مسند حديث يحيى بن سعيد القطان.

(٦) ـ مسند علي بن أبي طالب.

(٧) ـ مسند منصور بن زاذان الواسطي.

__________________

(١) ـ فهرسة ابن خير (ص ١٤٦).

(٢) ـ فهرسة ابن خير (ص ١٤٦).

(٣) ـ فهرسة ابن خير (ص ١٤٨) وفتح المغيث للسخاوي (٢ / ٣٤٤) وتدريب الراوي (٢ / ١٥٥).

(٤) ـ فهرسة ابن خير (ص ١٤٥) العبر للذهبي (٢ / ٣٥) ، حسن المحاضرة (١ / ١٩٨) ، هدية العارفين (١ / ٥٦).

(٥) ـ فهرسة ابن خير (ص ١٤٨) وذكر أنه يقع في ثمانية أجزاء.

(٦) ـ نصب الراية (٣ / ١١٠) وتهذيب التهذيب وكتب رجال السنة في رموزهم له «عس» والسير (١٤ / ١٣٣).

(٧) ـ تدريب الراوي (٢ / ٣٦٤).

٨٢

(١) ـ معجم شيوخه.

(٢) ـ معرفة الإخوة والأخوات من العلماء والرواة.

(٣) ـ مناسك الحج.

(٤) ـ من حدّث عنه ابن أبي عروبة ولم يسمع منه.

* * *

__________________

(١) ـ تهذيب التهذيب (١ / ٨٨ ، ٨٩).

(٢) ـ مقدمة ابن الصلاح (ص ٢٧٩) وتهذيب التهذيب (٦ / ٣٢٤ ، ٧ / ٤٨٨) وفتح المغيث للسخاوي (٣ / ١٦٣) وتدريب الراوي (٢ / ٢٤٩ ، ٣٦٤).

(٣) ـ مقدمة جامع الأصول (١ / ١١٦) وهدية العارفين (١ / ٥٦).

(٤) ـ طبع ملحقا بكتاب الضعفاء.

٨٣

الفصل الثامن

وفاته ودفنه

* ـ وفاته ودفنه :

بعد حياة حافلة بالعلم والعبادة والجهاد والقيام في وجه المنحرفين خرج النسائي من مصر في آخر عمره إلى دمشق ، فسئل بها عن معاوية فقال ما قال ، فآذوه وضربوه حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة فتوفي بها (١).

وقال الدارقطني : خرج حاجا فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة ، فقال : احملوني إلى مكة. فحملوه وتوفي بها ، وهو مدفون بين الصفا والمروة ، وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة.

قال أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر «.... خرج من مصر في شهر ذي القعدة من سنة اثنين وثلاثمائة وتوفي بفلسطين في يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر سنة ثلاث (٢).

__________________

(١) السير (١٤ / ١٣٢ ـ ١٣٣) وقال الذهبي متعقبا ذلك : كذا قال [أي حمزة العقبي] وصوابه : إلى الرملة.

(٢) السير (١٤ / ١٣٢ ـ ١٣٣) وقال الذهبي متعقبا ذلك : كذا قال [أي حمزة العقبي] وصوابه : إلى الرملة.

٨٤

قال التقي الفاسي في العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين (١) بعد أن نقل القولين : «فيلخّص من هذا أنه اختلف في وفاته وموضعها.

فقيل : في صفر بفلسطين ، قاله الطحاوي وابن يونس [وابن خير وارتضاه الذهبي وابن نقطة في تقييده والصفديّ والمزي وابن خلّكان].

وقيل في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة بمكة قاله الدارقطني ، [وذكره الحاكم عن محمد بن إسحاق الأصبهاني عن مشايخه المصريين (٢) وارتضاه ابن الأثير في جامع الأصول].

* * *

__________________

(١) (ج ٣ / ص ٤٦).

(٢) معرفة علوم الحديث (ص ٨٣).

٨٥

الفصل التاسع

أهم المصادر والموارد التي

ترجمت للإمام النسائي

* أهم المصادر والموارد التي ترجمت للإمام للنسائي (*) :

هذه هي حياة أبي عبد الرحمن النسائي وجهاده.

ـ فإنه لمّا كان قد جمع وصنّف كتابه في السنن واعتبره الأئمة أحد أصولهم الستة. ترجمه ابن الأثير في مقدمة «جامع الأصول» والمزي في «تهذيب الكمال» وفروعه ، وابن نقطة في «التقييد لمعرفة الرواة والسنن والمسانيد» وغيرهم في كتب الرجال ولمّا كان من نبلاء المسلمين على مر العصور : ترجمه الذهبي في «سير أعلام النبلاء».

ولمّا كان من حفاظ ونقاد الحديث ترجمه كذلك في «تذكرة الحفاظ».

ولمّا كان من أعيان وعيون عصره ترجمه ابن خلّكان في «وفيات

__________________

(*) تراجع أرقام الصفحات من هذه الكتب في المقدمة ، وطبعاتها في فهرس المصادر والمراجع.

٨٦

الأعيان وإنباء أبناء الزمان مما ثبت بالنقل أو السماع أو أثبته العيان».

ولمّا كان من أعلام التاريخ الإسلامي ترجمه ابن كثير في تأريخه : «البداية والنهاية» ، والذهبي في «تاريخ الإسلام» ، وابن العماد في «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» والصفدي في «الوافي بالوفيات».

ولمّا كانت ولادته بنسا ونسبته إليها ترجمه أبو سعد بن السمعاني في «الأنساب» ، وابن الأثير في «اللباب بتهذيب الأنساب» وياقوت الحموي في «معجم البلدان» ، وغيرهم.

ولمّا استقر بزقاق القناديل من مصر ، ترجم له أبو سعيد بن يونس في «تاريخ مصر» وابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» ، والسيوطي في «حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة.»

ولمّا نزل قزوين ترجم له أبو يعلى الخليلي في «الإرشاد في معرفة علماء الحديث» وعبد الكريم الرافعي في «ذكر أهل العلم بقزوين».

ولمّا كانت له مصنّفات عديدة ، ترجم له حاجى خليفة في «كشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون» وطاش كبرى زاده في «مفتاح السعادة ومصباح الزيادة» ، والألباني والعش في «فهرس مخطوطات الظاهرية» ، وسركيس في «معجم المطبوعات» وكحالة في «معجم المؤلفين».

٨٧

ولمّا صنف منسكا في الحج على مذهب الإمام الشافعي ترجم له السبكي وغيره في «طبقات الشافعية».

ولمّا نزل مكة المكرمة ترجم له التقي الفاسي في «العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين».

ولمّا نزل نيسابور ، ترجمه الحاكم في «تاريخ نيسابور» ـ المفقود.

ولمّا نزل دمشق ، ترجمه ابن عساكر في تاريخه العظيم «تاريخ مدينة دمشق ـ حماها الله ـ وذكر فضلها وتسمية من حلّها من الأماثل أو اجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها».

ولما نزل بغداد ـ كان حقه أن يترجم له الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» أو «تاريخ مدينة السّلام وخبر بنائها ، وذكر كبراء نزّالها وذكر وارديها وتسمية علمائها» وفاته ذلك فترجمه ابن النجار في «ذيل تاريخ بغداد ، وابن أبيك الدمياطي في «المستفاد من ذيل تاريخ بغداد».

ولمّا كان قوله معتمدا في الجرح والتعديل ، ذكره ابن عدي في مقدمة «الكامل في الضعفاء» ، والحاكم في «معرفة علوم الحديث» والذهبي في الطبقة السادسة من كتابه «ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل».

ولما كان من مجدّدي القرن الثالث ؛ فقد ترجم فيهم.

٨٨

ولما كان قارئا للقراءات والحروف ترجمه الذهبي في «معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار» ، وابن الجزري في «غاية النهاية في طبقات القراء».

ولما كان البعض قد نسبه للتشيع ، فقد ترجمه العاملي في «أعيان الشيعة» ، والمامقاني في «تنقيح المقال» ، والخوانساري في «روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات».

ـ هذا هو أبو عبد الرحمن النسائي ، وله جوانب أخرى لم تبحث فيه منها : المجدّد ، والفقيه ، والرّحّال ، والمجتهد ، والمجاهد ، والقاضي ، والحاكم ، والعابد ، والشهيد ، فرحمه‌الله تعالى رحمة واسعة.

* * *

٨٩

الباب الثالث

دراسة كتاب التفسير

الفصل الأول : عنوان الكتاب وصحة نسبته للإمام النسائي.

الفصل الثاني : هل كتاب التفسير من جملة السنن الكبرى أم أنه كتاب مفرد؟!.

الفصل الثالث : منهج النسائي في كتاب التفسير.

الفصل الرابع : موقع كتاب تفسير النسائي بين كتب التفسير بكتب السّنة.

الفصل الخامس : وصف النسخ الخطية ، وترجمة رواتها.

الفصل السادس : فائدة وميزة هذه النشرة.

الفصل السابع : منهجنا في التحقيق ، وطريقة التخريج.

ـ صور النسخ الخطية

٩٠

الفصل الأول

عنوان الكتاب وصحة نسبته

للإمام النسائي

أ ـ العنوان :

عنوان المخطوطة الأصلية : تفسير القرآن العظيم.

ومدوّن على نسخة (ح) : الجزء الرابع من التفسير ....

وسماه ابن خير في فهرسته (ص ٥٨ ، ١١٥) كتاب تفسير القرآن.

ب ـ صحة نسبته للإمام النسائي :

١ ـ أقدم من علمناه تحدّث ونسب هذا الكتاب للإمام النسائي هو : ابن خير الإشبيلي [ت ٥٧٥] في فهرسة ما رواه عن شيوخه (ص ٥٨).

٢ ـ وأورد أحاديثه كلها الحافظ المزي [ت ٧٤٢] في كتابه الفذّ «تحفة الأشراف» وبعضها في تهذيب الكمال أثناء بعض التراجم ، وقد ذكرنا رقم الحديث في «تحفة الأشراف» عقب تخريجه على الكتب من الوجه الذي أخرجه المصنف توثيقا للنصوص ليرجع إليها من

٩١

٣ ـ وذكره الحافظ الذهبي [ت ٧٤٨] في ترجمة المصنف من «السير» وفي «تاريخ الإسلام» أيضا.

٤ ـ واعتمده الإمام الزيلعي [ت ٧٦٢] في «الإسعاف في تخريج أحاديث الكشاف (١)» ، وفي «نصب الراية».

٥ ـ والحافظ الإمام ابن كثير الدمشقي [ت ٧٧٤] في مواضع كثيرة من تفسيره العظيم.

٦ ـ وذكره كذلك الإمام الزركشي [ت ٧٩٤] في كتابه «البرهان في علوم القرآن» (٢ / ١٥٩).

٧ ـ وأشار إليه الحافظ أبو بكر الهيثمي [ت ٨٠٧] في مقدمة «كشف الأستار» (١ / ٦).

٨ ـ ونسبه إليه كذلك الحافظ ابن حجر [ت ٨٥٢] في مواضع من كتبه : فتح الباري (٦ / ٤٣٩) ومقدمة التهذيب ، و «تخريج أحاديث الكشاف».

٩ ـ والإمام السيوطي [ت ٩١١] في «الدرّ المنثور» كما في تخريج معظم الأحاديث هنا ، وفي «حسن المحاضرة» (١ / ١٩٧) ، وغيرها من مصنفاته ، ك «اللباب».

ـ وذكره كذلك من المعاصرين : الشيخ العلّامة : أحمد شاكر ـ رحمه‌الله تعالى ـ في «تفسير الطبري»

__________________

(١) كما في مصورة المكتب (١ / ٣١٣) قال : «رواه النسائي في سننه الكبرى» ، في تفسير سورة الإسراء.

٩٢

وغيره ، وذكره في «تاريخ التراث العربي» فؤاد سزكين ، وفي «تاريخ الأدب العربي» كارل بروكلمان وغيرهم.

* * *

٩٣

الفصل الثاني

هل كتاب التفسير من جملة السنن الكبرى

أم أنه كتاب مفرد؟!

ذكر الحافظ الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (١٤ / ١٢٧) ما يشعر بأنه يعده كتابا مفردا ، فقد قال : «...... وله كتاب التفسير في مجلد» (١) ا. ه

وذكر هذا بعد أن ذكر السنن ، فكأنه ما وصل للذهبي مرويا إلّا منفردا.

ـ وأما الحافظ ابن حجر فقوله في التهذيب (١ / ٦) : «ولم يفرد (أي : المزي) التفسير ، وهو من رواية حمزة وحده».

وسيأتي بيان ذلك عند الكلام على أهمية هذه النشرة (ص) وبينّا وجه الصواب في ذلك ، وأنه ـ رحمه‌الله تعالى وأجزل له المثوبة ـ وهم فيما قرر ، فقد شارك حمزة في روايته ابن حَيُّويَة أيضا.

__________________

(١) وأقرّ الشيخ الألباني ـ في فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (ص ٤٢٣) الذهبي ورجح أنه ليس من السنن الكبرى!!

٩٤

أما المثبتون لكونه من جملة السنن الكبرى فهم :

١ ـ الحافظ ابن عساكر (ت ٥٧١) إذ أنه اعتمد في أطراف النسائي على رواية ابن حيوية ـ وفيها التفسير كما في (ح).

٢ ـ الشيخ المحدّث : أبو بكر محمد بن خير الإشبيلي (ت ٥٧٥) في فهرسته (ص ١١٥) فقال : «...... كتاب تفسير القرآن للنسائي من جملة هذا المصنف» (١).

٣ ـ الحافظ أبو الحجاج المزيّ (ت ٧٤٢) حيث اعتبره منها كما في أطرافه للستة «وتهذيب الكمال» كما سبق في «عنوان الكتاب وصحة نسبته».

٤ ـ الحافظ الزيلعي (ت ٧٦٢) في «نصب الراية» وفي «تخريج أحاديث الكشاف» (٢) حيث قال : «رواه النسائي في سننه الكبرى في تفسير سورة الإسراء».

٥ ـ الحافظ ابن كثير (ت ٧٧٤) في تفسيره (٣ / ١٤٩) : «كتاب التفسير من سننه» ، (٣ / ٢٥٠) «النسائي في التفسير من سننه» ، (٣ / ٤٧٦) وغير ذلك.

٦ ـ الحافظ الهيثمي (ت ٨٠٧) يتلمّح ذلك من إقراره لشيخه المزيّ في كون التفسير من سننه ، كما سبق.

__________________

(١) وهذا جزم من إمام بارع حافظ مجوّد مقرئ أستاذ في فنه وهو عالم الأندلس ، وكان محدّثا متقنا. وكان له اختصاص بتفسير النسائي حيث أنه كان يسمعه لتلاميذه ، ومنهم ابن أخته : المعمّر أبو الحسين ابن السراج. كما وصفه بذلك وأخبر عنه الذهبي في ترجمته من «سير أعلام النبلاء» (٢١ / ٨٥ ـ ٨٦).

(٢) من مصورات مكتبنا عن مخطوطته (١ / ٣١٣).

٩٥

٧ ـ الإمام السيوطي (ت ٩١١) يفهم ذلك من قوله في الدرّ المنثور في غير ما موضع «رواه النسائي» ويكون متفردا به في التفسير دون باقي الستة ولم يروه في المجتبي ولا الكبرى ، فلا يخصص عزوه بالتفسير بل للنسائي مطلقا فدلّ على أنه معتبر من جملة الكبرى.

٨ ـ الشيخ أحمد شاكر (١٣٣٧) في تحقيقه لتفسير الطبري (٥ / ٥٧٢) قال : «وكتاب التفسير في النسائي إنما هو في السنن الكبرى».

* فمن هذا العرض يتبين لنا ترجيح كون كتاب التفسير من جملة كتب السنن الكبرى ؛ لا أنه كتاب مفرد. كما صرح بذلك فرسان أهل الرواية والدراية كما سبق.

* * *

٩٦

الفصل الثالث

منهج النسائي في كتاب التفسير

* السمة الأولى : اتسم كتاب «التفسير» من السنن الكبرى للإمام النسائي بجودة التصنيف ، وحسن الترتيب ، وانتقاء الترجمة للحديث من آيات القرآن ، أو بما يناسبها من التراجم المنتقاة التي يستقيها ويستخرجها من الحديث أو الآية.

فقد قسّم نصوص الكتاب البالغة ـ فيما وصل إلينا ـ (٧٣٥) نصا على (١٠٥) سورة وزّع وقسم عليها تراجم لكل سورة ، بلغت (٤١٨) ترجمة بالآيات وبغيرها. وكان محتوى هذه النصوص في كل سورة مطابقا للترجمة التي وضعها تحتها ؛ مما يدل على مهارته وقدرته ـ رحمه‌الله تعالى وأجزل المثوبة له ـ على التبويب وحسن التصنيف.

فقد يترجم بآية معينة عامة ، ثم يورد تحتها النصوص العامة ، ثم يتبعها بما يخصصها أو ينسخها ؛ لئلا يحدث ذلك خللا عند القارئ المطلع ، ولئلا يحشر النصوص في سورة واحدة أو تحت آية واحدة.

ومثال ذلك : ما صنعه في سورة البقرة ، فقد استوعبت (٧٦)

٩٧

حديثا ، وزّعها وصنفها الإمام النسائي بفطنته وحسن وجودة تصنيفه على (٥٣) ترجمة ، ووضع تحت كل ترجمة ما يناسبها من الأحاديث.

ـ بل قد يترجم ويعنون أيضا بغير الآيات مثال :

علامة المنافق (١٤٧) ـ الحواريون (١٧٩) ـ بركة الذّرية (١٨٨) ـ الفتون (٣٤٦) ـ الأحزاب (٤١٧) ـ باب محمد رسول الله (٥٣٢) ـ ذكر سدرة المنتهى (٥٥٣) ـ ذي القربى (٥٦٧) ـ المهاجرون (٦٠٠).

وفي هذا كله ما ينبئ عن الدقة في الترجمة ، وحسن اختيار لنصوص التراجم.

كما اتسم تفسيره أيضا بالوحدة الموضوعية ، فإنه لم يدخل في تفسيره سوى ما يتعلق بتفسير الآيات المرادة من الحديث المرفوع أو الموقوف. وأنت ـ أخي القارئ ـ إذا أنعمت النظر في قول الحافظ الحاكم : أبي عبد الله ـ صاحب المستدرك ـ «من نظر في كتاب السنن للنسائي تحيّر من حسن كلامه (١)» فإنك تذعن بفضل الإمام النسائي وما أدّاه للمسلمين من خدمات جليلة.

* السمة الثانية : إسناده النصوص النبوية والموقوفات إلى قائليها ، وهذه ميزة عظيمة قلّما تجدها في مصنفات المتأخرين.

__________________

(١) معرفة علوم الحديث (ص ٨٢).

٩٨

* السمة الثالثة : دقته في الصناعة الحديثية ، كأن يورد حديثا قد تلقّاه من شيخين أو أكثر في إسناد واحد ، وهي من الأساليب الفنية في صناعة الإسناد ، استعملها المحدّثون الكبار ـ وبرزت بجلاء عند الإمام مسلم بن الحجاج ، صاحب الصحيح ـ سيما إذا أخرجوه من طريق واحدة كما في النصوص (رقم ٢٦٧ ، ٢٩٦ ، ٣٢١ من التفسير هنا).

وهو دقيق في أداء ما سمعه فإذا أراد أن يعرّف برجل بيّن ذلك بقوله : ـ «فلان» ـ كما في نصوص عديدة منها حديث (رقم ١١).

... حدثنا محمد ـ وهو : ابن عبد الله بن نمير ـ وفي حديث (رقم ١٢) أنا خالد ـ يعني : ابن الحارث ـ.

وهو دقيق ممحّص أيضا في أداء الحديث عن كل شيخ وفي تحديد لفظه إذا سمعه من أكثر من واحد ، مثل (٣٣٩ ، ٧١٠). ولم يتعرض الإمام النسائي للرجال بجرح أو تعديل إلّا في موضع واحد (رقم ٧١٩) فقد نقل عن شيخه عمرو بن علي قوله في عامر بن إبراهيم : «وكان ثقة من خيار الناس».

وكذلك الحال في شرح الغامض والغريب من المتون ، فإنه لم يتعرض لشرحها إلّا في مواضع يسيرة ، وقد يتكلم على بعض الأسانيد

٩٩

ويتعرض لبعض المرويات التي ساقها بنقد وتقييم ، وبيان لعلل بعضها. كما في (رقم ٢١٢ ، ٤٠٣ ، ٦٧٣ ، .... إلخ).

* السمة الرابعة : أنه لم يكرر الأحاديث ويكثر طرقها بما لا يفيد. فإن مجموع ما كرره هو (٧٥) حديثا فقط من (٧٣٥) حديثا. والتكرار في هذه المواضع كان لفائدة ، كأن يستنبط منها حكما معينا ، أو أنها محتملة ، وتصلح لتفسير أكثر من آية في عدة سور.

ـ ومن تحريه ودقته : أنه قد يورد شطرا أو جملة من الحديث مقتصرا عليه. فينبه على أنه قد اختصره بقوله : «مختصر» وذكر ذلك في عدة أحاديث نذكرها للفائدة : (٢٤٢ ، ٢٤٦ ، ٢٥٢ ، ٢٧١ ، ٦٤٧ ، ٧١٧ ، ٥٠٨ ، ٥٨٩ ، ٥٩٥ ، ٦٤٧).

ـ هذا في الأحاديث المختصرة ، وقد أورد المصنف رحمه‌الله ـ أيضا أحاديث طوالا ، تبلغ عدة صفحات ـ ولتميّز هذا النوع من الحديث خصه بعض العلماء بالتصنيف منهم : أبو الحسن القطان ، والطبراني (طبع) وأبو موسى المديني كما ذكرهما السيوطي في «الدرّ المنثور» (٥ / ٣٣٩) ـ من هذه الأحاديث :

(١٣) قصة سليمان عليه‌السلام مع الشياطين ، (٨٤) قصة هرقل ، (٢٥٢) توبة كعب بن مالك ، (٣٠٦ ، ٤٥٣) حديث الشفاعة ، (٣٢٦ ، ٣٢٧ ، ٣٢٨) قصة موسى والخضر ،

١٠٠